القرآن الكريم والسُنَّة النبوية والاعجاز
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

القرآن الكريم والسُنَّة النبوية والاعجاز

القرآن الكريم والسُنَّة النبوية والاعجاز كنز ورسالة لمنهج حياة للعالم الإسلامي اجمع
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 العقيدة من مفهوم القران والسنة - نواقض الإسلام

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin
Admin


المساهمات : 4240
تاريخ التسجيل : 20/01/2018

العقيدة من مفهوم القران والسنة - نواقض الإسلام Empty
مُساهمةموضوع: العقيدة من مفهوم القران والسنة - نواقض الإسلام   العقيدة من مفهوم القران والسنة - نواقض الإسلام Emptyالجمعة مارس 02, 2018 7:23 am

۞بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ۞
۞ٱلْسَلآمّ ٍعَلْيّكَمُ وٍرٍحَمُةٌ اللَّــْـْہ ۆبُركَاته۞
۞أَعُوذُ بِاللَّهِ السَّمِيعِ الْعَلِيمِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ من ♥️هَمْزِهِ، ♥️ونَفْثِهِ،♥️ونَفْخِهِ۞
۞الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ۞
۞أَشْهَدُ أَنّ لَّا إِلَٰهَ إِلَّإ الله ♥️وأَشْهَدُ ان محمداً رسول الله۞
۞تحية من عند الله طيبة مباركة۞

العقيدة من مفهوم القران والسنة - نواقض الإسلام 1500004940_1880
العقيدة من مفهوم القران والسنة - نواقض الإسلام 1499998749_7984
العقيدة من مفهوم القران والسنة - نواقض الإسلام 1499998759_2772
العقيدة من مفهوم القران والسنة - الدرس ( 6) : نواقض الإسلام
موضوع الدرس اليوم :
أيها الأخوة الكرام, مع درس من دروس العقيدة الإسلامية, وصلنا في موضوعات العقيدة إلى موضوعٍ ينبغي أن ندقق في فهمه، ألا وهو نواقض الإسلام، لو أن إنساناً معه ورقة مالية بمليون أو بمئة مليون، وهي ورقةٌ مزورة، الأَولى أن يعلم أو لا يعلم؟ الأولى أن يعلم، لماذا؟ من أجل ألا يبني آمالاً من دون أسباب، من أجل ألا يبني أحلاماً من دون أسس، فالحقيقة المرة دائماً وأبداً هي أفضل ألف مرة من الوهم المريح.
الحقيقة: كل واحد من المسلمين راضٍ عن إيمانه، لكنه ليس راضياً عن رزقه، والأولى ألا ترضى على ما تتوهم ما هو إيمان، فلذلك باب نواقض الإسلام بابٌ خطيرٌ وأساسيٌ في العقيدة الإسلامية، فالشرك ينقض الإسلام، وقد قال الله عز وجل:
﴿وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ﴾
[سورة يوسف الآية: 106]

احفظ هذه المعادلة :
لو تصورنا أن عقيدة التوحيد راسخة في الإنسان، هناك آلاف الأمراض يشفى منها، أمراض القلق، وأمراض الخوف، وأمراض النفاق، وأمراض الخنوع والخضوع، هذه الصفات التي تزري بالإنسان, والتي تحبط به عن أن يكون عزيزاً، كل هذه الأمراض بسبب ضعف التوحيد، لأن الإنسان إذا أيقن أن الذي وهبه الحياة, لا يمكن أن يسمح لأحد أن يأخذها منه إلا الذي وهبه إياها، وأن الله سبحانه وتعالى تكفل بأرزاق العباد، وكلمة الحق لا تقطع رزقاً، ولا تقرب أجلاً، لذلك تقوى شخصيته ويتفاءل ويطمئن إلى عهد الله عز وجل، فالصحة النفسية تساوي التوحيد، والأمراض النفسية تساوي الشرك:
﴿وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ﴾
[سورة يوسف الآية: 106]

متى يحبط العمل؟ :
قال تعالى:
﴿وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾
[سورة الزمر الآية: 65]

إذا أشركت يحبط العمل، كيف؟ لو كان العملُ مقبولاً عند الناس، لكنك لم تقدم عليه ابتغاء وجه الله، بل ابتغاء أن يرضى الناس عنك، إذاً هذا شرك، بل ابتغاء السمعة، إذاً هذا شرك، ابتغاء الثناء العطر هذا شرك، ابتغاء أن تعلو في الأرض هذا شرك، فهذا العمل على أنه عمل عظيم, لا وزن له في الآخرة.
يا رب قرأت القرآن في سبيلك، فيقال له: كذبت، قرأت القرآن ليقال: قارئ، وقد قيل: يا رب علمت العلم في سبيلك، فيقال له يوم القيامة: كذبت، علمت العلم ليقال: عالم، وقد قيل: يا رب قاتلت في سبيلك، فيقال له: كذبت، قاتلت ليقال عنك شجاع، وقد قيل، هكذا فحوى الحديث.
إذاً: إذا أشرك الإنسان حبط عمله، يعني سقطت قيمة العمل، لا قيمة له، هذا إذا كان عملاً عظيماً.
المعنى الآخر للإحباط: أن الإنسان حينما يشرك, يصبح عمله ساكناً، يرتكب أبشع الأعمال، يسلك أضيق الطرق، ينحط انحطاطاً لا حدود له، فإحباط العمل إما بذهاب قيمته أو بهبوط مستواه:
﴿وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾
[سورة الزمر الآية: 65]

من المعلوم :
ومعلوم إليكم: أن الله سبحانه وتعالى لا يغفر أن يشرك به، هناك ذنبٌ يغفر، وهناك ذنبٌ لا يغفر، وهناك ذنبٌ لا يترك، ما كان بينك وبين العباد لا يترك، وما كان بينك وبين الله يغفر، وما كان شركاً لا يغفر إلا أن تتوب:
﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ﴾
[سورة النساء الآية: 48]

الحق واحد والباطل متعدد :
الطريق المستقيم أسهل الطرق
الحقيقة: الشرك أنواع، أنواع منوعة, الباطل متعدد، أما الحق واحد:
﴿وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ﴾
[سورة الأنعام الآية: 153]
السبل جاءت جمعاً، أما الصراط المستقيم فجاء مفردا، يخرجهم من الظلمات جمع, إلى النور مفرد، الحق لا يتعدد.
بالمناسبة: من السهل جداً أن تستوعب الحق، لأنه واحد، ويكفي أن تستوعبه ليكون ميزاناً لك، لكن من المستحيل، ومن أشد أنواع الاستحالات، مستحيل وألف مستحيل أن تستطيع في عمر محدود أن تستوعب الباطل، الباطل لتعدده وكثرته لا يستوعب، فمن سلك في هذا الطريق فهو طريق مسدود، من أجل أن تستوعب عقيدة فئة ضالة تحتاج إلى أعوام مديدة ، فلو أردت أن تستوعب كل الضلالات, لا تكفي أعمار أمة لاستيعابها، ففرق كبير بين أن تستوعب الحق فيكون مقياساً تقيس به كل شيء، وبين أن تخوض في الباطل فتمضي الأعمار ، ولا تصل إلى مبتغاك.

من أنواع الشرك :
1- أن تجعل لله شريكاً في الملك والتصرف :
أيها الأخوة, هناك من يؤمن بالله، ولكن يجعل لله شريكاً في التصرف, في الملك, وفي التصرف؛ أي خلقاً, وحياةً, ورزقاً, وموتاً, وضراً, ونفعاً.
يعني نحن في هذه الأحداث: لمجرد أن تعتقد أن وحيد القرن بإمكانه أن يدمر أمة كما فعل في العراق، لمجرد أن تعتقد أن الله لا علاقة له بهذا، إلا أن هذا القوي دمر أمة, هذا الكلام هو عين الشرك، حينما تعتقد أن لهذا الكون مالكاً غير الله، وحينما تعتقد أن لهذا الكون متسلطاً غير الله، فهذا الشرك بعينه.
أحد أنواع الشرك: أن تعتقد أن لهذا الكون مالكاً غير الله، وأن لهذا الكون متصرفاً غير الله، هذا شرك دون أن تشعر، حينما تستمع إلى الأخبار، وقد تكون الأخبار قاسية جداً، شعب مسلم يدمر، حينما تتوهم أن الله لا علاقة له بهذا، ولكن هذا القوي الجبار استطاع أن يفعل هذا، هذا هو الشرك بعينه.

من نتائج الشرك :
الشرك من نتائجه: الانقباض, الضيق, والقلق، ثم الإحباط، الشرك أن تؤمن بالله، وأن تؤمن مع إيمانك بالله: أن في الأرض أقوياء يفعلون ما يريدون، ويدمرون ما يشاؤون، ويفقرون ويغنون، فالخلق بيد الله، والحياة بيد الله، والرزق بيد الله، والموت بيد الله، والضر بيد الله، والنفع بيد الله، هذا هو الإيمان، مع الإيمان راحة نفسية، مع الشرك عذاب نفسي، والدليل:
﴿فَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آَخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ﴾
[سورة الشعراء الآية: 213]
أحد أكبر أسباب العذاب النفسي: أن تدعو مع الله إلهاً آخر.

قف هنا :
يقول النبي عليه الصلاة والسلام, فيما يرويه عن ربه, في الحديث الصحيح الذي رواه الإمام البخاري: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ:
((كَذَّبَنِي ابْنُ آدَمَ وَلَمْ يَكُنْ يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يُكَذِّبَنِي, وَشَتَمَنِي ابْنُ آدَمَ وَلَمْ يَكُنْ يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَشْتُمَنِي, أَمَّا تَكْذِيبُهُ إِيَّايَ فَقَوْلُهُ: إِنِّي لَا أُعِيدُهُ كَمَا بَدَأْتُهُ, وَلَيْسَ آخِرُ الْخَلْقِ بِأَعَزَّ عَلَيَّ مِنْ أَوَّلِهِ, وَأَمَّا شَتْمُهُ إِيَّايَ فَقَوْلُهُ: اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا, وَأَنَا اللَّهُ الْأَحَدُ الصَّمَدُ, لَمْ أَلِدْ وَلَمْ أُولَدْ, وَلَمْ يَكُنْ لِي كُفُوًا أَحَدٌ))
الآن كلام الناس دون أن يشعروا: الدهر قلب لي ظهر المجن، ما هو الدهر؟ الدهر إله ، الآخر يقول: سخر القدر منك، ثالث يقول: دارت الأيام عليه، كلمة أيام لا معنى لها، وكلمة دهر لا معنى لها، وكلمة فلان ليس له حظ لا معنى لها، لا حظ ولا قدر بالمفهوم الشركي، ولا دهر إلا الله، فأنت حينما تعتقد أن في الأرض شيئاً ظاهراً أو مخفياً، هو الذي يفعل كل شيء, والله لا علاقة له بذلك، فهذا عين الشرك أيضاً.

2-من يصف نفسه بصفات هي لله عز وجل :
الآن هناك نوع آخر من الشرك: من يصف نفسه بصفات هي لله عز وجل، ماذا قال فرعون؟:
﴿أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى﴾
[سورة النازعات الآية: 24]
﴿مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي﴾
[سورة القصص الآية: 38]
من الأقوال التي نعتقد فيها الشرك :
إقامة السد لا تغني عن رحمة الله
وبعضهم قال: عقب سنوات القحط، وعقب التوهم الساذج, أن بالإمكان أن تنزل الأمطار بطريقة أو بأخرى، فقال: استغنينا عن رحمة السماء، هذا شرك، فإذا أقمنا سداً لا نستغني عن رحمة السماء، لأن مياه السد من السماء، فحينما تدعي أنك فعلت شيئاً هو فعل الله عز وجل, من هو الرزاق؟ هو الله.
حينما شحت الأمطار في هذه البلاد في سنوات مضت, والمياه الجوفية هبطت وكادت تغور, والمزروعات هددت والقلق عم، والناس جأروا بالدعاء، ألا تستطيع جهة أرضية أن تستصدر قراراً بإنزال الماء، من الذي يهب الحياة؟ من الذي يهب أسباب الحياة؟ الله عز وجل تفضل علينا في هذا العام بأمطار عالية النسب، بمستويات في التهاطل, تكاد تصل إلى الضعف في معظم المناطق، لولا أن الله تفضل علينا ماذا نفعل؟:
﴿قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْراً فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ﴾
[سورة الملك الآية: 30]
ما قيمة هذه المدينة دون ماء؟ والله عز وجل يرينا في بعض المناطق أثر الجفاف وانعدام الأمطار، يموت النبات، ويموت الحيوان، يرحل الإنسان.
مرت أيام كنا مهددين بكأس الماء، من ثلاثة وثلاثين متراً في الثانية إلى نصف متر مياه عين الفيجة، حينما تقول: أنا بهذا السد أستغني عن رحمة السماء، وأنا ربكم الأعلى كما قال فرعون، وبيدي أن أعطي وأن أمنع، هذا نوع آخر من الشرك، أي أن تلبس لبوساً ليس لك.

عاقبة المستكبر على الله :
ورد في بعض الأحاديث الشريفة: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ:
((قَالَ اللَّهُ تعالى: الْكِبْرِيَاءُ رِدَائِي, وَالْعِزَّةُ إِزَارِي, فَمَنْ نَازَعَنِي وَاحِدًا مِنْهُمَا, قذفتهِ فِي النَّارِ))
[أخرجه مسلم في الصحيح, وأبو داود في سننه]
وأنا أسأل الله أن يلهم أعداءنا أن يتكبروا، وهم يتكبرون، لأن تكبرهم سينتهي إلى أن يقصمهم الله عز وجل.
قيل قبل أسابيع: من يستطيع في العالم أن يجبرنا على أن نفي بعهودنا ومواثيقنا؟ الحقيقة لا أحد، ما أهلك الله قوماً إلا وذكرهم أنه أهلك من هم أشد منهم قوة إلا عاداً، لما أهلكها قال:
﴿أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً﴾
[سورة فصلت الآية: 15]
ما كان فوق عاد إلا الله.
حديث آخر: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ:
((قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: الْكِبْرِيَاءُ رِدَائِي, وَالْعَظَمَةُ إِزَارِي, فَمَنْ نَازَعَنِي وَاحِدًا مِنْهُمَا, قَذَفْتُهُ فِي النَّارِ))
[أخرجه مسلم في الصحيح, وأبو داود وابن ماجه في سننهما، وأحمد في مسنده]
حديث ثالث:
((الكبرياء ردائي, فمن نازعني في ردائي قصمته))

3-أن تعبد غير الله :
هناك شرك من نوع آخر: شرك من يعبد غير الله، بأي لون من ألوان العبادة، لئلا نتوهم أننا لا نعبد غير الله.
قد يقول قائل: من منا يقول: أنا أعبد غير الله؟ لا أحد يقول، ولكن حينما تطيع مخلوقاً وتعصي خالقاً شئت أم أبيت، علمت أم لم تعلم، أنت تعبد هذا الإنسان، إذا أطعت إنساناً وعصيت خالقاً, فهذا نوع من العبادة، قال تعالى:
﴿قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ﴾
[سورة الزمر الآية: 64]
﴿وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ * بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ﴾
[سورة الزمر الآية: 65 - 66]

متى يدخل العبد في الشرك حسب نص هذا الحديث؟ :
أيها الأخوة, ورد في صحيح مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ:
((سمعت رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: أَنَا أَغْنَى الشُّرَكَاءِ عَنْ الشِّرْكِ, مَنْ عَمِلَ عَمَلًا أَشْرَكَ فِيهِ مَعِي غَيْرِي تَرَكْتُهُ وَشِرْكَهُ))
[أخرجه مسلم في الصحيح]
أنا أبتغي وجه الله، وأبتغي السمعة بين الناس، دخل الشرك، أنا أبتغي وجه الله, لكن كنت أتوقع من هذا المريض الذي أجريت له عملية ناجحة, أن يكتب كلمة في إحدى الصحف, يثني على مهارتي في إجراء العملية، الإنسان أحياناً يعمل عملاً، ثم يستجدي مديحاً، لو أنه سكت لكان أحسن له، إذا قدم لك إنسان شيئاً، وهذا الإنسان الذي قدم له الشيء بقي ساكتاً ينبهه: كيف وجدت هذه الهدية؟ هل أعجبتك؟ هو يسألك أن تثني عليه، دون أن يشعر الإنسان ، كلما عمل عملاً يحب أن يظهر، هذا مما يجرح إخلاص العمل:
﴿إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُوراً﴾
[سورة الإنسان الآية: 9]

مقياس دقيق :
المقياس الذي أقوله لكم دائماً: إذا ازداد عملك بالثناء، وقلَّ بعدم الثناء, فهناك مشكلةٌ في الإخلاص، وأن عملك إذا ازداد أمام الناس، وضعف بينك وبين الله، هذا مؤشر آخر، ليس في صالحك، وأنك إذا عملت عملاً صالحاً، ولم تشعر بشيء إطلاقاً, أيضاً هذا مؤشر ثالث.

ما العبرة من هذا الحديث؟ :
في حديث آخر: عن أبي الدرداء, يقول عليه الصلاة والسلام فيما يرويه عن ربه:
((يا بن آدم, مهما عبدتني ورجوتني, ولم تشرك بي شيئاً, غفرت لك على ما كان منك، وإن استقبلتني بملء السماء والأرض خطايا وذنوباً, استقبلتك بملئهن من المغفرة, وأغفر لك ولا أبالي))

العبرة ألا تشرك.
أيها الأخوة, هذه بعض أنواع الشرك؛ أن تجعل لله شريكاً في الملك والتصرف, أو أن تتخذ لنفسك صفات كصفات الله، أو أن تطيع مخلوقاً وتعصي خالقاً، هذه أنواع الشرك، وكل نوع في آيات واضحة جلية وفي أحاديث واضحة جلية.

مصطلحات فيها شرك :
أخواننا الكرام, هذه المصطلحات في الإسلام ينبغي أن تكون واضحةً في أذهاننا، الشيء المألوف: أن المصطلح إذا كثر ترداده ضعف مدلوله الشرك، أي قد يشرك الإنسان وهو في المسجد، مثلاً: إذا شعر أن الشيخ راضٍ عنه، وهو يفعل الموبقات فيما بينه وبين نفسه، هذا شرك، ماذا يفعل الشيخ؟ هل يستطيع أن يمنع الله منك؟
والي البصرة قال للحسن البصري بعد أن جاءه توجيه من يزيد: إن نفذ هذا التوجيه أغضب الله، وإن لم ينفذ هذا التوجيه أغضب يزيد، فقال له الحسن البصري: إن الله يمنعك من يزيد، لكن يزيد لا يمنعك من الله.
حينما يبتسم لك إنسان فتطمئن، وأنت مع الله على غير ما يرام هذا شرك، حينما تتوهم أنه يكفي أن يرضى عنك والداك، وأنت لا تتقيد بأمر الله إطلاقاً، هذا نوع من الشرك، ترضي ما سوى الله، ترجو ما سوى الله, تطمئن لوعد ما سوى الله، تخاف من وعيد ما سوى الله، هذا شرك.

من أنواع الكفر :
1-كفر التكذيب :
أيها الأخوة, أما الكفر فهناك كفر التكذيب:
﴿فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ جَاءُوا بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَالْكِتَابِ الْمُنِيرِ﴾
[سورة آل عمران الآية: 184]
تكذيب الرسول أحد أنواع الكفر، الكفر تكذيب, الشرك مع الإيمان في شريك، الكفر تكذيب.
يقول عليه الصلاة والسلام كما ورد في الصحيحين عَنْ أَبِي مُوسَى, عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
((إِنَّمَا مَثَلِي وَمَثَلُ مَا بَعَثَنِي اللَّهُ بِهِ, كَمَثَلِ رَجُلٍ أَتَى قَوْمًا فَقَالَ: يَا قَوْمِ إِنِّي رَأَيْتُ الْجَيْشَ بِعَيْنَيَّ, وَإِنِّي أَنَا النَّذِيرُ الْعُرْيَانُ, فَالنَّجَاءَ, فَأَطَاعَهُ طَائِفَةٌ مِنْ قَوْمِهِ فَأَدْلَجُوا, فَانْطَلَقُوا عَلَى مَهَلِهِمْ فَنَجَوْا, وَكَذَّبَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ, فَأَصْبَحُوا مَكَانَهُمْ, فَصَبَّحَهُمْ الْجَيْشُ فَأَهْلَكَهُمْ وَاجْتَاحَهُمْ, فَذَلِكَ مَثَلُ مَنْ أَطَاعَنِي فَاتَّبَعَ مَا جِئْتُ بِهِ, وَمَثَلُ مَنْ عَصَانِي وَكَذَّبَ بِمَا جِئْتُ بِهِ مِنْ الْحَقِّ))
النبي جاء بالقرآن، والقرآن يصف أهل النيران، والقرآن يصف أهل الجنان، إن صدقت نجوت، وإن لم تصدق لا أحد يجبرك أن تصدق، لكن ادفع الثمن، هذا متى يخشى؟ عند مغادرة الدنيا:
﴿يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي﴾
[سورة الفجر الآية: 24]
﴿يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي﴾
[سورة الفجر الآية:24]
خيارك مع الإيمان خيار وقت :
أخواننا الكرام, خيارك مع الإيمان خيار وقت، أكثر كفار الأرض الذي قال: أنا ربكم الأعلى, حينما أدركه الغرق قال: آمنت بالذي آمنت به آل إسرائيل، يجب أن تعتقد أن كفار الأرض من دون استثناء, عندما يأتيهم الموت, يصدقون بما جاء به الأنبياء، ولكنهم صدقوا بعد فوات الأوان، ما قيمة الإيمان في غير أوانه؟ لا قيمة له، والدليل:
﴿لَا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آَمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْراً﴾
[سورة الأنعام الآية: 158]

2-كفر الإباء والاستكبار :
هناك كفر الإباء والاستكبار، هو قانع أن هذا هو الحق، ولكن مكانته الاجتماعية، ومنصبه الرسمي، ودرجته العلمية, تأبى أن يصلي في مكتبه، تأبى أن يخضع للدين، تأبى أن ينصاع لأهل الحق، هو أكبر من ذلك، هذا كفر الاستكبار، من زعيم الاستكبار؟ إبليس، هو الذي عصى استكباراً:
﴿أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِيناً﴾
[سورة الإسراء الآية: 61]
﴿خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ﴾
[سورة ص الآية: 75]
إبليس ما جحد أمر الله، ولا قابله بالإنكار بل قال:
﴿قَالَ أَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ﴾
[سورة الأعراف الآية: 14]
ولكن الذي أهلكه استكباره، أبى أن يسجد لآدم، أبى واستكبر، لذلك معصية الاستكبار يصعب أن يتوب الإنسان منها، لكن معصية الغلبة من السهل جداً أن تتوب منها.
قال تعالى:
﴿وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ﴾
[سورة البقرة الآية: 34]

من مواطن الكبر :
في صحيح مسلم: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ, عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
((لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ))
نقطة من البترول إذا وضعتها في مئة كيلو من الحليب تفسدها، واللبن قد تمزجه بخمسة أضعافه ماء, فيكون شراباً سائغاً للإنسان، فالكبر آفة الآفات.
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ, أن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
((لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ, فقَالَ رَجُلٌ: إِنَّ الرَّجُلَ يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ ثَوْبُهُ حَسَنًا وَنَعْلُهُ حَسَنَةً, قَالَ: إِنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ, الْكِبْرُ بَطَرُ الْحَقِّ وَغَمْطُ النَّاسِ))
[أخرجه مسلم في الصحيح, وأبو داود والترمذي في سننهما]
هذه الكلمة التي يقولها الناس دائماً, تقال في هذا الموطن، لا في موطن أنك تملأُ عينيك من الحرام، فإذا عوتبت على ذلك قلت: إن الله جميل يحب الجمال، هذه الكلمة لا تناسب هذا الموقف، هذه معصية، أما حينما تعتني بثيابك، وتعتني بنظافة بيتك، وتكون أنيقاً، ولك مظهر حسن، إن سُئلت: لمَ تفعل هذا فالدنيا فانية؟ قل له: إن الله جميل يحب الجمال.
أيها الأخوة, أما الكبر: فبطر الحق وغمط النفس، البطر: رد الحق، بمجرد أن ترفع امرأة مسلمة دعوى تفريق أمام قاض غير مسلم في بلد أجنبي, لتأخذ نصف ثروة زوجها، مع أن الشرع يعطيها المهر فقط، حينما ترد الحق, لا تريد حكم الله في هذا الموضوع، تريد تشريعاً أرضياً، هذا بطر الحق وغمط النفس، لا يحتمل أن يكون إنساناً متفوقاً، يطعن به، لا يحب أن يمدح أحد أمامه، هو محور العالم.

من علامات قيام الساعة :
من علامات قيام الساعة الحرص على المال
ومن علامات قيام الساعة:
((إذا رأيت شحاً مطاعاً, وهوى متبعاً
-أي مادية مفرطة، حرص على المال شديد.
واحد فقير جداً, أصيب بمرض في يديه, بسبب تيار كهربائي, فدل على طبيب, لعله يجري له عملية جراحية، لكنه لا يملك ثمن المعالجة, ففي محسن تبرع له بمبلغ, زار هذا الطبيب, قال له: هل يمكن أن تجرى عملية لما أنا فيه؟ قال له: لا، هذه العملية يحسنها طبيبٌ مقيم في بريطانيا، ربما أتى إلى القطر في الصيف، قال له: شكراً, كم تريد؟ سبعمئة ليرة، أقسم بالله على سؤال وجواب ومبلغ أخذه من محسن، هذه مادية شديدة جداً, تعالج، وخرج، نسي أن يسأل ماذا يأكل؟ أصبحت معالجة جديدة.
هناك مادية شديدة الآن، المادية الشديدة عبر عنها النبي بالشح المطاع، والهوى المتبع، الجنس كل شيء في حياة الناس-.
وإعجاب كل ذي رأي برأيه الكبر: -كل واحد محور العالم يقول: أنا لا أرى ذلك من حضرتك.
يقولون هذا عندنا غير جائز قلت: فمن أنتم حتى يكون لكم عند؟
يقول: أنا لا أرى ذلك، ويكون فيه نص شرعي، يكون هناك آية قرآنية، بكل بساطة يرفض الآية، يرفض الحديث، يرفض كلام للنبي عليه الصلاة والسلام اعتزازًا بالنفس-.

توجيه نبوي :
إذا رأيتم شحاً مطاعًا، وهوىً متبعاً، وإعجاب كل ذي رأي برأيه -إذا بلغت هذا الزمان, هناك توجيه نبوي: -فالزم بيتك -وليس معناها ألا تخرج أبداً، أي من بيتك إلى عملك، أي ارجع إلى البيت، بيتك جنتك، المؤمن جنته بيته, اعتن بأولادك، خالط المؤمنين فقط- فالزم بيتك، وأمسك لسانك -لا تخض في أحاديث لا تعنيك- وخذ ما تعرف ودع ما تنكر، ودع عنك أمر العامة، وعليك بخاصة نفسك))
أخوانك في المسجد، جيرانك المخلصين، أقرباءك الأوفياء، زملاءك الطاهرين، هؤلاء من زميل، إلى جار، إلى قريب، إلى أخ في المسجد، هذا معنى خاصة نفسك، ودع عنك أمر العامة، الإنسان الآن لغم، لا نعرف متى ينفجر؟ .

ما معنى هذا الحديث؟ :
وفي حديث آخر عن الكبر: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:
((قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا يَدْخُلُ النَّارَ أَحَدٌ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ مِنْ إِيمَانٍ))
[أخرجه مسلم في الصحيح، والترمذي وأبو داود وابن ماجه في سننهم، وأحمد في مسنده]
إياكم أن تظنوا أنه لا يدخله أبداً، بمعنى لا يبقى فيها الإنسان، قد يبقى ملايين السنين إلى أن يطهر، إذا كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان.
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ, أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال:
((لَا يَدْخُلُ النَّارَ أَحَدٌ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ مِنْ إِيمَانٍ, وَلَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ أَحَدٌ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ مِنْ كبر))
[أخرجه مسلم في الصحيح, وأبو داود والترمذي في سننهما]

3-كفر الإعراض :
هذا كفر التكذيب، وكفر الاستكبار، الآن هناك كفر الإعراض، لا كذب ولا استكبر، الأستاذ يلقي الدرس، وهو ملء السمع والبصر، لو فرضنا أستاذ ضخم الهيئة, وصوته نحاسي ، يرن رناً، والطالب ينشغل عن سماع المحاضرة برسومات فارغة على ورق، ما احتقر، ولا استكبر، ولا كذب عليه، ولكن مشغول عنه، هذا اسمه كفر الإعراض، أعرض:
﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً﴾
[سورة طه الآية: 124]
السعادة في القلب وليست في المال:
قبل أن آتي إليكم, كنت عند أخ كريم في زيارة حدثني وهو عندي صادق, قال: زار رجل في هذا البلد، وهو يعلم علم اليقين: أنه يملك على ما يزيد عن أربعة مليارات, شكا له بيته، شكا له أولاده، قال: أسافر إلى هذا المكان فلا أرتاح, سافرت إلى سويسرا, إلى أمريكا, لا تعجبني زوجتي، لا يعجبني أولادي، قال لي: والله بركت من شدة الشكوى.
جاءته امرأةٌ محجبة تطلب مساعدة ألف ليرة في الشهر، ذهب إلى بيتها في قرية من قرى دمشق، ليس معقولا، البيت تحت درج، بيت مستحيل أن يسكن، تقول: الحمد لله نحن سعداء، والله ينقصنا أجرة البيت ألف ليرة، لها زوج دخله يكفي للطعام والشراب, فقال لرئيس الجمعية الخيرية: أعطها ألفين، قالت: لا، يكفينا ألف، إنسان يسكن تحت الدرج وهو سعيد، وإنسان يتكلم بأربعة مليارات، وهو شقي:
﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى﴾
[سورة طه الآية: 124]

مستحيل وألف مستحيل أن تعرض عن الله وتسعد, ولو كنت غنياً، ولو كنت قوياً, وأساساً العلماء سألوا: ما بال الأغنياء والملوك؟ قال: ضيق القلب في قلبه, قلق, وخوف, ما لو يوزع على أهل بلدٍ إلا كفاهم.
ما موضع الشاهد في هذا الحديث؟ :
يروي البخاري رحمه الله في صحيحه, عَنْ أَبِي وَاقِدٍ اللَّيْثِيِّ, أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بَيْنَمَا هُوَ جَالِسٌ فِي الْمَسْجِدِ, وَالنَّاسُ مَعَهُ, إِذْ أَقْبَلَ ثَلَاثَةُ نَفَرٍ, فَأَقْبَلَ اثْنَانِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, وَذَهَبَ وَاحِدٌ, قَالَ:
((فَوَقَفَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, فَأَمَّا أَحَدُهُمَا فَرَأَى فُرْجَةً فِي الْحَلْقَةِ فَجَلَسَ فِيهَا, وَأَمَّا الْآخَرُ فَجَلَسَ خَلْفَهُمْ, وَأَمَّا الثَّالِثُ فَأَدْبَرَ ذَاهِبًا, فَلَمَّا فَرَغَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: أَلَا أُخْبِرُكُمْ عَنْ النَّفَرِ الثَّلَاثَةِ؟ أَمَّا أَحَدُهُمْ فَأَوَى إِلَى اللَّهِ فَآوَاهُ اللَّهُ, وَأَمَّا الْآخَرُ فَاسْتَحْيَا فَاسْتَحْيَا اللَّهُ مِنْهُ, وَأَمَّا الْآخَرُ فَأَعْرَضَ فَأَعْرَضَ اللَّهُ عَنْهُ))
أنت حينما تأوي إلى الله يقبلك الله، وحينما تقول: الله, يتولاك الله، وحينما تلجأ إلى الله, يجيبك الله عز وجل، فالمعرض أعرض الله عنه.

واقعة :
قال لي أخ صديق: سافر إلى بلد بعيد بمركبته، والمؤذن يؤذن, وبإمكانه أن يصلي طبعاً يوم جمعة, فأعرض عن الصلاة، دخل إلى استراحة ليرتاح قليلاً، ثم تابع السفر، نسي في الاستراحة أوراقه الرسمية، سار مئة وثمانين كيلو مترًا، واضطر أن يرجع مئة وثمانين كيلو مترًا ليأخذ أوراقه.
أنت حينما تقتطع من وقتك وقتاً لعبادة الله عز وجل, يحفظ لك وقتك، كيف أنك تؤدي زكاة مالك، أيضاً ينبغي أن تؤدي زكاة وقتك، أداء العبادات, وحضور مجالس العلم، واقتطع وقتاً من وقتك الثمين لعمل صالح, هذا زكاة وقتك، عندئذ يحفظ الله لك وقتك، عندئذ يحفظ الله لك وقتك.
قد يمرض الابن، من طبيب إلى طبيب، من تحليل إلى تحليل، إلى إيكو، بعد ذلك يشفى، يكون قد ذهب أربعون أو خمسون ساعة، وعشرة آلاف ليرة، وكان من الممكن أن لا يمرض الإبن، فإذا ضن الإنسان بوقته لعبادة ربه، أو ضن بوقته لطلب العلم، ضن بوقته لعمل صالح, قد يتلف وقته بشكل مزعج.

حديث
عَنْ أَبِي وَاقِدٍ اللَّيْثِيِّ, أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بَيْنَمَا هُوَ جَالِسٌ فِي الْمَسْجِدِ, وَالنَّاسُ مَعَهُ, إِذْ أَقْبَلَ ثَلَاثَةُ نَفَرٍ, فَأَقْبَلَ اثْنَانِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, وَذَهَبَ وَاحِدٌ, قَالَ:
((فَوَقَفَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, فَأَمَّا أَحَدُهُمَا فَرَأَى فُرْجَةً فِي الْحَلْقَةِ فَجَلَسَ فِيهَا, وَأَمَّا الْآخَرُ فَجَلَسَ خَلْفَهُمْ, وَأَمَّا الثَّالِثُ فَأَدْبَرَ ذَاهِبًا, فَلَمَّا فَرَغَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: أَلَا أُخْبِرُكُمْ عَنْ النَّفَرِ الثَّلَاثَةِ؟ أَمَّا أَحَدُهُمْ فَأَوَى إِلَى اللَّهِ فَآوَاهُ اللَّهُ, وَأَمَّا الْآخَرُ فَاسْتَحْيَا فَاسْتَحْيَا اللَّهُ مِنْهُ, وَأَمَّا الْآخَرُ فَأَعْرَضَ فَأَعْرَضَ اللَّهُ عَنْهُ))
أيها الأخوة, في درس قادم إن شاء الله, ننتقل إلى كفر الشك، بقية أنواع الكفر من كفر الجحود أيضاً.

ما ذكر سابقاً :
تحدثت بفضل الله تعالى عن أن الشرك أول ناقض للإسلام، وهو أنواع منوعة، هناك من يشرك في عبادة الله إلهاً آخراً، هناك من يصف نفسه بما لا ينبغي أن يصفها به، وهذا نوع من الشرك، والكفر أيضاً من نواقض الإسلام، فهناك كفر التكذيب، وهناك كفر الاستكبار، وهناك كفر الإعراض، ووصلنا إلى كفر الشك.

من خصائص هذا الدين :
من خصائص هذا الدين أنه يقيني، ودرجات الصحة تتراوح بين اليقين القطعي, وبين غلبة الظن، والظن، والشك، والوهم، من وهم إلى شك إلى ظن إلى غلبة ظن إلى قطع.
أعلى مستويات اليقين القطع مئة بالمئة، لأن الدين دين الله، ولأن الدين من عند الله، و لأن الله كماله مطلق, لا يقبل دين الله عز وجل أن يكون فيه خلل، أي شيء يمكن أن يكون فيه خلل إلا دين الله عز وجل:
﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِيناً﴾
[سورة المائدة الآية: 3]
هذه نعمة لا تعدلها نعمة، أنت مع الحق الصرف، أنت مع الحق المطلق، دين الله عز وجل من عند خالق السموات والأرض.

من بديهيات الإيمان :
الإيمان بالله كرؤية الشمس
قد يصدر قاض من بني البشر ألف حكم عدلاً، خمسة أحكام منها لم يكن الحكم فيها دقيقاً، هو عند الناس جميعاً قاض عادل، فكل أحكام بني البشر أحكام نسبية، أما لو أن الله عز وجل ظلم مخلوقاً من آدم إلى يوم القيامة، مخلوقًا واحدًا، ولأن أسماء الله وصفاته مطلقة لا يعد عدلاً، الإله له شأن، والعباد لهم شأن، شأن العباد أن أحكامهم نسبية، لكن شأن الله عز وجل أن أحكامه قطعية مطلقة، والله في أفعاله عدل ورحيم.
أيها الأخوة, قضية الإيمان لا تحتمل الشك، قضية الإيمان لا تحتمل النسبية، أي الله عز وجل واحد ربما، لا يوجد ربما، الله عز و جل رحيم إلى حد ما، لا يوجد إلى حد ما، هذه عبارات الناس؛ إلى حد ما، وبما، ولعله كذلك، هذه تصح مع البشر، أما مع خالق البشر فديننا كله يقين، فالذي لا يجزم بصدق هذا القرآن وثبوته أنه من الواحد الديان، والذي لا يعتقد أن كلام النبي الذي قاله فعلاً حق لا يساوره شك فليس مؤمناً، وهذا من بديهيات الإيمان.

هل يوجد في حياة المسلم ظنيات؟ :
﴿وَقَالُوا إِنَّا كَفَرْنَا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ﴾
[سورة إبراهيم الآية: 9]
يوجد شك، أي لم يكفروا كفراً قطعياً، ولم يكذبوا تكذيباً قطعياً:
﴿وَإِنَّنَا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ﴾
[سورة هود الآية: 62]
ليس في حياة المسلم ظنيات.

ابحث عن اليقينيات :
أيها الأخوة, مسلمون كثيرون مترددون، هل أنت مؤمن إيماناً قطعياً أن هذا الدين حق ؟ هل أنت مؤمن أن هذه المعصية سوف تعاقب عليها؟ هل أنت مؤمن أن هناك آخرة؟ هل أنت مؤمن أن هناك جنة ونار؟ فكيف تفعل فعلاً يستوجب النار؟ معنى ذلك أنك لست متأكداً، لا يوجد حل وسط، بالدين لا يوجد حل وسط، إما أن تؤمن بكل ما جاء به النبي عليه الصلاة والسلام من كتاب ومن سنة، أو أن إيمانك ببعض ما جاء به وعدم إيمانك بالبعض الآخر ليس ديناً، ولا ينطوي على إيمان دقيق، ولا يمكن أن تقطف ثمار الدين بهذه الطريقة، لذلك قال بعض الشعراء وأظنه المعري:
زعم المنجم والطبيب كلاهما لا تبعث الأموات قــلت إليكما
إن صح قولكما فلست بخاسر أو صح قولي فالخسار عليكما
أي هناك من يتندر، ويقول: أخي إن كان هناك جنة فنحن عملنا لها، وإذا لم يكن ثمة جنة, فنحن كسبنا في الدنيا سمعة طيبة، هذا ليس إيماناً، لا يمكن أن يقبل إيمان بهذه الطريقة، هذا إيمان الشك:
﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا﴾
[سورة الحجرات الآية: 15]
لذلك ابحث عن اليقينيات.

قصة فيها مغزى :
قصة قديمة من عشر سنوات، مرة قال لي شخص: أنا أتمنى أن أحضر درسك، لكن أخاف أن يأخذوا اسمي، قلت له: الإله الذي تعبده إن لم تكن واثقاً أنه يحميك لا تعبده، أنت في حمى الله عز وجل، أنت في طاعته، أنت في طلب العلم، أنت فيما يرضيه، ويسلمك لغيره، أهكذا تظن بالله عز وجل؟ وأنت في قمة الطاعة يسلمك إلى أعدائه؟ هذا مستحيل.
أيها الأخوة, كفر الشك أن تكون متردداً في قبول بعض الحقائق الإيمانية أو بعض الإخبارات الربانية.
سألني سائل :
سألني أخ, قال لي: يوجد سؤال كبير جداً سُئِلته وأنا في مجلس، ولم أستطع أن أجيب عليه، قلت: ما هو؟ قال: يقول الله عز وجل:
﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ﴾
[سورة الفيل الآية: 1]
ما أحد رأى هذا الذي حدث، أي بشكل دقيق: من منكم رأى ما فعل أبرهة بالكعبة؟ ما أحد رأى ذلك، ما معنى هذه الآية؟ قلت له: معنى هذه الآية: أنه كمؤمن ينبغي أن تستقبل خبر الله عز وجل الذي أخبرك به، وكأنك تراه بعينيك، يقتضي إيمانك بالله أنه إذا أخبرك عن شيء تستقبل هذا الشيء، وكأنك تراه بعينك.

هذا الصحابي وصل إلى ذروة الإيمان :
أحد أصحاب رسول الله قال للنبي عليه الصلاة و السلام: أصبحت وكأني أرى أهل النار يتعذبون، وأهل الجنة يتنعمون.
الله عز وجل أخبرنا عن نعيم أهل الجنة، وعن عذاب أهل النار، فقال: كأنني أرى أهل النار يعذبون، وأرى أهل الجنة يتنعمون.
يقاس على ذلك إنسان ماله حرام، وهو يتنعم بدنيا عريضة؛ بيت فخم، ومركبات، ومكانة، وولائم، وإنفاق، المؤمن الصادق يرى أن هذا المال سوف يتلف، وكأنه يعلم الغيب، هو لا يعلم الغيب أبداً، لكن يعلم قوانين الله عز وجل، المتكبر سوف يذله الله، هو لا يعلم الغيب، ولكنه يعلم قوانين الله عز وجل، أي مثلاً إذا كنت عالم فيزياء، وأنشِئ بناء، ولم يترك فيه فواصل تمدد، ماذا تتنبأ لهذا البناء في فصل الصيف؟ أن يتصدع، هذا ليس علماً بالغيب، ولكن علم بالقوانين، ما دام البناء أنشئ، ولم يؤخذ بفواصل التمدد، لم يؤخذ بقانون تمدد المعادن, فلا بد من أن تتصدع أركان هذا البناء.
نحن في صحن هذا المسجد، بلِّط هذا الصحن ببلاط متلاصق إلى أقصى درجة، في الصيف تكسر هذا البلاط، وانتفخ، فسألت: فقال: بفعل التمدد، لم تترك فواصل، مع أنه حجر، وآخر شيء يتمدد هو الحجر، الذي يعلم قوانين التمدد، ثم يتنبأ بانهيار بناء, لم يؤخذ في أثناء بنائه لهذه القوانين، هذا ليس علماً بالغيب، ولكنه علم بالقوانين، أما حينما أرى إنساناً غارقاً في المعصية أقول: أمامه حياة ضنك، هذا ليس علماً بالغيب، أما حينما أرى شاباً مستقيماً يخشى الله عز وجل, أتنبأ له بكل مستقبل زاهر، وليس علماً بالغيب، ولكنه علم بالقوانين، فلذلك يجب أن تؤمن أن قوانين الله عز وجل كالقوانين الفيزيائية شاملة ومطّردة.

من سنن الله في عباده :
الحياة الطيبة للمؤمن الصالح
أيها الأخوة, أكبر ضمانة لك كلام الله، أكبر ضمانة لأي شاب مستقيم:
﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً﴾
[سورة النحل الآية: 97]

أكبر تهديد للعصاة:
﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى﴾
[سورة طه الآية: 124]

أكبر عطاء من الله للذي يتبع هدى الله عز وجل:
﴿فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى﴾
[سورة طه الآية: 123]

لا يضل عقله، ولا تشقى نفسه:
﴿فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾
[سورة البقرة الآية: 38]

ما الذي يُثَبت المؤمن؟ القرآن، قال تعالى:
﴿يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ﴾
[سورة إبراهيم الآية: 27]

أنت معك آية لصالحك:
﴿قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا﴾
[سورة التوبة الآية: 51]

هذه البشارة لك أيها المؤمن:
﴿وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ﴾
[سورة سبأ الآية: 17]

رجل له ثقة بالله :
مرة أخ استيقظ صباحاً، فإذا ابنته مشلولة، فصرخت الزوجة بويلها، هو رجل مؤمن، وشاب مؤمن، ومنضبط انضباطًا تامًّا، أعرفه, ولا أزكي على الله أحداً، فصرخ، وقال: هذا المرض ما كان الله ليبتليني به، له ثقة بالله عز وجل، ثم اكتشف بعد حين, أن هناك مرضاً مشابهاً تماماً لمرض شلل الأطفال يزول بعد يومين، وبعد يومين شفيت ابنته من هذا المرض ، المؤمن له ثقة بالله عز وجل, هناك ابتلاء لا شك، لكن يوجد بلاء ماحق، والمؤمن يطمئن إلى أن الله يحفظه.
سمعت كثيراً من أناس كسبوا مالاً حلالاً محدوداً، ولم يتركوا لأولادهم شيئاً، وكانوا كلما عوتبوا على ذلك: لمَ لمْ تترك لأولادك شيئاً؟ لمَ لمْ تدع لأولادك شيئاً؟ يقول: الله يحفظهم.
شيء خطير :
مر معي بالأثر القدسي قولاً:
((إن الله يوقف عبداً يوم القيامة يقول له: يا عبدي, أعطيتك مالاً فماذا صنعت فيه؟ يقول: يا ربي لم أنفق منه شيئاً مخافة الفقر على أولادي من بعدي، فيقول الله له: ألم تعلم بأني أنا الرزاق ذو القوة المتين؟ إن الذي خشيته على أولادك من بعدك قد أنزلته بهم، ويسأل عبداً آخراً يقول له: يا عبدي, أعطيتك مالاً فماذا صنعت فيه؟ فيقول: يا ربي أنفقته على كل محتاج ومسكين, لثقتي بأنك خير حافظاً, وأنت أرحم الراحمين، فيقول الله لهذا العبد: عبدي أنا الحافظ لأولادك من بعدك))
إذا كان دخل الإنسان حلالاً، أطعم أولاده الطعام الحلال، الله عز وجل يتولى أولاده من بعده، وتجد أناساً كثيرين اتقوا ربهم في كسب أموالهم، وأطعموا أهلهم اللقمة الحلال، أولادهم من بعدهم في أعلى مقام، تولاهم الله بالحفظ والرعاية.
﴿وَاللهُ خَيْرٌ حَافِظاً وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ﴾

من التنبؤات :
أيها الأخوة، أقسم بالله مرة ثانية: إنني أتنبأ لكل شاب مستقيم يحب الله، ويخشاه، ويطيع أمره، ويتجنب معصيته، ويخطب وده بمستقبل في الدنيا باهر، ليس معنى كلامي أنه سيكون مليونيراً؟ لا، سيعيش حياة طيبة، وقد تعيش حياة طيبة بدخل محدود، وقد تكون أسعد الناس في بيت متر متواضع، وقد تكون أسعد الأزواج بزوجة عادية, وليست بارعة الجمال، لكن الله إذا ألقى السكينة على قلب المؤمن, سعد بها ولو فَقَدَ كل شيء، وإذا حجب عنه السكينة, شقي بها ولو ملك كل شيء.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://el-quran.ahlamontada.com
Admin
Admin
Admin


المساهمات : 4240
تاريخ التسجيل : 20/01/2018

العقيدة من مفهوم القران والسنة - نواقض الإسلام Empty
مُساهمةموضوع: رد: العقيدة من مفهوم القران والسنة - نواقض الإسلام   العقيدة من مفهوم القران والسنة - نواقض الإسلام Emptyالجمعة مارس 02, 2018 7:23 am

من أنواع الكفر :
أيها الأخوة, هذا الدين لا يحتاج إلى التردد، ولا إلى الشك، ولا إلى الارتياب، من خصائص هذا الدين أنه يقيني قطعي، لذلك هناك كفر اسمه كفر الشك، لست متأكداً، متردد، وهناك كفر آخر هو كفر الجحود: وهو أن يجحد الإنسان ما أنزله الله جملة، أو أن يجحد شيئاً مما هو معلوم بالضرورة.
ابتعد عن هذا الوهم :
مرة أحاور إنساناً، قال لي مسلم: قطع اليد غير معقول هذا، هذا عمل همجي، يوجد آية قرآنية، في كل ثلاثين ثانية ترتكب في أمريكا من عام خمسة وستين جريمة قتل، أو سرقة ، أو اغتصاب، وثمة بلاد، لم تكن متحضرة كثيراً, لكن أقيم هذا الحد في هذه البلاد, هل تصدق يوم كان مطبقاً تماماً: أن الصراف يدع صندوق العملات الأجنبية بالملايين، يضع فوقها قماشًا، ويذهب ليصلي في الحرم، وهو آمن؟.
يوجد قصص سمعت بها في هذا البلد الذي يطبق حد السرقة، والله تكاد لا تصدق، يمكن أن تحمل رواتب محافظة في الجنوب الجنوب قبيل اليمن على سيارة شاحنة مكشوفة، كلها أكياس فيها مئات الملايين، هكذا في الطريق، بأوربا قطارات مصفحة، وحراسة مشددة، وطائرة هيلوكبتر، وشرطة، وتسرق، ما هذا الحد؟ أنت حينما تجحد حكماً شرعياً، قضية غض البصر, الله عز وجل ما كلفنا ما لا نطيق:
﴿لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا﴾
[سورة البقرة الآية: 286]
حينما تتوهم أن هناك حكمًا شرعيًا مستحيل التطبيق فوق طاقة البشر، معنى ذلك: أن الله ليس خبيراً بعباده، كلفهم ما لا يطيقون، أو لا يعلم ما سيكون من عصر فتن, وانحراف, وتفلت أخلاقي، لا:
﴿لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا﴾
[سورة البقرة الآية: 286]
أيّ أمر كلفنا الله به, هو في وسعك أن تطبقه قطعاً، هذا اليقين، الجحود أن تجحد حكماً شرعياً.

ما هو كفر الجحود؟ :
هناك شخص يقول: لو وضع ماله في بيته فهو مقتول حتماً، أما إذا وضعه في مصرف ربوي فهو آمن، الله عز وجل كأنه إله في السماء لا في الأرض، مفهوم هذا الكلام لأنك خفت من الله، وخفت أن تضع مالك في بنك ربوي، في مصرف ربوي، فقد اقتحم بيتك وانتهت حياتك، والذي وضعه في فائدة ربوية ينام ناعم البال، آمناً مطمئناً، هكذا يعامل الله عباده؟:
﴿أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كَانَ فَاسِقاً لَا يَسْتَوُونَ﴾
[سورة السجدة الآية: 18]
﴿أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ﴾
[سورة الجاثية الآية: 21]
يجب أن تفسر الأمور تفسيراً توحيدياً، بالإسلام لا يوجد شك، لا يوجد ريب، لا يوجد تردد، لا يوجد إلى حد ما، لا يوجد نوعاً ما، لا يوجد معقول, لكن لا أدري مبلغ هذا من الصحة، هذا كله مرفوض بالدين، أما كفر الجحود أن تجحد شيئاً علم من الدين بالضرورة.

ما مضمون هذه الآية؟ :
قال تعالى:
﴿وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ﴾
[سورة النمل الآية: 14]
هذه الآية دقيقة جداً تؤكد الإيمان الفطري، أنت حينما تجحد شيئاً عُلم من الدين بالضرورة, أنت في الحقيقة مؤمن به، لكنك تجحده لمصلحة، أو لمكسب، أو لرفعة في الدنيا، ثمة مثل واضح جداً أضربه دائماً:
إنسان يعمل عتالاً، وعنده دابة، فلما ماتت انقطع دخله كلياً، أصبح بلا دخل، خطرت في باله فكرة أن يدفنها، وبنى عليها بناء متواضعاً، ثم نصب قبة، وسماها ولياً من أولياء الله الصالحين، فأقبل الناس عليه بالهدايا, والذبائح، والدجاج، والسمن، وما إلى ذلك، فعاش في بحبوحة ما بعدها من بحبوحة، هل يمكن أن يقر أن في هذا المكان دفن دابة، وقد دفنها بنفسه؟ ، أي قناعته أنها دابة أشد من قناعة الذي يحاوره، لأنه دفنها بنفسه، لذلك المندفع لا يناقش:
﴿وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ﴾
[سورة النمل الآية: 14]

من مخلفات الكذب :
المؤمن لا يكذب
أيها الأخوة، آلاف آلافِ البشر يتكلمون كلاماً بصوت مرتفع، وهم لا يصدقون أنفسهم ، وهم يكذبون، لو ألغي الكذب من حياتنا فقط لكنا في حال غير هذا الحال، أكثر المواقف والكلمات ليست واقعية.
مرة قلت لكم: إن إنسانًا فقيرًا جداً, له قريبة تملك ملايين مملينة، هو وريثها الوحيد، فلما توفيت أطال لحيته، وارتدى قميصاً أسود، وأظهر أنه حزين جداً، فجاء الناس ليعزوه، له صديق ذكي، لما صافحه في التعزية قال له: مبارك، هنيئاً، هذا الصدق، والباقي كله كذب، لأنه اغتنى بموت هذه القريبة، فإذاً: لو ألغي الكذب من حياتنا لكنا في حال غير هذا الحال، الكذب فقط.
المؤمن قد يخطئ، وقد تزل قدمه، ولكن لا يكذب، يطبع المؤمن على الخلال كلها إلا الكذب والخيانة، لا يمكن لمؤمن أن يكذب أو يخون، فإذا خان أو كذب لم يبق مؤمناً، انتهى دينه كله:
﴿وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً﴾
[سورة النمل الآية: 14]
لأنه يأتيه دخل كبير من هذا الكذب، أي منتفع؛ المنتفع لا يناقش، والغبي لا يناقش، و القوي لا يناقش، وقد يجتمعون في واحد:
﴿وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ﴾
[سورة النمل الآية: 14]
وقال تعالى:
﴿قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآَيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ﴾
[سورة الأنعام الآية: 33]

ما موضوع هذه الأحاديث؟ :
وفي الحديث الصحيح: عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ:
((قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: الْبَغْيَ مَنْ بَطِرَ الحق أَوْ قَالَ: سَفِهَ الْحَقَّ وَغَمَطَ النَّاسَ))
[أخرجه الحاكم في مستدركه]
وفي رواية أخرى: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ, عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
((الْكِبْرُ بَطَرُ الْحَقِّ وَغَمْطُ النَّاسِ))
[أخرجه مسلم في الصحيح, وأبو داود والترمذي في سننهما]
بطر الحق؛ أي رده وجحوده، إنكاره، تكذيبه.
وفي صحيح مسلم: عن أبي هريرة رضي الله عنه, عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
((سيكون في آخر أمتي أناسي يحدثونكم بما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم، فإياكم وإياهم))
[أخرجه مسلم في الصحيح]
وعَنْ نَافِعٍ قَالَ:
((كَانَ لِابْنِ عُمَرَ صَدِيقٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ يُكَاتِبُهُ, فَكَتَبَ إِلَيْهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ: أنه بَلَغَنِي أَنَّكَ تَكَلَّمْتَ فِي شَيْءٍ مِنْ الْقَدَرِ, فَإِيَّاكَ أَنْ تَكْتُبَ إِلَيَّ, فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: إِنَّهُ سَيَكُونُ فِي أُمَّتِي أَقْوَامٌ يُكَذِّبُونَ بِالْقَدَرِ))
[أخرجه الحاكم في مستدركه]

من نواقض الإسلام :
1-الشرك والكفر :
أيها الأخوة, الشرك من نواقض الإسلام، والكفر من نواقض الإسلام, والكفر أنواع: كفر الجحود، وكفر الشك، وكفر الإعراض، وكفر الاستكبار، وكفر التكذيب.
2-الردة :
ومن نواقض الإسلام الردة، قال الله عز وجل:
﴿وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾
[سورة البقرة الآية: 217]

ما تعريف المرتد؟ :
أخواننا الكرام, تعريف المرتد: هو من ترك دين الإسلام، وهو عاقل مختار غير مكره إلى دين آخر، أو إلى غير دين كالإلحاد.
الإنسان عندما ينحرف بحثاً عن توازن نفسي, يعتقد عقيدة فاسدة, كي تغطي هذا الانحراف، لكن أية عقيدة تغطي له جرائمه كلها؟ الإلحاد، العقيدة التي تغطي جرائم الإنسان كلها, أن يبني مجده على أنقاض الآخرين، أن يبني غناه على إفقارهم، أن يبني حياته على موتهم، أن يبني عزه على إذلالهم، أن يبني أمنه على خوفهم، هذا يحتاج إلى عقيدة كي تغطي هذا كله، وليس من عقيدة تغطي هذا كله إلا الإلحاد، فلذلك يرتد عن الدين.
أو أنكر ما هو معلوم من الدين بالضرورة, أي أنكر بديهيات الدين.

ما معنى هذه الجملة من تعريف المرتد: ما هو معلوم من الدين بالضرورة؟ :
ما معنى ما هو معلوم من الدين بالضرورة؟ أي مثل طريف ذكرته مرة: إنسان مظلي, فقد يجهل شكل المظلة؛ بيضوي, مستطيل, مربع دائري، المظلة مطوية، وقد يجهل نوع القماش؛ خيوط طبيعية، صناعية، حرير بلدي، صناعي، وقد يجهل عدد الحبال، وقد يجهل أشياء كثيرة، لكن شيئاً واحداً لو جهله نزل ميتاً، طريقة فتح المظلة يجب أن تعلم بالضرورة.
يوجد بالدين أشياء كثيرة قد تجهلها، ولا يعنيك من جهلها شيئاً، وقد تصل إلى الجنة مع أنك تجهلها، إنسان فرضاً زواجه ناجح جداً، ولم يفكر بالطلاق في حياته، لو أنه جهل أحكام الطلاق لا يتأثر، إنسان موظف له دخل محدود يعيش به, لو جهل أحكام المضاربة لا يتأثر، لكن الفرائض والمحرمات هذه ينبغي أن تعلم بالضرورة، الأحكام الفقهية المتعلقة باختصاصه ومهنته, ينبغي أن تعلم بالضرورة.
فهناك الدين أشياء, ينبغي أن تعلم بالضرورة، من أنكرها، أو ردها، أو كذبها, فقد ارتد عن الدين، الصلاة هل هناك صلاة بالدين؟ هذا مرتد، الصلاة، الزكاة، الصوم، أو عمل عملاً نقيضاً للدين، قال قولاً لا يحتمل التأويل.
نقطة هامة :
الإكراه ليس من الدين
أخواننا الكرام, الحقيقة أن الإنسان مخير، قال تعالى:
﴿لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ﴾
[سورة البقرة الآية: 256]
لكنك إذا دخلت في دين الله، ثم أردت أن تعتدي عليه, لتشويه صورته, ونقض تعاليمه، وكشف نقاط ضعف المسلمين, هذا عدوان على أقدس شيء في حياة الأمة، يوجب الحد، الدخول اختياري، أما الخروج من أجل أن تعتدي على هذا الدين، وأن تنشر ما يناقضه ، وأن تسفه أفكاره، وأن تحقر أعلامه, هذا عدوان على الدين، لكن لو ارتد إنسان فيما بينه وبين نفسه، ولم ينطق بكلمة، ولم يتصرف بتصرف, هل يناله عقاب الارتداد؟ لا.
الارتداد عقابه رد على عدوانه على الدين، إذا فيما بينه وبين نفسه لم يقتنع بأشياء كثيرة، وبقي صامتاً، ولم ينطق بكلمة، ولم يفسد على أحد دينه، ولم يهاجم الدين إطلاقاً، ولم يفعل شيئاً، كيف نكشفه نحن هذا؟ لا يكشف، الله عز و جل يستره, فلعله يتوب مما هو فيه.

أنواع الارتداد :
1-ارتداد اعتقادي :
هناك ارتداد عقائدي، ردة الاعتقاد، مثلاً: من اعتقد أن هذا القرآن ليس كلام الله، من اعتقد أن هذا الحديث وهو صحيح، وأجمع العلماء على صحته، ليس كلام النبي، ولو قاله النبي فليس صحيحاً، هذا ارتداد، لكن الارتداد الاعتقادي لا يكشف.
2-ارتداد أقوال :
عندنا ارتداد أقوال، من حلف بغير ملة الإسلام كاذباً.
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ:
((قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ حلف فقال: إِنِّي بَرِيءٌ مِنْ الْإِسْلَامِ, فَإِنْ كَانَ كَاذِبًا فَهُوَ كَمَا قَالَ, وَإِنْ كَانَ صَادِقًا فلن يرجع إِلَى الْإِسْلَامِ سَالِمًا))
[أخرجه النسائي وأبو داود في سننهما]

من أمثلة الارتداد الاعتقادي والقولي :
كنا في الارتداد الاعتقادي، أي بعد أن آمن ارتد، بعد أن آمن انتكس، بعد أن آمن قال: هذا شيء لا أقبله أبداً، فيوجد ارتداد اعتقادي، ويوجد ارتداد قولي، لو أنه قال: إني بريء من الإسلام, فإن كان كاذباً فهو كما قال، وإن كان صادقاً, لم يعد إلى الإسلام سالماً، من سبّ الله تعالى، أو سبّ القرآن، أو الرسول، أو أحداً من أنبياء الله فقد كفر سواء أكان مازحاً، أو جاداً ، أو مستهزئاً، كفر وارتد.
من رمى أم المؤمنين عائشة، وصدق ما قيل فيها، مع أن الله برأها بالقرآن الكريم, فقد ارتد عن دين الإسلام، من طعن في الدين، هاجم الإسلام وطعن في الدين، أو دعا إلى مبدأ إلحادي أو كفري, فهو مرتد عن هذا الدين.

3-ردة الأفعال :
أما ردة الأفعال: فقد أجمع العلماء على أن مما يوجب كفر المسلم؛ إلقاء المصحف أو جزء منه، أو تدقيقه بالقدر، ومثله كتب الحديث القدسي والنبوي، وكذا من استخف بالقرآن.
من الارتداد أيضاً :
يوجد مقالات تستخف بالقرآن، من سجد من المسلمين لصنم, أو لشمس, أو قمر, أو أتى بقول, أو فعل صريح, يدل على استهزائه بالدين, فقد ارتد عن دين الإسلام، من هرب من المسلمين إلى دار الكفر، واحتمى بهم، وناصرهم، وتآمر على المسلمين, فقد ارتد عن دين الإسلام:
﴿وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ﴾
[سورة المائدة الآية: 51]
من أمثلة الارتداد الفعلي :
وهذا حديث خطير جداً, ورد في معجم الطبراني، وهو في السلسلة الصحيحة:
((برئت الذمة ممن أقام مع المشركين في ديارهم))
لمجرد أن تنوي الإقامة الدائمة مع المشركين فهذا نوع من الارتداد، ارتداد الأفعال، من حارب الشريعة الإسلامية، واستبدلها بالقوانين البشرية تعطيلاً لهذه الأحكام فقد كفر:
﴿وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ﴾
[سورة المائدة الآية: 44]

ما حكم المرتد؟ :
أخواننا الكرام, الشرع واقعي، والشرع رحيم، المرتد يستتاب, فإن تاب ورجع إلى الإسلام, فلا شيء عليه، وإمام المسلمين ينبغي أن يفرز لهذا المرتد عالماً جليلاً, يقنعه إذا كان ارتداده عن اعتقاد بريء من المصلحة، فالمرتد يستتاب، وتجري له مناظرة, كي يعود عن خطئه، وإلا يقام عليه الحد.
نهاية المطاف :
بقي ناقض آخر من نواقض الإسلام: وهو النفاق، وسوف يكون الحديث عنه إن شاء الله تعالى في درس قادم.
هذه من أساسيات الدين أن تعرف ما الإيمان؟ ما هي مقتضيات الإيمان؟ ما هي نواقض الإيمان؟ ما هي نواقض الإسلام؟ ما هو الشرك؟ ما هو الكفر؟ ما هو الارتداد؟ ما هو النفاق؟ هذه من أساسيات الدين, وينبغي أن تكون معلومة بالضرورة.

ما ذكر آنفاً :
إن الإنسان راضٍ عن عقله, وعن إيمانه، لكنه ليس راضياً عن رزقه، والبطولة أن تواجه حقيقة مرة، وهو أن الإيمان الذي أنت عليه لا يكفي، أو لا ينبغي لهذا الإيمان أن يحجزك عن محارم الله، فلذلك قد يقع من الإنسان ما ينقض إيمانه، وما ينقض إسلامه، وهو لا يدري.
وقد ذكرت في درس سابق: أن الإنسان قد يكفر كفراً اعتقادياً، وقد يكفر كفراً عملياً، وقد يكفر كفراً قولياً.
من البنود التي تنقض الإيمان وتنقض الإسلام :
المنافق من يظهر إيمانه للمؤمنين وهو في الحقيقة كافر
أيها الأخوة, ننتقل اليوم إلى بند أخير من البنود التي تنقض الإيمان وتنقض الإسلام، هذا البند الأخير خطورته أنه شائع، وخطورته أنه خفي عن معظم الناس: إنه النفاق.
أيها الأخوة، في أدق تعريفات النفاق: أن يظهر الإنسان للمسلمين إيمانه، وهو في الحقيقة كافر مكذب، مصلحته أن يرضي المسلمين، هو كافر ومكذب، لكنه يعيش في بيئة إسلامية، وهذه البيئة صارمة، إذاً يظهر ما يرضيهم، ويخفي كفره وجحوده.
الآن النفاق في العقيدة كفر، غير أن صاحبه لا يعامل معاملة الكافرين لعدم إظهار كفره، لماذا قال الله عز وجل:
﴿إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراً﴾
[سورة النساء الآية: 145]
لأنه أبطن كفره، وأظهر إيمانه, فحسب على المسلمين، وأخذ كل ميزات المسلمين، وفي الحقيقة أبطن كفره وجحوده، فكان مع الكافرين، فلما كان معهم أخذ أيضاً ميزاتهم، يظن نفسه ذكياً، أخذ ميزات الكافرين، وأخذ ميزات المسلمين، لذلك هو في الدرك الأسفل من النار.
ما معنى هذه الآية؟ :
المؤمنين واضحين والكفار واضحين
مرة قلت: المسلم المؤمن واضح، واضح إيمانه، التعامل معه سهل، لأن الكتاب والسنة تحكمانه، صادق، أمين، عفيف، هدفه الآخرة، لا تأخذه في الله لومة لائم، الدنيا كلها لا تعدل عنده جناح بعوضة إذا حجبته عن الله عز وجل، المؤمن واضح، واضح جداً، والشيء المؤسف أن الكافر واضح، ولم يؤمن بالدين أصلاً، لم يعتقد بالدين، الدين يراه أفيون الشعوب ، الدين يراه تواكل، هو قد يستنبط من مجتمع المسلمين أخطاء كثيرة؛ تواكل، تقصير، عدم إتقان، خصومات، فهذه الأخطاء في مجموعها تجعله يعتد بكفره، أو تجعله يفتن بكفره، وهذا معنى قوله تعالى:
﴿رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا﴾
[سورة الممتحنة الآية: 5]
الكافر واضح، يقول لك: أنا لا أؤمن إلا بالدنيا، الدنيا هي كل شيء، والمال هو كل شيء، وتحقيق شهواتي هو كل شيء.
شخصية مجهولة :
المنافق شخصية غامضة
مرة قال لي أحدهم من بلد أجنبي، وهو مندوب شركة، حدثته عن الدين قليلاً، فقال: هذه الموضوعات لا تعنيني إطلاقاً، ولا ألتفت إليها، يعنيني في حياتي أشياء ثلاثة؛ امرأة جميلة، وبيت واسع، وسيارة فارهة، والكافر واضح، والتعامل معه سهل مكشوف، والكافر بإعلان كفره، وإظهار معصيته, لا يغش أحداً، فكل مسلم يتقيه، فصار المؤمن واضحًا والكافر واضحًا.
أيها الأخوة, أما هذا الإنسان الثالث المنافق, فالبلاء كله منه، يتكلم كما تقول، يتكلم بكلامك، ويأتي معك إلى المسجد، ويصلي إذا كان في مجموع المسلمين، ويظهر إيمانه، ويبطن كفره وعدوانه، يتكلم بما تعرف، فإذا غبت عنه طعن فيك، هذا عليم اللسان، جاهل القلب، لذلك يقولون: نحن لا نخشى على الدين من أعدائه، بل نخشى على الدين من أدعيائه.
قف عند هذه الكلمة :
أقول لكم كلمة دقيقة جداً: الطرف الآخر أيقن أنه لا يستطيع أن يواجه الدين، لكنه يستطيع أن يفجره من داخله، الأسلوب الوحيد المتبع من قبل أعداء الدين: أن يصطنعوا جماعة إسلامية ترفع شعارات الدين، وتفعل عكس ما يأمر الدين، فهذه الجماعات الإسلامية التي تخالف أحكام الدين الصريحة، وترفع شعاراته بشكل صارخ, هي أخطر الفئات على الدين، لأنها تشوه صورة الدين.
ما حكم النفاق في العقيدة؟ :
تجميل المعصية والدعوة لها من عمل المنافق
ذكرت مرة: أنك إذا رأيت إنساناً, يعتنق دينًا أرضيًّا, لا علاقة له بدين السماء، ورأيته قذراً، يتسول، ذا هيئة مزرية، هل تفكر لثانية واحدة أن تقرأ كتاباً عن دينه؟ لا، مستحيل، لأن مظهره القميء غير المعقول حجبك عن دينه، وأحيانا يحجب المسلم الإسلام عن دينه إذا كذب، أو إن لم يتقن عمله، أو إن أخلف وعده، أو إن نافق، أو إن سار في طريق ملتو، ومسلم آخر كالبللور الشفاف الصافي, يشف لك عن دينه، إنسان يقربك، وإنسان يبعدك، إنسان يجذبك، وإنسان ينفرك، النفاق في العقيدة كفر، غير أن صاحبه لا يعامل معاملة الكافرين، لأنه لا يظهر كفره، قال تعالى:
﴿إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ﴾
[سورة المنافقون الآية: 1]
كاذبون في هذه الشهادة.

أنواع النفاق :
1-النفاق الاعتقادي :
الله عز وجل يقول:
﴿ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ آَمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ﴾
[سورة المنافقون الآية: 3]
هذا النفاق الاعتقادي، يعتقد أن هذا الدين خرافة، هذا الدين لا شيء، هذا الدين من صنع أشخاص أذكياء، المنافق يعد النبي ذكياً عبقرياً، لا يعده رسولاً معه وحي من السماء، هذا النفاق الاعتقادي هو الكفر بعينه، لكن النفاق العلمي غير النفاق الاعتقادي، نحن في الكفر؛ هناك كفر اعتقادي، وهناك كفر قولي، وهناك كفر عملي.
2-النفاق العملي :
أيها الأخوة, أما في النفاق العملي: فأن يخون الأمانة، أن يكذب، أو يخلف الوعد، هذا نفاق عملي، لا يعد المنافق النفاق العملي كافراً، بل يعد عاصياً.
إنسان ضعفت نفسه فأخذ ما ليس له، ضعفت نفسه فأخلف وعده، ضعفت نفسه فكذب، إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان، هذه الصفات تجعل صاحبها عاصياً فاسقاً، ولا تجعله كافراً.
من صفات المنافقين :
1- الفساد في الأرض :
تشويه صورة الدين من النفاق
الآن صفات المنافقين: هناك ملمح لطيف، وهو أنني حينما أتحدث عن صفات المنافقين, ليست القضية أن ألمح لزيد أو لعمر إطلاقاً، ولكن القضية تخصني أنا، أي إن هذه صفات المنافقين، فإذا كنت متصفاً بإحدى هذه الحالات, فحالتي خطيرة تستدعي المعالجة، إذاً ينبغي أن أسارع إلى تطهير نفسي من هذه الصفة.
من صفات المنافقين: أن المنافق يفسد في الأرض، هذه الفتاة خلقها الله على فطرة سليمة، خلقها الله والحياء يشملها، خلقها الله عز وجل ورغبتها أن تكون زوجة، فهذا الذي يفسد فتاة, يخرجها عن طهرها، يخرجها عن عفتها، يخرجها عن طاعتها لله، ماذا فعل بها؟ أفسدها، هذا مثل صارخ، المنافق ديدنه الإفساد، يفسد النفوس، يفسد العلاقات، يفسد البيئة، الإفساد إخراج الشيء عن أصل فطرته، إخراج الشيء عن خصائصه، قال تعالى:
﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ﴾
[سورة البقرة الآية: 11]
هو يفسد، يدعو إلى الاختلاط، ومع الاختلاط الفساد، يدعو إلى كشف الحجاب، ومع كشف الحجاب الفساد، يدعو إلى أن يخوض الإنسان في الدنيا مع الخائضين، ينبغي أن تعيش شبابك، طبعاً المنافق يختار عبارات مقبولة عند الجهلة، ينبغي أن تعيش شبابك، ينبغي أن تختبر الواقع، ينبغي أن تتفاعل معه، يا أخي تعلموا السحر ولا تعملوا به، هذا كلام المنافقين، يدعو إلى الفساد، يدعو إلى الاختلاط، يدعو إلى تبرج المرأة، يقول لك: هي نصف المجتمع، من حقها أن تظهر مفاتنها، هذا ما تعتز به، أنت حينما تمنعها من أن تظهر مفاتنها إنك تقمعها، كلام الجاهل يطرب له، لكن الذي أتاه الله العلم يراه كلاماً إبليسياً، يراه كلاماً مخرباً للعلاقات، يحب أن يكون هناك اختلاط في الحياة الاجتماعية، وما أدراك ما الاختلاط؟ وماذا يؤدي الاختلاط؟ .
مأساة :
الجهل بشرع الله سبب كل مأساة
أقول لكم هذه الكلمة: ما من مأساة كبيرة أو صغيرة، عامة أو خاصة تهلك الإنسان, إلا بسبب خروج عن منهج الله، وما من خروج عن منهج الله إلا بسبب الجهل.
العبد الفقير من خلال هذه الدعوة التي أكرمنا الله بها، ما من حكم شرعي يحرم شيئاً, واللهِ الذي لا إله إلا هو إلا وعندي عشرات، بل مئات القصص التي وقعت في هذا المجتمع، والتي هي بسبب هذه المعصية.
عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ, أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
((إِيَّاكُمْ وَالدُّخُولَ عَلَى النِّسَاءِ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ: أَفَرَأَيْتَ الْحَمْوَ؟ قَالَ: الْحَمْوُ الْمَوْتُ))
[أخرجه البخاري ومسلم في الصحيح, والترمذي في سننه]
أخو الزوج، والله في جعبتي عشرات، بل بضع عشرات القصص التي تهز أركان المجتمع, بسبب أن المسلم لم يأخذ بهذا الحديث، وما من حكم شرعي خولف, إلا وجرَّ مآسٍ لا تعد ولا تحصى، الإفساد في الأرض.
أعمال فنية يقوم بها المنافق :
﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ * أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ﴾
[سورة البقرة الآية: 11-12]
أحيانا يقول لك: مطعم، ليس هناك أي حكم شرعي يمنع أن يكون عندك مطعم، كلام طيب، يقول لك: أكل حلال، أنا أطعم الناس أكلاً حلالاً، لكن المطعم أضواؤه خافتة، وفي حي راقٍ جداً، وكل إنسان معه فتاة, يحب أن يجلس معها جلسة طويلة، وأن يفعل أشياء لا ترضي الناس في الطريق, يأخذها لهذا المطعم، فالإعلان مطعم، أما الحقيقة فهو بؤرة للفساد، فهذا مثل، إن في تجارته، إن في حركته، إن في أعماله، يقول لك: سياحة، أحياناً مجموعات، أكثر المعاصي والآثام تقترف في هذه المجموعات، كلمات براقة، فن، ساعة فن، ساعة سياحة، ساعة سلوك عصري، سلوك واقعي، ساعة التعبير عن الحياة بكل معانيها، هو كله فساد في الأرض.
كيف يرى المنافق المؤمن حسب نص هذه الآية؟ :
﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آَمِنُوا كَمَا آَمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آَمَنَ السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ﴾
[سورة البقرة الآية: 13]
المنافقون يرون المؤمنين سفهاء، يعني محدودين، تفكيرهم محصور في المسجد، وكلمة الله، ما رأوا جمال الحياة، ما اطلعوا على بهجة الحياة، لم يستمتعوا بالحياة، محدودون، مغلقون، تفكيرهم مغلق، هؤلاء سفهاء معقدون، متزمتون، ديدنهم الله، الحياة فيها أشياء جميلة، فيها شهوات، فيها اختلاط، فيها أشياء تبهج النفس، هذا كلامهم، قالوا:
﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آَمِنُوا كَمَا آَمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آَمَنَ السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ﴾
[سورة البقرة الآية: 13]
انظر إلى هذا الرد الإلهي لهذه الرؤية :
يقول الله عز وجل:
﴿أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ﴾
[سورة البقرة الآية: 13]
﴿وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ﴾
[سورة البقرة الآية: 130]
ما مِن إنسان يعرض عن الدين إلا وهو يحتقر نفسه، قد تعرض عن أشياء كثيرة لأنك تحتقرها، ولكن لمجرد أن تعرض عن الدين فإنك تحتقر نفسك:
﴿قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ﴾
[سورة يوسف الآية: 33]
هذا الذي يصبو إلى التي لا تحل له, هو عند الله جاهل، لأنه خسر الآخرة، خسر الأبد، خسر اتصاله بالله، خسر قربه من الله، لما عصى أبعد عن الله عز وجل.
2- خداع المؤمنين بإظهار الإيمان إذا قابلوهم ثم إظهار الكفر إذا خلوا
الصفة الثانية: خداع المؤمنين بإظهار الإيمان إذا قابلوهم، ثم إظهار الكفر إذا خلو بأوليائهم.
والله أحياناً تسمع كلمات من شخص معسولة؛ أهلاً وسهلاً، ومرحباً، نوّر البيت, تباركنا، ليست هذه الحياة، محدودون، مساكين، لم يروا شيئاً، الآن فقط مدحك، قال لك: نوّر البيت، تباركنا فيك، لذلك يقول الله عز وجل:
﴿لَقُوا الَّذِينَ آَمَنُوا قَالُوا آَمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ * اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ﴾
[سورة البقرة الآية: 14-15]
هذه الصفة الثانية.
3- الإعراض عن التحاكم إلى شرع الله وصد الناس عن الحكم بما أنزل الله
الصفة الثالثة: الإعراض عن التحاكم إلى شرع الله، وصد الناس عن الحكم بما أنزل الله، أحياناً قضية من القضايا بالقوانين فيها مكسب كبير، أما بالشرع فما لها مكسب، فالمنافق يأتي طواعية إلى الحكم الوضعي، ويحتكم إليه، هو في الشرع ظالم، وهذا يظهر كثيراً في قضايا الطلاق في الجاليات الإسلامية، ترفع أمرها لا إلى قاضٍ مسلم، لأن القاضي المسلم يحكم لها بالمهر فقط، ترفع أمرها إلى قاضٍ غير مسلم, ليحكم لها بنصف ثروة زوجها، لا يحتكم إلى شرع الله، بل يحتكم إلى نظام وضعي:
﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آَمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالاً بَعِيداً * وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُوداً﴾
[سورة النساء الآية: 60-61]
أيّ إنسان يحتكم إلى غير شرع الله فهو منافق، أي إنسان يحتكم إلى غير شرع الله تحقيقاً لمصالحه فهو منافق.
قاعدة عامة :
يروي ابن جرير بسنده إلى عامر الشعبي قال: كانت بين رجل ممن يزعم أنه مسلم، وبين رجل من اليهود خصومة، فقال اليهودي: أحاكمك إلى أهل دينك, أو قال: إلى النبي، وقد علم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يأخذ الرشوة في الحكم، فاختلفا، فاتفقا على أن يأتيا كاهناً في جهينة، قال: فنزلت الآية:
﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ ءَامَنُوا﴾
قاعدة عامة: حينما تحتكم إلى نظام غير شرع الله عز وجل, فهذه صفة قد تتلبس بها النفس، وهي النفاق.
4- يأمر بالمنكر وينهى عن المعروف :
المنافق يأمر بالمنكر
المنافق من صفاته: أنه يأمر بالمنكر، وينهى عن المعروف، قال تعالى:
﴿الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾
[سورة التوبة الآية: 67]
معنى: بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ: من صنف واحد، ملة الكفر واحدة، الكافر هو الكافر، في أي زمان، وفي أي مكان, يأمر بالمنكر، وينهى عن المعروف.
وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ؛ أي بخلاء لا ينفقون، وينهون عن أن تنفق، فعندنا فاسد مفسد لا ينفق، وينهاك أن تنفق.

قصة قرابة :
حدثني أخ قبل أشهر عن قصة, جرت مع أحد أقربائه، رجل في الستين في بحبوحة، أراد أن يتقرب إلى الله بدفع مبلغ مليون ليرة لإنشاء مسجد، حال الإنسان إذا اقترب من الوفاة، وشارف على ترك الدنيا, أن يعمل عملاً يلقى الله به، الرجل حي يرزق، الذي حدثني هذه القصة، هم أقرباء له، دفع المليون، له زوجة، وبنت طبيبة، وولدان، الأربعة رفعوا قضية، واتهموه بالسفه، وشهدوا جميعاً شهادة زور أن أباهم مجنون، الزوجة والبنت والابن، فحكم بإرجاع المبلغ، حكم أنه سفيه، والمبلغ استرد من الجمعية التي دفعه إليها، وانتهى الأمر، والذي روى لي القصة حي يرزق، خلال ستة أشهر الأربعة ماتوا، بأشكال عديدة؛ واحد في حادث، والبقية بأمراض عضالة، وبقي هو وحده حياً، والمبلغ استدره، وأنفقه مرة ثانية.
أيها الأخوة, إياك أن تفتري على إنسان محسن لا ينفق، ويمنعك أن تنفق.
درهم تنفقه في حياتك خير من مئة ألف درهم ينفق بعد مماتك :
درهم تنفقه في حياتك خير من مائة ألف درهم ينفق بعد مماتك
أيها الأخوة, بحكم عملي في الدعوة, عندي عدد لا بأس به من الوصايا، والله الذي لا إله إلا هو, لم تنفذ منها وصية واحدة، واحد ترك ثلاث بنايات، وأوصى بمئة ألف، لم تنفذ هذه الوصية، لذلك: درهم تنفقه في حياتك خير من مئة ألف درهم ينفق بعد مماتك، لماذا هو خير؟ لأنه لن ينفق بعد مماتك،
﴿يَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ﴾
ينفقون على شهواتهم وحظوظ أنفسهم ملايين مملينة، أما إذا دعوا إلى إنفاق مبلغ بسيط لإنسان يعاني ما يعاني, ادعوا أنه لم يوجد سيولة معهم، إن أنفقوه أَنفقوه إسرافاً وتبذيراً، وإن أَمسكوه أمسكُوه بخلاً وتقتيراً، لذلك قال تعالى:
﴿وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ﴾
[سورة البقرة الآية: 195]
إن لم تنفقوا.
5-يتخذ الكافر ولياً :
الصفة الخامسة: من صفات المنافقين أنهم:
﴿يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ﴾
[سورة النساء الآية: 139]
قد يكون الشخص محترمًا بمقياس الأرض؛ غني، قوي، ذو مكانة، ذو منصب، فالمنافق يعد هذا الإنسان مستشاراً له، يعده وليه، أنا لا أخالفه أبداً، انظر إلى وضعه كيف هو ، لو ما كان يفهم لما كان بهذه المكانة، يتخذ الكافر ولياً، يوليه أمره، ولياً يرجع إليه، ولياً يستشيره، ولياً يهتدي بتوجيهاته، ولياً ينفذ تعليماته، ولا يعبأ بتوجيهات رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال تعالى:
﴿بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً * الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً﴾
[سورة النساء الآية: 138-139]

هذا هو المؤمن :
أيها الأخوة, المؤمن يعتز بحاجب مؤمن، ولا يعتز بأكبر شخصية غير مؤمنة، يعتز بحاجب، هو أخي في الله هذا.
سيدنا الصديق, لما اشترى بلالاً من سيده, قال له سيده صفوان بن أمية: واللهِ لو دفعت به درهما لبعتكه، فقال له الصديق: واللهِ لو طلبت به مئة ألف لأعطيتك، هذا أخي، وضع يده تحت إبطه، وقال: هذا أخي حقاً.
كَانَ عُمَرُ يَقُولُ:
((أَبُو بَكْرٍ سَيِّدُنَا، وَأَعْتَقَ سَيِّدَنَا، يَعْنِي بِلَالًا))
[أخرجه البخاري في الصحيح]
لعلك لا تعلم :
عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهَا قَالَتْ:
((خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قِبَلَ بَدْرٍ، فَلَمَّا كَانَ بِحَرَّةِ الْوَبَرَةِ, أَدْرَكَهُ رَجُلٌ قَدْ كَانَ يُذْكَرُ مِنْهُ جولة وَنَجْدَةٌ، فَفَرِحَ أَصْحَابُ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ رَأَوْهُ، فَلَمَّا أَدْرَكَهُ قَالَ: يا ِرَسُولِ اللَّهِ! جِئْتُ ِأَتَّبِعَكَ لأُصِيبَ مَعَكَ، قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: تُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ؟ قَالَ: لَا، قَالَ: فَارْجِعْ فَلَنْ أَسْتَعِينَ بِمُشْرِكٍ))
[أخرجه مسلم في الصحيح, وأبو داود والترمذي في سننهما]
اختلف رجلان على قطعة جبن، استعانوا بالثعلب، الثعلب رفع شعار العدل، جاء بميزان، وضع ثلثين وثلثًا، فلما رجحت كفة الثلثين أكل نصفها، فرجحت كفة الثلث، فأكل نصفها إلى أن أكل الجبن كله، هذا حكمه.
لما استعان المسلمون بغير المسلمين لحلِّ خلافاتهم ما الذي حصل؟ راحت كل الثروات، فإذا نقضوا عهد الله وعهد رسوله, سلط الله عليهم عدواً يأخذ ما في أيديهم.
قف عند هذه الأحاديث :
أيها الأخوة، عَنْ خُبَيْبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِيهِ, عَنْ جَدِّهِ قَالَ:
((أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, وَهُوَ يُرِيدُ غَزْوًا لنا, وَرَجُلٌ مِنْ قَوْمِي، وَلَمْ نُسْلِمْ، فَقُلْنَا: إِنَّا نَسْتَحْيِي أَنْ يَشْهَدَ قَوْمُنَا مَشْهَدًا لَا نَشْهَدُهُ مَعَهُمْ، قَالَ: أَوَ أَسْلَمْتُمَا؟ قُلْنَا: لَا، قَالَ: إِنَّا لَا نَسْتَعِينُ بِالْمُشْرِكِينَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ، قَالَ: فَأَسْلَمْنَا، وَشَهِدْنَا مَعَهُ، فَقَتَلْتُ رَجُلًا، وَضَرَبَنِي ضَرْبَةً، فتَزَوَّجْتُ بِابْنَتِهِ بَعْدَ ذَلِكَ، فَكَانَتْ تَقُولُ: لَا عَدِمْتَ رَجُلًا وَشَّحَكَ هَذَا الْوِشَاحَ، فَأَقُولُ: لَا عَدِمْتِ رَجُلًا عَجَّلَ أَبَاكِ إلى النَّارَ))
[أخرجه الطبراني في المعجم الكبير, والإمام أحمد في مسنده]
عَنْ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ قَالَ:
((كَانَ مُحَمَّدٌ أَحَبَّ رَجُلٍ إلي من النَّاسِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَلَمَّا تَنَبَّأَ وَخَرَجَ إِلَى الْمَدِينَةِ, شَهِدَ حَكِيمُ بْنُ حِزَامٍ الْمَوْسِمَ وَهُوَ كَافِرٌ، فَوَجَدَ حُلَّةً لِذِي يَزَنَ تُبَاعُ، فَاشْتَرَاهَا بِخَمْسِينَ دِينَارًا, لِيُهْدِيَهَا لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَدِمَ بِهَا عَلَيْهِ الْمَدِينَةَ، فَأَرَادَهُ عَلَى قَبْضِهَا هَدِيَّةً، فَأَبَى، قَالَ: إِنَّا لَا نَقْبَلُ شَيْئًا مِنْ الْمُشْرِكِينَ، وَلَكِنْ إِنْ شِئْتَ أَخَذْنَاهَا بِالثَّمَنِ، فَأَعْطَيْتُهُ حِينَ أَبَى عَلَيَّ الْهَدِيَّةَ))
[أخرجه الطبراني في المعجم الكبير, والإمام أحمد في مسنده]
عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ:
((أنَّ رَجُلًا مِنْ الْمُشْرِكِينَ لَحِقَ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقَاتِلَ مَعَهُ، فَقَالَ: ارْجِعْ، فَقَالَ: إِنَّا لَا نَسْتَعِينُ بِمُشْرِكٍ))
[أخرجه مسلم في الصحيح, وأبو داود والترمذي في سننهما]
إذاً المنافقون:
﴿يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ﴾
نهاية المطاف :
المنافقون يعادون المؤمنين بإيمانهم، ويوالون الكافرين بكفرهم، قال تعالى:
﴿لَا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آَبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ﴾
[سورة المجادلة الآية: 22]
لا تجد مؤمناً يؤمن بالله واليوم الآخر يودّ من حاد الله ورسوله:
﴿وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ * الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ﴾
[سورة البروج الآية: 8-9]
أنت حينما تبذل مودتك للكافر فأنت منافق، لا سمح الله ولا قدر:
﴿إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آَمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ * فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيّاً حَتَّى أَنْسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنْتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُونَ * إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ﴾
[سورة المؤمنون الآية: 109-111]
عَنْ مُعَاذِ بْنِ أَنَسٍ الْجُهَنِيِّ, أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
((مَنْ أَعْطَى لِلَّهِ، وَمَنَعَ لِلَّهِ، وَأَحَبَّ لِلَّهِ، وَأَبْغَضَ لِلَّهِ، وَأَنْكَحَ لِلَّهِ, فَقَدْ اسْتَكْمَلَ الإيمان))
[أخرجه الحاكم في مستدركه]
والحمد لله رب العالمين


منقول من مواقع موسوعة النابلسي
http://www.nabulsi.com/
http://www.nabulsi.com/blue/ar/sss_cat.php?id=55&sid=56&ssid=66&sssid=79
♥️••♥️••♥️••♥️••♥️••♥️••♥️••♥️••♥️••♥️••♥️••♥️••♥️••♥️••♥️••♥️
لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ♥️لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ العَلِيِّ العَظِيمِ ♥️سُبْحَانَ اللَّهِ ♥️وَالْحَمْدُ لِلَّهِ ♥️وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ♥️وَاللهُ أَكْبَرُ
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ، ♥️وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، ♥️كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، ♥️وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، ♥️إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، ♥️وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ، ♥️وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، ♥️كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، ♥️وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ،♥️فِي الْعَالَمِينَ ♥️إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ ♥️صَلَّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
أسْتَغْفِرُ اللهَ العَظِيمَ ♥️الَّذِي لاَ إلَهَ إلاَّ هُوَ، ♥️الحَيُّ القَيُّومُ، ♥️وَأتُوبُ إلَيهِ
حَسْبِيَ اللَّهُ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ ♥️عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ ♥️وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ
حسبنا الله ♥️♥️ونعم الوكيل ♥️نعم المولى ♥️ونعم النصير
اللَّهُمَّ انصر واعز الاسلام والمسلمين ♥️واعلي بفضلك كلمتي الحق والدين

*۞  اللَّهُمَّ إجعل ما كتبناهُ وما قلناهُ وما نقلناه ♥️حُجة ً لنا لا علينا ♥️يوم ان نلقاك *

وأنا مُلْتَمِسٌ من قارئ حازَ من هذا السِّفر نَفْعَاً ألا ينساني بدعوة صالحة خالصة في السَّحَر ، وليعلم أن ما في هذا الكتاب مِن غُنْم فحلال زُلال له ولغيره ، وما كان مِن غرم فهو عَلَى كاهلي وظهري ، وأبرأ إلى الله من كل خطأ مقصود ، وأستعيذه من كل مأثم ومغرم ‏.‏
فدونك أيها القارئ هذا الكتاب ، اقرأه واعمل بما فيه ، فإن عجزت فَأَقْرِأْهُ غيرَك وادْعُه أن يعمل بما فيه ، فإن عجزتَ – وما إِخَالُكَ بِعَاجِزٍ – فبطْن الأرض حينئذ خيرٌ لك من ظاهرها ‏.‏
ومن سويداء قلبي أسأل الله تبارك وتعالى أن ينفعك بما فيه وأن يقوّيَك على العمل بما انتفعت به ، وأن يرزقك الصبر على ما قد يلحقك من عَنَتٍ وأذى ، وأن يتقبل منك سعيك في خدمة الدين ، وعند الله اللقاء ، وعند الله الجزاء
ونقله لكم الْأَمَةُ الْفَقِيرَةَ الى عفو الله ومرضاته . غفر الله لها ولوالديها ولاخواتها وذرياتها ولاهلها ولأُمّة نبينا محمد صَلَّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اجمعين ويجعلنا من عباده الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ وَالْمُنفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِوَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنْ النَّاسِ وَالْمُحْسِنِينَ والْمُتَّقِينَ الأَحيَاءِ مِنهُم وَالأَموَاتِ  اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِحَيِّنَا وَمَيِّتِنَا وَصَغِيرِنَا وَكَبِيرِنَا وَذَكَرِنَا وَأُنْثَانَا وَشَاهِدِنَا وَغَائِبِنَا ، اللَّهُمَّ مَنْ أَحْيَيْتَهُ مِنَّا فَأَحْيِهِ عَلَى الْإِيمَانِ ، وَمَنْ تَوَفَّيْتَهُ مِنَّا فَتَوَفَّهُ عَلَى الْإِسْلَامِ ويجمعنا اجمعين فى اعلى درجات الجنة مع نبينا محمد وجميع النَّبِيِّينَ والْمُرْسَلِينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا
تحققت الآمال و توفر لهم كل شئ فلم يبق إلا الثناء  
وأخيرًا أسأل الله أن يتقبلني انا وذريتى ووالداى واخواتى واهلى والمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات وامة محمد اجمعين صَلَّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الاحياء منهم والاموات شهيدًا في سبيله وأن يلحقناويسكنا الفردوس الاعلى من الجنة مع النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا أسألكم أن تسامحوني وتغفروا لي زلاتي وأخطــائي وأن يرضى الله عنا وترضــوا عنــا وتهتمــوا وأسال الله العظيم ان ينفع بمانقلت للمسلمين والمسلمات
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وبِحَمْدِكَ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ
دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ ۚ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ  
آميــٍـِـِـٍـٍـٍنْ يـــآرّبْ العآلميــــن
♥️♥️♥️۞ وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَىَ وأَعْلَمُ وأَحكَمُ، ورَدُّ العلمِ إليه أَسلَمُ ♥️♥️♥️
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://el-quran.ahlamontada.com
 
العقيدة من مفهوم القران والسنة - نواقض الإسلام
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» العقيدة من مفهوم القران والسنة - مفهوم الإيمان
» العقيدة من مفهوم القران والسنة - الربوبية
» العقيدة من مفهوم القران والسنة - الذات الإلهية
» العقيدة من مفهوم القران والسنة - سوء الظن بالله
» العقيدة من مفهوم القران والسنة -مقتضيات الإيمان

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
القرآن الكريم والسُنَّة النبوية والاعجاز :: ♥(( اقسام الفقه والعقيدة الإسلامي ))♥ :: العقيدة الإسلامية واصولها-
انتقل الى: