القرآن الكريم والسُنَّة النبوية والاعجاز
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

القرآن الكريم والسُنَّة النبوية والاعجاز

القرآن الكريم والسُنَّة النبوية والاعجاز كنز ورسالة لمنهج حياة للعالم الإسلامي اجمع
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 قضايا الشباب فى المجتمع وعلاجها

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin
Admin


المساهمات : 4240
تاريخ التسجيل : 20/01/2018

قضايا الشباب فى المجتمع وعلاجها Empty
مُساهمةموضوع: قضايا الشباب فى المجتمع وعلاجها   قضايا الشباب فى المجتمع وعلاجها Emptyالخميس مارس 01, 2018 3:55 am

۞بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ۞
۞ٱلْسَلآمّ ٍعَلْيّكَمُ وٍرٍحَمُةٌ اللَّــْـْہ ۆبُركَاته۞
۞أَعُوذُ بِاللَّهِ السَّمِيعِ الْعَلِيمِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ من ♥️هَمْزِهِ، ♥️ونَفْثِهِ،♥️ونَفْخِهِ۞
۞الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ۞
۞أَشْهَدُ أَنّ لَّا إِلَٰهَ إِلَّإ الله ♥️وأَشْهَدُ ان محمداً رسول الله۞
۞تحية من عند الله طيبة مباركة۞
قضايا الشباب فى المجتمع وعلاجها 1507364802_5277
قضايا الشباب فى المجتمع وعلاجها 1507364652_8070

قضايا الشباب
يعاني العديد من الشباب من كثير من المشاكل والقضايا التي تواجههم في حياتهم العلميّة، والعمليّة، والاجتماعيّة، ويقومون بمواجهة هذه القضايا بشتى والوسائل لإزالتها من طريقهم، إلّا أنّ طريق الشباب دائماً هو مليء بهذه المشاكل والقضايا، وبالرغم من أنّ لكلّ زمان ومكان مجموعة من القضايا، إلّا أنّه يوجد مجموعة كبيرة منها تتلازم مع هذه الفئات، وتعتبر سلاحاً للشفاف فيما بعد؛ وذلك لأنّه يستطيع من خلال مواجهة هذه القضايا والتغلّب عليها أن يواجه غيرها، وبالتالي يتكوّن لديه مجموعة كبيرة من الحلول التي يمكن أن يستخدمها في أطر أخرى.

تعتبر مشكلة الشباب في العالم العربي
من إحدى القضايا الهامة والأساسية باعتبار الشباب يشكلون الطاقة البشرية والحيوية القادرة على القيام بالعمليات النهضوية والتنموية بالإنطلاق من التعليم والتربية والثقافة والإعلام والقيم الدينية والاجتماعية بمشكلات الشباب :
تقدر نسبة الشباب في العالم العربي بحدود 20% من مجل سكان العالم العربي (أي قرابة 50 مليون شاب وشابة) ، إن هذا العدد الكبير يتطلب منا دراسة أوضاعه والوقوف عند همومه وطموحاته باعتبار الشباب هم الرصيد الاستراتيجي وهم الثروة الحقيقية لذلك فالحديث عنهم حديث عن المستقبل والتحديات المقبلة ، إن مشكلة الشباب تنبع بالأساس من خلل في سياسات التنمية والإعلام والتشغيل والتربية والتعليم والتنشئة الاجتماعية والسياسية ، الأمر الذي يفرض ضرورة مشاركة عدد كبير من العلماء والباحثين والكتاب والمفكرين وعلماء النفس والاجتماع على التربية والتعليم في وضع استراتيجية مستقبلية تتبنى جيل الشباب وتساعده على تجاوز الصعوبات والمعوقات التي تعترض سبيله وتساهم في ذلك الحكومات العربية ، ومختلف مؤسساتها الشعبية والرسمية والنقابية والأسر .

هموم الشباب:
إن واقع الشباب في العالم العربي يعاني من جملة أزمات ، فقد أدت المتغيرات الاجتماعية في العصر الحديث إلى خلل في الأسرة العربية والإسلامية ، بعد أن غزت الثقافات الوافدة من خارج الإسلام إلى أبناء الإسلام فأدت إلى بعض التصدعات داخل الأسرة ، الأمر الذي غير من شكل العلاقات الأسرية والاجتماعية حيث اهتزت بعض القيم والمبادئ لدى الشباب وظهرت هموم ومشكلات  :
وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَىَ وأَعْلَمُ

- الفراغ التربوي :
أصبحت العلاقات بين الأسرة الواحدة مثل العلاقات بين ساكن فندق وعليه يتحدد المستوى الاجتماعي رقياً وضعفاً ، مشيراً إلى أن العلاقة بين الأسر وأعضائها أصبحت علاقة جوار وقتي عند النوم ، وأحياناً عند الطعام ، فمثلاً توجد علاقة تربط الأبناء بالآباء والأزواج بالزوجات كما رسمها الدين الإسلامي ، فقد نقلنا عن الغرب كل مايهدد الأسرة المسلمة ، والشباب هم أكثر فئات المجتمع العربي تأثيراً بالفراغ التربوي مما انعكس على بناهم النفسية والعقلية وتوجيهاتهم الثقافية والأخلاقية والاجتماعية والسياسية والقومية ، ولعل من مظاهر الفراغ التربوي لدى الشباب .
وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَىَ وأَعْلَمُ

- أزمة التعليم مظاهرة الأمية الحضارية :
ويقدر عدد الطلاب في العالم العربي لكافة المراحل بأكثر من 60 مليون طالب عام 1990م ، وقد يتجاوز العدد 75 مليون ، إن هذا العدد الضخم سلاح ذو حدين فإن استطعنا أن نحقق تعليماً فعالاً ينسجم مع حاجات المجتمع ويلبي طموحات خطط التنمية ، ويواكب التغيرات والتطورات العالمية ، فإن كل ذلك سيحدث ثورة اجتماعية واقتصادية في غضون سنوات محددة ، بشرط أن لا يبقى حال التعليم في العالم العربي على وضعه الراهن ، فالعالم العربي يعيش تراجعاً مستمراً في دخله القومي ، ويتوقع له مزيداً من التراجع بسبب عوامل عديدة داخلية وخارجية ، اذ أن خريجي التعليم على مختلف مستوياتهم سيشكلون مزيداً من العبء على المجتمع بكامله ، وبدلاً من أن يقودوه إلى الأمام فإنهم سيكونون قوة كابحة لتقدمه وتطوره وبخاصة فإن عدد خريجي الجامعات يزداد بصورة كبيرة ويبلغ عدد الجامعات 93 جامعة عدد طلابها أكثر من ربع مليون طالب ، والسؤال أي المشاريع العربية القادرة على استيعاب هؤلاء وغيرهم من خريجي الثانويات والمدارس والمعاهد المتوسطة ، إن أهم مايعيق التعليم هو ضعف الإنفاق عليه في العالم العربي ، حيث لا يتجاوز 30 مليار دولار سنوياً ، لذلك لابد من إعادة ترتيب الأولويات في الإنفاق ووضع العملية التعليمية في المراتب الأولى حتى يصبح للتعليم دلالته القيمية إذا أصبح هو هدف الشباب في ظل الفراغ التربوي ، هو الحصول على الشهادة ، وبالتالي وبذلك أصبح الأسلوب السائد هو أسلوب الحفظ والتلقين ، وتغيب النقاش والحوار ، ومن هنا ظهرت أمية الحضارة إن لم يكن التخلف الحضاري .
وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَىَ وأَعْلَمُ

البطالة
يرتبط مفهوم البطالة بوصف حالة المتعطلين عن العمل وهم قادرون عليه ويبحثون عنه ، إلا أنهم لا يجدونه ، ويعتبر مفهوم البطالة من المفاهيم التي أخذت أهمية كبرى في المجتمعات المعاصرة من البحث والتحليل ، لذا استحوذ موضوع البطالة بشكل رئيسي على عناية أصحاب القرارات السياسية ، وكذلك على اهتمام الباحثين الاجتماعيين أو الاقتصاديين ، بوصفه موضوعاً يفرض نفسيه بشكل دائم وملح على الساحة الدولية ، لهذا لا تكاد تصدر دورة علمية متخصصة ذات علاقة بعلم الاقتصاد والاجتماع والجريمة إلا وتتعرض لموضوع البطالة .
وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَىَ وأَعْلَمُ

حجم البطالة ونسبتها :
يتحدد حجم البطالة من خلال احتساب الفارق بين حجم مجموع قوة العمل السعودية مثلاً وحجم مجموع المشتغلين السعوديين ، أما نسبة البطالة فتحسب بقسمة حجم البطالة على إجمالي قوة العمل من السعوديين مضروباً في مئة ، وذلك وفقاً للمعادلة التالية :
نسبة البطالة =(حجم البطالة /إجمالي قوة العمل) × 100

إن نسبة القوى العاملة في العالم العربي هي من النسب المتواضعة مقارنة مع الدول المتقدمة التي تتراوح فيها نسبة القوى العاملة 50% من مجمل السكان ، بينما في العالم العربي لا تتجاوز 26.5% من مجمل السكان .
وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَىَ وأَعْلَمُ

أثر البطالة على الشباب والمجتمع:
1- الجانب النفسي:
تؤدي حالة البطالة عند الشباب إلى التعرض لكثير من مظاهر عدم التوافق النفسي والاجتماعي ، إضافة إلى أن كثيراً من العاطلين عن العمل يتصفون بحالات من الاضطرابات النفسية والشخصية ، فمثلاً يتسم كثير من العاطلين بعدم السعادة وعدم الرضا والشعور بالعجز وعدم الكفاءة ، مما يؤدي إلى اعتلال في الصحة النفسية لديهم ، كما أنهم يتعرضون للضغوط النفسية أكثر من غيرهم بسبب معاناتهم من الضائقة المالية التي تنتج عن البطالة .

2- الجانب الأمني:
تشير الدراسات أن هناك علاقة بين البطالة والجريمة ، فكلما زادت نسبة البطالة ارتفعت نسبة الجريمة ، ومن أهم ما ورد في تلك الدراسات :
أ‌- تعد جريمة السرقة من أبرز الجرائم المرتبطة بالبطالة ، حيث تبلغ نسبة العاطلين المحكوم عليهم بسبب السرقة 27% من باقي السجناء المحكوم عليهم لنفس السبب في المملكة العربية السعودية .
ب‌- كلما ازدادت نسبة البطالة ، ازدادت جرائم [القتل – الاغتصاب – السطو – الإيذاء] حيث أكدت دراسة أمريكية أن ارتفاع البطالة بنسبة 1% يؤدي إلى ارتفاع نسبة جرائم القتل بـ 6.7% ، وجرائم العنف بنسبة 3.4% .

3- الجانب الاقتصادي:
الإنسان هو المورد الاقتصادي الأول ، وبالتالي فإن أي تقدم اقتصادي يعتمد أو ما يعتمد على الإنسان بإعداده علمياً حتى يتحقق دوره في الإسهام في نهضة المجتمع ، وتضعف البطالة من قيمة الفرد كمورد اقتصادي وتعمل على إهداء الطاقات البشرية .
وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَىَ وأَعْلَمُ

البطالة المقنعة:
إن أبشع أنواع البطالة وأكثرها حدة في الدولة المتخلفة ، وتعرف بأنها مقدار قوة العمل التي لا تعمل بشكل فعلي في النشاط المنتج ، ويمكن أن نرى ضمن إطار البطالة المقنعة ثلاث نماذج مختلفة وهي :
1- شباب دخلوا مجالات عملهم غير راغبين بها ، بل مجبرين وذلك بسبب ضيق مساحة الاختيار أمامهم ، خصوصاً في ظل سياسة معدلات القبول الجامعي من جهة ، والنظرة الاجتماعية المغالطة لبعض الاختصاصات من جهة ثانية ، ومثال على ذلك المعلمون .
2- شباب أجبروا على القيام بأعمال ليست من اختصاصهم لعدم وجود حاجة لاختصاصاتهم ، مثل خريجي التربية وهم يمارسون أعمال مالية أو حسابية .
3- شباب دخلوا ميدان أعمال تتوافق مع اختصاصاتهم ، لكنهم لا يقومون بأعمالهم على أكمل وجه والسبب هو الفراغ التربوي الذي يعيش في ظله الشباب ، وهو أخطر الأنواع وأكثرها انتشاراً في القطاعات الإنتاجية العامة في العالم العربي .
فإذا كانت البطالة المقنعة هي السبب الرئيسي في تدني الإنتاجية ، فهي أيضاً تستنزف قسماً كبيراً من الموارد المالية دون أن تنتج حيث تحول العمل ليس كمقابل للأجر المقبوض لكنها وسيلة سهلة له ، مما يساعد بشكل خطير على تراكم الموظفين العاملين والمقنعين لدى الدوائر العامة والحكومية .
وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَىَ وأَعْلَمُ

من مشاكل المجتمع - البطالة​
البطالة:
تعتبر البطالة كارثة تستوجب الوقوف .. ولفت الانتباه .. فالواقع يؤكد أن معدلات البطالة في تزايد مستمر ، الجميع يحاول البحث عن طريق للخروج من الأزمة ولكن الواضح أنه يزداد ابتعادا!!
و البطالة هي ظاهرة اقتصادية بدأ ظهورها بشكل ملموس مع ازدهار الصناعة إذ لم يكن للبطالة معنى في المجتمعات الريفية التقليدية. طبقا لمنظمة العمل الدولية فإن العاطل هو كل قادر على العمل وراغب فيه، ويبحث عنه، ويقبله عند مستوى الأجر السائد، ولكن دون جدوى.
من خلال هذا التعريف يتضح أنه ليس كل من لا يعمل عاطل فالتلاميذ والمعاقين والمسنين والمتقاعدين ومن فقد الأمل في العثور على عمل وأصحاب العمل المؤقت ومن هم في غنى عن العمل لا يتم أعتباهم عاطلين عن العمل و قد نتجت عن البطالة الكثير من الأمراض الاجتماعية مثل زيادة الهجرة غير الشرعية إلي الدول الأوروبية و إقبال عدد من الشباب المصري علي الانتحار للشعور باليأس بسبب البطالة و عدم قدرتهم علي إعالة أسرهم.

معدل البطالة:
معدل البطالة = عدد العاطلين مقسوما على عدد القوة العاملة مضروباً في مائة.
معدل مشاركة القوة العاملة = قوة العمالة مقسوما على النسبة الفاعلة مضروباً في مائة.
وتعتبر نسب البطالة في صفوف الشباب العربي هي الأعلى عالمياً، وهي مرشحة للتصاعد في الكثير من الحالات. فالمعدل بالنسبة للدول العربية هو 25% طبقاً لبيانات الأمم المتحدة، أما في بعض البلدان فهي تصل أحيانا إلى 40% وبذلك تتضح حقيقة حجم مشكلة البطالة حيث يتوقع أن حجم البطالة الحقيقي لا يقل بأي حال من الأحوال عن 17 % : 20 % من حجم قوة العمل.. .

أنواع البطالة:
يمكن أن نشير إلى ثلاث أنواع رئيسية للبطالة وهي:
1- البطالة الدورية: و الناتجة عن دورية النظام الرأسمالي المنتقلة دوما بين الانتعاش و التوسع الاقتصادي و الانكماش و الأزمة الاقتصادية التي ينتج عنها وقف التوظيف و التنفيس عن الأزمة بتسريح العمال.
2- البطالة الاحتكاكية: و هي ناتجة عن تنقل العمال ما بين الوظائف و القطاعات و المناطق أو نقص المعلومات فيما يخص فرص العمل المتوفرة.
3- البطالة المقنعة: و هي تتمثل بحالة من يؤدي عملا ثانويا لا يوفر له كفايته من سبل العيش أو أن بضعة أفراد يعملون سويا في عمل يمكن أن يؤديه فرد واحد أو اثنان .
البطالة في مصر هي بطالة متعلمة فالغالبية العظمى من العاطلين من خريجي الجامعات ومدارس ثانوية كما أن اتجاه معدلات البطالة للارتفاع في الحضر بعد أن كانت في فترات سابقة ترتفع بنسبة أكبر في الريف

حلول للبطالة:
لا يرى الاقتصاديون من الطبقة البورجوازية حلاً لمشكلة البطالة إلا في اتجاهين أساسيين:
الاتجاه الأول:
يرى للخروج من البطالة ضرورة رفع وتيرة النمو الاقتصادي بشكل يمكن من خلق مناصب الشغل .
الاتجاه الثاني:
يرى للخروج من أزمة البطالة ضرورة تدخل الدولة لضبط الفوضى و تحقيق التوازن الاجتماعي و هذا الاتجاه اخذ يتواري بفضل ضغط العولمة.
** أما الحل الجذري لقضية البطالة فيتطلب إعادة هيكلة الاقتصاد علي قاعدة نطاق الربح الرأسمالي, أي بناء لوسائل الإنتاج و تلبية الحاجات الأساسية لكل البشر خارج العيش المترف علي حساب عجز الأغلبية في الوصول إلي الحد الأدنى من العيش الكريم.

مقترحات للقضاء علي البطالة:
1- تأهيل الباحثين عن العمل في مختلف المجالات مثل النجارة والحدادة وصيد الأسماك وغيرها من المشاريع الوطنية الهامة للمجتمع حتى يتم قبولهم في المؤسسات الخاصة أو العامة أما بالنسبة للفتيات فيتم تدريبهن في جمعيات خاصة بالمرأة حتى يتم تكوين الأسرة المنتجة .
2 - على الدولة أن تبحث عن سوق محلي وعالمي لدعم وتسويق المشاريع التي ينتجها الشباب والأسر المنتجة .
وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَىَ وأَعْلَمُ

الإدمان
قال تعالى : [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ{90} إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ{91}] (المائدة : 90-91).

الإدمان مشكلة نفسية ، وعملية توافقية غير موفقة لشخص مضطرب ، والإدمان آفة اجتماعية ومشكلة قانونية خطيرة ولها آثار سيئة متعددة على الفرد والأسرة والمجتمع لأن المدمن قد يلجأ إلى أي وسيلة للحصول على مادة التعاطي ، من الكذب إلى السرقة إلى التزوير ، وغير ذلك مما يؤثر تأثيراً سيئاً واضحاً على عمله وعلى حياته الزوجية والاجتماعية ، ومن المؤسف أن أكثر الفئات العمرية تعاطي للمخدرات هم الشباب ، وهم الطاقة البشيرة ، وهم الثروة الحقيقية داخل أي مجتمع ، ويحدث الإدمان نظراً لأفكار ومعتقدات خاطئة .
وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَىَ وأَعْلَمُ

أفكار ومعتقدات شائعة حول الإدمان :
تلعب الأفكار والمعتقدات دوراً مهماً في سلوك المدمن وفيما يلي عدد من الأفكار والمعتقدات لدى الشباب العربي حول الدور الذي تلعبه مواد التعاطي ، وما يرتبط بها من أوهام السعادة أو الشعور باللذة والنشوة ، كما يشاع وسط المتعاطين والمدمنين أنها :
1- تنسي الإنسان هموم الدنيا .
2- تنقل الإنسان من الكآبة إلى السعادة .
3- تنقل تفكير الشباب من المشكلات إلى اللاشيء .
4- تنشط الفرد جنسياً .
5- تخفف من المتاعب الجنسية .
6- تجعل الفرد يعيش في عالم الأحلام .
7- تجعل الفرد يعمل فترة طويلة بدون تعب .
كل هذه المعتقدات ماهي إلا مشاعر زائفة وأوهام ، فهل تعمل المخدرات على حل مشكلات الشباب ؟؟
وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَىَ وأَعْلَمُ

أضرار الإدمان ومخاطره على الشباب :
1- قد أثبتت الدراسات بأنه توجد علاقة موجبة بين التعاطي وارتكاب الجريمة ، وخاصة جرائم العنف والسرقة والبغاء .
2- أشارت دراسات أمريكية حديثة إلى الارتباط بين وقوع حوادث الطرق والإدمان وخاصة الكحول والحشيش .
3- يصاب المدمن باختلاط عقلي لا يستطيع معه تحديد الكمية المطلوبة من العقار ، فيتناول كمية كبيرة تودي بحياته .
4- أثبتت الدراسات أن الإدمان يعمل على ضعف أو اختفاء الرغبة الجنسية في حالة غياب العقار .
5- اعتلال صحة المدمنين جسمياً ونفسياً .
6- هذا بالإضافة إلى الأضرار التي تقع على المجتمع وإهدار طاقته المادية والبشرية والانفلات الأمني .
والوقاية من الإدمان من أهم مسئوليات الأسرة والمدرسة والإعلام ومجال العمل ، ففي الأسرة يجب تنشأة الأطفال على القيم الدينية الصحيحة وفي المدرسة يجب التوعية بأخطار التعاطي والإدمان مع الاستعانة بالأخصائيين النفسيين والاجتماعيين .
وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَىَ وأَعْلَمُ

من مشاكل المجتمع - الإدمان(التدخين و المخدرات)​
الإدمان(التدخين و المخدرات)
التدخين:
أظهرت احد البحوث البريطانية أن دخان السجائر يؤدي إلي تلوث الهواء بنسبة اكبر(10 مرات) من عادم السيارة التي تعمل بوقود الديزل و أكدت دراسة أخري أن دخان السجائر لا يقتصر ضرره علي المدخنين فحسب و إنما يمتد الضرر ليشمل غير المدخنين أيضا كما أشارت الدراسة لإمكانية حدوث حرائق و كوارث من جراء إلقاء أعقاب السجائر مشتعلة وخاصة قرب الأشياء سريعة الاشتعال مما يؤدي إلي تلوث الهواء بالدخان مما يتسبب في الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي وأمراض القلب.

أخطار التدخين علي الفرد و المجتمع:
إن أخطار التدخين و عواقبه الوخيمة من تعرض للأمراض أو الوفاة و المرتبطة بالتدخين سواء كان اختياريا أو بالإكراه أي استنشاق دخان التبغ المنبعث من سجائر الآخرين عندما يكون المرء معهم في مكان مغلق كما انه يقلل العمر المتوقع للمدخن و يزيد من العجز و الضعف و يزيد نسبة التغيب عن العمل كما انه يسبب سرطان الرئة و هو من اشد الأمراض السرطانية خطورة و أكثر سببا للموت فقد أدي هذا المرض إلي وفاة الألوف بسببه و تقول التقارير أن التدخين مسئول عن الإصابة بأمراض السرطان بنسبة 75%لدي المدخنين و الجدير بالذكر أن مخاطر التدخين تطال غير المدخنين أيضا و الواقع أن المدخنين ليسوا فقط الذين يشربون الدخان بل يعتبر الذين يستنشقون الدخان من المدخنين أيضا.

المخدرات:
مصر دولة مستهلكة للمخدرات من بعض الدول الأوروبية و الأسيوية و العربية و الأمريكية كما أن موقعها الجغرافي جعل منها دولة عبور تمر المخدرات عبرها من الدول المنتجة إلي الدول المستهلكة.

مخاطر المخدرات علي الفرد و المجتمع:
أن المتعاطي يفقد السيطرة على سلوكه ومن ثم يصبح أسير ما يتعاطاه يعتمد عليه للحصول على نشوة زائفة هي في حقيقة الأمر مدمرة لكيانه ولوعيه بنفسه ولعلاقاته بمن يحيط بهم ويتحول إلى كائن ولا حول له ولا قوة . فالإدمان يمثل خطرا داهما على الفرد والمجتمع فمن مخاطره انه يكون وراء المشكلات الزوجية ومشاكل العمل والمخالفات القانونية وحوادث الطرق والديون والسلوك العدواني وله أيضا مخاطر صحية كالتهاب المعدة وقرحة الإحدى عشرية والتهاب الأعصاب وتليف الكبد والالتهاب الرئوي والايدز وأيضا إلى إمراض نفسية وعقلية كالقلق والاكتئاب ومحاولة الانتحار والجنون ويؤدى إلى ظهور كثير من المشكلات الاجتماعية كالانحراف والتفكك الاجتماعي واللامبالاة والمشكلات الأسرية ويؤثر على الإنتاج حيث يفقد المدمن القدرة على العمل ويؤدى كذلك إلى ضياع جانب كبير من ميزانية الدولة في العلاج ويرتبط الإدمان بالجريمة كالقتل والسرقة.

كيفية التصدي لظاهرة الإدمان:
أن الإقلاع عن الإدمان سواء كان إدمان للتدخين أو المخدرات لابد أن يكون نابعا من داخل الفرد المدمن حتى يؤتي ثماره كما انه لابد من زيادة حملات التوعية ضد مخاطر الوقوع في دائرة الإدمان و تطبيق القوانين أيضا يمكن أن يلعب دورا مهما في الحد من هذه الظاهرة الخطيرة كذلك لابد من تنمية الوعي الديني و الأخلاقي و القيمي لدي الشباب لحمايتهم من الوقوع في خطر الإدمان كما تمثل الرعاية الأسرية عاملا هاما في التصدي لتلك الظاهرة و التخفيف من أثارها السلبية في حالة حدوثها و أخيرا أننا ننصح كل المدمنين بالإقلاع فورا عن هذه الآفة الخطيرة التي ثبت ضررها في مختلف الميادين الصحية و الاجتماعية و الاقتصادية .
وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَىَ وأَعْلَمُ

المشكلات الزواجية
مشكلات قبل الزواج ، تتعد المشكلات التي يحتمل حدوثها قبل الزواج ، وأهمها مايلي :
- مشكلة اختيار الزوج :
قد تحدث مشكلة اختيار الزوج عن طريق الصدفة التي قد تخطئ وقد تحدث نتيجة للحب من أول نظرة ، وقد تحدث كاستجابة لأول قادم نتيجة بأخر الزواج ، وكثيراً ممن فشل في زواجه يعزي أهم أسباب الفشل بعد إرادة الله إلى عملية الاختيار في الأساس والتي لم تكن تلقى أهمية أو أولوية بمسألة الدين والخلق ، بل كثير من الخاطبين يشترط الجمال أو النسب أو المال أو الوظيفة كما يحصل في الوقت الحالي ، ربما على حساب الدين والخلق ، وما أن يتحقق له المطلوب حتى يدرك خطأه الفادح ، وربما دخل في دوامة من المشكلات النفسية والاجتماعية والصراع النفسي .
وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَىَ وأَعْلَمُ

- تأخر الزواج :
قد يحدث تأخر الزواج بالنسبة للإناث وتأخره بالنسبة للذكور ، فالنسبة للإناث يكون خارج عن يد الفتاة التي قد يطول انتظارها لمن يتقدم لخطبتها ، وقد يفوتها قطار الزواج ، وتظل تعاني من خلق وخوف البوار وعدم الاستقرار في المستقبل .
أما بالنسبة للذكور فتكون الأسباب مختلفة ، مثل وجود بعض الظروف الأسرية أو الاقتصادية وقد تسبب مشكلة العنوسة مشكلات فرعية ، مثل: الغيرة وفقدان الثقة في النفس نتيجة زواج الأخت الصغرى قبل الكبرى .
وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَىَ وأَعْلَمُ

- الإحجام والإضراب عن الزواج:
الإحجام أو الامتناع عن الزواج في رأي الدين ، سلوك غير مرغوب فيه ، ويعبر سيئة ، لأنه يضر الفرد والمجتمع ، ويعتبر بعداً عن الفطرة السليمة ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "شرار أمتي عزابها" .
أسباب الإضراب عن الزواج:
1- أسباب نفسية : مثل خبرة مؤلمة ، فقد الثقة في الجنس الآخر .
2- أسباب صحية : ضعف في الصحة العامة ، ضعف من الناحية الجنسية .
3- أسباب مهنية : الانشغال بالعمل والنجاح ، المضيفات في مجال الطيران .
4- ارتفاع المهور وتكاليف الزواج ، وصعوبة الحصول على سكن مناسب .
5- وجود نماذج لزيجات فاشلة في محيط الأسرة وخاصة الوالدين والأخوة .
وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَىَ وأَعْلَمُ

كيف نتغلب على مشكلة تأخر الزواج
حث النبي صلى الله عليه وسلم فقال : "يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج... " وهذا الهدي الإسلامي الراشد له أهداف بعيدة وله فوائد كبيرة على الفرد والمجتمع.
.
حث على الزواج في سن مبكرة وشجع الناس على مباركته وإتمامه ما داموا يستطيعون الإنفاق والباءة، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: والمقصود بالباءة القدرة على الإنفاق والإعاشة، وفي هذا الحديث الشريف إشارة واضحة إلى أن المطلوب من الشاب فقط قدرته على فتح بيته بقدر ما يستطيع من توفير المأكل والمشرب والملبس لأهل بيته، فالشرط هو استطاعة الباءة وما غير ذلك يعتبر تعويقاً ومغالاة..

وقديما كانت ظاهرة الزواج المبكر سائدة في المجتمع وقد جنت ثمار هذا عفافاً وصلاحاً وتقى والتزاماً وتكاثراً أيضاً.

وقد كان من أثر تمسك هؤلاء الأوائل بدينهم أن أدركوا كل ما يتعلق بهذا الدين في مختلف نواحي الحياة الدنيوية والأخروية ، فكان مما أدركوا من الناحية الدنيوية دور الزواج في تأمين سعادة الفرد والمجتمع ، وتكون سعادة الفرد في إشباع الشهوة عن طريق الحلال و في الحصول على السكن والمودة ، كما تكون سعادة المجتمع في استمرار النسل وبقاء النوع البشري ، وفي حفظ أمن المجتمع من التعديات وخلط الأنساب ونشر الأمراض والجرائم ، التي حذر منها رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله :" إذا أتاكم من تَرْضَوْنَ خلقه ودينه فزوجوه ، إن لا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض " رواه الترمذي

ونتيجة للظروف والمتغيرات العالمية سواء كانت ثقافية أو فكرية أو اقتصادية أو اجتماعية تفشت ظاهرة دخيلة على الأمة الإسلامية أصابت المجتمع بالعديد من المشكلات الاجتماعية الخطيرة.

إن تفشي ظاهرة الإحجام عن الزواج بين الشباب ينذر بظهور العديد من المشكلات والأمراض الاجتماعية والنفسية والأمنية الخطيرة التي لا تتسق ومبادئ المجتمع الدينية والأخلاقية.

لذا ننصح بضرورة توعية الجميع بأوامر الشريعة وتنبيه الجميع لهذه الأخطار إحياء للقيم الإسلامية الأصيلة المتعلقة بمسائل الزواج وشروطه حتى يتعرف المجتمع على أصول دينه التي تنهى عن التأخر في الزواج وعن المغالاة في المهور أو وضع عقبات في طريق إتمام الزواج أو تعويقه، لأن الدين الإسلامي الحنيف حث على الزواج في سن مبكرة ودعا المسلمين إلى التيسير وعدم المغالاة في المهور حيث إنه وضع اعتبار حسن الدين والخلق هو الشرط الأول والأهم في إتمام الزواج، يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم: "إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه ".

هذا دليل على أن حسن الدين والخلق هو الشرط الأساسي لإتمام عمليه الزواج بعيداً عن المغالاة في المهور والهدايا والأمور الأخرى التي نشاهدها اليوم.

أن مسألة المهر هذه رمزية في الإسلام، والمقصود بها أن يهادي الشاب عروسه بهدية أياً كانت قيمتها، فالهدية رمز للمحبة والتواد وليست رمزاً للتفاخر والمغالاة كما يجري اليوم. وتبعاً لهذه الأمور التي ذكرتها يحصل التأخر عن الزواج ويحصل ما يسمى بالعوانس وكل هذا يترك مشاكل اجتماعية كبرى تحاشاها الإسلام بهديه، ويتجلى هذا في فعل الرسول صلى الله عليه وسلم حيث اعتمد مهرا للعروس سورة من القرآن الكريم عندما لم يجد المتقدم للزواج مالاً مما يعني أن مسألة المهر هذه رمزية في الإسلام ...

إن تيسير عملية الزواج من قبل أولياء أمور الفتيات سيشجع الشباب على الزواج وتحل مشكلة الاثنين معاً، لأنه في مجتمعنا المسلم يتمنى الآباء دائماً تزويج بناتهم بالدرجة الأولى حتى إذا لم يتزوج الابن، لأن الشاب يستطيع أن يعول نفسه ويتحمل مسؤولياته، أما الفتاة فلا تستطيع ذلك، لذلك فيجب تيسير عملية الزواج أمام الشباب حتى تحل المشكلة للطرفين معاً ويستقيم المجتمع المسلم في حياة سليمة كما أرادها الإسلام.

وحقيقة المشكلة هي من صنع البشر أنفسهم وليست غير ذلك كما يدعي البعض، ولكنها "خير من الله شر من أنفسكم " فالإسلام يسر لا عسر، بينما الناس هم المعسرون والمعوقون على أنفسهم بما ابتدعوا من بدع لا تمت لروح الإسلام بصلة سواء كانت عادات وتقاليد جلبت من الخارج. أو أعرافا ولوازم ابتدعت من الداخل...
وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَىَ وأَعْلَمُ

كيف نتغلب على مشكلة تأخر الزواج
أمثلة للعبرة والعظة :
جاءت السنة المطهرة فأكدت فكرة عرض الرجل ابنته على الرجل الصالح ..

مثال لأب حريص على ابنته
- زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب رضي الله عنه و كان فقيراً ورغم ذلك زوجه رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم من ابنته الزهراء، وكانت لا توقد في بيتها النار ثلاث ليال لعدم وجود ما تطهوه، فهل قلل هذا من قيمتها أو من قيمة علي رضي الله عنه.

- إن عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين تأيمت حفصة بنت عمر من خنيس بن حذافة السهمي وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وتوفي بالمدينة فقال عمر بن الخطاب أتيت عثمان فعرضت عليه حفصة فقال سأنظر في أمري ، فلبثت ليالي ثم لقيني فقال قد بدا لي أن لا أتزوج يومي هذا ، قال عمر فلقيت أبا بكر الصديق فقلت له إن شئت زودتك حفصة بنت عمر ؟ فصمت أبو بكر فلم يرجع إليّ شيئاً وكنت أوجد عليه مني على عثمان ، فلبثت ليالي ثم خطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنكحتها إياه فلقيني أبو بكر فقال لعللك وجدت علي حين عرضت عليّ حفصة فلم أرجع إليك فيما عرضت علي إلا أني كنت علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكرها فلم أكن أفشي سر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولو تركها رسول الله صلى الله عليه وسلم لقبلتها ) . رواه البخاري .

- عرض نبي الله شعيب ابنته على موسى عليه السلام في قوله تعالى :
(( قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَن تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِندِكَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ ))27 سورة القصص آية 27

فصاحب مدين يعرض ابنته على موسى عليه السلام ، وقد جاء غريباً مهاجراً ولم يتحرج من هذا العرض ، ولم يشترط في موسى أن يكون من قومه أو وطنه أو جلدته وإنما اكتفى بشرط هو الدين والخلق والكفاءة .

فهل نجد الآن من يتصدى لظاهرة العنوسة ويواجهها بهذه السنة الغائبة والمستغربة عند كثير من الناس !!!!!!!

هكذا ينبغي أن يكون الآباء ولكم في رسول الله قدوة حسنة

وهذه قصص أذكرها للعبرة والعظة لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد

* وهذه قصة فتاة ذكرها أحد المشايخ الفضلاء يقول
هناك امرأة وصل سنها إلى الأربعين ولم تتزوج بعد، وكلما أتاها الخطاب رفض والدها تزويجها، فأصابها بسبب ذلك من الهم والغم والحزن ما الله به عليم، وأصبحت لا ترى إلا بوجه حزين، وأصابها من جراء ذلك مرض نقلت على أثره إلى المستشفى
فأتاها والدها لكي يزورها ويطمئن على صحتها، فقالت له: اقترب مني يا أبي، فاقترب منها، فقالت له اقترب، فاقترب منها أكثر فقالت له: قل آمين، فقال: آمين، فقالت له: قل آمين، فقال: آمين، فقالت له قل آمين، فقال: آمين، فقالت: حرمك الله الجنة كما حرمتني من الزواج، ثم توفيت بعد ذلك رحمها الله  .

* هذه قصة امرأة عانس تروي قصتها بألم وحسرة تقول
كنت في الخامسة عشر من عمري، وكان الخطاب يتقدمون إلي من كل حدب وصوب، وكنت أرفض بحجة أنني أريد أن أصبح طبيبة، ثم دخلت الجامعة وكنت أرفض الزواج بحجة أنني أريد ارتداء معطف أبيض على جسمي، حتى وصلت إلى سن الثلاثين، وأصبح الذين يتقدمون إلي هم من فئة المتزوجين وأنا أرفض وأقول: بعد هذا التعب والسهو أتزوج إنساناً متزوجاً، كيف يكون ذلك، عندي المال والنسب والشهادة العليا وأتزوج شخصاً متزوجاً

ووصلت هذه المرأة بعدها إلى سن الخامسة والأربعين وصارت تقول: أعطوني ولو نصف زوج

* وهذه قصة فتاة لم تحلل أباها وهو يحتضر
هو يموت وهي لا ترضى أن تسامحه، لأنه منعها حقها الشرعي في الزواج والاستقرار والإنجاب وإحصان الفرج بحجج واهية، هذا طويل.. وهذا قصير..، وهذا ليس من مستوانا، وغير ذلك من اعتراضات حتى كبرت البنت، وتعداها الزواج

فلما حضرت أباها الوفاة طلب منها أن تحلله فقالت: لا أحلك، لما سببته لي من حسرة وندامة وحرمتني حقي في الحياة

ماذا أعمل بشهادات أعلقها على جدران منزل لا يجري بين جدرانه طفل؟

ماذا أفعل بشهادة ومنصب أنام معهما في السرير؟

لم أرضع طفلاً؟ لم أضمه إلى صدري، لم أشكو همي إلى رجل أحبه وأوده ويحبني ويودني، حبه ليس كحبك؟ مودته ليست كمودتك؟ فاذهب عني واللقاء يوم القيامة بين يدي عدل لا يظلم، حكم لا يهضم حق أحد، ولكن عليك غضبي، لن أترحم عليك ولن أرضى عنك حتى موعد اللقاء بين يدي الحاكم العليم

* يقول شيخ كبير تجاوز السبعين، وعمله تأجير البيوت
دخلنا بيوتاً فيها نساء أبكار، في الستين والسبعين، يشتمن المجتمع والأقارب ويلعن من كان السبب في بقائهن عوانس إلى هذا السن، فهن لا يجدن من يقدم لهن الطعام والشراب، لا يجدن من يقدم لهن الدواء، لا يستطعن قضاء حوائجهن بسهولة ويسر، الآباء غير موجودين، وإن وجدوا فهم كبار، وكذلك الأمهات والأخوة مشغولون بأنفسهم، كل واحد بزوجته وأبنائه، والأخوات مشغولات بأزواجهن وبناتهن

* يروي هذه القصة أحد المشايخ الفضلاء ويقول
طبيبة تصرخ وتقول: خذوا شهاداتي وأعطوني زوجاً، تقول: السابعة من صباح كل يوم وقت يستفزني، يستمطر أدمعي لماذا؟! أركب خلف السائق متوجهة إلى عيادتي، بل إلى مدفني، بل زنزانتي

ثم تقول: أجد النساء بأطفالهن ينتظرنني وينظرن إلى معطفي الأبيض وكأنه بردة حرير فارسية، وهو في نظري لباس حداد علي

ثم تواصل قولها: أدخل عيادتي، أتقلد سماعتي وكأنها حبل مشنقة يلتف حول عنقي، العقد الثالث يستعد الآن لإكمال التفافه حول عنقي، والتشاؤم ينتابني على المستقبل

ثم تصرخ وتقول: خذوا شهاداتي ومعاطفي وكل مراجعي وجالب السعادة الزائفة (تعني المال) واسمعوني كلمة ماما

ثم تقول هذه الأبيات
لقد كنت أرجو أن يقال طبيبة فقد قيل فما نالني من مقالها
فقل للتي كانت ترى في قدوة هي اليوم بين الناس يرثى لحالها
وكل منالها بعض طفل تضمه فهل ممكن أن تشتريه بمالها

* وهذه قصة فتاة من أسرة طيبة معروفة بأخلاقها، ووالدها كذلك
تقدم لخطبة هذه الفتاة شاب مستقيم صالح، ولكن الأمور في هذه الأسرة ليست بيد الوالد ولا بيد الفتاة ولا بيد أحد من إخوتها، بل الأمر فيها إلى الوالدة التي تمدنت وتحضرت وتأثرت كثيراً بالقيم الغربية، عقد العقد الشرعي بعد جهود جبارة لمعرفته بأصالة البنت، وبعدها بدأ بتأثيث الشقة وكلفته كثيراً نظراً لتدخل الأم في اختيار كل صغيرة وكبيرة، وذلك كان يغضبه ولكنه كان يتغاضى ويصبر كثيراً من أجل هذه الفتاة.

وبعد التأثيث اتفق موعد الزفاف، وكان الطامة عندها، لأنه حصل خلاف كبير بين الزوج وبين والدة الفتاة في اختيار القصر الذي ستقام فيه الوليمة، وطبع بطاقات الدعوة والمغنية فرفض المغنية رفضاً تاماً، لعلمه بحرمتها، وتوقف عن الأمور الأخرى لأن إمكانياته محدودة فهو موظف وقد بذل كل جهده في الملكة وتأثيث الشقة، وظروفه لا تسمح له إلا باختيار قصر بسيط وحفل متوسط، فمن أين يأتي بمبلغ مائتي ألف ريال لكي ترضى والدة الفتاة، وأصرت هي على كلامها ورأيها، وضعفت شخصية الأب أمام إصرار الأم ووافق على طلبها وذهلت الفتاة أمام هذه التصرفات ذهولاً شديداً، وحاول الزوج معهم محاولات أخرى مع توسط بعض أهل الخير، ولكن كل محاولاته باءت بالفشل

وبعد تلك المحاولات لم يكن أمام الزوج من حل سوى الانفصال عن تلك الفتاة، ثم تقدم إلى أسر أخرى واستخار الله تعالى، فسألوا عنه فوجدوه إنساناً صالحاً، فسرعان ما وافقوا عليه وتزوج ورزقه الله الذرية

وبقيت الفتاة الأولى في بيت أبيها عانساً، ووصل سنها إلى الرابعة والثلاثين لا يقربها الخطاب لكبر سنها أولاً ولطلاقها ثانياً

* وهذه قصة امرأة شابة طيبة من أب جاهل لا يخاف الله تعالى تعلمت هذه الفتاة إلى المرحلة الابتدائية ثم توقفت عن التعليم، تجاوز عمرها الخامسة والعشرين، والخطاب ينهالون عليها من كل حدب وصوب، والأب يرفضهم كلهم بحجة أنه يريد شخصاً من بني جنسه وعشيرته، تقدم عمر الفتاة فوصلت إلى الثامنة والعشرين، وتقدم إليها شاب مستقيم من بني جنسه لكنه فقير معدم، فرفض الأب رفضاً شديداً، وبدون إبداء أي سبب، عندها استشارت البنت أختها التي تكبرها، فقالت الأخت الكبرى بعد المشاورة والنصح من أهل الاستشارة بشكوى والدها في المحكمة الشرعية. فأمرهم القاضي بالحضور جميعاً، فحضوراً وفي جلسة المحكمة سأل القاضي الوالد عن سبب الرفض فأجاب بإجابات تافهة تنم عن جهله وسوء خلقه وسجلت عليه في المحضر جميع الأقوال التي قالها لابنته فحبست البنت في المحكمة بإذن القاضي عندها وافق الأب على زواج ابنته لأنه خاف من فضيحة السجن فوافق على زواجها رغما عن أنفه، فزوجها من الرجل الفقير الذي رفضه في المرة الأخيرة، ولكن بإجبار من القاضي بعد أن كادت هذه الفتاة أن تدخل في دائر العنوسة

* وهذه قصة امرأة في بداية مرحلة العنوسة
هذه المرأة شابة طيبة، رفض والدها زواجها مع كثرة المتقدمين إليها من حضر وبدو، وأصر على ذلك لأنه يريد إنساناً من بيئة معينة ومواصفات خاصة، فاضطرت هذه الفتاة إلى أن تواجه والدها مواجهة شديدة، صريحة وعنيفة، ودارت بينها وبينه معارك كلامية شديدة بسبب ذلك، ولكن بغير فائدة، ثم اتجهت إلى والدتها وصارحتها مصارحة تامة، ولم تستفد من مصارحتها لها لأنه ليس بيدها حيلة

وأوكلت بعد ذلك الأمر إلى الله تعالى، ولكن الشيطان أغواها بحب ابن الجيران الذي كان يميل إليها، ولكن الوالد رفضه من جملة المرفوضين الذين رفضهم

أغواها الشيطان غواية ماكرة خبيثة. أوقعها في المحظور فلم تسلم منه بعد نفاذ صبرها، وعلم أبوها بالقضية بعد فترة وعلم الجيران وانتشر الخبر بين أهلها وأقاربها، وصارت الفضيحة تلازمه في كل مكان فباع مسكنه الذي كان فيه، وانتقل إلى مدينة أخرى بعيدة عن مدينته تماماً، وأول ما فعله بعد انتقاله أنه زوج ابنته التي كان يرفض زواجها

* هذه قصة فتاة ذكرتها لي إحدى الأخوات تقول هذه الأخت
إنني أعرف فتاة ممن فاتها قطار الزواج، وأصبحت في عداد العوانس، التقيت بها في أحد المرات وذكرت لي قصتها، تقولها ودموعها تنهمر، وقلبها يتفطر ألماً وحسرة، قالت لي

إنني أعاني أشد المعاناة، وأعيش أقسى أيام حياتي، ذبحني والدي بغير سكين، ذبحني يوم حرمني من الأمان والاستقرار والزواج والبيت الهادئ بسبب دريهمات يتقاضاها من مرتبي آخر الشهر، يقتطعها من جهدي وتعبي وكدي

تقول هذه الأخت التي ذكرت قصة هذه الفتاة: ثم لقد أخذ الشيطان بيدها إلى الرذيلة، وساقها إلى الشر، فأخذت تعاكس، وتتكلم مع الشباب والرجال في الهاتف، حتى أصبحت سمعتها في الحضيض بسبب رفض أبيها لزواجها

* وذكرت لي إحدى الأخوات الفاضلات تقول
إنها تعرف أحد البيوت ويوجد فيه أربع أخوات أصغرهن عمراً في التاسعة والعشرين وأكبرهن في السابعة والثلاثين، ولم تتزوج واحدة منهن حتى الآن بسبب الدراسة

ثم تواصل هذه الأخت وتقول: وأيضاً أعرف امرأة بلغ عمرها الخامسة والثلاثين ولم تتزوج حتى الآن، فقد كانت ترفض كل من يتقدم لخطبتها وذلك بسبب حرصها على تربية إخوتها
اسأل الله سبحانه وتعالى أن تكون هذه القصص عبرة لنا لنتدارك ما فاتنا ونسعى بشكل جاد للقضاء على مشكلة العنوسة
وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَىَ وأَعْلَمُ

أسباب تأخر الزواج
أمر الله عز وجل عبادة بالزواج ورغب فيه لما فيه من المصالح العظيمة والحكم المتعددة فقال سبحانه ( فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع ) وقال تعالى (وأنكحوا الأيامى منكم و الصالحين من عبادكم وإمائكم)

وأوصى النبي صلى الله عليه وسلم بذلك فقال " يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فانه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فانه له وجاء" متفق عليه وقال صلى الله عليه وسلم " تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة" رواه النسائي و أبو داود.

وقال أحمد :ليس للمرأة خير من الرجل الصالح ولا للرجل خير من المرأة قال طاووس : المرأة شطر دين الرجل

واستحب الفقهاء الزواج لمن كان له شهوة وقدر عليه , وأوجبوه على من خاف العنت على نفسه و خشي عليها الفساد وكان قادراً.
وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَىَ وأَعْلَمُ


عدل سابقا من قبل Admin في الخميس مارس 08, 2018 7:21 am عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://el-quran.ahlamontada.com
Admin
Admin
Admin


المساهمات : 4240
تاريخ التسجيل : 20/01/2018

قضايا الشباب فى المجتمع وعلاجها Empty
مُساهمةموضوع: رد: قضايا الشباب فى المجتمع وعلاجها   قضايا الشباب فى المجتمع وعلاجها Emptyالخميس مارس 01, 2018 3:57 am

وللزواج فوائد ومصالح كثيرة :
(1) غض البصر و إحصان الفرج والتعفف عن الحرام.
(2) بقاء جنس الإنسان والحفاظ على الأنساب.
(3) كثرة النسل.
(4) تكثير سواد أمة الإسلام.
(5) حصول السكن و الاستقرار النفسي و العاطفي.
(6) إشاعة الفضيلة والحد من الرذيلة في المجتمع.

أسباب تأخر الزواج:
أولاً: غلاء المهور مما يجعل الزواج يتعسر أو يتعذر على كثير من الشباب فيتأخر الزواج لذلك وهذا خلاف ما شرعه الله من تخفيف المهور قال النبي صلى الله عليه وسلم " أعظم النساء بركة أيسرهن مئونة" رواه أحمد ، وتزوجت امرأة بنعلين فأجاز النبي صلى الله عليه وسلم نكاحها , وقال لرجل التمس ولو خاتما من حديد فالتمس فلم يجد شيئا فقال النبي صلى الله عليه وسلم "هل معك شيء من القران" قال نعم سورة كذا وكذا , فقال النبي صلى الله عليه وسلم " زوجتكها بما معك من القران" ، وقال له رجل يارسول الله إني تزوجت امرأة على أربع أواق يعنى مئة وستين درهما فقال النبي صلى الله عليه " على أربع أواق كأنما تنحتون الفضة من عرض هذا الجبل ما عندنا ما نعطيك ولكن عسى أن نبعثك في بعث فتصيب منه "
وقال عمر رضي الله عنه لا تغلوا صدق النساء فإنها لو كانت مكرمة في الدنيا أو تقوى في الآخرة كان أولاكم بها رسولا لله " رواه الخمسة وصححه الترمذي.
وكثير من الناس يغالى في المهور لمقاصد مذمومة إما متاجرة وطلبا للمال أو مفاخرة وطلبا للرياء, أو مجاراة للأعراف و إتباعا لرأى النساء , فينبغي على الأولياء التيسير في ذلك وعدم إثقال كاهل الزوج و إشغال ذمته بالديون ، واللائق بالوجهاء وأعيان الناس أن يكونوا قدوة في المجتمع وأن لا يشقوا على إخوانهم الذين لا يستطيعون مجاراتهم في غلاء المهور ،ومن المؤسف أن بعض الأسر تكثر من الشروط مع علمها بضعف حال الزوج و الولي الحكيم هو الذي يحرص على نجاح الزواج ولا يلتفت إلى المال بل ربما أعان الزوج على ظروف الحياة ، أما إذا بذل الزوج المال الكثير وكان موسرا و لم يشق عليه ذلك فلا بأس بذلك, والصحيح انه لا حد لأقل الصداق أو أكثره في الشرع.

ثانيا : عضل الأولياء للمرأة وعدم تزويجها مع تقدم الكفء لها و رضاها به , وهذا محرم نهي الشرع عنه قال تعالى " فلا تعضلوهن أن ينكحن أزواجهن إذا تراضوا بينهم بالمعروف "
وفي هذا العمل ثلاث جنايات :
الجناية الأولى على نفسه بمعصية الله ورسوله ، وجناية على المرأة بمنعها من الكفء الذي رضيته ، وجناية على الخاطب بمنعه من حقه.
ويحمل الولي على هذا التصرف طمعه في مال البنت أو عداوته للخاطب أو قصد الإضرار بأم البنت ، وانتظار تزويج الكبرى لا يسوغ الامتناع من تزويج الصغرى وتفويت الفرصة عليها و وكل مكتوب له رزقه.
وإذا امتنع الولي من تزويج موليته بكفء سقطت ولايته وصارت لمن بعده الأحق فالأحق كما نص الفقهاء على ذلك وقالوا : إذا تكرر منه هذا صار فاسقا لا تقبل شهادته ولا جميع تصرفاته التي يشترط لها العدالة .

ثالثا : عزوف الشباب عن الزواج وتسويفهم له لارتباطهم بعلاقات أو رغبتهم في الحرية وعدم الالتزام بالمسؤولية أو غير ذلك من القناعات الفكرية التي لا تسوغ شرعا ولا يجوز الاعتماد عليها.

رابعا : تأجيل أهل المرأة تزويج البنت لأسباب واهية و مبررات غير مقنعه كسن الفتاة وتعليمها أو حصولها على وظيفة , مما يكون سببا لحرمان الفتاة و عنوستها .

خامسا : امتناع بعض الفتيات عن الزواج لمفاهيم خاطئة وأفكار مثالية سعيا وراء الأمل المنشود وفارس الأحلام , وكل ذلك خيال قل أن يتحقق في الواقع ، وكم من فتاة ندمت اشد الندم على فوات شبابها ، والواجب على الفتاة عند خطبتها التعقل والمشاورة والاستخارة والموازنة بين المصالح والمفاسد والتركيز على توفر صفة الدين والخلق في الشاب .

سادسا : إكراه الولي الشاب أو الفتاة على الزواج بأحد أقاربه فيكره الولد على الزواج بابنة عمه أو البنت بابن عمها دون النظر إلى الرغبة والتوافق النفسي وهذا العمل محرم في الشرع من عادات أهل الجاهلية له تأثير كبير في تأخر الزواج أو فشلة و يوقع الأولاد في حرج عظيم .

سابعا : كثرة الشروط من قبل الفتاة وأهلها , وتضخيم الجانب المادي والغنى في اختيار الزوج والرضا به وعدم الاهتمام في الصفات المهمة الأخرى كالدين والخلق والكفاءة ، والشارع اعتبر في الزوج خصلتين عظيمتين قال الرسول صلى الله عليه وسلم " إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير " رواه الترمذي
والعجب كل العجب ممن يزوج ابنته من لا يصلي ولا يخاف ريه من أجل غناه وكثرة ماله في الوقت الذي يرفض الرجل الصالح لعدم غناه.

ثامنا : إنتشار البطالة بين شباب المسلمين وقلة الفرص الوظيفية أو ضعف الدخل لدى الشاب العامل مما يجعله غير قادر على فتح بيت وتكوين أسرة ، والمسؤول عن هذه المشكلة العظيمة هو الدولة وجهات العمل والشؤون الإجتماعية. وينبغي للقطاع الخاص وذوي الغنى واليسار أن يكون لهم حضور في هذا المجال.

ولا شك أن الله تكفل بإعانة العبد الصادق على الزواج قال الرسول صلى الله عليه وسلم "ثلاثة حق على الله عونهم المجاهد في سبيل الله والمكاتب الذي يريد الأداء والناكح الذي يريد العفاف " رواه الترمذي وحسنه .

فمن خاف على نفسه العنت فليستعفف بالله وليقدم على الزواج ولو كان قليل اليد ولا بأس أن يقترض لأجل الزواج أو يأخذ من الزكاة كما رخص أهل العلم في ذلك , قال عمر عجبت لمن ابتغى الغنى بغير النكاح كما قال الله ( إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضلة ) ، ومن كان معدما فتعفف وصبر فحسن قال تعالى (وليستعفف الذين لا يجدون نكاحا حتى يغنيهم الله من فضله) وعليه بالصوم والإكثار من الطاعات.

ومن أعظم العوامل التي تعيق الزواج و تؤخره عند كثير من الشباب والفتيات الإعلام الفاسد المتأثر بنظريات الغرب ومبادئه الذي يبث لأبناء المسلمين أنماطا اجتماعية بعيده عن روح الإسلام وآدابه مما يجعل الفتى والفتاة يتروون جدا في قرار الزواج المبكر في الوقت الذي ينساقون وراء العلاقات الغير شرعية و الأماني الكاذبة .

وهناك مفهوم خاطئ لا يمت للإسلام وأهله بصلة ينتشر عند بعض الفتيات وهو أن الزواج لا يكون ناجحا إلا إذا سبقه حب بين الطرفين مما يستدعى إقامة علاقة لفترة طويلة يتعرف كل واحد على الآخر ويفهم شخصيته ويقع في شراك حبه , ولا شك أن هذه العادة محرمة في الشرع وكثير من هذه العلاقات باءت بالفشل بعد أن اطلع كل واحد على عيوب الآخر , وقد يستغل ذلك ضعاف القلوب فيعبثون في أعراض بنات المسلمين ومشاعرهم تحت غطاء الخطوبة المزعومة ثم ينسحب أحدهم بكل وقاحة وقد أثر على سمعه البنت ونفسيتها.

والخطوبة المشروعة في الإسلام هي الإذن بالنظر إلى الفتاة والتحدث إليها بحضرة وليها و الاتفاق بينهما على شؤون الزواج والحقوق و متطلبات الحياة الزوجية قال الرسول صلى الله علية وسلم " إذا خطب أحدكم المرأة فقدر أن يرى منها بعض ما يدعوه إلى نكاحها فليفعل " رواه أحمد ، ولا بأس بالكلام مع المخطوبة بعد ذلك إذا حصلت الموافقة ودعت الحاجة لذلك في غير ريبة وفتنة , أما الخلوة بها وعقد اللقاءات الخاصة و الخروج معها والسفر بها بلا ولى فكل ذلك حرام وباب شر عظيم وإتباع لخطوات الشيطان.

والزواج المبكر للفتاة أمر حسن دل عليه الشرع وفيه مصالح كثيرة يصون الفتاة ويحفظها من كل سوء ولا يعرضها للفتنة , ويخطئ من يظن أنه سبب لفشل الزواج ووقوع الطلاق, فإن الفتاة إذا كانت واعية متفهمه واختير لها الرجل المناسب العاقل الحليم حصل الخير والبركة ولم يقع ما يكره بإذن الله ، وكثير من أسباب الطلاق لا ترجع إلى سن الفتاة , فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج عائشة وهى بنت تسع سنين وكثير من أمهاتنا تزوجن وهن صغيرات , وكانت تلكم الزيجات نماذج رائعة وصور مشرفة للارتباط الناجح , ولا يزال بحمد الله إلى يومنا هذا من يعمل بهذه العادة الإسلامية .

ومن أكبر أسباب تأخر الزواج ارتباط بعض الشباب بعلاقات غير شرعية و الجري وراء الشهوات المحرمة والاغترار بسراب الحب الكاذب وهذا من أعظم الفتنة ، فليتق الله الشاب وليعلم أن العمر يمضى والمال يفنى والدين يذهب والشهوة تنقضي وتعقبها حسرة وندامة ولا يزال يسعى في شؤم الذنب وجحيم المعصية ولن يهنأ أبدا ويذوق طعم السعادة إلا إذا تزوج المرأة الصالحة وسكن إليها وملأت عليه حياته وفراغه العاطفي فذاق طعم العفة واللذة المباحة , قال تعالى {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [الروم : 21].

ومن أعظم ما يعين على انتشار الزواج سعى الولي في البحث عن الرجل الكفء وعرضها على الصالحين وهذه سنة عمل بها السلف وقد عرض عمر بن الخطاب ابنته حفصة لما طلقت على أبي بكر وعثمان بن عفان رضي الله عنهم , و ينبغي لمن عمل ذلك أن يحسن اختيار الزوج ذي المروءة ويستخدم التعريض في ذلك أو يبعث وسيطا يعرض عليه ويراعى أعراف الناس وأحوالهم.

ويخطئ من يمتنع عن الشفاعة في تزويج الناس ودلالة الشباب على الأسر الطيبة ، ومن الأقوال الخاطئة الشائعة قولهم " أمشى في جنازة ولا أمشى في جوازه" ، والتوفيق بين نفسين في الحلال من أجل الأعمال ومن الشفاعة الحسنة وتفريج الكرب عن المسلم قال رسول اله صلى الله عليه وسلم " أشفعوا تؤجروا " متفق عليه وقال صلى الله عليه وسلم" من أستطاع منكم أن ينفع أخاه فلينفعه" رواه مسلم ، والحاجة داعية لذالك لا سيما مع ظاهرة التفكك الإجتماعي وكثرة الناس وصعوبة التعرف على بنات المسلمين و عدم الثقة في كثير من البرامج و الوسائل التي تعمل في هذا المجال ، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسعى في تزويج الناس ويشفع لهم كما سعى في تزويج جليبيب رضي الله عنه وقد كان فقيراً في وجهه دمامة من أسرة شريفة.
وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَىَ وأَعْلَمُ

هل يسبب تأخر الزواج إكتئابا للشباب ؟
هذه اراء شباب حول الموضوع

سارة : الضغوط الإجتماعية هى السبب
" لولا والدى ووالدتى لما فكرت فى الزواج أبدا " هكذا بدأت سارة عبد المنعم حديثها معنا والذى قالت فيه انها بالفعل لاترى أى مشكلة فى عدم زواجها وان عدم الزواج لايترتب عليه أى مشاكل نفسية بدليل ان اكثر الفتيات إكتئابا وفقدان الرغبة فى الحياة هن صديقاتها الاتى تزوجن مبكرا نظرا لإنشغالهن بالزواج والأولاد عن تحقيق احلامهن وطموحاتهن سواء على المستوى العملى أو الشخصى ، ولكنها لاتنكر انها تتعرض لضغوط تفوق الوصف من اسرتها بسبب رفضها للزواج خاصة انها الوحيدة بين شقيقاتها وبنات العائلة التى لم تتزوج حتى الأن وان كانت لاترى أى مشكلة فى ذلك بالرغم من انها اقتربت من الثلاثين ، وتؤكد سارة على انها لاتشعر ان هناك أى شىء ينقصها خاصة انها تستعد لرسالة الدكتوراه فى التنمية البشرية وتجد نفسها فى عملها ودراستها ولايوجد شىء ينغص عليها حياتها سوى " زن " اسرتها ونظرة الناس لها وكأن هناك شيئا ينقصها بسبب عدم الزواج أما حكاية المشاكل النفسية والإكتئاب فهى لاتشعر بهم على الإطلاق وانما العكس فهى دائما ما تجد سعادتها فى عملها واصدقائها وحريتها .

نيفين : الزواج ليس الحل
وتؤكد نيفين خليل انها تشعر بالإكتئاب والوحدة بالرغم من انها متزوجة ولم تتجاوز الخامسة والعشرين من عمرها فتقول : الزواج ليس حلا للخلاص من المشاكل النفسية فأنا تزوجت لمجرد ان اسرتى وجدت ان الشخص الذى تقدم لخطبتى انسان
مناسب ولايوجد أى سبب لرفضه ولكنى بعد الزواج لم أشعر بأى نوع من التجاوب أو التوافق بيننا ومع الوقت بدأت أشعر بمزيد من الوحدة وتمنيت لو انى كنت رفضت الزواج وظللت فى عملى حتى أجد الإنسان الذى اتوافق معه عاطفيا وفكريا ونفسيا ، لذلك انا أنصح أى فتاة آلا تقع تحت طائلة ضغوط من حولها او الزواج لمجرد الهرب من فكرة الخوف من العنوسة او الوحدة لأنها لو لم تتزوج عن اقتناع بنسبة مائة فى المائة ستقع فريسة للوحدة والعديد من الأمراض النفسية التى تجعلها تفقد الرغبة فى الحياة بشكل عام .

مى : الخطر الحقيقى فى الإختيار الخاطىء
وتتفق مى مع رأى نيفين فتقول : انه لايوجد خطر على نفسية الشباب من عدم أو تأخر الزواج انما الخطر الحقيقى يأتى بسبب الإختيار الخاطىء سواء للفتاة أو الشاب فأنا رأيت بالفعل مواقع الفيس بوك التى تدعو الشباب الى عدم الزواج وبالرغم من انى لست معها ولكنى أيضا لست مع الزواج لمجرد إكمال الشكل الإجتماعى ، بالإضافة الى ان الزواج لابد ان يكون خطوة مؤجلة لما بعد تحقيق الإستقرار المهنى والعملى خاصة بالنسبة للفتاة التى يجب ان تصنع لنفسها "كارير" واستقرار مادى يضمن لها عدم الإعتماد على شخص أخر سواء كانت اسرتها أو زوجها لأن هذا الإستقرار المادى فى حد ذاته يضمن لها أيضا نوع من الهدوء والإستقرار النفسى ، اما اذا جاءت خطوة الزواج قبل تحقيق الذات فستشعر الفتاة مع الوقت انها شخص غير مؤثر فى الحياة تعيش على هامش حياة زوجها وهذا بدوره سيدخلها فى دوامة من المشاكل النفسية على رأسها الإكتئاب والشعور بالوحدة وعدم القيمة .
وإذا كان هذا رأى الفتيات فماذا عن رأى الشباب فيما اذا كان تأخر الزواج يسبب لهم مشكلة نفسية أم لا ؟

شهاب : عدم الزواج افضل
" العكس هو الصحيح فالزواج هو الذى يسبب إكتئاب للشباب " بهذه الجملة بدأ شهاب قاسم كلامه معنا والذى قال فيه من واقع ما أراه مع أصدقائى الذين تزوجوا بمجرد تخرجنا من الجامعة أرى ان الزواج خاصة المبكر هو الذى يسبب الإكتئاب والأمراض النفسية للشباب لأنه يعوقهم عن تحقيق طموحاتهم فى العمل فالشاب خاصة فى ظل هذه الظروف الصعبة التى نمر بها والموجودة فى سوق العمل بمصر يحتاج الى كل دقيقة فى وقته حتى يتفرغ فيها لعمله ليثبت نفسه ووجوده من

خلال المنافسة القوية ، بالإضافة الى ان الزواج المبكر أيضا يحد من حريته مما يجعله يشعر مع الوقت وكأن عمره ضاع فأنا أعرف شباب كثيرون فى بداية الثلاثينات ولكنهم يشعروا وكأنهم فى الخمسين بسبب الزواج المبكر وكثرة الإلتزامات والمسئوليات التى ترتبت عليه فضلا عن شعوره بتقدم زملائه فى العمل عليه نظرا لإنشغاله بتلك المسئوليات .

وليد : الزواج استقرار
ويختلف رأى وليد شافعى عن رأى شهاب فيقول : انا أرى ان الزواج يحقق جزء كبير من الإستقرار النفسى للشباب وتحديدا الفتيات خاصة اننا نعيش فى ظل مجتمع ينظر للفتاة غير المتزوجة وكأن شيئا ينقصها فأنا أعرف صديقات اقتربن من الثلاثين ولم يتزوجن وبالرغم من انهن يشغلن مراكز مرموقه فى اعمالهن الا ان كل من حولهن يفسر اى مشكلة او ازمة نفسية او صحية يتعرضن لها على ان عدم الزواج هو السبب ، اما بالنسبة للشاب فالزواج يجعله يشعر بمدى المسئولية التى تقع عليه مما دفعه لأن يكون أكثر حرصا على عمله ودخله كما انه سيسعى بأقصى ما فى وسعه للإجتهاد فى عمله أملا فى التقدم بمستواه المهنى والوظيفى والأهم من ذلك ان الزواج سيحميه من الوقوع تحت أى مؤثرات غير اخلاقية وبناء عليه سيشعر بنوع من الهدوء والإستقرار النفسى ويكون من الصعب تعرضه لألا مشاكل نفسية خاصة الإكتئاب لذلك انا ضد كل المواقع التى تحرض الشباب او الفتيات على عدم الزواج او تأجيله وانصح أى شاب انه كلما كانت امكانياته تسمح له بالزواج فعليه أن يأخذ هذه الخطوة فورا ولا يفكر فى تأجيلها ولو ليوم واحد شرط ان يختار الإنسانة المناسبة له والتى يشعر انها ستكون سندا له فى حياته .

ويعلق دكتور عادل مدنى على اراء الشباب قائلا :
الحقيقة ان الفتيات عادة ما يكونوا اكثر عرضة للإكتئاب بسبب عدم أو تأخر الزواج لأنهن غالبا ما يكونوا الأكثر معاناة من المجتمع الذى ينظر للفتاة غير المتزوجة وكأنها هى المسئولة عن عدم زواجها مما يؤدى الى تحويل الفتاة الى شخصية إكتئابية واكثر ميلا للخجل كما يرتفع لديها مستوى القلق وتصبح أكثر حساسية من السهل إستثارتها بل وقد يصل الأمر الى انها تفقد الثقة فى نفسها ولكن على الفتاة آلا تستسلم لهذا الإحساس وتعلم ان أهم شىء آلا تفقد الثقة فى نفسها نتيجة عدم الزواج وان تعمل على زيادة سقف التوافق النفسى مع ذاتها والمحيطين بها ، اما بالنسبة للشاب فهو أيضا يتعرض لبعض المشاكل النفسية بسبب تأخر الزواج ولكن مشاكل الشاب عادة ما ترتبط بضعف الإمكانيات المادية التى تجعله يفقد الأمل فى قدرته على اتخاذ تلك الخطوة مما يعرضه للإحباط والإكتئاب فمما لاشك فيه ان الزواج
يحقق نوع من الإستقرار النفسى للرجل والمرأة شرط ان يكون مبنى على توافق فكرى واجتماعى .
وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَىَ وأَعْلَمُ

تأخر الزواج لدى الشباب والفتيات .
.أسبابه وآثاره النفسية والاجتماعية
تأخر الزواج لدى الشباب والفتيات يسبّب حالة رعب لدى بعض الأهالي خوفاً من أن يطلق على ولدهم لقب “العانس”. هذا اللقب الذي انقرض استخدامه في جميع العالم عدا المجتمعات العربية وخصوصاً الخليجية. “أنا زهرة” ألقت الضوء على قضية تأخر الزواج وأسبابه ووقعه المرهق نفسياً واجتماعياً على الشباب.

نشرت صحيفة “لاستامبا” الإيطالية دراسة بعنوان: “الفتيات العربيات والبحث عن زوج”. وأوضحت أن نسبة الفتيات في الوطن العربي اللواتي يتأخرن في الزواج تشهد ارتفاعاً مقارنة بالسنوات العشر الماضية، مشيرة إلى زيادة كبيرة في عدد “العوانس” في بعض الدول العربية حيث وصلت النسبة إلى 30%.

ولفتت الدراسة إلى أنّ مصر التي تضمّ نحو 35 مليون امرأة من أصل 75 مليون نسمة، زادت فيها أعداد الفتيات غير المتزوجات نتيجة ارتفاع البطالة بين الرجال.

ليس حاجة ملحة
يقول علاء برنجي المتزوج الذي يعمل محرراً في إحدى الصحف: “أود أن أنظر إلى قضية تأخر الزواج من زاوية مختلفة، فالعنوسة من وجهة نظري لا تمثل مشكلة في حد ذاتها! تأخر زواج الفتاة أو الشاب، يعد مسألة شخصية قد تختلف أسبابها وخلفياتها، وقد لا تكون حاجة ملحة عند بعضهم تتوقف الحياة بعدم تحقيقها، غير أن العامل المؤثر في كل الأحوال هو نظرة المجتمع وثقافته واعتباراته.

أعتقد أن ما تواجهه الفتيات من ضغوطات نفسية واجتماعية في هذه الظروف الحياتية والثقافة السائدة، هو الأجدر بالنظر فيه ودراسته وإخضاعه للنقد والمراجعة”.

عاداتنا وتقاليدنا ودّعت الماضي
من جهته، يعتبر ابراهيم التركي المتزوج الذي يشغل منصب مدير عام إحدى الشركات أنّه “لا يوجد شيء اسمه عنوسة في مجتمعاتنا الحضارية. من الطبيعي أن يصل الفتاة والشاب إلى سنّ الـ 29 من دون ارتباط، لأنّ عاداتنا وتقاليدنا اختلفت عن الماضي وانفصلت عن القيم والأخلاق القديمة. أصبح الأهل يفضلون أن يختار ابنهم أو ابنتهم شريك الحياة، حتى يكون على دراية كافية باحتياجات الطرف الآخر. وبذلك، يتم تجنّب قضايا أخرى كالطلاق وتشتّت الأطفال”.

العادات والتقاليد لا تتماشى مع الراهن
أما الموظفة العزباء ديانا نصر عبدالعزيز فترى أنّ الزواج “قسمة ونصيب”. وتضيف: “الزواج أو تأخره شيء مكتوب يرتبط بالنصيب. أنا أؤيد فكرة الزواج المتأخر لأنّه في الوقت الراهن، يعاني المجتمع من مشكلة أكبر من تأخر الزواج وهي كثرة حالات الطلاق وعدم التفاهم بين الزوجين. نلاحظ في المجتمعات المتقدمة أنّ تأخر الزواج مسألة طبيعية لأنّ الزواج هناك يكون مبنياً على أساس تكوين أسرة صحيحة يكون كل فرد فيها نضج فكرياً”.

فقدان الاستقرار النفسي والاجتماعي للفتاة
أسباب كثيرة تسوقها ربة المنزل المتزوجة زكية سعود خلال تفسير ظاهرة التأخّر في الزواج. تقول: “هناك أسباب عدة لا يمكن حصرها في ما يخص تأخّر سنّ الزواج، منها الأسباب الاقتصادية وانتشار البطالة بين الشباب وتدني مستوى الدخل مقارنة بمتطلبات الحياة. لا يستطيع كثيرون توفير كل متطلبات الفتاة التي باتت لا ترضى بالقليل. وهناك الأسباب الاجتماعية. بعض الأسر ترفض زواج الابنة الصغرى قبل الكبرى، بالإضافة إلى المغالاة في اشتراط الكفاءة الاجتماعية والاقتصادية عند الشاب. هناك أيضاً أسباب أخرى تتعلق بالشاب والفتاة مثل اشتراط توافر مواصفات معينة يطلبها الشاب في الفتاة أو اشتراط الفتاة إكمال تحصيلها العلمي. وتوجّه بعض الشباب إلى الزواج من أجنبيات بحثاً عن معايير جمالية معينة. وقد ينجم عن ذلك، زواج غير متكافئ يأتي بسبب هاجس واحد هو خوف المعنية من كلمة عانس”.

غلاء المهور
من جهته، يرى المهندس المتزوج جلال العمري أنّ “تأخر الزواج لم يترك بيتاً إلا وقد دق بابه، وتختلف أسباب عزوف الشباب عن الزواج. هناك غلاء المهور، وكثرة متطلبات العروس، والغلاء الفاحش للمساكن، والبحث عن زوجة عاملة أو ثرية. ومن أسباب عزوف الفتيات عن الزواج إكمال الدراسة، والعمل وتأمين المستقبل، والقبلية والطبقية، والبحث عن الزوج الثري، وازدياد روح الاستقلالية والحرية لدى الفتيات، و الخوف من المجهول بالإضافة إلى عدم تهيئة الأهل للفتاة والشاب للزواج”.

الحصول على “عريس تفصيل”
المهندسة الالكترونية ساره جمال الخناني يرى أنّ أسباب التأخر في الزواج كثيرة تتشابه بين الجنسين. يضيف: “هناك أولاً ارتفاع المهور، فضلاً عن التشدد في تحديد مواصفات عش الزوجية والأثاث، التي قد تفوق قدرة أغلب الشباب العربي. مما يراكم الديون على العريس لسنوات طوال. وتلعب البطالة دوراً مكملاً للسبب السابق، فانحسار الوظائف أمام الشباب أصبح هاجساً يؤرق كل طالب عمل، ومحدودية الفرص الوظيفية للنساء ونمطيتها التقليدية صارت إطاراً لا يبدو الخروج منه سهلاً. ويشكل العامل الثقافي سبباً ثالثاً لمشكلة العنوسة، فخروج الفتاة للتعليم الجامعي والعمل، واحتكاكها بالشباب ورؤيتها لأنماط مختلفة منهم، جعتلها مترددة في الاختيار، بعدما ظنّ أغلب الفتيات أنهن يستطعن الحصول على “عريس تفصيل” كما يقال، مما يؤدي في نهاية المطاف إلى ضياع الوقت وتجاوز الفتاة سن الزواج.

ظاهرة صحية
وعن الرأي الاجتماعي في قضية تأخر الزواج، يقول الدكتور محمد الزلفا عضو مجلس الشورى: كمهتم في الشأن الاجتماعي، أرى أنّ قضية تأخر الزواج باتت مشكلة تواجه المجتمع خصوصاً مجتمعاتنا التي تتمسك بالعادات والتقاليد. كثيراً ما يلجأ أفراد المجتمع إلى تزويج بناتهم بأي شخص يتقدم لها حتى لا يلتصق بها لقب “العانس”. وبذلك، يتجاهلون مبدأ التوافق بين الزوجين. وهذا برأيي مشكلة أكبر من قضية تأخر الزواج. كأفراد مجتمع، علينا أن نتجاوز النظرة التقليدية التي عرفنها في الماضي وهي حالة القلق التي يعاني منها الأهل في حال بلوغ الفتاة 25 عاماً من دون الزواج. لا بد من أن تكون الفتاة على وفاق تام بالشخص الذي تتزوجه حتى لا نقع في مشكلة أخرى وهي الطلاق. يجب أن يعي الأهل أن الطلاق يمكنه أن يتسبب في حالتين اجتماعيتين يعاني منها الشاب أو الفتاة وهي أن تكون مطلقة وعانساً أيضاً. تأخر الزواج إلى حد معقول ظاهرة صحية، فالحرية في اختيار الطرف الآخر أساس لنجاح الزواج.

الزواج قسمة ونصيب
وفي شقّ علم النفس، تحكي الاستشارية التربوية والنفسية الدكتورة نادية نصير عن أضرار تأخر الزواج وأثره على الشاب والفتاة. تقول: عندما أطلق لقب “عانس” على الفتاة، فأنا هنا أبعث برسالة إلى الفتاة بأن الزواج هو الأساس. وبذلك، ألغي جميع مهارات الفتاة وجميع الأشياء المنتجة في شخصيتها إن كانت علمية أو عملية. مما يعرضها لحالة اكتئاب تصبح بعدها شخصية غير منتجة في المجتمع أكان في عملها أو درستها أو أي مجال آخر تبدع فيه. هذا بالإضافة إلى إهمالها لنفسها ومظهرها وتصرفاتها. مما يؤدي إلى مشكلة أكبر وهي الانطواء والعزلة. إذ ترفض هذا المجتمع الذي لا يراها إلا بوجود رجل. يجب على الأهل تربية بناتهم على أن الزواج مسألة نصيب. إذا تم، فهو فرحة لهم. وإذا تأخر، فهذا لا يلغي مكانتها الاجتماعية لديهم.

أما بالنسبة إلى الشاب، فالمشكلة تكون أخف وطأةً عامة لأن حججه في التأخر في الزواج أبلغ من الفتاة. هناك المشكلات المادية والتعليمية وصولاً إلى مرتبته الوظيفية التي يمكن أن تسبب له القليل من العزلة والبعد عن المجتمع. وفي حالة أخرى، يمكن أن يلجأ إلى الانحراف لتمتعه بحرية أكبر من الفتاة. ويعود ذلك إلى العامل الأخلاقي والتربية الدينية لدى الشاب. فالانحراف من أكثر المشاكل التي يعاني منها المجتمع بسبب تأخر الزواج.
وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَىَ وأَعْلَمُ

تأخر الزواج والخوف من العنوسة
السبب في تأخر الزواج رغم الإكثار من الدعاء

السؤال
منذ سنة أو أكثر أدعو ربي أن يرزقني بالزوج الصالح، وكنت أتحرى أماكن وأوقات الإجابة، والحمد لله حججت واعتمرت وكنت أدعو بهذا الأمر في أغلب صلواتي، لأني أعيش في فتنة دائمة في عملي.

وفي الإنترنت في هذه السنة كنت أمنع نفسي من اقتراف أي ذنب حتى تتحق الدعوة، ولكن لا أدري لماذا لم يُستجب لي، وأقول هذا الكلام ليس لسوء ظني بالله، ولكن لا أعلم ما سبب التأخر؟

وأنا خائفة أن أضيع في ملذات الدنيا وشهواتها، وقد فكرت بأن أقدم على طلب الزواج من مؤسسة تعمل على تزويج الشباب ولكن عندما استخرت غيرت رأيي لقله حماسي، ولا أعرف ماذا أفعل، وعندما أدعو أشعر أني أطلب المستحيل، وأسألكم الدعاء لي بالستر والمغفرة والزوج الصالح.
وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة
الأخت الفاضلة/ حفظها الله.  
فقد يظن بعض الناس إذا سمع هذا الكلام من فتاة في مثل عمرك أنك فتاة لديك حالة من القلق أو حالة من الاستعجال والرغبة الزائدة في الزواج، ولا ريب أن هذا الظن في غير محله، وأن هذا الوهم غير سليم، بل الصواب أنك معذورة غاية العذر في هذا الحرص على الفوز بالزوج الصالح، بل إن هذا الحرص هو حرص محمود وليس بحرص مذموم ولله الحمد، وأبلغ من ذلك وأعظم أن هذا الحرص دال على حسن فهمك وكمال عقلك؛ فإن الفتاة المؤمنة العاقلة تحرص على الظفر بالزوج الصالح الذي تعفُّه ويعفُّها، وتقيم معه بيت الزوجية الذي تجد فيه نفسها وتجد فيه طاعة الله وتنشأ فيه أسرة مسلمة قوامها العمل بمرضاة الله وأساسها هو تقوى الله.

وإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قد بيَّن أن المرأة الصالحة هي خير متاع الدنيا للرجل الصالح؛ كما أخرجه مسلم في صحيحه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة)، فكيف بالمرأة المؤمنة التي هي أحوج إلى الزوج الصالح وأشد افتقاراً إليه، فإن الزوج راعٍ في بيت أهله ومسئول عن رعيته كما قال صلى الله عليه وسلم: (كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته) متفق على صحته.

وأما عن سؤالك الكريم عن سبب تأخر زواجك؛ فإن أول جواب وأخصر إجابة هي قول الله تعالى: (( إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ ))[القمر:49] وقوله تعالى: (( وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا ))[الأحزاب:38]، فأمر الزواج وأمر هذه الأرزاق موكول إلى قدر الله وقضائه وحكمه العظيم الذي هو حكم الرحمة والعدل والحكمة البالغة، وهذا لا يمنع من بيان الأسباب التي تؤدي إلى تأخر الزواج فإن تأخر الزواج هو شائع – للأسف الشديد – في أكثر المجتمعات الإسلامية، وكثير من الفتيات المسلمات المؤمنات العفيفات قد وصلن إلى سِنٍّ متقدمة ولم يتيسر لهنَّ الزواج، وذلك بسبب التعقيد الذي طرأ على أمور الزواج من غلاء المهور وصعوبة تحصيل الأمور اللازمة للزواج من البيت والأثاث وغير ذلك مما لا يخفى على نظرك الكريم.

والمقصود أن هذه حالة شائعة منتشرة وأصوات المؤمنات تضج إلى الله تعالى مما يعانينه من هذا الأمر الذي يحتاج إلى وقفة جادة لعلاجه وإيجاد السبل القوية لدفع ضرره، ولا يكون ذلك إلا باتباع هذا الشرع المنزل الذي فيه صلاح الدين والدنيا، فإن هدى القرآن يشفي كل عليل ويحل كل مشكل؛ كما قال تعالى: (( إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا ))[الإسراء:9]، وهذا أمر قد بسط الكلام فيه في غير هذا الموضع.

وأما عن حالتك الخاصة فأنت بحمد الله تعالى لم تصلي إلى سِنٍّ يتعذر فيها الزواج، بل إنك بحمد الله وفضله لا زلت في السن المرغوبة التي يحرص عليها الخاطبون، بل ويميلون إلى هذه السنِّ خاصة، فأول خطوة تقومين بها هي أن تهدئي نفسك وأن تتناولي هذا الأمر بشيء من هدوء النفس وشيء من البعد عن التفكير المقلق، ثم تنتقلين إلى الخطوة الثانية وهي الفزع إلى الله تعالى واللجوء إليه، فالمطلوب هذه المرة لجوء كلجوء الغريق الذي يعلم أن لا نجاة له إلا بربه، وهذا هو خلق المؤمن إذا دعا الله أن يدعوه دعاء المضطر وأن يلح عليه إلحاح الملهوف؛ قال تعالى: (( أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ ))[النمل:62]
، ومما يشرع لك في هذا المقام أن تصلي صلاة الحاجة وهي ركعتان نافلتان وبعد السلام تحمدين الله تعالى وتصلين على نبيه صلى الله عليه وسلم ثم تسألين الله حاجتك كأن تقولي: رب هب لي من لدنك زوجاً صالحا وذرية طيبة تقر عيني وسهل ذلك لي، فإنه لا سهل إلا ما جعلته سهلاً وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلاً، ونحو هذا الدعاء الجائز المشروع.
ومن الدعاء الحسن القوي: (يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث أصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين)، رب (( أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ))[الأنبياء:83]. (رب أعني ولا تعن علي، وانصرني ولا تنصر علي وامكر لي ولا تمكر علي، واهدني ويسر الهدى إلي وانصرني على من بغى عليَّ).
والخطوة الثالثة: هي ما قد هديت إليه بحمد الله تعالى وهي الحرص على طاعة الله، فقد قال صلى الله عليه وسلم: (احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده أمامك تعرف على الله في الرخاء يعرفك في الشدة) رواه أحمد في المسند، فأبشري فإنك قد اتخذت طاعة الله سبيلاً لنيل ما عنده، فقد بورك لك فيما تسعين وقد قال تعالى: (( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ ))[الطلاق:2-3].
والخطوة الرابعة: أن يكون لك علاقة مع الأخوات الصالحات خاصة، سواء كان ذلك بالمشاركة في الأنشطة النافعة أو كان بالزيارات الاجتماعية للأسر الصالحة والأخوات الفاضلات؛ فإن في هذا تعرضا لأسباب تحصيل فرصة الزواج، فكم من لقاء عابر مع أخت في الله محبة إياك أثمر زواجاً قريباً بفضل الله ومَنِّه، وهذا كثير ومشاهد، فلا يفوتنك تحصيل هذا الأمر وهذا يغنيك عن العرض في المؤسسات التي تعنى بتيسير الزواج، فخذي بالأسباب الممكنة اللطيفة والتي لا توقعك في أي إحراج بحمد الله تعالى، مع أن التعاون مع هذه المؤسسات إذا كان ذلك بالضوابط الشرعية المعتبرة أمر جائز لا حرج فيه، وقد قال صلى الله عليه وسلم: (ومن يتصبر يصبره الله، وما أعطي أحد عطاء خير له وأوسع من الصبر) متفق عليه.

ونوصيك بأن تجعلي كتاب الله أنيسك وحفظ آياته شغلاً لك، وثابري على الدعاء ومواصلة التضرع لله عز وجل، وقد قال تعالى: (( وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ * فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ ))[الذاريات:22-23].
نسأل الله عز وجل برحمته التي وسعت كل شيء أن يفرج كربك وأن ييسر أمرك وأن يشرح صدرك وأن يهبك من لدنه زوجاً صالحاً يقر عينك وذرية طيبة تبهج قلبك.
وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَىَ وأَعْلَمُ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://el-quran.ahlamontada.com
Admin
Admin
Admin


المساهمات : 4240
تاريخ التسجيل : 20/01/2018

قضايا الشباب فى المجتمع وعلاجها Empty
مُساهمةموضوع: رد: قضايا الشباب فى المجتمع وعلاجها   قضايا الشباب فى المجتمع وعلاجها Emptyالخميس مارس 01, 2018 3:58 am

الصراع بين الأجيال :
الحقيقة أن القاعدة العريضة من الشباب تشعر بوجود فاصل زمني ومساحة في التفكير المختلف بينها وبين الجيل أو الأجيال التي تسبقها حين القمة في الأجيال السباقة تسطح النظر إلى أفكار الشباب تمنحهم قطرات من الخبرة مع كثير من المنّ ، ولا يترك هؤلاء مقاعدهم لمنح الفرص للشباب لإثبات وجودهم وتحقيق مستجدات نظرياتهم وأفكارهم التي هي في الغالب أكثر مواءمة وملائمة لمتغيرات العصر .
وهذه مشكلة لها جذور حادة في الواقع العربي إذ تزداد فجوة التفاهم والتجانس والتآلف بين الشباب والكبار وأضحى الكبار ينظرون بعقلية الوصاية وإصدار الأوامر الأخطر من ذلك أن غالبية الآباء أضحى جل همهم توفير متطلبات العيش والتعليم والصحة لأبنائهم ، متعللين بذلك بأن ضغوط الحياة قاسية تدفعهم للعمل مرتين وثلاث في اليوم ، دفعهم ذلك الواقع إلى تصور أن هذا هو كل مايريده الشباب .

صراع الأجيال وأثره على الأسرة والمجتمع المسلم
يَشهَد العالم الإسلامي اليومَ - أكثرَ من أيِّ وقتٍ مَضَى - ظواهرَ سيِّئةً عديدةً، أصبحتْ تشكِّل خطرًا على صفِّ المجتمع الإسلامي، وتهدِّد بنيانه بالتصدُّع والانهيار، ومن أبرز هذه الظواهر: "صراع الأجيال"، هذه الظاهرة التي لم تَبْرُز في عهدِ السلفِ الصالح لهذه الأمة.

فما المقصودُ بصراعِ الأجيالِ؟
وما هي أشكالُه، ومظاهرُه؟
وأين تتجلَّى مخاطرُه؟
وما هي الأسبابُ التي أدَّت إليه؟
وكيف يُمكِن تجاوز هذه الأزمةِ؟
هذا ما ستُحاوِِل هذه المقالةُ تسليطَ الضوءِ عليه.
وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَىَ وأَعْلَمُ

صراع الأجيال وأثره على الأسرة والمجتمع المسلم
1- مفهومُ صراعِ الأجيال:
أ- الصراعُ في اللغة: الطرحُ بالأرض، و المصارعةُ والصراع معالجتهما، أيُّهما يَصرَع صاحبَه[1].

ب- والجيل جمع أجيال، وهو الصنفُ من الناسِ، وقيل:الأمةُ والجنسُ، والقَبِيل[2]، وهو ثُلُث القرن الذي يتعايش فيه الناسُ[3].

أما عند المؤرِّخين، فمفهومُ الجيل يعبِّر عن: حالةٍ عمرية، ومسافةٍ زمنيةٍ تَفصِل بين جيل وآخر، وهذا هو المفهومُ البيولوجي للجيلِ، ويُمكِن الحديث عن الجيلِ من الزاويةِ الزمنيةِ الطويلة، التي تصل إلى ثلاثين عامًا، كجيلِ الآباء وجيلِ الأبناء.

والعنصر الأساسي الذي يميزُ جيلاً عن آخرَ هو الثقافةُ؛ أي: وجودُ نظرةٍ أخرى إلى العالم، والمجتمع، والحياة. وهذه هي التي تحدِّد هُوِيَّة كلِّ جيل، وتميزُه عن السابق، وهذا ما أشار إليه ابن خلدون في قوله: "اعلم أن اختلافَ الأجيالِ في أحوالِهم، إنما هو باختلاف نِحلَتِهم من المعاش"[4].

أما عند علماءِ التربية، والاجتماع، وعلم النفس؛ فصراعُ الأجيالِ هو: الاختلافُ في الرؤى بين الجيلين الشباب والكبار، واضطرابُ العَلاقة بين الآباء والأبناء، وتأزُّمها[5]؛ فالأبناء يتَّهِمون الآباء بأنهم لا يَفهَمون، وأنهم متأخِّرون عن إيقاع العصر، ويَصِفونَهم بالملتزمِّتين والمتشددين.

بينما يتَّهِم الآباءُ الأبناءَ بأنهم لا يَحتَرِمون القِيَم، ولا العادات، ولا التقاليد، وهم قليلو الخبرةِ، ولا يَحتَرِمون آراءَ وخبرة الكبار.

إن صراعَ الأجيالِ تفاعلُ عَلاقاتـي بينَ عناصرِ ومكوِّناتِ المجتمع، يُولِد عدمَ الحوارِ، وعدمَ الرضا بين الجِيلَين، ونفورَ كلِّ طرفٍ من الآخر، هذا النفورُ قد يَصِل إلى درجةِ الصدامِ والعداء بين الآباء والأبناء. الشيء الذي يهدِّد كِيَان الأسرةِ، وبنيانَ المجتمع، وهُوِيَّته بصفة عامة.
وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَىَ وأَعْلَمُ

صراع الأجيال وأثره على الأسرة والمجتمع المسلم
2- أشكال صراع الأجيال ومظاهره:
إن المتأمِّل في الواقع الميداني للمجتمعات العربية والإسلامية يُدرِك - بسهولةٍ - أن هناك خلافًا في العَلاقة القائمة بين جيلِ الكبار وجيلِ الشبابِ، وأن هناك شرخًا فاصلاً بين الجيلين.

وقد اتَّخذ صراعُ الأجيالِ أبعادًا وأشكالاً متعدِّدة: فكريةً، ولغويةً، وثقافيةً، وسلوكيةً، وسياسيةً، ودينيةً، وتربويةً، واجتماعيةً، وفنيةً.

فالصراعُ الفكريُّ يتمثَّل في الأفكارِ الجديدةِ التي يحملُها جيلُ الشباب:كالدعوةِ إلى الحَدَاثة، وتجاوزِ الموروث، والانسلاخِ من الثقافةِ العربيةِ والإسلامية بصورةٍ كاملةٍ[6].

الصراعُ اللُّغَوي:
ويتجلَّى في الهجوم على اللغة العربية، واتِّهامها بالجمودِ، وعدمِ القدرةِ على مسايرة المستجدَّات العلمية والحضارية الجديدة، واتِّهامها بالصعوبةِ والتعقيدِ، والدعوةِ إلى اختيارِ لغاتٍ أوروبية للحديث، والتكلُّم والكتابة.

الصراع السلوكي:
يَظهَر الجيلُ الجديد بملابسَ لا تَمُتُّ إلى ما اعتادَ المجتمعُ أن يَلْبَسه: من سراويلَ متدلِّية، أو واسعةٍ جدًّا، وأَقْمِصَة فَضفَاضة ذاتِ ألوانٍ صارخةٍ، وقبعاتٍ تغطِّي الرأس بكامله، وإطالةِ الشعرِ وتسريحه بطرق غريبة - أو بظفرِه كما تفعل النساء - ووضعِ سلاسلَ غليظةٍ حول اليدِ أو العنقِ.

كما يتجلَّى في المَشْيِ، والحركة، وطريقة الكلام، ويبدو التقليدُ في ذلك للفنانينَ واللاعبينَ الغربيينَ واضحًا جدًّا، وهذا ما يسمَّى عند البعض بمظهر الخُنْفُس[7].

يَظهَرون بهذه المظاهرِ - رغم اعتراض الآباء والأهل والجيران عليها - ويَجِدون لذَّةً وهم يَلقَون المعارضةَ، وحين يَسأَلون عن ذلك يُجِيبون بأنهم أحرارٌ في نفوسِهم وتصرفاتِهم.

وكثيرًا ما يَثُورُون في وجهِ كلِّ مَن ينتقِدهم أو يوجِّههم، ولسانُ حالِهم يقول: اذهَبوا أَصلِحوا أحوالَ المجتمعِ الفاسدِ، الذي تفشَّت فيه الرِّشْوَة والجَرِيمة. وهذه المظاهر يَشتَرِك فيها الفِتْيَان والفَتَيات على السواء.

ومن المظاهر السلوكية الأخرى:
الكذبُ، والمراوغة والصُّرَاخ، وشدَّة الهَرْش، والإقبال على العنفِ داخل الأسرة وخارجها: في الشارعِ والمدرسةِ، ومع الرِّفاق والمعلِّمين، والتعرُّض للفتيات أمامَ المؤسَّسات التعليمية وغيرها، والتدخين، وشرب الخمر والمخدِّرات بحجَّة نسيانِ الواقع الذي يَرفُضُونه، ويَقتُلون مَن شاءوا وكيفما شاءوا، ويَرتَكِبون الفواحشَ المختلفة دون حياءٍ تحت غطاءِ الحرية، وغالبًا ما يَضِيعُون ويتحوَّلون إلى مجرمين.

كما يتجلَّى الصراع في: رفضِ أوامرِ الآباء، ونصائحِ المعلِّمين والمدرسين - إذا كانوا طلابًا - والتمرُّد على قوانينِ العمل - إذا كانوا عمالاً .

وأحيانًا يتَّخذُ شكلَ الانطواءِ على الذاتِ، والعزلة الدائمة، أو السهر خارجَ البيتِ أو داخله إلى وقت الفجر، والاستماعِ إلى الموسيقا الصاخبة، والرقص الماجن.

وأحيانًا يَظهَر الشبابُ المتمرِّد عاريَ الجسم، حَافِيَ القدمين، متجرِّدًا من أيَّة مسؤولية أو رقابة، بل من أخطرِ مظاهر الصراع: الهروبُ من البيت، ومغادرتُه، والتسكُّعُ في الشوارعِ والطرقات، وهذه ظاهرةٌ تَعُمُّ الأطفالَ والشبابَ من الجنسين على حدٍّ سواء[8].

الصراع السياسي:
يتجلَّى في انتقادِ الشبابِ سياسةَ الكبار، وكفاحِهم من أجل تولِّي مقاليد الأمور، وتسيير البلاد، من أجل إعطاءِ صورةٍ جديدةٍ للمجتمع تُوافِق طموحاته وأحلامَه.
وقد يتَّخذ طابعًا ثوريًّا أو انقلابيًّا، كما هو الحال في الكثير من البلدان العربية اليوم، أو خروجه في شكلِ مظاهراتٍ، أو انسحابٍ من السياسة، ومقاطعة الانتخابات، وتضاؤل الحسِّ الوطني مع مرور الزمن. فتمَسُّك جيلِ الكبار بمقاليدِ الحكم والسياسة وكراسِيِّ القيادة والمسؤولية، وإغلاقهم الأبواب أمام الشباب - بذريعة أنهم غير قادرين على تحمل المسؤوليات - يؤزِّم الوضع، ويَزِيده خطورةً، ويُضَاعِف من حدَّة نقمة الشباب عليهم.

الصراع الديني:
وهذا أخطرُ أشكالِ الصراعِ بين الأجيال؛ لأن فيه يَتِمُّ التهجُّم على الدين بما فيه من: عقائد، وقواعد، وأحكام، وما يَحمِله من قِيَم إنسانية رفيعة، والتشكيك في النبوةِ، والطعنِ في الحديث النبوي الشريف، والكذبِ على الرسولِ - صلى الله عليه وسلم - واتِّهامِ الصحابة - رضي الله عنهم - بالاتهاماتِ الباطلةِ.
كما يتَّخذ طابعَ التهجُّمِ على أهلِ الدينِ المتَّقين، ويتَّهِمونهم بالرجعية والتخلُّف، وأنهم يستحِقُّون الطردَ من الأرضِ، أو القتلَ، أو السجنَ.
وصارت المجاهرةُ بالخروجِ عن الإسلام، واعتناقِ الدياناتِ والمذاهب الأخرى- تقدمًا وحداثةً، خاصة وأن أصحابَ هذه المذاهبِ والأديانِ يَظهَرون بمظهرِ الاهتمامِ بالشبابِ، وحلِّ كلِّ مشاكلِه المادية والمعنوية، وإخراجه من جميع الأزمات التي يُعانِيها.

الصراع الأُسْرِي:
لقد كانت الأُسْرَة المسلمة إلى زمنٍ قريبٍ متماسكةَ الأركانِ، يعيش الجَدُّ والأبناء والأحفاد تحتَ سقفٍ واحدٍ، تَسُودُها: المودَّة، والمحبةُ، والرحمةُ، والتعاونُ، ولكن الأمرَ أَخَذ اليوم في تغيُّر مستمرٍّ؛ حيث بدأت تَشهَد تفككًا واضحًا، بعد أن ثار الأبناءُ في وجهِ آبائهم، وخالفوهم في كلِّ شيءٍ، وخرجوا عن طاعتِهم، بل صاروا يُعرِّضونهم للضربِ والقتل، فضلاً عن السبِّ والشَّتم الذي يَجِدونه في كلِّ حينٍٍ؛ فأصبحنا نَرَاهم يَقطَعون الصِّلَة بهم، ولا يَقضُون حوائجَهم، فيضطر الأبُ أو الأمُّ العجوز إلى الخروج للتسوُّق وغيره، والأبناء غير مُبَالِين، ومتبرِّمين بهما؛ لأنهما فَقِيرين، وكثيرًا ما تَسوَدُّ وجوهُهم عندما يَزورُهم الآباء في بيوتِهم.
وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَىَ وأَعْلَمُ



صراع الأجيال وأثره على الأسرة والمجتمع المسلم
3- أسباب صراع الأجيال:
لقد تعدَّدت الأسبابُ التي أدَّت إلى الصراع بين الأجيال:
فمنها: ما هو ذاتي، يتصل بمستوى الوعي، والمستوى التعليمي، والثقافي، والتربوي لكلِّ جيل.

ومنها: ما هو خارجيٌّ موضوعيٌّ؛ كسرعةِ التغيراتِ الحاصلة في الحياة بصفةٍ عامَّةٍ، وما يؤدِّي إليه هذا التغيُّر من تنوُّعٍ في أشكالِ النشاط السياسي، والاجتماعي، والثقافي، والفكري.

وسواء أكان سببُ الصراع ذاتيًّا، أو موضوعيُّا؛ فإن أبرزَ أسبابِه، هي:
• فقدانُ القدوةِ الصالحة:
إن افتقادَ جيلِ الأبناءِ القدوةَ الصالحةَ في: الأسرة أو في المجتمع، في البيتِ، والشارعِ، والمدرسةِ، حيث يُدرِك الجيلُ الجديد أن الفرق شاسِعٌ بين أقوال الكبار وأفعالِهم، فكان لهذا الأمرِ الأثرُ السيِّئ في نفوسهم وقلوبِهم وعقولِهم، وبالتالي على سلوكهم؛ فالأبناء يتعوَّدون على الطباعِ الإيجابية أو السيِّئة، انطلاقًا مما يُشَاهِدونه في آبائهم، فإذا كان الوالدانِ يُحسِنان المعاملةَ مع الجَدِّ والجَدَّة، والأعمام والأخوال؛ فهذا يَنعَكِس على سلوكاتهم، فيُعَامِلون والديهم وأقاربَهم معاملةً جيدةً، والعكس صحيح؛ فالأبً عندما يَلطِم زوجتَه، ويَكِيلها الشتائم، فإنه يُعَلِّم أبناءه سلوكَ الشرِّ، والأمُّ تعلِّم ابنتَها الشرَّ، حين تكون لها الغلبةُ في البيت، فتَسُبُّ زوجَها، أو تصرخ في وجهِه.

وانعدامُ القدوةِ هذا راجعٌ إلى: الأميةِ والجهلِ بطرقِ ووسائلِ التربيةِ السليمةِ التي جاء بها الإسلامُ، وإلى ضعفِ الوازعِ الديني في النفوسِ، وسوءِ فهمِه، وتطبيقه تطبيقًا يوافِق الأهواءَ والنوازعَ، وإيثار المصالح الشخصية على المصالح العامة، كما أن: قلَّة العلماء والفاعلين، والدعاة الأَكفَاء، والمُصلِحين الصادقين - من العواملِ في حصول هذا الصراع.

وطبعًا عندما يُفتقَد تطبيقُ الإسلامِ كدينٍ، وشريعةٍ وسلوكٍ؛ فإن الشبابَ يتَّجِهون إلى الغربِ ليَجعَلوا من نجومِه: في الغناء، والموسيقا، والرياضة، والسينما، والمسرح - قدواتٍ لهم، وبئس هذه القدوات[9].

وكثيرا ما انحرف شباب، وثار آخرون على آبائهم، بل بلغ الصراع أحيانا إلى أقصى درجاته حين يطعن الإبن أمه أو أباه أثناء الصلاة ويرديهما قتيلين لأنهما لم يعطياه النقود الكافية ليشتري السائر أو غيرها.

• عدمُ وضوح المستقبل:
فقد رَبَط البعضً بين صراعِ الأجيالِ، وبين المستقبل المِهْنِي؛ فعدمُ وضوحِ المستقبل المِهْنِي للأبناء - رغم ما بَذَلوه من مجهود في الاستعداد والتحصيل - أدَّى إلى انسدادِ أُفُق التكيُّف الإيجابي داخل المجتمع[10]، ويَعظُم هذا عندما يكون الوالدانِ فَقِيرين، ودخلُهما محدودًا جدًّا.

ومن أسباب هذا الصراع أيضًا:
افتقارُ الشبابِ إلى الأمانِ والسعادةِ الأُسْرِية، ذلك أن الأُسَر تخلَّت عن دورِها التربوي، واهتمَّت بالماديات وجلبِ القوت، وتوفيرِ متطلَّبات الدراسة والحياة، فاضطرت الأمَّهاتُ إلى العملِ خارجَ البيت، وأَهْمَلن النَّشْءَ، وتُرِك للمُربِّيات، وأصبح البيتُ عوض المكان الذي تَحصُل فيه السكينة، ومراعاة شؤون الناشئة، - صار كالفندق أو النُّزُل، يُهَرِول إليه الزوجانِ، وهما يُغَالِبان النعاس، وضاع الأبناءُ في ظلِّ هذا الوضع، وعلى حدِّ تعبيرِ الأديب الإيرلندي "برنارد شو": "إذا كان آدمُ يَحرِث، وحواء تَحرِث؛ فمَن يربِّي الأبناء"[11].

وقد أخطأ الكثيرُ من الآباءِ، حين اعتقدوا أن توفيرَ المتطلَّبات الماديَّة للأبناء من أجلِ أن يتفوَّقوا في تحصيلِهم العلمي، وتركَهم مَيْسورين بعد الموت - هي الدنيا وما فيها، وأنهم سيكونون مُرتَاحِين حين ذاك؛ لأنهم قد أدَّوا ما عليهم من واجباتٍ نحو أبنائهم، إلا أن هؤلاءِ قد فَاتَهم أمرٌ مهمٌّ في التربية، وهو تعويدُهم على الأخلاقِ الفاضلةِ، والالتزامِ بالدين الإسلامي وشريعتِه في الحياة، فكانت المحصِّلة أن عقَّ هؤلاءِ الأبناءُ آباءهم. فما أفسَدَ الأبناءَ مثلُ تفريط الآباء.

ومن الأمورِ التي لا يتفطَّن إليها الكثيرُ من الناس - ولها أثرٌ بالغٌ في العقوق، وفساد الأخلاق - الدعاءً على الأبناءِ بالسوءِ، أثناء التضجر من تصرُّفاتهم، أو عندما لا يَستَمِعون إلى النصائح؛ فقد يُصادِف المرء وقت الاستجابةِ للدعاء، وقد نهى النبي - صلى الله عليه وسلم-  عن ذلك، فقال - عليه الصلاة والسلام -: ((لا تَدْعُوا على أنفسِكم، ولا تَدْعُوا على أولادِكم، ولا تَدْعُوا على خدمِكم، ولا تَدْعُوا على أموالِكم؛ لا تُوَافِقوا من اللهِ ساعةً، فيَنْزِل فيها إعطاء؛ فيُستَجَاب لكم))[12].

جاء رجلٌ إلى عبدالله بن المبارك يَشْكُو إليه من عقوقِ ولَدٍ له، فقال له: هل دعوتَ عليه؟ فقال: بلى، فقال عبدالله بن المبارك: "أنت أفسدتَه"؛ أي: بسبب دعائك السيِّئ عليه، صار ابنك لك عاقًّا[13].

ومما يَزِيد الأمرَ خطورةً، هو التمييزُ الذي يَخُصُّ به الآباءُ بعضَ الأبناء على بعضٍ: كتفضيلِ الكبير على الصغير، وتفضيلِ الذكر على الأنثى، وهذا من شأنه أن يَزرَع الحقدَ في النفوسِ؛ ذلك أن الذين لا يَحْظَون بالحفاوة والتفضيل - سواء من الذكور أو الإناث - يَصُبُّون جامَ غضبِهم على الذين فرَّقوا بينهم، وهم الآباء.

ومن أسبابِ الصراع أيضًا:
إكثارُ الكبارِ: من اللوم، والعتاب، والتوبيخ للصغار أثناءَ حصولِ خطأ، أو فشلٍ دراسي، وهذا يُوغِر القلوبَ كراهيةً، ويَقتُل المشاعرَ الإيجابيةَ بين الطرفين - الكبار والصغار - كما أن كثرةَ الشتمِ تجعلُهم شَدِيدي اللسان سَلِيطين، سيِّئي الأخلاقِ مع الوالدين ومع غيرهم، وأحيانًا يَحصُل الصراعُ نتيجةَ الغَيْرَة؛ فالأمُّ مثلاً تَغَارُ من ابنتِها، التي تزوَّجت من رجل ٍغَنِي، أو تتنعَّم في الرفاهية، وهي تُكَابِد ضنكَ العيش، أو تَغَار من زوجةِ ابنها حين تَرى ابنَها يُصغِي لزوجته، أو اشترى لها شيئًا؛ فتظنُّ الأمُّ أن الزوجةَ قد سَلَبتها ابنَها الذي طالما تَعِبت من أجلِه، فيحتدُّ الصراع.

كما أن الخصومةَ بين الزوجين كثيرًا ما تنعكسُ سلبًا على سلوكِ الأبناءِ؛ فيَكرَهُون البيتَ، وبالتالي يَنفِرُون من الوالدين، أو من أحدهما.

وسوءُ التدخُّل الأبوي يَكُون سببًا في ما يَحصُل من صراعٍ بين الجيلين، ومن ذلك مثلاً تدخُّلهم حين يُرِيد الأبناءُ الزواجَ، فيَضَعُون أمامهم العقباتِ: إما بغلاءِ المهورِ، أو بالشروطِ التعجيزية أمامَ بناءِ الأسرة، أو برفضِ الزوج لفقره، أو يَشتَرِطون تزويجَ البنت الصغرى قبل الكبرى، فيَفوتُها قطارُ الزواجِ، وحين تُرِيد أن تعبِّر عن رأيها تُواجَه بالشتائم، وتُتَّهم بسوءِ الخلق، وقد يَدفَعها ضعفُ الإيمانِ إلى الزواج السري، أو عبر الإنترنت، رغم ما في هذا الزواجِ من خسارةٍ كبيرة[14].

• تَدهورُ الدورِ التربوي للمدرسةِ بسببِ ضعفِ برامجِها ومناهجِها، فقد أَبعَدتِ المدارسُ في العالم الإسلامي القرآنَ الكريم، والسنةَ النبوية المطهَّرة، وتاريخَ الإسلام عن المناهج، ولم تَعُدْ تَهْتَمُّ بأخلاقِ الإسلام التي تَحُثُّ على الاحترام.

ومعظمُ المدارسِ تَرتَبِط بالغرب في كلِّ مناهجِها أكثر من ارتباطها بالإسلام، وحتى إن أَدخَلَت بعضَ المفاهيم والجوانب من الثقافة الإسلامية، فهي تَحمِل مغالطاتٍ كثيرةَ؛ فكان نتيجةُ ذلك، أن تخرَّجت منها أجيالٌ مضطربةٌ دينيًّا وعقديًّا وفكريًّا، تَجهل اللغةَ العربيةَ، والدين الإسلامي، والتراث العربي الإسلامي، وما تَعرِفُه عن ذلك هو التاريخُ المشوَّه للإسلام والمسلمين، وفي نفسِ الوقت تمجِّد هذه الأجيالُ تاريخَ الغربِ والنصرانية.

لقد أدَّى هذا النظامُ التربوي التعليمي إلى تخريجِ جيلٍ ممسوخٍ، لا قيمةَ له ولا هُوِيَّة، يقدِّس الغربَ بأفكارِه ومبادئه وعقائدِه، ويُهمِل الحسَّ الفكري الإسلامي جملةً وتفصيلاً، وجيلٌ كهذا سيَتَحامَل على آبائه لا محالةَ[15].

الانفتاح على الحضارة الغربية:
إن الانفتاحَ الواسعَ على هذه الحضارةِ التي تَعرِف تطورًا سريعًا في كلِّ شيء، وفي المقابل يَظهَر المجتمع الإسلامي وهو يَغِطُّ في التخلُّف والركود، ولا يَقدِر على استيعابِ الجديد الذي أتى به العصر، أو المساهمةِ فيه - أدَّى إلى حصولِ شَرْخٍ خطيرٍ في بِنْيَة المجتمع، يتجلَّى في تمسُّك الآباء بما وَرِثوه، وتمسُّك الأبناء بما هم يَعِيشون فيه، فنَشَأ الصراع بين الجيلين[16].
والذين دَرَسوا في الغربِ كانوا أكثرَ تأثرًا به، فصاروا مِعْوَلاً هدَّامًا للعَلاقة الجيِّدة بالآباء، ويَعمَلُون جاهِدين على نشرِ ما رَضَعوه في الغرب من أفكارٍ وقيمٍ داخلَ بلدانِهم الأصلية، ويدَّعون أن ذلك أفضلُ، ويَستَحِقُّ أن يُقتَدَى به، و يَدْعُون إلى التخلِّي عن الدين الإسلامي، وعمَّا هو موروثٌ من: فكرٍ، وثقافةٍ، وفنونٍ، وهذا فتح باب الصراعِ واسعًا أمام الجيلين.

الضغوط الغربية:
إن الدولَ الغربيةَ تَعمَل جاهدةً من خلال المنظمات العالمية: على الضغطِ على الدول العربيةِ والإسلامية؛ من أجلِ تطبيق بنودِ الاتفاقيات الدولية المتعلِّقة بحقوقِ الإنسان عامَّة، وحقوقِ الطفل والمرأة خاصَّة، وما تَنطَوِي عليه هذه الاتفاقيات من هجومٍ شَرِسٍ على الدين الحنيف، وتشريعاته الحكيمة، وأخلاقه الفاضلة، وحرب مكشوفة على الأسرة المسلمة، وما تتميَّز به من تماسُكٍ قويٍّ بين أفرادها، وتركز كثيرًا على الطفولة؛ لأن الأطفالَ هم رجالً الغدِ لهذه الأمة، وهم مشروعها العظيم، إذا أَفسَدُوهم فَسَدت الأمة غدًا، وسهل انقيادُها[17].

• وأحيانًا كثيرة يكون الأبناءُ أنفسهم سببًا في الصراعِ الحاصل بينهم وبين آبائهم؛ وذلك حين لا يَعمَلون على التكيُّف مع الواقع الذي يَعِيشونه، ويتخلَّون عن الدَّور المَنُوط بهم في بناءِ الأمة، ويفضِّلون العزلةَ والتهاونَ، فيَكْرَه الآباءُ ذلك منهم.

إهمال الدين:
إن ضعفَ الوازعِ الديني في النفوس يُعَدُّ أخطرَ الأسبابِ المؤدِّية إلى صراعِ الأجيال؛ فقد أصبح في الكثيرِ من الدولِ الإسلامية محصورًا في الشعائر الدينية من صلاة وغيرِها، في حين أصبح في مجالِ المعاملات ضعيفَ الأثرِ، فغدا الفرقُ شاسعًا بين الدين كمعاملة في واقع المسلمين، وبينه كعبادةٍ في البيت أو المسجد، أصبح الدينُ في وادٍ والناس في وادٍ آخر.
والمسلمون يُصارِعون بعضهم البعض، بعد أن كانوا يُحارِبون الأعداءَ، ووضعوا مكان الشريعة الإسلامية نُظُمًا غربيةً بدعوى التقدُّم، وطبعًا هذا جعلهم يتخبَّطون في دوَّامة من الأزمات والمشاكل، صَنَعوها بأنفسِهم، وصعب عليهم حلُّها والتخلُّص منها، والجيل الذي تربَّى في مثلِ هذه الظروف، لا يُنتَظَر منه سوى التمرُّد والعصيان، والثورة على ما هو موجود[18].

فقدان البيئة الداعمة:
وعلى العمومِ يَبقَى مشكلُ صراعِ الأجيالِ في عالمنا العربي والإسلامي رهينًا بافتقادِ البيئة الداعمة للجيل الجديد في كلِّ شيءٍ، فلم تُعْطَ لهم حاجاتُهم الإنسانية الفطرية، ولم يَفهَم الشباب ذواتِهم، فرَكَنوا إلى الكسلِ والخمولِ، ونَقِموا على الوضعِ القائم، فلا يَملِكون إلا أن يُلْقُوا باللائمةِ على آبائهم وعلى الآخرين دائمًا؛ لتبريرِ فشلِهم وضياعِهم، فقد أصبحنا اليوم نَسمَع من الكثيرِ من الشباب يَقُولون لآبائهم: لماذا وَلَدتمونا؟ أنتم السببُ في فقرِنا.

وأَقدَم العديدُ من الشبابِ على الانتحارِ ليتخلَّصوا مما يُعانُونَه من متاعبَ ومشاكل[19].

الوسائل الإعلامية المعاصرة:
إن انتشارَ وسائلِ الإعلامِ والاتصالِ الجماهيري من: إذاعةٍ، وتلفزيون، وأنترنت، وصحافةٍ، وهاتف، ووسائل الدعاية المتطوِّرة، وتهجُّمها على الصغار والكبار في عقرِ دارِهم من غير إذنٍ منهم - أدَّى إلى الانفتاح عليها وعلى الدول التي تُوَجِّهها، وقد أثَّرت فيهم تأثيرًا بليغًا، وخصوصًا على جيلِ الأبناءِ؛ فكثيرًا ما انحرف الأبناءُ، وثَارُوا على آبائهم، ولربما ضَرَبوهم أو قتلوهم بسبب: فيلم، أو مسرحية، أو برنامج إذاعي، أو تلفزيوني، وكم من فتاةٍ أو فتًى غادر المنزلَ بسببِ ممثِّل أو ممثِّلة[20].

لقد أَفسَد التلفزيون العَلاقات الأُسْرِية؛ فنَشَأت النِّزاعات بين الآباءِ والأمهاتِ، فثارت النساءُ على الأزواجِ، وأَغرَى التلفزيون الرجالَ بارتكابِ المعاصي والفواحشِ؛ بسببِ ما يَرَونه من مشاهدَ فاضحةٍ للمرأةِ، ووسط هذا النزاعِ ضاعَ الأبناءُ وانحرفوا.

كما أن الكثيرَ من الآباءِ لا يَكتَرِثون بمشاهدةِ أبنائهم التلفزيونَ أو الأنترنت، واعتَبَروا ذلك عملاً شاغلاً لهم، ليرتاحوا من صراخِهم ومطالبِهم ولَغَطِهم، وهنا تكون الكارثةُ؛ فالأبناءُ لا يُحسِنون اختيارَ البرامجِ والمواقعِ، وغالبًا ما يفضِّلون مشاهدَ الصراعِ، فيتكوَّن لديهم سلوكٌ يعادِي الآباء[21].

• كما لا تَخلُو الكتب، والمجلات، والصحف - وخاصة التي توجِّه إلى الأطفالِ والشبابِ - من الأثر السلبي، فقد طَغَت على الساحةِ العربيةِ الآدابُ الرخيصةُ، والموضوعاتُ الساقطةُ، وهي حُبْلَى بأفكارِ التمرذُد على الآباء، وإِذْكَاءِ الصراع بينهم وبين الأبناء؛ فالشعر، والقصة، والمسرح، وغيرها من المنشورات تَبدُو حافلةً بأخلاق الغرب الفاسدة، مُعجَبة ببطولتِه التي لا تُعِير أدنى اهتمامٍ للحفاظ على شملِ الأسرة مجموعًا[22].
وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَىَ وأَعْلَمُ


صراع الأجيال وأثره على الأسرة والمجتمع المسلم
4-مخاطر صراع الأجيال:
إن للصراعِ بين الأجيال انعكاساتٍ سلبيةً خطيرةً على الفردِ، والأسرة، والمجتمع؛ فمعظمُ هؤلاءِ الشباب الذين خَرَجوا عن طاعةِ آبائهم فَاشِلون في دراستِهم، غيرُ موفَّقِين في حياتهم - رغم أنهم يدَّعون العلم والمعرفة - والكثيرُ منهم مُنحَرِفون أخلاقيًّا ودينيًّا، يُجَاهِرون بالانتماءِ إلى الشيوعية أو غيرها من المذاهب الفاسدة والضَّالَّة كالوجودية، ويُعلِنون عداءهم للدين الحنيف ومبادئه السمحة، وقِيَمه الإنسانية الرفيعة، بل يُعَادُون المجتمعَ بكلِّ هيئاته ومؤسساته، كما أن سوءَ التكيُّف الاجتماعي، والعجز عن مسايرة قوانينِ المجتمعِ - يَجعَل الفردَ يَشعُر بالنقصِ أمام غيرِه، سواء من الأقاربِ أو من الأباعد، أو يَشعُر بالعظمة الزائدة؛ فيكون عاجزًا عن الأخذِ والعطاء بطريقة جيِّدة مع مَن يتعامل معهم، وعلى مستوى الأسرة: فإن الصراع يؤدِّي إلى تصدُّعها، وانهيارِ بنيانِها، ويَجعَل مظاهر الحسدِ والكراهيةِ هي الطاغيةَ بين أفرادها، وانقطاع حبلِ التواصل بينهم، وهذا يَنعَكِس على المجتمعِ؛ حيث تَفسُد العَلاقة بين فئاته وطبقاته، وتَنعَدِم الثقة بينها، وهذا يؤدِّي إلى انهيارِه، وضعفِ مقاومتِه للتحدِّيات والتدخُّلات القَادِمة من الخارج، وفشله في تحقيق السعادة الاجتماعية.
وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَىَ وأَعْلَمُ

صراع الأجيال وأثره على الأسرة والمجتمع المسلم
خاتمةٌ وحلولٌ:
إذا كانت العَلاقةُ بين الآباء والأبناء تزدادُ سوءًا يومًا بعد يومٍ، وخطورتُها في تفاقُمٍ مستمرٍّ- كما سبق الذكر- وما دام الأبناءُ هم الرجال الذين يَحمِلون مشعلَ عمارةِ الأرض في المستقبل، وهم أملُ هذه الأمة؛ فإن الأمرَ يَقتَضِي التعجيلَ بوضعِ الحلول المناسبة، حتى لا يَنقَلِب الأمرُ إلى ما لا تُحمَد عقباه، ومن الحلول التي يمكن اقتراحُها في هذا المقامِ:
• التخلُّص من المفاهيم التربوية الغربية، وصياغةُ الناشئة وفقَ التربية الإسلامية، ورفضُ فكرةِ التناقض بين العلم والدين، وبيانُ زيفِ النظريات الإلحادية التي تتستَّر بستارِ العلم، وتعميمُ الدراسات الإسلامية في كلِّ المدارس والجامعات، والاهتمامُ باللغة العربية، وإعطاؤها الصورةَ التي تناسِب مكانتها الرفيعة باعتبارِها لغةَ القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف. وفوق كلِّ هذا وذاك، العنايةُ بالقرآن الكريم والسنة النبوية حفظًا، وفهمًا، ودراسةً، وتحليلاً، وتطبيقًا؛ ففيهما ما يَكفِي الأمة الإسلامية شرَّ هذه المشاكل التي تُعانِيها.

قال تعالى: ﴿ وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ﴾[23].

وقال الرسول - عليه الصلاة والسلام -: ((ثلاثٌ أحبُّهن لنفسي ولإخواني: هذه السنةَ أن يتعلَّموها وسألوا عنها، والقرآنَ أن يتفهَّموه ويسألوا عنه، وأن يَدَعوا الناسَ إلا من خَيْر))[24].

وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((تركتُ فيكم أمرين لن تضلُّوا ما تمسَّكتم بهما: كتاب الله وسنة نبيِّه))[25].

وقوله - عليه الصلاة والسلام -: ((قد تركتُم على البيضاءِ، ليلُها كنهارِها، لا يَزِيغ عنها بعدي إلا هالكٌ))[26].

• تركيزُ العقيدةِ الإيمانية الصحيحة في النفوسِ - وهذه مهمَّة العلماء والدعاة - فما من فضيلةٍ إلا وهي أساسُها؛ ففي ظلِّها يَعِيش النشءُ قريرَ العينِ، هادئَ النفسِ، مستريحَ البالِ، بعيدًا عن الحيرة والقلق، فضلاً عن كونِها تحرِّر الإنسانَ من الذلِّ للناس، ومن اتِّباع الأهواءِ الوضيعة، والشهوات القاتلة.

وتعليمُ الأبناءِ القيامَ بالعباداتِ من: صلاةٍ وصيامٍ وقيامٍ، لما للعبادات من أثرٍ واضحٍ في تقويمِ السلوكات والأفعالِ؛ فالصلاةُ تَنهَى عن الفحشاء والمنكر، قال الله - عز وجل -: ﴿ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ ﴾[27] ، والصيام يمنع من الوقوع في الآثام؛ لقوله - عليه الصلاة والسلام -: ((مَن استطاع الباءةَ فليتزوَّج؛ فإنه أغضُّ للبصرِ، وأحصنُ للفرجِ، ومَن لم يستطع، فعليه بالصومِ؛ فإنه له وِجَاء))[28]، والزكاةُ تَحُثُّ على التضحية بالمال، وتحفظُ من البخلِ والشُّحِّ.

سلفُنا الصالح كانوا أوَّل ما يَقُومون به تُجَاه الأبناءِ، هو ترسيخُ العقيدة الصحيحة في النفوس، وتدريبُهم على التحلِّي بالأخلاق الفاضلة، والتنافس على الخيرات.

• ضرورةُ الاستفادةِ من تجارِب السلف الصالح في تنشئةِ الأبناء؛ فقد كانوا يُعطُونَهم الفرصةَ لفهمِ الذات، وحلِّ المشكلات، والتخطيط للحياة، وإدارة الوقتِ بالطريقة التي كانت تناسبهم، وفي نفس الوقت وفَّروا لهم أجواءَ التسامحِ، والبعد عن السخرية والاستهزاء، وكانوا يُراقِبون ويوجِّهون، ويتدخَّلون متى دَعَت الضرورة إلى ذلك، وهذا أَنْجَى الشبابَ من الصراع مع الآباء، والتمرُّد على المجتمع، فكان شبابًا سويًّا صالحًا لنفسه ولغيره، زيادة على ذلك أنهم جعلوا الحياة تتميَّز بعنصر الجدَّة، هذا العنصر الرائع الذي توفَّر في المجتمع الإسلامي الأول - كان عاملاً في تفوُّق الشباب، فكانت كلُّ حركةٍ شبابية جديدة في تلوينها وتحركها دعمًا لكل حركة سابقة، وأنشطَ وأبلغَ من الأجيال التي سبقتها؛ لأن المَوْلد الجديد يُعطِيها حيويَّة غير عادية.

كما ينبغي التأسِّي بالمربِّين الأوائل من المسلمين في طريقةِ بناءِ نفوس وعقول الناشئة، فقد كانوا يُقِيمون هذا البناءَ خطوةً خطوةً، درجةً درجةً، فلم يُثْقِلوا على أبنائهم، ولم ينفِّروهم من شيءٍ، سواء كان البناءُ نفسيًّا داخليًّا، أو بناءً اجتماعيًّا خارجيًّا، ويَبذُلون الجهودَ في كلِّ خطوةٍ، ويتحمَّلون المشقَّة حرصًا على سلامة البناء، وصيانته من كلِّ خدشٍ أو تشويه.

وكانت الأجيالُ اللاحقةُ تُحَافِظ على سلامةِ البناء، ولم تَتَهاوَن فيه، فكان ذلك عاملاً مهمًّا في حمايةِ الأمة من صراعِ الأجيالِ.

وبعد أن يأخذَ المسلمون ما هو موجودٌ في دينِهم وتراثهم، وما عَمِل به سلفُهم الصالح، فصاروا أسيادَ العالمِ، إذا وجد شيءٌ جيِّد جميلٌ في حضارةِ الغرب لا بأسَ من الاستفادةِ منه، والأخذِ به؛ لأن الحكمةَ ضالَّةَ المؤمنين، حيثما وجدوها فهم أحقُّ بها من غيرِهم.

كما يَجِب على الأسرة أن تَستَعِيد مكانتها في تنشئة الأبناء تنشئةً سليمةً، وهذه خطوةٌ ضروريةٌ لإعادةِ التوازن إلى العَلاقة بين الجيلين الآباء والأبناء.

والإسلامُ بمبادئه السمحةِ، وتشريعاتِه الخالدةِ قد رَسَم الطريقَ واضحًا أمام أولياءِ الأمور كي يربُّوا أبناءهم تربيةً صحيحةً، فيَكُونُون بذلك صالحين لأنفسِهم ولأمتهم، يُتَابِعون ما بدأه الآباء من تقدُّم وحضارة. كما يَنبَغِي للمجتمعِ بكل مؤسساته، وهيئاته، ومنظماته، وجمعياته: أن يتحمَّل المسؤولية من أجل وضع حدٍّ للظاهرة؛ لأن المشكلةَ عويصةٌ، وتوشِك أن تتحوَّل إلى أزمة، ولذلك فطرَف واحدٌ لا يُمكِنه أن يكون وحدَه فعالاً ومجديًا، فلابدَ أن تتضافر جهودُ: الأسرة، والمدرسة، والعلماء، والأحزاب السياسية، والمنظمات النقابية، والجمعيات، ودور الشباب.

وقبل هذا وذاك لابدَّ أن تَعزِم الأجهزة الحاكمة في الدول العربية والإسلامية على إيجادِ الحلول المناسبة، لما لها من إمكاناتٍ كبيرة، ووسائلَ متنوعةٍ، ولما لها من سلطةٍ على المجتمع، وقدرةٍ على إصدار القرار وتنفيذه.

[1] لسان العرب لابن منظور. ط4دار صادر بيروت2005.
[2] نفسه.
[3] المعجم الوسيط ج1، جماعة من المؤلفين، ط2.
[4] المقدمة لابن خلدون ص120، ط5، دار صادر 1984.
[5] الشباب والتنمية رؤية تنموية لمناصرة حقوق الشباب المغربي والعربي: ص91، ط1، طنجة المغرب 2007.
[6] أثر الإسلام في العقلية العربية ص340 للويس غارديه، ترجمة د. خليل أحمد خليل، ط1 دار الفكر1992.
[7] مجلة العربي ص21، ع 178 شتنبر 1983.
[8] المراهقون المزعجون ص52، د. مصطفى أبو سعد، ط1، شركة الإبداع الفكري الكويت2010.
[9] الوعي الإسلامي ص58، ع 535، ربيع الأول 1431، مارس2010.
[10] الشباب والتنمية ص91.
[11] - مراهقة بلا أزمة، ص 121، ج1، د. أكرم رضا، ط1، دار التوزيع والنشر الإسلامية2000.
[12] رياض الصالحين حديث رقم1497.
[13] الإشكالية المعاصرة في تربية الطفل المسلم ص67، د.سعيد عبدالعظيم،ج2، دار الإيمان الإسكندرية.
[14] الفرقان ص55،ع 57، س 2007.
[15] منهج القرآن الكريم في إصلاح المجتمع: ص311، د محمد السيد يوسف، ط2، دار السلام مصر 2004.
[16] الشباب والتنمية ص92.
[17] الوعي الإسلامي ص70،ع534، صفر1431، فبراير2010.
[18] الإشكالية المعاصرة ص13.
[19] المراهقون المزعجون ص259.
[20] الإشكالية المعاصرة ص16.
[21] الفرقان ص55ع57(سابق).
[22] الإشكالية المعاصرة ص32.
[23] سورة الأنعام الآية 154.
[24] صحيح البخاري،كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة، حديث رقم7274.
[25] الموطأ لمالك كتاب القدر حديث رقم3.
[26] مسند الإمام أحمد،حديث رقم 17272.
[27] سورة العنكبوت الآية45.
[28] صحيح البخاري كتاب الصوم،حديث رقم 1905
وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَىَ وأَعْلَمُ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://el-quran.ahlamontada.com
Admin
Admin
Admin


المساهمات : 4240
تاريخ التسجيل : 20/01/2018

قضايا الشباب فى المجتمع وعلاجها Empty
مُساهمةموضوع: رد: قضايا الشباب فى المجتمع وعلاجها   قضايا الشباب فى المجتمع وعلاجها Emptyالخميس مارس 01, 2018 3:58 am

الثقافة الغربية والإعلام:
يعطي الواقع الإعلامي والثقافي العربي صورة يمكن التعبير عنها بـ[غياب الخطط الثقافية] ، واستناد الإعلام العربي في معظم أحواله إلى البرامج الغربية خاصة قطاع التلفزيون ، وأن هذا قد أثر بصورة سلبية وخطية على ثقافة الشباب في الوقت الذي لا توجد فيه أي خطوط دفاع أو أرضيات صلبة لمواجهة الغزو الثقافي ، إن الأفكار والثقافات الغربية تتسرب ببطء إلى نفوس الشباب وعقولها فتتركها فريسة للأوهام والاغتراب ، وفي حال عدم قدرة أي أمة على تحصين شبابها سيكون مصيرها التبعية وبخاصة هذا الغزو الهائل من المعلومات المضللة وانتشار وتطور الاتصالات ولا سيما الفضائية التي دخلت معظم البيوت العربية دون استئذان لتعيث فيها فساداً وعلى سبيل المثال ، تصدر وكالة [رويتر] يومياً أكثر من 40مليون كلمة توزع على أكثر من 80دولة ، في حين لا توجد وسائل إعلامية فعالة في العالم العربي تستطيع بموجبها المجابهة أو حماية الشباب .
والخوف كل الخوف أن تصبح اللغة العربية هي اللغة الثانية أو الثالثة مع مرور الزمن ، كما نلاحظ أ، نسبة القراء في العالم العربي منخفضة عن الدول الأخرى ، ولقد أصدر مركز الدراسات الوحدةالعربية ومقره [لبنان] ملفاً إحصائياً على مدى عشرين عاما بين 1965-1985م ، جاء فيه أن العالم العربي كان يصدر (4000) عنوان كتاب جديد عام 1965م ، ووصل العدد إلى (7000) عنوان جديد في 1985م ، ثم تراجع إلى أن وصل إلى 2800عنوان ، هذا بالمقارنة مع [اليابان] تصدر سنويات 35.000كتاب ، وشتان بين أنواع الكتب العربية والكتب اليابانية .

ونجد أيضاً أن الشباب العربي يمضي أكثر من 4ساعات يومياً في مشاهدة التلفزيون وقابلة للزيادة مع غزو المحطات الفضائية ، وإن 40-60% من برامج التلفزيون العربية مستوردة وكثير منها لا يتناسب طبيعة هذه البلاد المسلمة ، ويمكن القول عن هذه الحالة [بالغزو الثقافي المستورد] أي أن الإعلام العربي يستورد الغزو الثقافي عبر الأفلام والمسلسلات والبرامج والإعلانات والمستودعات إلى جانب المعلومات بمختلف صورها ، كما أن البرامج التلفزيونية المحلية دون المستوى المطلوب ولا تساهم في تثقيف المواطن أو الشاب وزيادة وعيه وإدراكه.
وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَىَ وأَعْلَمُ

ظاهرة الهيمنة الغربية على العالم: جذورها ومرتكزاتها
وفي ظل هذه المعطيات لم يعد بإمكان الغرب أن ينظر للبلدان الأخرى إلا من خلال نظرة الاستعلاء والهيمنة والإحساس بالتفوق والكبرياء الأمر الذي يعرقل أغلب الجهود المبذولة للحوار الحضاري ولتحالف الحضارات والثقافات التي ترتفع الأصوات المنادية بها.

إن الحديث عن سلوك القوة والعنف في الفكر الغربي حديث تمليه الملاحظات الواقعية وتثبته الشواهد التاريخية وتئن منه جميع جنبات الكرة الأرضية، وتنطق به جميع منتجات الإنسان الغربي المادية والمعنوية العلمية والأدبية.

بيد أن هذا الفكر ظل طيلة تاريخه القديم والمعاصر يتهم الغير بممارسة العنف والقوة ويتخذ من ذلك ذريعة للاستقواء والهيمنة والسيطرة والاعتداء تحت شعارات ومسميات براقة، فما هي جذور القوة والعنف في الفكر الغربي؟

وما هي أسباب ذلك وعوامله؟

وما هي بعض المرتكزات التي أسهمت في توليد عنصر القوة والعنف وتقويته؟ وما هي آثار ذلك على واقع العلاقات الدولية المعاصرة ومستقبلها؟

أولاً: في جذور الظاهرة:
يمكن إرجاع ظاهرة العنف واستخدام القوة في الفكر والثقافة الغربيين إلى مجموعة من الجذور منها ما هو تاريخي ومنها ما هو ديني وثقافي ومنها ما هو عرقي. فما هو تاريخي يرجع بالأساس إلى ذلك الإرث التاريخي للغرب في علاقته بالشعوب والأمم الأخرى ابتداء من عصر اليونان والرومان مرورا بالإمبراطوريتين البيزنطية والروسية المسيحيتين وصولا إلى الحملات الصليبية على العالم الإسلامي والتي توجت بطرد المسلمين من الأندلس وإقامة محاكم التفتيش والتطهير العرقي والديني والانطلاق في غزو العالم على نفس الخطة من التطهير والإبادة والتصفية العرقية للشعوب غير الأوروبية واستعبادها في إفريقيا وآسيا وأمريكا الشمالية والجنوبية، وقد قادت الدول الأوروبية هذه الحركات الاستعمارية تباعا ابتداء من الأسبان والبرتغال فالإنجليز والفرنسيين والألمان والإيطاليين ثم الاتحاد السوفياتي فبل السقوط فالولايات المتحدة الأمريكية مؤخرا. وقد ظل هذا الإرث التاريخي الطويل يغذي الحس الغربي في السيطرة على العالم والحفاظ على هذه المكتسبات والأمجاد! خاصة عندما يجد من يحييه ويوقظه داخل المجتمع الغربي من مؤسسات دينية وتعليمية وإعلامية وفكرية.

يضاف إلى هذا التعصب الديني للمسيحية وإقصاء الأديان الأخرى وإبادة أهلها أو تنصيرهم قسرا كما حصل مع شعوب أفريقيا وآسيا وأمريكا الجنوبية والشمالية.

أما ما هو عرقي فيرجع إلى انتشار التعصب للعرق الأوروبي الأبيض على حساب بقية الأجناس الأخرى السمر والحمر والصفر والسود، وقد طفا هذا التعصب العنصري في مختلف الحقب والمراحل التاريخية ولم يخل التاريخ الأوروبي من دعاة للعنصرية والتحيز للمركزية الغربية، والتعصب لمقولات تفوق الجنس الغربي.

وفي المجال الفكري ظهرت في الغرب كثير من الفلسفات تدعو إلى تمجيد القوة والعظمة والإنسان الأقوى والبقاء للأقوى خاصة مع داروين (الداروينية الاجتماعية) ونيتشه (الإنسان الأقوى) ونظريات فلسفية تعطي الأولوية للمنفعة والمصلحة على الأخلاق والقيم (الفلسفة النفعية ((البراغماتية))، كما ظهرت في الغرب طروحات فكرية ترمي الشرق بالتخلف (رينان مثلا) وأخرى تدعو إلى تمجيد الحضارة الغربية (أطروحة فوكو ياما عن نهاية التاريخ نموذجا) وأخرى تحذر من صدام الحضارات (أطروحة صموئيل هنتنغتون) وتستعدي الغرب على الإسلام والبلدان الناهضة الحاملة لمشاريع حضارية مغايرة للمشروع الغربي. كما بارك كثير من الفلاسفة الغربيين الحملات الاستعمارية وعمليات الإبادة كما هو في موقف كارل ماركس من الاستعمار الفرنسي في الجزائر.

ويذكر ماك فرو في مقدمته لكتاب "الاستعمار الكتاب الأسود" أن الكتب المدرسية في فرنسا لم تسلم من تعبئة الأطفال على كراهية الشعوب المستعمَرة فيقول "لقد كانت الكتب المدرسية في فرنسا تسرد بابتهاج كيف كان بوجو وسانت أرنو يحرقان القرى خلال احتلال الجزائر، وكيف كان الضباط الانجليز إبان ثورة 1857 يضعون الهندوس والمسلمين على أفواه المدافع" ("الاستعمار الكتاب الأسود" مجموعة من المؤلفين، ص150) وفي ظل هذه المعطيات لم يعد بإمكان الغرب أن ينظر للبلدان الأخرى إلا من خلال نظرة الاستعلاء والهيمنة والإحساس بالتفوق والكبرياء الأمر الذي يعرقل أغلب الجهود المبذولة للحوار الحضاري ولتحالف الحضارات والثقافات التي ترتفع الأصوات المنادية بها، وكيف تطالب الشعوب الضعيفة بتغيير نظرتها العدائية نحو الغرب وتغيير مناهجها التربوية والتعليمية والإعلامية والدينية في وقت يصدق فيه الأمر على الغرب بالأولى والأحرى!!

ثانيا: في مرتكزاتها:
إن ظاهرة التفوق الغربي التي منحته إمكانات القوة وفتحت له أبواب السيطرة والهيمنة وسوغت له ممارسة العنف بدون حسيب ولا رقيب ليست قدرا إلهيا ولا حتمية إنسانية، وإنما جاءت بناء على جهد بشري وتخطيط إنساني وعمل اجتماعي وسياسي متواصل ودؤوب عبر أجيال وقرون ويمكن رصد بعض المرتكزات التي قامت عليها المدنية الأوروبية كما يرى كثير من الدارسين في ما يلي:

أ- المرتكز العلمي:
في مجالي الطبيعة والإنسانيات إذ منذ عصر النهضة أطلق المفكرون الأوروبيون شعار السيطرة على الطبيعة من خلال الاهتمام بالعلوم المادية من رياضيات وفيزياء وكيمياء وميكانيك وفلك وطب.

وانطلقت الجامعات والمعاهد في سباق وتنافس للظفر بالسبق بالاختراعات الجديدة، وقد انتهى هذا الاهتمام العلمي بظهور الثورة الصناعية التي نقلت الإنسان الأوروبي من مشروع السيطرة على الطبيعة إلى التفكير في مشروع السيطرة على الإنسان والشعوب، وكانت هذه هي البداية الثانية للاستعمار بعد بدايته الأولى مع الأسبان والبرتغال في القرن الخامس عشر الميلادي. ومن الثورة الصناعية انتقلت أوروبا إلى مضاعفة جهودها في البحث العلمي في العلوم الطبيعية الدقيقة حتى وصلت إلى الثورة العلمية المعاصرة في مجال التكنولوجيا والمعلومات. وكلما ازداد الغرب تقدما واكتشافا ازدادت الهوة بينه وبين الشعوب المستعمرة سابقا.

وقد حافظ الغرب على قوته العلمية وتفوقه بعدة أساليب منها منع انتشار الأسرار العلمية في العلوم التي مكنته من التفوق والهيمنة وسن قوانين دولية تمنع انتشارها وتعاقب من يسعى إلى امتلاكها مثل اتفاقية حظر انتشار القوى النووية. التي بموجبها غزت الولايات المتحدة الأمريكية العراق ولا تزال تهدد إيران وسوريا وكوريا... كما حافظ الغرب على قوته بتهجير الأدمغة العلمية النابغة في بلدان العالم الثالث وإغرائها أو إكراهها للعمل في الغرب وحرمان هذه البلدان من مواردها البشرية المؤهلة والخبيرة فظلت هذه البلدان فقيرة تابعة وضعيفة.

ب- المرتكز الاقتصادي:
لم يكن امتلاك القوة في المجال الاقتصادي إلا نتيجة للامتلاك القوة العلمية. وقد ظلت المؤسسة العلمية والاقتصادية في الغرب متعاونتين ومتساندتين وكل منهما يخدم الآخر، وظلا معا يسيران في خط واحد. وقد مكن التدبير الاقتصادي الجيد من حيث الموارد الطبيعية والبشرية والمعدات الصناعية والتقنية اللازمة من تمكين المجتمعات الأوروبية من الحصول على القوة الاقتصادية المؤهلة للمنافسة والتحدي، هذا إذا أضفنا عامل الموارد الطبيعية المستجلبة من المستعمرات واليد العاملة الرخيصة من قوافل العبيد والمضطهدين وعمليات النهب والسرقة للذهب والأموال التي كان الجنود الغزاة يقومون بها في البلدان المستعمرة.

الأمر الذي كان يدفع بالاقتصاد الغربي إلى النمو جيلا بعد جيل وكان يدفعه أيضا وبزيد من الشراهة والشراسة للبحث عن المستعمرات ومصادر الثروة والتسويق فتزايدت الحاجة للاستعمار وللعولمة والهيمنة. لذلك يلاحظ أن قوة الاقتصاد الغربي نمت تحت القوة والعنف وتلازمت مع الحروب فكلما تطور الاقتصاد احتاج إلى شن الحروب وسن قوانين إخضاع الشعوب واستنزافها، وقد أودت الحروب الغربية في المستعمرات بما يفوق 100 مليون قتيل معظمهم من المسلمين والزنوج والهنود!! عدا ما خلفته من دمار وخراب وتجويع وتخلف واستلاب!!.

جـ - المرتكز التنظيمي في المجال الاجتماعي والتدبير السياسي:
وفي المجال الاجتماعي اكتسب الغرب قوة تنظيمية محكمة من خلال الاستناد إلى العلوم الإنسانية والتحكم في الحراك الاجتماعي من خلال مؤسسات سياسية (أحزاب، مؤسسات تشريعية وقضائية وتنفيذية) ومهنية (نقابات) ومدنية (جمعيات واتحادات..) وكلها تمارس حقوقها في التفكير والتعبير والتدبير وقد قام الغرب بتشجيع البحوث الإنسانية في المجالات النفسية والاجتماعية والقانونية والاقتصادية نظريا وتطبيقيا وأفرز ثروة معرفية ما لبثت أن أحدثت ثورة اجتماعية وتغيرات مهمة على المستوى الاجتماعي هذا إذا أضفنا توفير جو الحرية الفكرية والديمقراطية ومبادئ حقوق الإنسان وتطبيقاتها في الحياة اليومية والتداول السلمي والسليم للسلطة السياسية.

غير أن هذه القوة ووسائلها عمل الغرب أيضا على احتكارها لنفسه وقصرها على الإنسان الأوروبي والأمريكي دون بقية الشعوب وظهر في الغرب التوظيف النفعي لهذه المبادئ في الترويج لها وتصديرها فأصبحت العلوم الإنسانية وسائل في تعزيز مقولات المركزية الغربية والتفوق الغربي والتمييز العنصري والاضطهاد والقمع وإجراء التجارب على المعتقلين والمقهورين من الأفراد والشعوب. كما تسويق الأفكار والنظريات النفسية والاجتماعية التي تدعو إلى الانحلال الخلقي وثقافة الجنس والمادة والاستهلاك الأمر الذي زاد في أزمات دول العالم الثالث وأبعد أبناءها عن جادة العلم والمعرفة القمينة بتأهيل المجتمعات نحو الريادة.

د - المرتكز العسكري:
نمت القوة العسكرية في الغرب جنبا إلى جنب مع نمو القدرات العلمية والاقتصادية بل لعل الدافع نحو امتلاك القوة العسكرية هو الذي دفع الغرب إلى التخطيط العلمي ورعاية المؤسسات العلمية والاقتصادية وجعلها تحت رقابة المؤسسة العسكرية والأمنية. وظلت أكبر المؤسسات العلمية وأدقها تحت توجيه المؤسسة العسكرية وتعتبر الأسرار العلمية الدقيقة من أسرار الدولة ولا يتم تفويتها للعموم إلا بعد استنفاذ أغراض المؤسسة العسكرية منها وبعد تجاوزها باختراعات جديدة في حين تظل كثير من الأسرار العلمية حكرا على الدولة لا يجوز تدريسها للقطاعات الشعبية كالأسرار النووية والتكنولوجية والبيولوجية والفلكية.

وترصد ميزانيات ضخمة وهائلة للبحوث العلمية والتجارب العلمية ذات الصلة بالمجال العسكري والأمني. واستطاعت المؤسسة العسكرية في الغرب أن تسخر جميع ما يعزز قوتها ونفوذها.

حتى أصبحت هذه المؤسسة رمزا للتفوق الغربي على بقية دول العالم وقد كانت هذه المؤسسة هي اليد اليمنى للغرب في غزو العالم واستعماره ونهب خيراته وقمع كل من يقف أمام الإرادة الغربية في الهيمنة والسطو ومارس العسكر كل أنواع التعذيب والتنكيل والاضطهاد والقتل والإبادة في حق الشعوب من اعتبار للكرامة والحقوق الإنسانية إلا ما تمليه المصلحة الغربية.

ولم تكن الجيوش الغربية في حروبها تتورع في استعمال أخطر الأسلحة وأكثرها فتكا ودمارا ولو كانت محرمة في المواثيق الدولية والأعراف الإنسانية والشرائع الدينية.

ولقد كان استخدام الغرب لقوته العسكرية في كل حروبه مع دول العالم الثالث استعمالا مبالغا فيه بقصد الردع والزجر والإمعان في التخويف لزيادة التركيع والتبعية وتجنب إمكان ظهور قوى منافسة من شأن تطورها أن يزيح سيطرة الغرب الأحادية ويفتح الباب أمام تعددية في القوى الدولية التي من دون شك ستعجل بانتهاء هذه السيطرة المجحفة التي مل الناس منها وينتظرون الخلاص منها في أي وقت.

هـ - المرتكز الإعلامي:
تشكل القوة الإعلامية واحدة من أهم أنواع القوة، وقد أدركت الأمم الغربية منذ وقت مبكر أهمية الإعلام في الإقناع وتوجيه الرأي العام وصناعته والتأثير في مجرى الأحداث.

وقد ارتبط توظيف الإعلام في الغرب بالحاجة إليه سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وتربويا كما ازدادت الحاجة إليه مع الحروب وتوظيف المعلومات في الحروب للتأثير على الخصم فيما عرف بالحرب النفسية. إذ أن انتقاء المعلومة المناسبة والتحكم في تدفق معلومات أخرى من شأنه أن يقلب الحسابات ويغير الموازين.

ومع تطور تقنيات الإعلام وارتباطه بالتطور التكنولوجي الذي يمتلكه الغرب نفسه أصبح الإعلام سلطة قاهرة وأصبحت الفجوة بين دول العالم الثالث والغرب فجوة عميقة إذ أصبح الغرب اليوم يتحكم في تصدير التقنية الإعلامية وتوزيع المعلومة بل ترتبط المؤسسة الإعلامية في كثير من الدول الغربية بوزارات الخارجية وبالمؤسسة العسكرية والمخابرات العسكرية وبمصالحها القومية والإستراتيجية داخليا وخارجيا.

ويمكن القول إن كثيرا من جوانب السيطرة الغربية اليوم تتوقف على القوة الإعلامية، وخاصة في الحروب التي يشنها الغرب اليوم في العراق وأفغانستان والفيتنام سابقا. أو في توجيه الرأي العام بالاقتناع بكثير من التوجهات السياسية والفكرية والمواثيق القانونية والمشاريع الاقتصادية. وأصبح الإعلام يؤدي وظائف غاية في الدقة والخطورة.

وفي التركيب النهائي فإن أسس القوة التي اعتمد عليها الغرب أسس متكاملة في خدمة المصالح الإستراتيجية وقد ظل الغرب يحتكر هذه المصادر ويعزز الحراسة عليها وحمايتها من التسرب والانفلات من يده، وظل مستعدا لخوض الحروب الخطيرة والمدمرة في حق كل الدول التي تسعى لامتلاك أسرار القوة لتحقيق التوازن الدولي، وبسبب هذا الانفراد والاحتكار مارس الغرب في حق الشعوب الضعيفة مظالم ومجازر عبرت عن وحشية مقيتة وهيمنة طاغية أصبح العالم اليوم مطالبا بتجاوزها لتحقيق السلم والأمن والرفاه للإنسانية جمعاء.

وإن ما نراه اليوم من صور العداء والكراهية تجاه الغرب ومصالحه الحيوية ليس إلا تعبيرا عن رفض الظلم والهمجية الغربية رأسمالية كانت أم اشتراكية. ولن نصل إلى حالة السلم العام إلا بعد أن يغيب استعمال القوة ويحل معها صوت الحق وأن تسن تشريعات ومواثيق دولية صارمة تعزز حقوق الجميع في امتلاك أسباب القوة وتكون هناك مؤسسات دولية قادرة على معاقبة المنتهكين لهذه المواثيق أيا كانت قوتهم ومكانتهم الدولية.
وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَىَ وأَعْلَمُ


طموح الشباب بين الواقع والخيال
ينقسم الشباب إلى ثلاث أنواع داخل الوطن العربي وعلى الأخص داخل المملكة العربية السعودية .

أولاً: الشباب يعيش في عالم الخيال:
شباب يحلم بمستقبل مزدهر وعالم كله ورود وحياة مملوءة بالسعادة ومكانة اجتماعية مرموقعة وحالة اقتصادية لا يدنو منها غيره ، لكنه يعيش في واقع أليم فهو لا يحمل شهادات علمية ولا يحمل أي صفات اجتماعية أو اقتصادية تؤهله لهذا الحلم الرومانسي ، ومن هنا يحدث تصادم بين الواقع والخيال ومع ذلك يصدق الخيال ويكذب الواقع ، ويصف المجتمع بالظلم وبأن حقه مهضوم ، وربما إذا سألته عن أحواله لقال لك [أنني مثل الشمعة تضيء لغيرها وتحرق نفسها] ، وربما إذا سألته عن ماذا قدم للمجتمع أو لنفسه لا يدرك هذا المعنى ولكن ما هي إلا عبارات اعتاد عليها اللسان [نحن مظلومين – نحن غرباء في بلادنا – نحن الفئة المسكينة – نحن .. نحن .. وغيرها من العبارات] .

ماذا تفعل هذه الفئة :
- تحمل مجموعة من الأوراق تحتوي على مايلي:
1- شهادة المتوسطة أو أدنى من ذلك .
2- شهادات عديدة من مراكز مختلفة تحمل اسم دورات .
3- لا يفهم ولا يدرك معنى أي دورة قد حصل عليها لكنها شهادة .
- يسعى للحصول على وظيفة بالشروط الآتية :
1- حكومية .
2- مرتب مغري ومجزي لأنه خبير !!
3- نصف دوام ، أي[ ساعة أو ساعتين أو تكون نصف ساعة أفضل] .
4- إجازة الأربعاء والخميس والجمعة ويوم في نصف الأسبوع .

ثانياً: الشباب الاعتمادي على الآخرين :
هم فئة من الشباب تحتاج إلى تلقي الرعاية دائماً من الوالدين والتعلق بهما والالتصاق بالآخرين والخوف الشديد من الانفصال وصعبة في اتخاذ القرارات ، وإلقاء مسئولية أعماله والأشياء التي تخصه على الآخرين والافتقار إلى الثقة بالنفس والانشغال غير الواقعي بالخوف من غياب مساندة الآخرين وأن تترك له مسئولية الاعتناء بنفسه أو تحمل المسئولية .

ثالثاً: الشباب الحقيقيون والذين يشرفون المجتمع :
هم الفئة التي يشرّف بها المجتمع وكل من يتعامل معهم ، شباب يعرف دوره ومسئولياته ، دائماً يبحث عن ذاته محاولاً تفجير طاقاته العلمية ليضع بصمة في طريق مستقبل منير ، يواجهه الصعوبات ليكتشف فيها اليسر ، يبحث عن المعلوم يرى منه المجهول ، ينادي في محرابه بأن ليس هناك شيء مستحيل أمام العمل والطموح ، مؤمن بالله وواثق في قدراته التي وهبه الله إياها ، نغوص في أبحار هذه الفئة لنتعلم منها كيف نطمح وكيف نتعلم وكيف نبني مستقبلنا .

ماذا تفعل هذه الفئة :
شباب يحدد طموحاته وأهدافه : وهو طالب يرسم طريقه للوصول إلى مبتغاه ، فيختار مساره التعليمي المستقبلي ولا يترك الصدفة تختار مستقبله ، يريد كلية الطب فيعمل لها ، يريد كلية الهندسة فيعمل لها.

2- شباب يعرف قدراته ، من أهم العوامل في التفوق هي أن يدرك الفرد مدى قدراته فلا يعطي نفسه أكثر من قدراتها ولا أقل من إمكانياتها .
وهم دائماً يرددون كلمة أنا أعرف نفسي وأعرف قدراتي ، لا أشترك أو أغامر في شيء دون دراسة ومعرفة مدى إمكانياتي واستعداداتي في هذا الموضوع .
وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَىَ وأَعْلَمُ

الشباب العربي إلى أين؟ ( بين الواقع والطموح).. د. موفق دعبول
اختلف الباحثون في تحديد عمر الشباب، فبعضهم عدّه بين الرابعةَ عشْرة والسادسةِ والعشرين، وقد يمتد إلى الثلاثين. لكن اليونسكو حددت هذا العمر بين الخامسة عشْرة والأربعة والعشرين، وهم بذلك يتحدثون عن الغالب وليس عن العموم، فقد يبقى الإنسان شابًا، فيه روحُ الشباب، وطموحُ الشباب، ينظر إلى المستقبل دون الانحباس في الماضي، مهما طال عمره.
والشباب ليس هو المراهقة، بل أن مرحلة الشباب تتداخل مع مرحلة المراهقة.. فيرى بعض الباحثين أن مرحلة المراهقة تمتد إلى سن العشرين، وبعضُهم إلى سن الثانيةَ والعشرين. ومما لا جدال فيه أن هناك مراهقةً متأخرةً تمتد إلى سن متأخرة. في حين تتقلص عند البعض سواء من حيث المدة أم من حيث الشدة. ويمتاز المراهق برهافة الإحساس، وبضعف التحكم في تصرفاته. ويتعرض بعض المراهقين لحالات من اليأس والقنوط والحزن، ويميل المراهق إلى الاعتداد بالنفس، والعناية بالملبس وطريقة الكلام. وبعبارة أخرى، يقوم بأعمال تلفِت النظر إليه. ثم أنه ينزِع إلى التحرر وإلى مقاومة أي سلطة تمارَس عليه.
لنطرح بعد ذلك السؤال: هل للشباب العربي صفاتٌ وخصائصُ وسلوكياتٌ وقدراتٌ وآمـالٌ ونظراتٌ إلى الحياة، وهمومٌ مختلفةٌ عن نظيراتها لدى الشباب في الغرب أو الشرق؟ وهل يولد الغربي مثلاً باستعدادات مختلفة عن استعدادات العربي. هل يولد الأول بخلقة مختلفة، وبذكاء مختلف عمّا يملكه الآخر.
لقد دلّت الدراسات أن الأطفال العرب (بصيغة الجمع) لا يختلفون، بوجه عام، عن أطفال الغرب أو الشرق من حيث الاستعدادات، وهذا لا يتنافى مع وجود فروق فردية بين أطفال العرب أو بين سواهم. ويعود ذلك إلى ظروف الوالدين وإلى استعدادهم الصحي، وإلى العلاقات بينهما.
فالشباب العربي يختلف إذن عن غيره بسبب الظروف التي تحيط به، وتلك التي مرَّ بها منذ أن أبصرت عيناه النور.
فالبيت والمدرسة والمجتمع والإعلام والثقافات السائدة، كل ذلك مسؤول عن حاضر الشباب العربي سلوكًا وفكرًا وهمومًا وطموحًا.
وهنا ينبثق السؤال: هل هموم الشباب غير هموم الكبار؟ وهل واجبات الشباب مختلفة عن واجبات الأجيال التي سبقتهم؟
فالشاب يفكر في الجامعة التي يختارها، والاختصاص الذي يناسبه، والمهنة التي سيعمل فيها ويقضي عمره فيها. ثم أنه يفكر في الزوجة التي يريدها أن تكون شريكة حياته، تأخذ معه الكثير من القرارات التي تخص حياتَهما المشتركة وتخص الأولاد.
وعلى الشاب أن يكوّن نفسه علمًا وتدريبًا واكتسابَ مهاراتٍ، تمكّنه من التغلب على الصعوبات ومواجهة التحديات، وتستجيب لمطالب الحياة.
وهناك فارق كبير بين الشباب والكبار، فالشباب يملكون العزيمةَ ويتطلعون إلى المستقبل، ويبادرون إلى ولادة مشاريع جديدة، أما الكبار فينظرون إلى الماضي، ويخبو حماسهم في القيام بمشاريع تحتاج إلى سنوات طويلة.
ومع ذلك، هناك الكثير من الظواهرِ المشتركة، والسلوكيات المتماثلة، لكنها تختلف شدةً وتأثيرًا.
لقد كتب الكثير من الكتاب عن الشباب العربي، وعن أزمة الثقافة العربية، وعن أزمة العقل العربي، وعن إشكاليات الفكر العربي المعاصر؛ مال بعضهم إلى المبالغة مضخمًا السلبيات، وحمّل الشباب المسؤولية كاملةً، وتأثر بعضهم بالتوجهات الغربية، والإنسان الغربي، كان بعضهم متشائمًا، والبعضُ الآخر أميلَ إلى التفاؤل. إني أعتقد أن الشاب العربي المعاصر يتميز على غيره بصفات حميدة كثيرة: فرؤيته إلى الكون والحياة والإنسان أنضج من رؤية غيره، ثم أنه يتسم بالحميمة الأسرية، ويحمل مُثلاً وقيمًا عليا رفيعة.
لكنه، من جهة أخرى، ضعيفُ الثقة بذاته، مقلد غير مبدع، لا يحسن إدارة الوقت ولا يحسن الحوار مع الآخر، ومهارات التواصل لديه ضعيفة، والمسافة بين النظري والتطبيقي واسعةَ. لقد تضخمت الأنا لديه، وضعف بالمقابل اهتمامُه بالآخر. إنه زاهد في القراءة، والقراءة الحرة خاصة، وغيرُ متوازن عمومًا، ويبالغ في بعض الأنشطة، ويهمل أنشطة هامة أخرى، ولا يتقن العمل في فريق.
وهو، فوق ذلك، خائف من مستقبله، يضغط عليه ما آل إليه وضعُ بلاده من سوء مكانتها الدولية، ومن تآمر الأعداء عليها. ويعيش بعض الشباب في حالة من التغريب، يقلد الغربي في جُلِّ شؤونه: في مظهره وطريقة حياته، ويرطُن بلغته أيضًا... يجهد في تعلمه لغةً أجنبية، اللغةَ الإنكليزية خاصة، ويُهمل في الوقت ذاته لغته العربية. وكان حريًا به أن يحرِص على لغته، وأن يتعلم لغة أجنبية إلى جانبها.. الأولى ليؤكد انتماءه إلى وطنه، والثانية ليتواصل مع العالم. كل ذلك يجعلنا نفضل الحديث عن أزمة الشباب العربي. عن أسباب هذه الأزمة، وعن مظاهرها الأساسية، وعما إذا كان ثمة سبيل إلى معالجتها.
أقول : إن الشباب لا يحملون وحدهم هذه المسؤولية، بل إن هناك عواملَ كثيرةً أوصلتنا إلى ما نحن عليه.
وعند الحديث عن الأزمات أورد سببين رئيسين لها، الأول ورثناه من الماضي: فبلادنا مرت بعصور ازدهار، عصور ازدهر فيها العلم، وتفجرت المعارف، وتنشط البحث العلمي، وتوالت الاكتشافات في العلوم، وأبدع الباحثون علومًا جديدة وطرائق حديثة ومخترعات لم يسبقهم إليها أحد.
ثم جاءت عصور ضعف في كل ذلك، وكان آخرَها عصرُ المماليك وعصرُ الخلافة العثمانية. ففي عهد المماليك وعهد الخلافة العثمانية اتسعت البلاد، وامتد العالم الإسلامي ليصل إلى مشارف فيينا من جهة الشرق، وإلى مدينة بواتييه الفرنسية من جهة الجنوب. لكن انشغال ولاة الأمر بالحروب حال بينهم وبين الاهتمام بالشؤون الحضارية، فتوقف الإبداع، وساد التقليد، ومال الناس إلى اجترار الماضي.
والسبب الثاني هو الهيمنة الغربية التي جاءتنا عندما احتل الغرب أرضنا، فهو لم ينهب ثرواتنا فحسب، بل عمل على تأبيد التبعية وعلى احتلال العقول، ولذلك فليس غريبًا أن تلحظ أن بعض شباب أمتنا يقدس التراث، بغثّه وسمينه، ويدافع عنه دون أن ينتبه إلى أن التراث فيه ما يصلح لنا وفيه ما لا يصلح لنا أبدًا. وبدلاً من أن يتعمقوا في أسباب تزعمنا للحضارة الإنسانية في عصورنا الذهبية، أخذوا نتاج ذلك العصر دون تمحيص. وليس غريبًا كذلك أن نلحظ البعض الآخر من شباب أمتنا يقلدون الغربي بكل شيء، ويحسبون أن السبيل إلى التقدم هو هذا التقليد، حتى كاد بعضهم يخجل من انتمائه إلى بلادنا، وراح يبحث له عن إقامة خارج بلاده.
أدى هذان السببان إلى ظواهر عدة:
وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَىَ وأَعْلَمُ

الشباب العربي إلى أين؟ ( بين الواقع والطموح).​
الظاهرة الأولى
التباين بين النظري والتطبيقي.. فكثيرًا ما نجد الإنسان العربي يتحدث في المثاليات وفي القيم العليا وفي الأخلاق الفاضلة. إنه ينتقد تصرفات الآخرين، وهو يتمتع بكل مواصفات المواطن السامية، وغيره متخلف، مفسد... لكن إذا نظرنا في التطبيق نجده يصح فيه قول الله تعالى: " أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم"
ويتصل بذلك أن كل جماعة تتفق على مبادئ معينة، أو تجمعها منافعُ مشتركة، تعدُّ عملها ورؤاها صحيحة، وتعدّ كل ما يخالفها في ذلك خطأً أو خيانة أو ما ماثل ذلك: أن كل فريق من الفرقاء يعتقد أنه يمتلك الحقيقة المطلقة، وأن غيره على باطل مطلق.
وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَىَ وأَعْلَمُ

الشباب العربي إلى أين؟ ( بين الواقع والطموح).​​
الظاهرة الثانية
إن الانبهار بالحضارة الغربية وما أنتجته من تقنيات حديثة يجعل الإنسان العربي ضعيفَ الثقة بذاته، وضعيف الثقة بالآخرين.. وهذا ينعكس على منتجات وطنه الفكرية والثقافية والصناعية. وقد يحصل أن يشتري مسافر بعض السلع التي تعجبه ويظنها من إنتاج ذلك البلد، فإذا ما عاد إلى بلده اتضح له أنها من منتجات وطنه.
وإذا ما قرأ حكمة لمفكر غربي أظهر استحسانه لها، في حين يجد في إنتاج المفكرين العرب القدماء أو الحاليين ما هو أروع منها.
نجم عن ذلك خلل كبير، فالحق أصبح يُعرف بالرجال بدلاً من أن يعرف الرجال بالحق... فكل ما يقوله أحدهم مثلاً يعدُّ حقًا ولو كان باطلاً... وكل ما يقوله آخر يعد باطلاً ولو كان حقًا.
وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَىَ وأَعْلَمُ

الشباب العربي إلى أين؟ ( بين الواقع والطموح).​
الظاهرة الثالثة
العزوف عن العلم: فطريقه طويلة، ومستقبله غير مضمون... ويظن البعض أن ما يتمتع به من ذكاء يغنيه عن العلم، وفاتَه أن الذكاء كالطاحون وأن العلم كالقمح... فلا يمكن للطاحونة أن تعطي طحينًا دون قمح..
وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَىَ وأَعْلَمُ

الشباب العربي إلى أين؟ ( بين الواقع والطموح)
الظاهرة الرابعة
العزوف عن القراءة: لقد دلت الإحصاءات أن المعدل الوسطي للزمن الذي يصرفه الإنسان العربي في القراءة هو ثلاث دقائق يوميًا، في حين أن هذا المعدل للإنسان الغربي 38 دقيقة.
ويعزو الكثير من الشباب هذا العزوف إلى وجود مصادر جديدة للوصول إلى المعرفة، منها القنوات الفضائية ووسائل الإعلام. وإذا كان الأمر كذلك فلماذا هذا الارتفاع الكبير في نسبة القراء الغربيين مقارنة بالقراء العرب.
ثم هل المعرفة التي تقدمها القنوات الفضائية مثلاً تُغني عن القراءة؟ لقد أدى ضعف الطلب على الكتاب إلى هبوط حركة النشر وحركة الترجمة، وهذا يؤدي بدوره إلى مزيد من الانعزال وإلى ضعف المستوى المعرفي، ونحن نعيش عصرًا يسميه الباحثون عصر المعرفة، كما يسمي الاقتصاديون الاقتصاد الحالي اقتصاد المعرفة، أو يرى المنظّرون أن الحروب القادمة تُحْسَمُ لمصلحة المتقدم في المعرفة.
وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَىَ وأَعْلَمُ

الشباب العربي إلى أين؟ ( بين الواقع والطموح)
الظاهرة الخامسة
تضخم الأنا، وتراجع الاهتمام بالآخر، وهذه مشكلة لها تداعيات سلبية على مكانة الوطن، وقيمِهِ الرفيعة، وحميميةِ العلاقاتِ الإنسانيةِ، وقوة الروابط الاجتماعية.. ولقد جرّ ذلك معه تفشِّيَّ الكذب والغشَ والخداع، والتضحيةَ بالآخر في سبيل إبراز الأنا.. وهذا بدوره يؤدي إلى دمار الثقة بين الناس، وإلى التنافس غير الشريف بين رجال الأعمال والاقتصاد، وإلى غير ذلك من الشرور.
ويرافق تضخمَ الأنا انتشارُ اللامبالاة في صفوف الشباب، وتراجعُ الحس الوطني، وغيابُ الحب الحقيقي ليحل محله الحبُ المزيف.. وهذا يؤدي بدوره إلى تفكك الأسرة والبنى الاجتماعية كافة. ويأتي في مقدمة ذلك انحسار العمل التطوعي، وغياب المجتمع المدني.
وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَىَ وأَعْلَمُ

الشباب العربي إلى أين؟ ( بين الواقع والطموح)
الظاهرة السادسة
انعدام الإبداع. والاتجاه نحو التقليد. والإبداع هو اكتشاف الجديد، أو اكتشاف طريقة جديدة، أو إضافةٌ جديدةٌ لمنتج معروف، هو بحكم الغائب في بلادنا. إننا نقتات على موائد الآخرين ننتظر منهم أن يقدموا لنا حلولاً جديدة ومكتشفات جديدة. وقد يظن البعض أن أزمة الإبداع هي أزمةُ عقل، ويغيب عنه أنها أيضاً أزمةُ فكر، أي إنها أزمةُ محتوى العقل كذلك.
لقد أبدع أجدادنا الكثير في حقولٍ شتى من المعارف.. فهم الذين وضعوا أسس علم الجبر وأُسس علم الاجتماع وفلسفة التاريخ، وليست المعمياتُ (الشفرة) وفكُها إلا اكتشافًا عربيًا.. أضفنا إلى علوم الكيمياء والفيزياء والفلك وعلم الأحياء والطب والجغرافيا وغيرها إضافاتٍ أساسيةً شهد لها الأعداء قبل الأصدقاء.. ألسنا نحن الذين وضعنا أسس المنهج التجريبي.
إني أؤكد أن غياب الإبداع يبقينا خلف الأمم، بل ويهدد وجودنا، ويلغي دورنا الإنساني في العالم.
وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَىَ وأَعْلَمُ

الشباب العربي إلى أين؟ ( بين الواقع والطموح)
الظاهرة السابعة
ولمّا كان فاقد الشيء لا يعطيه، فإننا نتجنب الحوار مع الآخر خشية افتضاح جهلنا، وإذا وافق بعضنا على إجراء الحوار مع غيره، فإنه يتخبط ويفسد الحوار لجهله فن الحوار وقواعد الحوار.
ويتصل بذلك غيابُ مهارات التواصل وعدمُ القدرة على العمل في فريق. وهذا يؤدي بدوره إلى عدم الاستفادة من خبرات الآخرين ومن اقتراحاتهم.
هذه بعض الظواهر يضاف إليها أمور أخرى مثلُ غياب التوازن في تلبية الحاجات، فالإنسان جسم وعقل وروح، ولكل حاجاتُه، فالجسم يحتاج إلى الرياضة، والعقل يحتاج إلى العلم، والروح تحتاج إلى تزكيتها.
وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَىَ وأَعْلَمُ

الشباب العربي إلى أين؟ ( بين الواقع والطموح)
توزيع المسؤوليات
إني أرغب بعد استعراض ظواهر أزمة الشباب العربي أن أؤكد ثانية أن الشباب ليسوا مسؤولين وحدهم عن ذلك، بل يشاركهم في ذلك البيت والمدرسة والبيئة والمجتمع إضافة إلى الأسباب التي تعرضت لها قبل قليل، والتي تعود لأسباب تاريخية وأسبابٍ تقع على فساد المجتمع الدولي، وفساد الجشعين الطامعين من دول العالم.
وسأبيّن فيما يلي دور هذه البنى الاجتماعية في تكوين الشباب راجيًا أن نلحظ السلبيات عسانا نقدم الحل لها.
وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَىَ وأَعْلَمُ

الشباب العربي إلى أين؟ ( بين الواقع والطموح)
دور البيت
في البيت تتكون شخصية الطفل، طباعه وسلوكياته وثقته بذاته، وبعض انفعالاته. ولعل السنوات الخمس الأولى من عمر الطفل هي أكثرها تأثيرًا في هذه الأمور، بل يرى البعض أن السنتين الأولى والثانية هما الأهم. وإني أظن أيضاً أن الأمر يتعدى ذلك إلى فترة الحمل. وتُبين بعض الدراسات أن استواء العلاقة بين الزوجين أو عدمَ استوائها يؤثر في الطفل.
ومن الطريف أننا عندما يشتري أحدنا آلة كهربائية، مكواة أو خلاّطًا أو ما ماثل ذلك، فإنه يبدأ، قبل الاستعمال بقراءة التعليمات خشية أن يُفسدها. وإذا اقتنى الغربي كلبًا أو قطة حرَص كذلك على اقتناء كتاب يبيّن له طريقة تربيته، ماذا يأكل وماذا يشرب، وكيف يدربه على القيام بالنشاطات الممكنة.
أما في بيئتنا العربية، فقلما يهيئ الوالدان نفسيهما لاستقبال المولود الجديد: إنهما يعتمدان على الغريزة وعلى بعض الثقافة التي وصلت إليهما من الكبار. ويمارسان في التربية أسلوب رد الفعل دون الأخذ بالحسبان ما يناسب الطفل في نموه النفسي والعقلي والاجتماعي.
لا يُسمح للطفل أن يتكلم أو يبدي ملاحظة، والحوار معه مرفوض، ولا ضرورة لإقناعه. وأكثر الكلمات التي يسمعها اِفعلْ ولا تفعلْ، ويعاقَب بالضرب في بعض الأحيان، ويتجاوز العقاب في أحيان كثيرة حجم الخطأ، وفي كثير من الأحيان يرتبط العقاب بمزاج الوالدين لا بالخطأ المرتكب.
يحرص الوالدان أن يربوا أطفالهما وفق ما تربّيا عليه هم. دون ملاحظة أن الظروف في تغير مستمر، وأن ما كان يصلح في ما مضى، قد لا يصلح الآن.
إن انعدامَ حرية الطفل، وعدمَ الاعتراف بشخصيته، وإلزامَه بأساليب معينة، تميت الإبداع لديه. إن الأطفال يولدون مبدعين، لكن البيت إما أن ينشط الإبداع أو يميته.
ولا ينتبه الأبوان إلى أنهما القدوة للأطفال: فإذا كان الأب قارئاً جيدًا شب الطفل على القراءة، وإذا كان الوالدان يقضيان وقتًا طويلاً في مشاهدة القنوات الفضائية، فإن الطفل كذلك يقتدي بهما في هذا الشأن وإذا كان الأب كاذباً، فإنه من الصعب أن يمتنع الطفل عن الكذب، وهكذا.. ويحرص الأبوان الواعيان على الاهتمام بكل شأن من شؤون الطفل، حتى في ألعابه التي تنمي التفكير والإبداع بدلاً من الألعاب التافهة.
إن التربية التي تقوم على العنف، والتعسف، والقهر، والتسلط، ومصادرة الحرية، هي أقصر الطرق لتحطيم الفرد، وتدمير المجتمع. وقد أشار تقرير التنمية العربية الرابع إلى أن التربية العربية تخنق حرية الطالب والمعلم معًا، فالتربية في الوطن العربي تعاني "أمراضًا" مستعصية تتمثل في مشكلات كثيرة، وتحديات كبيرة، وأزمات حقيقية تعيق مسيرتها، وتقف حجر عثرة أمام تحقيقها أهدافها
وتعد السلطوية من أهم تلك الأمراض التي يعانيها الجسم التربوي العربي المثخن بالجراح، لأن معظم المشكلات والتحديات والأزمات التربوية العربية ليست إلا من أعراض ذلك المرض، أو من نتائجه. وقد ركزت بعض الدراسات العربية على السلطوية السياسية، والسلطوية الاجتماعية، والسلطوية الثقافية، وغيرها، ولكن السلطوية التربوية لم تنل العناية الكافية.
ومن أهم السلبيات التي تنتج عن السلطوية الأسرية التي تقوم على القسوة، وإنكار الحرية، والعقاب البدني ما يلي:
1. تنمية النزعة الفردية والأنانية عند الأطفال.
2. فرض الخضوع، وزرع الخوف، وإكساب الشعور بالضعف، والذنب، والعجز، والنقص، وعدم الثقة بالنفس.
3. انطواء الفرد وانزواؤه، وربما انسحابه من ميدان الحياة الاجتماعية.
4. صعوبة تكوين شخصية مستقلة.
5. إضعاف قدرة الفرد على التعبير عن النفس.
6. كره السلطة بشكل عام، وسلطة الوالدين بشكل خاص.
7. انتقال التسلط إلى الأبناء والبنات الذين يميلون إلى امتصاص أنماط السلطة التي يمارسها آباؤهم وأمهاتهم، ويكتسبون منهم معظم أدوارهم الخاصة بالسلطة.
وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَىَ وأَعْلَمُ

الشباب العربي إلى أين؟ ( بين الواقع والطموح)
دور المدرسة
ليست المدرسةُ أحسن حالاً من البيت، فالمدرسون غير مهتمين بعملية التدريس. كثيرًا ما يُمنع السؤال، ولا يخصص للأسئلة وقت كاف، والعملية التربوية تسير وفق منهج التلقي دون التقصي.
فالطالب وعاءٌ على المدرّس أن يملأه بالمعلومات المفيدِ منها وغيرِ المفيد، دون التحريض على البحث والتفكير والإبداع.
ولقد دلت بعض الإحصاءات على أن مستوى الإبداع عند الأطفال ينخفض انخفاضًا كبيرًا نتيجة أسلوب التدريس في المدارس.
يضاف إلى ذلك، مشكلاتٌ عميقة، مثل غيابُ المكتباتِ الحية والمخابرِ العلميةِ، والمنهجِ العلميِّ في التعليم، وعدم إتاحة الفرص لعصف الأدمغة، وأساليبِ التقويم السيئة. ويحتاج هذا الموضوع إلى مزيد من التفصيل لا محل له هنا.
وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَىَ وأَعْلَمُ

الشباب العربي إلى أين؟ ( بين الواقع والطموح)
دور الإعلام
للإعلام دور كبير في تزويد المواطنين بالمعارف وبالتوعية وبما يكون من شأنه أن يفيد. لكن مع الأسف نشاهد أن القنوات الفضائية تنقل الأفلام التي تعالج مشاكل بيئة أخرى مختلفة عن بيئتنا، ويسود فيها قيم مختلفة عن قيمنا. بل إنها مع البرامج الأخرى تعمل في كثير من الأحيان على تخريب عقولنا وعلى تثبيط هممنا، وعلى الرضا بأحوالنا دون التطلع إلى مستقبل أفضل.
وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَىَ وأَعْلَمُ

الشباب العربي إلى أين؟ ( بين الواقع والطموح)
دور الشباب العربي
لعل الشاب العربي، بعد أن استمع إلى ما قدمته عن الأسباب التاريخية والهجمة الاستعمارية (وليست العولمة في جانب منها إلا جزءًا من هذه الهجمة)، وبعد أن استمع إلى دور كل من البيت والمدرسة والإعلام في أزمة الشباب العربي الراهنة، لعله يجد نفسه بريئاً من هذه الأزمة، وأنها مفروضة عليه ولا حول له ولا قوة !
إن الأمر ليس كذلك. فالمتتبع لأحداث التاريخ وتعاقب الحضارات يدرك أن التغير والتحول من السنن الكونية. وما جاءت حضارة بعد حضارة أخرى بائدة، عن طريق الصدفة. بل جاءت عن طريق العمل والتخطيط وإعداد العدة. والمتتبع لأحداث التاريخ يدرك دور الأفراد والجماعات في التغيير الذي أشرت إليه.
لقد ذكرت الجوانب السلبية ليتنبه شبابنا إليها، فيقدمون لها الحلول، ويكافحون كي يستبدلوا بها أساليب وثقافات ورؤى جديدة.
لقد استطاع الكثير من الأفراد أن يؤثروا في الآخرين حولهم، أنقذوهم من المأزق، ودَلَّوهم على سواء السبيل، فأصبحوا فاعلين في هذا المجتمع. والأمثلة على ذلك كثيرة في حاضرنا وماضينا.
ونصيحتي لكم أيها الشباب: استعملوا عقولكم، ولا تقلدوا دون وعي، ولا تأخذوا أي جديد دون دراسة، واحرصوا على التزود بالعلم. تعمقوا في الاختصاص الذي اخترتموه، وتعرفوا على الضروري من العلوم الأخرى. أقبلوا على الحوار مع الآخرين تزدادوا معرفة، ولا ترفضوا الآخر الذي يقدم مخالفة لرؤيتكم، تحاوروا معه، واعلموا أن ما ترونه صحيحًا قد لا يكون صحيحًا، وما ترونه خطأ عند الآخر قد يكون صحيحًا. اعملوا على حسن التعامل مع الآخرين، وتعلموا طرائق التفاعل معهم. واجعلوا الحكمة ضالتكم.لا تقبلوا أن تغمضوا أعينكم وتسيروا مع الآخرين دون وعي أو إدراك. وأخيرًا لقد اخترت لكم بعض الأقوال التي يمكن أن تكون مفيدة لكم :
• ليس النجاحُ مكانًا يصله الإنسان، بل هو الروحُ التي تدفعه لتحمل المشاق ومتابعة الرحلة.
• سفينة راسية في الميناء تنعم بالأمان، لكن ليس لهذا الهدف تبنى السفن.
• لا تقيّم نفسك بما أنجزته، بل بما كان بإمكانك أن تُنجزَه باستعمالك قدراتك.
• عندما يغلق باب، يفتح بابٌ آخر، لكننا غالبًا ما ننظر طويلاً وبحسرة إلى الباب المغلق إلى درجة أننا لا نرى الأبواب الأخرى التي فتحت لنا.
• الإنسان الخلاق تحركه الرغبة في الإنجاز، لا الرغبةُ في هزيمة الآخرين.
• يسير قطار النجاح عادة على سكة التصميم.
• علمتني التجارب أن جزءًا كبيرًا من سعادتنا أو بؤسنا يتوقف على تصرفاتنا، وليس على ظروفنا.
• ليكن هدفك القمر، وحتى لو أخفقت، فإنك سترسو بين النجوم.
وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَىَ وأَعْلَمُ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://el-quran.ahlamontada.com
Admin
Admin
Admin


المساهمات : 4240
تاريخ التسجيل : 20/01/2018

قضايا الشباب فى المجتمع وعلاجها Empty
مُساهمةموضوع: رد: قضايا الشباب فى المجتمع وعلاجها   قضايا الشباب فى المجتمع وعلاجها Emptyالخميس مارس 01, 2018 3:59 am


الطموح عند الشباب
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين، أما بعد:
يفكر الشباب اليوم في أمور يريدون السعي لتحقيقها، ويطمحون لأن يكونوا ويكونوا...إلخ، لذلك فالحديث عندهم حديث عن المستقبل والتحديات المقبلة، حيث تواجههم الصعوبات الجمة، والمعوقات الكبيرة التي تعترض سبيلهم، وتساهم في إعاقتهم، والوقوف دون أن يصلوا إلى أي نتيجة تذكر، وهكذا تكثر الأحاديث حول طموح وهموم الشباب في ظل المتغيرات الاجتماعية في العصر الحديث.
وبعد أن غزت الثقافات الوافدة من خارج الإسلام أبناءَ الإسلام؛ أدت إلى بعض التصدعات داخل الأسرة، الأمر الذي غيَّر من شكل العلاقات الأسرية والاجتماعية، فاهتزت بعض القيم والمبادئ لدى الشباب، وظهرت هموم ومشكلات لم تكن من قبل، وسببت تغيير الاتجاه السليم عند الشباب تحت مسمى طموح الشباب للمستقبل، وصار الهمُّ لديهم في هذا هو همٌّ مادي، وطموح متدني، ما أدى إلى إيجاد مشاكل لدى الشباب نتيجة للإحباط النفسي لديه، حتى بلغ به الحال إلى أن وصل بعضهم إلى الاتكالية، وقبول الثقافة الدخيلة على المجتمع المسلم، والعيش في عالم الخيال، وقلَّة أو ندرة الشباب والنوعية المشرقة للمجتمع المسلم من الذين تستفيد الأمة منهم في عدة مجالات، وكان ذلك كذلك لأن من كان همه مادياً فلن ينظر إلا في مصلحة نفسه، ومن ثم فإنه لا ينتفع منه الآخرون، ومن كان طموحه متدنياً فلن يفكر كيف ينفع أمته ودينه، ومن ثم سيقف على قارعة الطريق يشرب من سيل الحضارة الوافدة لا يفرق بين الماء والزبد، وأيضاً فإن من يحمل الهمَّ المادي يكون أصلاً قد اكتسب بذلك طموحاً متدنياً؛ فهو نتيجة حتمية عنه، ولن يسعى مثل هذا في أمر يجلب له منافع معنوية؛ حيث لا يعتبرها مكاسب.

وأما بالنسبة لعامة الشباب فإنه مصاب بالإحباط واليأس، حتى أصبح شعاره هو المثل الشهير:
ما كل ما يتمناه المرء يدركه                  تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن
وهذا هو الواقع الذي نعيشه وتعيشه فئة كبيرة من الناس - وبخاصة الشباب -.

ولو قمنا بالمقارنة بين شبابنا وشباب الرعيل الأول لوجدنا الفوارق الكثيرة، والتباين الواضح، ولوجدنا أن الطموح الذي سطره وتمثله أصحاب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - هو الطموح الحقيقي، وفيما يلي نستعرض هذا في أكثر من حادثة وقعت في أوساط الصحابة، وعبر أكثر من مجال، ومن تلك الصور:

أولاً: طموح إلى الربانية:
فقد كان الشباب يتطلع الواحد منهم إلى أن يكون العالم الرباني؛ وهذا كثير في حياة الصحابة، ولعل خير مثال من الصحابة هو الصحابي الجليل أبو هريرة - رضي الله عنه -، فقد مكث عند النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ليتعلم ويطلب الحديث من النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - حتى أصبح من الصحابة المكثرين، وحتى قال عن نفسه: "كان أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - يلهيهم الصفق في الأسواق، وكنت أصحب النبي - صلى الله عليه وسلم - على شبع بطني"1.
وكذلك كان أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه - حتى قال عمر - رضي الله عنه -: "أَخَفِيَ هَذَا عَلَيَّ مِنْ أَمْرِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، أَلْهَانِي الصَّفْقُ بِالْأَسْوَاقِ (يَعْنِي الْخُرُوجَ إِلَى تِجَارَةٍ)"2.

ثانياً: طموح إلى الجنة:
ومن الطموحات لهؤلاء النفر أيضاً دخول الجنة، ويبرز ذلك جلياً في قصة عكاشة بن محصن - رضي الله عنه - فعن أَبي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: ((يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي زُمْرَةٌ هُمْ سَبْعُونَ أَلْفاً تُضِيءُ وُجُوهُهُمْ إِضَاءَةَ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، وَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَقَامَ عُكَّاشَةُ بْنُ مِحْصَنٍ الْأَسَدِيُّ يَرْفَعُ نَمِرَةً عَلَيْهِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ، قَالَ: اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ مِنْهُمْ، ثُمَّ قَامَ رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ، فَقَالَ: سَبَقَكَ بِهَا عُكَّاشَةُ))3.

ثالثاً: الطموح إلى المنازل العالية:
فعن ربيعة بن كعب - رضي الله عنه - قال: ((كنت أخدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأقوم له في حوائجه نهاري أجمع حتى يصلي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - العشاء الآخرة، فأجلس ببابه إذا دخل بيته أقول: لعلها أن تحدث لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - حاجة، فما أزال أسمعه يقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: سبحان الله، سبحان الله، سبحان الله وبحمده حتى أملُّ، فأرجع أو تغلبني عيني فأرقد، قال: فقال لي يوماً لما يرى من خفتي له، وخدمتي إياه: سلني يا ربيعة أعطك؟ قال: فقلت أنظر في أمري يا رسول الله، ثم أعلمك ذلك!! قال: ففكرت في نفسي فعرفت أن الدنيا منقطعة زائلة، وأن لي فيها رزقاً سيكفيني ويأتيني، قال: فقلت أسأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لآخرتي، فإنه من الله - عز وجل - بالمنزل الذي هو به، قال: فجئت فقال: ما فعلت يا ربيعة؟ قال: فقلت نعم يا رسول الله، أسألك أن تشفع لي إلى ربك فيعتقني من النار، قال: فقال من أمرك بهذا يا ربيعة؟ قال: فقلت لا والله الذي بعثك بالحق ما أمرني به أحد، ولكنك لما قلت سلني أعطك، وكنت من الله بالمنزل الذي أنت به؛ نظرت في أمري، وعرفت أن الدنيا منقطعة وزائلة، وأن لي فيها رزقاً سيأتيني، فقلت: أسأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لآخرتي، قال: فصمت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - طويلاً ثم قال لي: إني فاعل فأعني على نفسك بكثرة السجود))4.
هذا هو الطموح الحقيقي، وهذه هي الهمم العالية التي تعرف ما يصلح حالها، ولا نعني بهذا الكلام أن يترك الشباب الجد والمثابرة، والسعي وراء الأهداف التي ينشدونها، ثم ينقطعوا للعبادة في المساجد أو الخلوات، لا، لكن الذي نعنيه بهذا الكلام أن يجعل الشباب طموحهم الدنيوي في إرضاء الله - عز وجل -، وألا يغفلوا عن الواجب الذي أوكل إليهم، فهم ذخر هذه الأمة وشريانها، وما أجمل أن نجد التاجر الملتزم بدينه، والطبيب المتدين، والمهندس الملتزم كما وجد من الصحابة القائد، والتاجر، وغيره.
نسأل الله - عز وجل - أن يهدينا سواء السبيل، وأن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه، والباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، والحمد لله رب العالمين.
وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَىَ وأَعْلَمُ

الشباب الواقع المأمون والمستقبل المأمول
الشباب هي تلك الفترة العمرية ما بين الطفولة والبلوغ، وتوصف بأنها فترة من النموّ البدنيّ والنفسيّ من سنّ البلوغ إلى مرحلة النضج والبلوغ المبكر. وتختلف المصطلحات لتحديد الفترة الزمنية المحددة التي تشكل الشباب، فقد لا يتوافق نضج الأفكار الفعلي مع عمرهم الزمني بسبب وجود الأفراد غير الناضجين في جميع الأعمار.

روبرت كيندي "هذا العالم يتطلب كفاءات الشباب لا وقت للحياة ولكنها حالة ذهنية، تجاه المستقبل، وميزة التخيل، وانتصار الشجاعة على الجبن، والرغبة في المغامرة على هدوء الحياة"، ومن الصفات التي يجب علينا إذكاؤها وغرسها والمحافظة عليها في تلك الفترة:

العطاء:
وهو القيام بأعمال تؤكّد ذاتهم وتبرز مركزهم في المجتمع.

الطموح:
يبنى من مشاهدة وقراءة القصص البطولية والعاطفية والرياضية والصبر والعزيمة القوية.

الحيوية:
وهي الميل للاستقلال والتحرّر من السلطة سواء في البيت أو أماكن الدراسة.

الفكر:
هو حبّ المغامرة لدى الشباب وحبّهم لاكتشاف كلّ ماهو جديد واستخدام التكنولوجيا .

الحركة والنشاط هو الميل إلى تكوين هيئات خاصة بهم،
مثل:
الفرق الرياضية والكشفية والانتساب إلى الأندية.

القوة:
إطلاق العنان للفكر والنقد والتدقيق لما يتعرفه من أفكار.

فالشباب هم صمام الأمان وقوة الأوطان وهم عدة الأمم وثروتها وقادتها وهم مصدر الانطلاقة للأمة وبناء الحضارات، وهم يمتلكون طاقات جبارة، والشباب سرّ نهضتها وعماد ثرواتها وموروثها، فدورنا وواجبنا تجاه الشباب أن نضعه في أول اهتماماتنا، ونسعى لتطويره بشتى السبل والبرامج والأطروحات التي تؤهلهم للقيام بدورهم المنوط بهم حتى يسهموا مساهمة فاعلة وفعالة في عمارة الكون والشباب دائماً في الطليعة والمقدمة إذا أحسنا تربيتهم وتدريبهم وتأهيلهم وحسن القدوة أمامهم، ومثال ذلك الدور الذي قام به علي بن أبي طالب عندما عندما نام في فراش النبي صلى الله عليه وسلم، مضحياً بنفسه، ولكن ما يمنعه من الخوف والتردد إلا لأنه آمن بالمبدأ والقضية ألا وهي نصرة دين الحق القويم .فإذا أرادت وطمحت الأمة العربية في النهضة والتطور كان لابد لها أن تسهم وتهتم بتدريب الشباب وحمايتهم من الأفكار الهدامة والمتطرفة أو الغلو وأن تضع لهم أهدافاً واضحة المعالم فيها من الرؤى والرسالات والأهداف ما يجعل حلمهم واقعاً معاشاً. ونعجب عندما يتبادر إلى أذهاننا ونسمع أن المعلم الياباني هو من يتناول نفس وجبة الطلاب ومعدة ومجهزة في مكان واحد، ولكن يسبقهم بنصف ساعة، وذلك إذا تعرض للشيء فليكنْ للمعلم وليسلم الطلاب ويهنأوا بالصحة والنعمة والطمأنينة، لأنهم معول الإصلاح والتقدم. فهلا مزيداً من الاهتمام والرعاية لهذه الشريحة في بلادنا العربية.
وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَىَ وأَعْلَمُ

أحلام الشباب.. خيال تحققه العزيمة
الشباب، رمز الاندفاع والفتوة والتغيير والتجدد، لا تحد آمالهم حدود، ولا سقف لطموحاتهم، فهم قوة لا يستهان بها، وطاقة متجددة، تستطيع النهوض بأعظم البلدان.
وعلى الرغم من تلك الطاقة، يواجه الشباب تحديات مستمرة مع وجود المغريات الموجودة في العالم من حوله، وأصبح توجيههم قضية ذات مسؤولية كبيرة، تحتاج إلى برامج واستراتيجيات مدروسة، للاستفادة من طاقة الشباب وطموحهم الذي لا يحده حدود.
يحلم الشباب دوماً بمستقبل مزدهر وحياة مملوءة بالسعادة ومكانة اجتماعية مرموقة وحالة اقتصادية معقولة، لكنه يقابل بواقع صادم، يحتاج فيه إلى الاستعداد جيداً، لمواجهة مصاعبه، والتسلّح بسلاح العلم والخبرة إلى جانب طموحه.
وهنا يأتي دور الأهل في تفهم طموحات الشاب ورغباته، ومساعدته ودعمه لتحقيقها، وتحويل أحلامه إلى حقيقة ملموسة يهنأ بها.

عن الشباب وطموحاتهم، وحدود أحلامهم وإمكانية تحقيقها، يدور هذا التحقيق..
أمين أبوشنب، طالب جامعي، يؤكد أن هناك أحلاماً ومتطلبات لبعض الشباب يمكن أن تتعدى الواقع إلى الخيال، يقول: «عندما أريد شيئاً ما أو أطمح للحصول على شيء ما فإنني أسخر قوتي وإصراري له لتحقيق ما أريد، بإذن الله، ف المحاولة والصبر يمكن أن يجعلا المستحيل ممكناً».

تقول سهى عبدالرحمن، الطالبة الجامعية: «لا يوجد شيء مستحيل بالنسبة إلي، وبالطموح والمثابرة أستطيع تحقيق ما أريد. فالإصرار والعزيمة من مبادئي التي لا أتخلى عنها لتحقيق أي شيء أو الوصول إلى هدف ما في حياتي سواء الجامعية أو الشخصية».
وتفضل سارة سعيد، طالبة جامعية، الحلم بأشياء يمكن تحقيقها، ولا تطمح في شيء مستحيل، تقول: «عندما أريد شيئاً، سواء كانت متطلبات في الجامعة أو حياتي الشخصية، دائماً ما أحاول أن أجعله واقعياً، فأنا مثلاً لا أحلم بامتلاك سيارة لامبرجيني أو السفر إلى الدول الأوروبية لأنني أعرف أن من الصعب تحقيق هذا الشيء أو الوصول إليه، ولكنني أحلم بأشياء أستطيع تحقيقها، مثل نجاحي وتفوقي في الجامعة، وهو حلمي وهدفي الآن، ومع العزيمة والجد والاجتهاد أستطيع الوصول إليه وتحقيق الهدف الذي أرجوه».
السعي وراء الحلم، لتحقيقه، هو ما يشغل مصطفى أيوب، الطالب الجامعي، فلا يهمه سواء كان الحلم ممكناً أو مستحيلاً. يقول: «عندما أريد شيئاً ما، لا أنظر إذا كان حلماً يمكن تحقيقه أم ضرباً من الخيال. وأفعل ما بوسعي لتحقيقه مهما كلفني الأمر مادياً أو معنوياً. فمثلاً إذا أردت السفر إلى الدول الأوروبية، وبعض الشباب يراها مستحيلة، فإني أسعى بكل ما أملك من قوة وعزيمة للسفر، ولا أبالي بالتكلفة».
وترى دينا بركات، خريجة جامعية، أن الطموح يجب ألا يتعدى الواقع حتى لا يُصبح محبِطاً، وتنقلب الآية، وهي تُبقي أحلامها وطموحاتها بسيطة يسهل تحقيقها لتنأى بها عن مجرد الأحلام. أما زينة عمر، طالبة جامعية، تؤكد أنه لا يوجد مستحيل مع الحياة وإذا أرادت شيئاً فهي تبذل كل ما تملك من إصرار وعزيمة لتحقيقه، وعلى الرغم من ذلك، فهي تحاول جعل أحلامها بسيطة حتى لا تبقى حلماً، وتتحول إلى واقع.

ويقول عمر يوسف، طالب جامعي: «أحلم بوضع اقتصادي مرتفع، وامتلاك أفخم سيارة، فأنا أعمل لتأمين المال الذي أريده للوصول إلى ما أبتغيه ومع الإصرار سيتحقق ما أريد ولن أجعله حلماً مستمراً في خيالي».

وتطمح رُبى عبدالله، طالبة جامعية، في التفوق والنجاح والوصول إلى أعلى المراتب، وترى أن هذا يمكن تحقيقه بالجد والاجتهاد، وتضيف: «لدي حلم آخر هو السفر إلى أوروبا، وسأحققه بعد إنهاء دراستي ولن أجعله يظل حلماً، وسأطارده حتى يتحقق، فلا يوجد مستحيل في الحياة».
أما عمر محمد، خريج جامعي، يقول: «عندما كنت في الجامعة كان حلمي الوحيد أن أتخرج بتقدير ممتاز، وتحقق هذا الحلم، ولكن الآن لدي الكثير من الأحلام منها السفر إلى الدول الأوروبية وأن أصبح رجل أعمال معروفاً ومشهوراً بين الناس، وسأبقى وراءها بالإصرار والعزيمة إلى أن أحققها». أما خالد زهير، خريج جامعي، فأحلامه بسيطة وهو يطمح الآن إلى البحث عن فتاة للارتباط وتكوين أسرة والعيش بأمن واستقرار ووضع اقتصادي جيد.

السعي أقرب الطرق للوصول
تقول د.هبة شركس، استشارية في علم النفس، إن مرحلة الشباب هي مرحلة الطاقة التي تجعل أمامهم مجال الأحلام مفتوحاً، وهي ترى أن التجربة ضرورية للشباب لمعرفة إذ كان الحلم يمكن تحقيقه أم لا. وتضيف: «يجب أن نترك الشباب يحلمون كما يريدون ولا نقيد إمكاناتهم وحدود طموحاتهم، بل علينا تشجيعهم للسعي وراء الحلم الذي يريدونه».

وتوضح أن هناك بعض الشباب يستمر في حالة الحلم من دون أخذ خطوات جادة وإظهار سعيه وإصراره لتحقيقها، وهذا شيء خاطئ. تقول: «إذا أراد الشاب تحقيق حلم ما، من الجيد وضع مدة زمنية معينة ليرى مدى قدرته على تحقيقه، وإذا لم يحققه، فليعترف بأنه حلم مستحيل، ويبحث عن أحلام أخرى ممكنة». وتدعو شركس الشباب الحالمين إلى اتخاذ خطوات جادة تجاه أحلامهم وأهدافهم، بالسعي والإصرار والدراسة، ووضع الخطط، وبذل الجهد.
وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَىَ وأَعْلَمُ

الطموح وطرق تحقيقة
الطموح احساس داخلي يجده الانسان الناجح لتحقيق هدف اسمى من الهدف الذي وصل اليه وهذا الطموح يدفع الشخص الى البحث والجد والاجتهاد لنيل الدرجات العاليه قي مختلف مجالات الحياة وكل انسان سوي لديه طموح واهداف كبيرة من مراكز مرموقة اوشهادات عالية اوتجارة اوصناعة اوغيرها والطموح ضد الياس والانطواء والاكتفاء بالحالة الراهنه لان عدم الطموح هو احساس داخل الانسان بعدم قدرته على تحقيق اهداف سامية تحتاج الى الصبر والاجتهاد والتضحية فلذلك تجد هذا الشخص غير مبالي وخامل وكسول وغير مكترث حتى يصبح لديه غريزة الحقد والحسد لانه يرى العالم من حوله يتقدم وينجح وهو في وضع لايحسد علية وعادة مايكون هذا الشخص مريض اوعجز اوممن ابتلوا بالمخدرات اوالمشاكل .
اما طرق تحقيق الطموح فهي بسيطة جدا اهمها ان يعتني الانسان بنفسه ويكسب ثقة الاخرين بعنايته بعمله واتقانه وعمل جميع الاسباب التي تمكنه من تحقيق مايطمح الية وتذليل الصعاب والعقبات التي تكون في طريق تحقيق الهدف والاستفادة من تجارب الاخرين والصبر وتكرار المحولة وعدم الياس او التسويف وان يجالس الطامحين ويستفيد من خبراتهم ويجتنب الضعفاء والمحبطين ويضع له اهداف بعد هذا الطموح والله ولي التوفيق .
وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَىَ وأَعْلَمُ

كيف تحقق طموحك
يعتبر الطّموح من أهمّ الحوافز التي تشجّع الإنسان وتحثّه على تحقيق أهدافه وتطلّعاته، ولا يتخيّل أن يعيش الإنسان بدون طموح، وإلّا أصبحت حياته بلا معنى، وتختلف طموحات النّاس عن بعضهم البعض، فمن النّاس من يكون طموحه بسيطاً كأن يحظى بوظيفةٍ جيدةٍ أو زوجةٍ جميلةٍ صالحة، ولكن بعض النّاس يتخطّى طموحهم الحدود، وتراهم باستمرار يشحذون هممهم، ويوجّهون جهودهم نحو بوصلةٍ معيّنةٍ لتحقيق أهدافهم وتطلّعاتهم، ويتساءل الكثير من النّاس عن الأسلوب الأمثل الذي ينبغي أن يسلكه الإنسان لتحقيقه طموحه، ولكلّ هؤلاء نقول :

إنّ أوّل شيءٍ يجب أن يؤمن به من يريد تحقيق تطلّعاته وطموحه بأنّه لا مستحيلٌ في الحياة، وما يتراءى لبعض النّاس ضعفاء النّفس من المشاقّ والصّعوبات، قد يكون سهلاً لمن كانت نفسه قويّةٌ صاحبة عزيمة، فالتّحدي يقاس بنفسيّة المتحدّي، فإذا كانت قويّةً متوقدّةً قهرت ذلك التّحدي، وإنّ كانت ضعيفةً مستسلمةً استقوى هذا التّحدي عليها وغلبها، وبالتّالي على الإنسان أن يكون قويّاً حتى يستطيع تحقيق طموحاته متحلّياً بأسباب النّجاح من علمٍ ومعرفةٍ وغير ذلك .

أن يعلم الإنسان بأنّ لكلّ شيءٍ ضريبة قد يدفعها الشّخص صاحب الطّموح من صحّته وتعبه، وكما قال الشّاعر إذا كانت النّفوس كباراً، تعبت في مرادها الأجسام، فلا يظنّن صاحب الطّموح أنّ أمانيه سوف تتحقّق بدون تعبٍ أو نصب، ذلك بأنّ تحقيق الطّموح يستلزم من المرء بذل الجهد، ومواجهة التّحديات بكلّ قوّةٍ وبصيرةٍ، والحكمة الشّهيرة تقول من تعب أوّلاً، يرتاح آخراً .

أن يستلّح الإنسان صاحب الطّموح بكلّ أمرٍ نافعٍ يساهم في تحقيق طموحه، فمن رغب بأن يكون مسؤولاً سياسيّاً مثلاً، عليه أن يجتهد بتزويد نفسه بالعلم السّياسي، وكذلك أن يكون مطّلعاً على أخبار العالم وما يجري فيه من أحداث، وكذلك من يريد أن يكون عالماً بمجالٍ معيّن عليه أن يتعلّم كلّ ما في هذا المجال من تفاصيل وخبايا وأسرار حتى يكون متميّزاً فيه .

أخيراً على صاحب الطّموح أن لا يلتفت إلى غيره ممّن ثبطتهم نفوسهم عن تحقيق المراد، وأن تكون قدوته دائماً في حياته من حقّق النّجاح في عمله أو علمه، وأن لا يلتفت الإنسان إلى النّاعقين الذين يزيّنوا للإنسان الكسل واليأس والمستحيل، لأنّه لا حياة مع ذلك كلّه .
وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَىَ وأَعْلَمُ

كيف تحقق كل أحلامك
لا يمكن أن يتصور الإنسان حياته من دون الحلم، فالحلم هو الوقود الذي يديم حياة الانسان جميلة، و هو ليس فقط خيالات و اوهام، بل هو أساس الحقيقة و اساس المستقبل، اللبنة الأولى و التي يبني عليها الانسان حياته الطويلة التي ما كانت لتوجد لولا حلم من سبقوه في تكوين اسرة جميلة يكون هو بذرتها ونتيجها. فالحياة عبارة عن تراكم احلام، أحلام سعى من سبقونا في رحلة الحياة إلى تحقيقها، و تركوا لنا مهمة اكمال ما بدؤوا به، فالحياة بمجملها كلوحة فسيفسائية كبيرة، كل إنسان يأتي إليها ليضع قطعته الخاصة به، فتتشكل في النهاية صورة معبرة، يراها الناظر فيعجب بها لجمالها ودقة تكوينها، وبراعة من وضعوا قطعهم عليها.
من هنا نكتشف ونرى أن حياتنا لن يكون لها أي معنى دون أن يكون لدينا حلم نسعى بكل جهدنا وطاقتنا إلى تحويله إلى حقيقة، فالحلم حتى يتحقق يجب أن يكون مقترناً بهدف او مجموعة أهداف توضع بجانب بعضها البعض ليصار إلى تنفيذها في النهاية والاستمتاع بالنتيجة، الحلم كفكرة البناء والهدف هو مخطط البناء والعمل من اجل تحقيق الهدف هو تنفيذ المخطط على ارض الواقع ورصف الحجارة ومواد البناء بجانب بعضها البعض. فلا يمكن لحلم أن يتحقق بدون وجود رؤية واضحة وعمل متعب مضني مجهد للوصول الى المبتغى، فهذه هي سنة الحياة.
والحلم يزداد جمالاً عندما يكون حلماً جماعياً يراود عددا كبيرا من الناس او انه على الاقل يراود شخصان معاً كزوج وزوجته على سبيل المثال، إذ أن هذا النوع من الاحلام يتطلب عملاً جماعياً جميلاً لانجاز المهمة المطلوبة وبالتالي تحقيق هذا الحلم، فهنا الاستمتاع في النتيجة النهائية سيكون مضاعفاً جداً، اذ انه سيخلد في التاريخ، نجاح جماعة ما في امر معين، ومن أبرز أشكال الأحلام الجماعية، الحلم بالوحدة والحرية والعيش الكريم والسلام والرخاء الاقتصادي وما إلى ذلك من أحلام تراود الأمم والشعوب على اختلاف الزمان والمكان. وكم خلد التاريخ لنا شعوباً حلمت يوماً ما بالحرية والكرامة والهناء ونالت مرادها ومبتغاها ولو بعد حين، فلم تحقق هذه الشعوب أحلامها بانتظار المعجزات بل عملت على ذلك وطورت من نفسها وجاهد وكافحت وناضلت حتى وصلت إلى ما وصلت إليه.
وفي النهاية فالطريقة المثلى لتحقيق الاحلام باختصار هي وضع الهدف والعمل علي تحقيقه ليل نهار وبجهد متواصل غير منقطع ومن ثم سيتحقق الحلم تلقائياً بعد ذلك.
وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَىَ وأَعْلَمُ

كيف تحقق أمنياتك
أمنيات الإنسان يعيش الإنسان في الحياة محاطاً بمجموعة غير بسيطة من الأمنيات التي تستدعي انتباهه ويرغب بتحقيقها، والتي في حال الجد والمتابعة تتحول إلى أهداف طموحة له، لذا هناك سبل يستطيع الإنسان سلوكها بهدف تحقيق أمنياته تنتظم ضمن مجموعة من الخطوات التصاعدية والتي تصل به في المحصلة إلى تحقيق أمنياته، وفي الوقت ذاته هناك عراقيل تحول دون تحقيق الإنسان لأمنياته، لذا يجب عليه محاولة تخطيها لتحقيق ما يرغب به.

كيف تحقق أمنياتك
قوة الإيمان بهذه الأمنيات وتوفر القناعة حولها بأن يدرك أنّها إيجابية ومناسبة له.
حسن التخطيط الذي يعني الآليّات المتخذة لتحقيق الأمنيات فيشمل جمع المعلومات المناسبة، ووضع الإجراءات المناسبة، وتصور التوقعات المناسبة على ضوئها، والتخطيط الحسن هو عنصر مهم لنجاح أيّ أهداف في الحياة.
وضع السقف الزمني المناسب، وهذا تابع لحسن التخطيط، فأن تبذل ساعات مضاعفة لتحقيق أمر يستغرق ساعة أو حتى نصف ساعة يعد من سوء إدارة الوقت، ويعبّر عن أخطاء جسيمة في التخطيط، حيث يضيع جل العمر في هكذا أهداف، ويفوت الإنسان الكثير من الأهداف التي كان يضعها في حسبانه ولم يجد الوقت الكافي لها لاستئثار غيرها بالوقت اللازم لها أيضاً.
ترتيب أولويّات الأهداف بحسب أهميّتها وقيمتها الزمنيّة فهناك أهداف مهمّة وعاجلة، وهناك أهداف مهمّة وآجلة وهناك أهداف غير مهمّة، فيجب وزن كلّ هدف بالوقت والقيمة الزمنيّة المناسبة له، فلا يُقدّم الهدف الآجل المهم على الهدف العاجل المهم، ولا يقدم الهدف غير المهم على كليهما. امتلاك الخبرات اللازمة لتحقيق الهدف، فهناك أهداف وأمنيات تتطلب من صاحبها خبرات معيّنة سواء كانت بشكل مباشر منه، أم من غيره.
توفر الإمكانيات المادية، حيث تحتاج الأهداف والأمنيات التي يرغب بتحقيقها إلى إمكانيات ماديّة يتوقف تحقيقها عليها، كرغبته في إقامة محل تجاري معيّن.
الاستخارة الشرعية عندما تتزاحم مجموعة أهداف وتشترك في الدرجة ذاتها من الأهميّة ولا مجال لها جميعاً إنّما لأحدها أو بعضها. الاستشارة بأن يشاور أهل الرأي والخبرة في أهدافه وسبل تحقيقها، فذلك يبصره بالصواب، ويكسبه قدراً من الثقة بنفسه.
التمتع بصفات إيجابية، كعلو الهمّة وقوّة الإرادة والعزيمة.

فوائد التخطيط لتحقيق الأمنيات
حسن استثمار الوقت واختصاره، وعدم إضاعته في أمور لا طائل من خلفها.
إعمال وتنمية الذهن بفتح آفاق جديدة أمام الإنسان.
إنجاز العمل بشكل متقن وسليم من العيوب.
معرفة الإمكانيات المتاحة.

نظرة الإنسان لأهدافه وأمنياته
هناك نظرة إيجابيّة يجب أن ينظر من خلالها الإنسان لأمنياته وأهدافه في الحياة، باعتبارها جزءاً من كيانه تعبر عن ذاته وشخصيّته، فيجب أن يعتني بها ويحسن العمل والتخطيط من أجلها، ويراعي أن تكون سليمة وتترتب عليها فوائدها.
وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَىَ وأَعْلَمُ

كيف تحقق أحلامك وأهدافك
تحقيق الأهداف كل إنسان في هذه الحياة له أهداف وأحلام يسعى لتحقيقها، من أجل بناء مستقبله وتأمين حياته بطريقة صحيحة، فكل إنسان يحلم بأن يكون مميز ومبدع وقوي وله تأثير إيجابي في المجتمع الذي يعيش فيه، ولا يستطيع أن يكون عنصر فعال في مجتمعه إلّا إذا قام بتحقيق الأهداف والأحلام التي يسعى إليها.
يجب على الإنسان وضع خطة دقيقة وصحيحة لسير حياته، وتكون هذه الخطة على أسس وقواعد سليمة، لضمان تحقيق أحلامه وأهدافه التي يرغب فيها، لبناء مستقبل واعد، سنقوم بشرح كيفية تحقيق الإنسان للأحلام والأهداف التي يضعها في حياته، والفوائد التي تعود عليه من تحقيق هذه الأحلام.

طرق تحقيق الأهداف في الحياة
يجب تحديد الهدف ورسم الخطوط العريضة لهذا الهدف، ويكون هذا الهدف مبنياً على أساس نقاط القوة التي يمتلكها الشخص، ويتناسب مع قدراته وإمكانيته المتاحة، ويجب تحديد مدّة زمنية من أجل تحقيق هذا الهدف.
بعد مرحلة تحديد الهدف، تأتي مرحلة وضع الخطة والاستراتيجية المناسبة للبدء في وضع الهدف حيز التنفيذ والتطبيق، ويجب أن تكون هذه الاستراتيجية قابلة للتطبيق والتنفيذ وأن تتوافق مع قدرات الشخص لتطبيقها.
دراسة الصعوبات والعقبات التي من الممكن التعرض لها؛ لأنّه عند حصر هذه العقبات والمشكلات يكون تنفيذ الأهداف أسهل وأسرع.
عند المباشرة في تنفيذ تحقيق الهدف يجب على الشخص المتابعة المستمرة والمكثفة لمعرفة لرؤية مدى تطبيق الخطة التي تم وضعها لتحقيق الهدف.
عند وضع الخطة لتنفيذ الهدف يجب على الشخص وضع جميع الاحتمالات المتوقعة، فإذا تعرّض للفشل في تحقيق هدفه، يجب عليه التعلم من الأخطاء والإصرار على المتابعة وعدم الشعور باليأس والإحباط.

فوائد تحقيق الأهداف
إنّ التقيد بطرق تنفيذ وتحقيق الأهداف التي يضعها الإنسان في حياته، وتعود عليه بالكثير من الفوائد التي يجنيها في حياته، ومن هذه الفوائد ما يلي:
قدرة الشخص في التحكم بذاته وشخصيته، فيكون لديه حرية تقرير مصيره.
عندما يتحكم الشخص في نفسه، تصبح لديه ثقة عالية في نفسه.
عند تحقيق الهدف يؤدّي ذلك إلى احترام الشخص لذاته، وإيمانه بقدراته وإمكانياته، وأنه قادر على فعل كل ما يريد في حياته.
سوف يصبح لديه إدراك أكثر بقيمة الوقت الذي يقضيه في حياته، ولن يعمل على إضاعته مهما حصل.
سوف تتغير حياة الشخص إلى الأفضل وسوف يشعر بقيمة الحياة، وسوف يقوم بالتركيز على الأمور التي تؤدّي إلى استمرار نجاحه وتحقيق كل أهداف حياته.


♥️••♥️••♥️••♥️••♥️••♥️••♥️••♥️••♥️••♥️••♥️••♥️••♥️••♥️••♥️••♥️
لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ♥️لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ العَلِيِّ العَظِيمِ ♥️سُبْحَانَ اللَّهِ ♥️وَالْحَمْدُ لِلَّهِ ♥️وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ♥️وَاللهُ أَكْبَرُ
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ، ♥️وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، ♥️كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، ♥️وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، ♥️إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، ♥️وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ، ♥️وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، ♥️كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، ♥️وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ،♥️فِي الْعَالَمِينَ ♥️إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ ♥️صَلَّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
أسْتَغْفِرُ اللهَ العَظِيمَ ♥️الَّذِي لاَ إلَهَ إلاَّ هُوَ، ♥️الحَيُّ القَيُّومُ، ♥️وَأتُوبُ إلَيهِ
حَسْبِيَ اللَّهُ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ ♥️عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ ♥️وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ
حسبنا الله ♥️♥️ونعم الوكيل ♥️نعم المولى ♥️ونعم النصير
اللَّهُمَّ انصر واعز الاسلام والمسلمين ♥️واعلي بفضلك كلمتي الحق والدين

*۞  اللَّهُمَّ إجعل ما كتبناهُ وما قلناهُ وما نقلناه ♥️حُجة ً لنا لا علينا ♥️يوم ان نلقاك *

وأنا مُلْتَمِسٌ من قارئ حازَ من هذا السِّفر نَفْعَاً ألا ينساني بدعوة صالحة خالصة في السَّحَر ، وليعلم أن ما في هذا الكتاب مِن غُنْم فحلال زُلال له ولغيره ، وما كان مِن غرم فهو عَلَى كاهلي وظهري ، وأبرأ إلى الله من كل خطأ مقصود ، وأستعيذه من كل مأثم ومغرم ‏.‏
فدونك أيها القارئ هذا الكتاب ، اقرأه واعمل بما فيه ، فإن عجزت فَأَقْرِأْهُ غيرَك وادْعُه أن يعمل بما فيه ، فإن عجزتَ – وما إِخَالُكَ بِعَاجِزٍ – فبطْن الأرض حينئذ خيرٌ لك من ظاهرها ‏.‏
ومن سويداء قلبي أسأل الله تبارك وتعالى أن ينفعك بما فيه وأن يقوّيَك على العمل بما انتفعت به ، وأن يرزقك الصبر على ما قد يلحقك من عَنَتٍ وأذى ، وأن يتقبل منك سعيك في خدمة الدين ، وعند الله اللقاء ، وعند الله الجزاء
ونقله لكم الْأَمَةُ الْفَقِيرَةَ الى عفو الله ومرضاته . غفر الله لها ولوالديها ولاخواتها وذرياتها ولاهلها ولأُمّة نبينا محمد صَلَّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اجمعين ويجعلنا من عباده الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ وَالْمُنفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِوَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنْ النَّاسِ وَالْمُحْسِنِينَ والْمُتَّقِينَ الأَحيَاءِ مِنهُم وَالأَموَاتِ  اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِحَيِّنَا وَمَيِّتِنَا وَصَغِيرِنَا وَكَبِيرِنَا وَذَكَرِنَا وَأُنْثَانَا وَشَاهِدِنَا وَغَائِبِنَا ، اللَّهُمَّ مَنْ أَحْيَيْتَهُ مِنَّا فَأَحْيِهِ عَلَى الْإِيمَانِ ، وَمَنْ تَوَفَّيْتَهُ مِنَّا فَتَوَفَّهُ عَلَى الْإِسْلَامِ ويجمعنا اجمعين فى اعلى درجات الجنة مع نبينا محمد وجميع النَّبِيِّينَ والْمُرْسَلِينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا
تحققت الآمال و توفر لهم كل شئ فلم يبق إلا الثناء  
وأخيرًا أسأل الله أن يتقبلني انا وذريتى ووالداى واخواتى واهلى والمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات وامة محمد اجمعين صَلَّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الاحياء منهم والاموات شهيدًا في سبيله وأن يلحقناويسكنا الفردوس الاعلى من الجنة مع النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا أسألكم أن تسامحوني وتغفروا لي زلاتي وأخطــائي وأن يرضى الله عنا وترضــوا عنــا وتهتمــوا وأسال الله العظيم ان ينفع بمانقلت للمسلمين والمسلمات
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وبِحَمْدِكَ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ
دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ ۚ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ  
آميــٍـِـِـٍـٍـٍنْ يـــآرّبْ العآلميــــن
♥️♥️♥️۞ وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَىَ وأَعْلَمُ وأَحكَمُ، ورَدُّ العلمِ إليه أَسلَمُ ♥️♥️♥️
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://el-quran.ahlamontada.com
 
قضايا الشباب فى المجتمع وعلاجها
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» قضايا البطالة فى المجتمع وعلاجها
» قضايا الفقر فى المجتمع وعلاجها
»  قضايا الأمية فى المجتمع وعلاجها
» قضايا أطفال الشوارع فى المجتمع وعلاجها
»  قضايا عمالة الأطفال فى المجتمع وعلاجها

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
القرآن الكريم والسُنَّة النبوية والاعجاز :: ♥(( اقسام الأسرة وزهرات الاسلام ))♥ :: قضايا المجتمع والشباب-
انتقل الى: