القرآن الكريم والسُنَّة النبوية والاعجاز
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

القرآن الكريم والسُنَّة النبوية والاعجاز

القرآن الكريم والسُنَّة النبوية والاعجاز كنز ورسالة لمنهج حياة للعالم الإسلامي اجمع
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 العقيدة من مفهوم القران والسنة -آداب وأركان شهادة أن محمد رسول الله

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin
Admin


المساهمات : 4240
تاريخ التسجيل : 20/01/2018

العقيدة من مفهوم القران والسنة -آداب وأركان شهادة أن محمد رسول الله Empty
مُساهمةموضوع: العقيدة من مفهوم القران والسنة -آداب وأركان شهادة أن محمد رسول الله   العقيدة من مفهوم القران والسنة -آداب وأركان شهادة أن محمد رسول الله Emptyالجمعة مارس 02, 2018 7:43 am

۞بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ۞
۞ٱلْسَلآمّ ٍعَلْيّكَمُ وٍرٍحَمُةٌ اللَّــْـْہ ۆبُركَاته۞
۞أَعُوذُ بِاللَّهِ السَّمِيعِ الْعَلِيمِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ من ♥️هَمْزِهِ، ♥️ونَفْثِهِ،♥️ونَفْخِهِ۞
۞الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ۞
۞أَشْهَدُ أَنّ لَّا إِلَٰهَ إِلَّإ الله ♥️وأَشْهَدُ ان محمداً رسول الله۞
۞تحية من عند الله طيبة مباركة۞

العقيدة من مفهوم القران والسنة -آداب وأركان شهادة أن محمد رسول الله 1500005070_6514
العقيدة من مفهوم القران والسنة -آداب وأركان شهادة أن محمد رسول الله 1500001700_5960
العقيدة من مفهوم القران والسنة -آداب وأركان شهادة أن محمد رسول الله 1500001712_4963
العقيدة من مفهوم القران والسنة - الدرس ( 9) : آداب وأركان شهادة أن محمد رسول الله
ما محورا هذا الدين؟ :
أيها الأخوة الكرام, مع درس من دروس العقيدة, وننتقل اليوم إلى شهادة: أن محمداً رسول الله.
أيها الأخوة الكرام, يمكن أن يكون الدين كله في محورين: شهادة ألا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، شهادة ألا إله إلا الله كلمة التوحيد، وأن محمداً رسول الله, كلمة المنهج الذي جاء به النبي عليه الصلاة والسلام، مراد الله يتضح من سنة النبي عليه الصلاة والسلام؛ أي:
﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ﴾
[سورة آل عمران الآية: 31]

ما مرتكزات شهادة أن محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ :
هذه الكلمة, كلمة شهادة أن محمداً رسول الله, أولاً فيها مرتكزات ثلاثة؛ المرتكز الأول: الأدب الذي ينبغي أن نكون عليه مع رسول الله، والمرتكز الثاني: مقتضيات هذه الكلمة، والمرتكز الثالث: مبطلات هذه الكلمة، الآداب والمقتضيات والمبطلات.

من الآداب التي بينها القرآن الكريم مع رسول الله صلى الله عليه و سلم :
1-الاستئذان :
فالله عز وجل حينما قال:
﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ﴾
[ سورة النور الآية: 62]
وإذا كانوا معه على أمر جامع, لم يذهبوا حتى يستأذنوه:
﴿إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ أُولَئِكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِذَا اسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأْذَنْ لِمَنْ شِئْتَ مِنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمُ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾
[ سورة النور الآية: 62]
أي أنت عضو في جماعة، أنت ضمن أسرة، ينبغي أن تتحرك بتنسيق مع رب الأسرة، هل يعقل أن يسافر ابن إلى مكان بعيد دون أن يستأذن أباه؟ مستحيل، ومجتمع المؤمنين مجتمع أسرة:
﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ﴾
[سورة الحجرات الآية: 10]
وعلى رأس هذا المجتمع سيد الخلق وحبيب الحق، فإذا كنت في مجتمع مسلم, ينبغي أن يكون هناك تنسيق بينك وبين بقية أخوتك، وأن يكون هناك استئذان بينك وبين من تتلقى العلم منه.

عتاب رقيق بين أخوين مؤمنين :
مرة لي درس في جامع آخر, فإمام المسجد إنسان أحبه وأقدره, لكن لاحظت أنه غاب عن الإمامة عدة أسابيع، من عادته أنه إذا غاب, في الأعم الأغلب يكون في العمرة, فلما عاد إلى الإمامة, وسلمت عليه, عاتبني, قال: أنا مريض لم تزرن؟ قلت له: غبت مرات عديدة و كنت في العمرة، أنا حينما غبت هذه المرة, غلب على ظني أنك في العمرة، ولو أنك طبقت سنة رسول الله, وأعلمتني قبل أن تذهب إلى العمرة, ثم عدت, فهنأتك, هذا الوضع الطبيعي, أما أنت حينما لم تعلمن في العمرات السابقات, غيابك هذه المرة ظننته في عمرة، إذاً: هناك خلل في العلاقة بيننا حتى على مستوى جامع، على مستوى جماعة, يوجد شيء اسمه استئذان ، إعلام، تنسيق، نوع من العلاقة الطيبة مع أخوانك الكرام.

علام تحضنا هذه الآية؟ :
فهو سيد الخلق لا ينبغي أن تذهب دون أن تستأذنه:
﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَى أَمْرٍ جَامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ أُولَئِكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِذَا اسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأْذَنْ لِمَنْ شِئْتَ مِنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمُ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾
[سورة النور الآية: 62]
إذاً: من الأدب الذي بينه القرآن الكريم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم: أن تستأذنه إذا سافرت.

2-الأدب مع رسول الله عليه الصلاة والسلام :
يوجد أدب آخر، يقول الله عز وجل:
﴿لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً﴾
[سورة النور الآية: 63]
النبي عليه الصلاة والسلام لا يمكن أن يكون دعاءه مناداته مخاطبته كما تخاطب أخاً لك, أو كما تخاطب صديقاً لك.
من أدق التفاسير حول هذه الآية: أن ابن عباس رضي الله عنه قال: كانوا يقولون: يا محمد, يا أبا القاسم, فنهاهم الله عز وجل عن ذلك إعظاماً لنبيه صلى الله عليه وسلم، قال: فقولوا: يا نبي الله، يا رسول الله.

هذا الذي حصل في هذا المجلس :
أحد طلاب العلم جلس في مجلس علم, ولم يكن كما ينبغي, فقال له الشيخ: يا بني نحن إلى أدبك أحوج منا إلى علمك، والحياة كلها أدب.
بل إن النبي عليه الصلاة والسلام, حينما دهش أصحابه من أدبه الرفيع, سألوه مرة: يا رسول الله, ما هذا الأدب؟ فقال: أدبني ربي فأحسن تأديبي.

الأدب هو عنوان الإيمان :
لا تعرف قيمة الأدب عند المؤمن إلا إذا صاحبت غير المؤمن، مزاحه رخيص، ألفاظه فاحشة، طرفه جنسية، تستحي أن تستمع إليه، المؤمن يضبط لسانه، كلامه لطيف، رقيق الشعور، يعتذر، يستحيي، فالأدب هو عنوان الإيمان، لذلك قال بعض العلماء: الإيمان هو الخلق، فمن زاد عليك في الخلق زاد عليك في الإيمان.

إليكم هذه الآية التي تؤكد معنى الأدب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم :
﴿لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً﴾
[سورة النور الآية: 63]
كما قلت قبل قليل: لا تقولوا: يا محمد، يا أبا القاسم، يا بن عبد الله، ولكن قولوا: يا رسول الله، يا نبي الله، هذا هو الأدب.

يوجد آية ثانية تؤكد هذا المعنى:
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ * إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ * إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ﴾
[سورة الحجرات الآية: 1-4]
أي عنوان إيمانك الأدب الرفيع الذي تتحلى به.

انظر هنا :
سيدنا حمزة سئل مرة: أيكما أكبر أنت أم رسول الله؟ قال: هو أكبر مني وأنا ولدت قبله، سيدنا يوسف قال:
﴿وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ﴾
[سورة يوسف الآية: 100]
أيهما أخطر بربكم: النجاة من السجن أم النجاة من الجب؟ الجب موت محقق, لكن لم يذكر الجب, لئلا يذكر أخوته بعملهم، قال:
﴿وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ﴾
[سورة يوسف الآية: 100]

من أخلاق المؤمن :
تلاحظ من أخيك المؤمن أدب رفيع جداً، هذا الأدب الرفيع هو ثمرة من ثمار الإيمان، كان عليه الصلاة والسلام لا يواجه الناس بما يكرهونه.
من أخلاق المؤمن أنه لا يحمر الوجوه، أحياناً تضيق على إنسان حتى تحرجه, وحتى تلجئه إلى أن يكذب، لا تحمر وجه أخيك، رد الطرف عن زلته، اقبل منه عذره, ولو لم يكن صادقاً، التمس لأخيك عذراً ولو سبعين مرة، من جاءه أخوه متنصلاً فليقبل منه محقاً كان أو مبطلاً، فالأدب مع رسول الله, هذه آيات كريمة تحدده, وتبينه, وتحدد معالمه، والأدب مع أخوانك المؤمنين أيضاً هذا ينبغي أن يكون.

بماذا تحذرنا هذه الآية؟ :
يوجد معنى آخر في قوله تعالى:
﴿لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً﴾
[ سورة النور الآية: 63]
يقول الحسن البصري: أي لا تعتقدوا أن دعاءه على غيره كدعاء غيره، فإن دعاءه مستجاب، فاحذروا أن يدعوا عليكم فتهلكوا, ثم يقول الله عز وجل:
﴿فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾
[سورة النور الآية: 63]

من علامة محبة الله
اتباع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم :
أخواننا الكرام, علامة محبة الله اتباع سنة رسول الله, بدليل أن الله عز وجل يقول:
﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ﴾
[سورة آل عمران الآية: 31]

ما مراد النبي عليه الصلاة والسلام هنا في هذا الحديث؟ :
من الأحاديث الشريفة الصحيحة: أن النبي عليه الصلاة و السلام فيما رواه سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه, قال عليه الصلاة والسلام:
((إني ممسك بحجزكم عن النار, هلم عن النار وتغلبونني, تقاحمون فيه تقاحم الفراش, فأوشك أن أرسل بحجزكم, وأنا فرطكم على الحوض, فتردون علي معاً وأشتاتاً, فأعرفكم بسيماكم وأسمائكم, كما يعرف الرجل الغريبة من الإبل في إبله, ويذهب بكم ذات الشمال, وأناشد فيكم رب العالمين, فأقول: أي ربي أمتي, فيقول: يا محمد إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك, إنهم كانوا يمشون بعدك القهقرة على أعقابهم, فلا أعرفن أحدكم يوم القيامة, يحمل شاةً لها ثغاء, فينادي: يا محمد يا محمد, فأقول: لا أملك لك شيئاً قد بلغتك, فلا أعرفن أحدكم يأتي يوم القيامة, يحمل بعيراً له رغاء, فينادي: يا محمد يا محمد, فأقول: لا أملك لك شيئاً قد بلغتك, فلا أعرفن أحدكم يأتي يوم القيامة, يحمل فرساً له حمحمة, ينادي: يا محمد يا محمد, فأقول: لا أملك لك شيئاً قد بلغتك, فلا أعرف أحدكم يوم القيامة, يحمل سقاءاً من أدم, ينادي: يا محمد يا محمد, فأقول: لا أملك لك شيئاً قد بلغتك))
[أخرجه البزار في مسنده]
هذا الحديث الطويل: أراد النبي عليه الصلاة والسلام أنك لا تستطيع أن ترد حوض النبي يوم القيامة إلا إذا كنت مستقيماً في الدنيا، فإذا اغتصبت شاة, أو اغتصبت ناقة, أو اغتصبت سقاء من أدم من جلد, وجئت النبي عليه الصلاة والسلام, وقلت: يا محمد يا محمد, يقول لك: قد بلغتك، وقد سأل النبي ربه أن ينجي أمته فيقول: يا محمد لا تدري ماذا أحدثوا بعدك؟.
لذلك الحديث الفيصل في هذا الموضوع: يا فاطمة بنت محمد، يا عباس عم رسول الله، أنقذا نفسيكما من النار، أنا لا أغني عنكما من الله شيئاً، لا يأتيني الناس بأعمالهم وتأتوني بأنسابكم، من يبطئ به عمله لم يسرع به نسبه.

ما أدب المؤمن مع النبي بعد مماته؟ :
أيها الأخوة, علامة تقديرك لرسول الله أدبك معه، إذاً بعد موته صلى الله عليه و سلم؟ أدبك مع سنته، من ألطف ما قرأت حول قوله تعالى:
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ﴾
[سورة الحجرات الآية: 1]

أي يوجد آية واضحة لا تقدم أشياء أخرى تخالف هذه الآية، لا تقدم مقترحات تناقض سنة النبي، لا تبدي آراء تعاكس ما جاء به الوحيان الكتاب والسنة:
﴿لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ﴾
[سورة الحجرات الآية: 1]
بجلسة أحياناً تتكلم عن شيء من سنة النبي, يقول لك أحدهم: هذه غير معقولة، ماذا فعل؟ قدم بين يدي الله ورسوله، قدم كلاماًَ مناقضاً لفعل النبي، قدم كلاماً مناقضاً لسيرة النبي ، فأنت أدبك في حياته كما فعل أصحاب رسول الله، وأدبك بعد مماته أن تعظم سنة النبي عليه الصلاة والسلام.

متى يأمن العبد عذاب الله؟ :
قال الله تعالى:
﴿وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ﴾
[سورة الأنفال الآية: 33]
ما دامت سنتك مطبقة في حياتهم, فهم في بحبوحة من عذاب الله، أي الإنسان إما أنه مطبق أو أنه مستغفر، في كلا الحالين هو في بحبوحة, وفي مأمن من عذاب الله، علامة أن الله سبحانه وتعالى يعطيك أماناً أنك في طاعته، أو أنك أخطأت لكنك تستغفر، فالأدب مع رسول الله في حياته واجب كل مؤمن، والأدب مع سنة النبي صلى الله عليه و سلم بعد مماته واجب كل مؤمن.

قول رائع :
أجمل ما قاله بعض الصحابة الكرام, أظنه سيدنا سعد بن أبي وقاص قال: ثلاثة أنا فيهن رجل وفيما سوى ذلك فأنا واحد من الناس، من هذه الثلاثة: ما سمعت حديثاً من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا علمت أنه حق من الله تعالى.
أتمنى لو أن كل مؤمن, قرأ أحاديث رسول الله, واعتقد أنها هي الحق, وأن مخالفتها يورث الهلاك, لكنا في حال غير هذا الحال.
أي النبي عليه الصلاة والسلام في بعض أحاديثه الجامعة المانعة الموجزة يقول: لا يخافن العبد إلا ذنبه ولا يرجون إلا ربه.
شيء واحد ينبغي أن تخاف منه أن تقع في ذنب, وإذا وقعت في مشكلة لا بد من جهة واحدة هي التي يمكن أن تنقذك منها, إنها الله عز وجل, هذه الجهة الوحيدة في الكون التي تنقذك مما أنت فيه, الله جل جلاله، لا يخافن العبد إلا ذنبه, ولا يرجون إلا ربه.

علام ترتكز شهادة لا إله إلا الله؟ :
أيها الأخوة, ركيزة شهادة أن لا إله إلا الله: أن تكون متأدب مع رسول الله, في حياته, وبعد مماته, في حياته مع شخصه, ومع توجيهاته, وبعد مماته مع سنته المطهرة, أن تعتقد أن النبي عليه الصلاة والسلام لا ينطق عن الهوى, إن هو إلا وحي يوحى, كلامه صلى الله عليه س من ثقافته, ولا من خبرته, ولا من بيئته, ولا من كلامه, فقط من وحي السماء, لذلك لا ينطق عن الهوى, إن هو إلا وحي يوحى.

من مقتضيات شهادة أن محمد رسول الله :
1-أن تصدقه بأنه نبي يتلقى الوحي من الله :
الآن: شهادة أن محمد رسول الله ما مقتضياتها أو ما أركانها؟.
أول مقتضى لهذه الشهادة: أن تصدق النبي عليه الصلاة والسلام, الإيمان تصديق والكفر تكذيب, أن توقن حقاً أن هذا الإنسان ليس عبقرياً, ولا مصلحاً اجتماعياً, ولا شخصيةً فذةً, إنما هو رسول الله, هذا الإنسان هو رسول الله, لكن قد تلتقي مع أناس كثيرين, يطرحون عليك أنه عبقري, أنه مصلح اجتماعي, أنه استطاع أن يلم شمل الأمة, هذا كلام كله غير صحيح, إنه رسول الله يوحى إليه.
فأول مقتضى من مقتضيات الإيمان برسول الله: أن تصدق أنه رسول الله حقاً, يخبر عن الله عز وجل, ويوحى إليه بشرع ناسخ للشرائع السماوية السابقة.
هناك أشخاص كثيرون من أديان أخرى, يقدسون النبي عليه الصلاة والسلام ويعظمونه, ويتحدثون عن عبقريته, وعن إصلاحه للأمة, وعن جمعه لشمل الأمة, وعن ..., القضية الفيصل بينك وبينه, هل تعتقد أنه رسول يوحى إليه؟ أما التعظيم سهل.
فأول مقتضى من مقتضيات الإيمان برسول الله: أن تصدقه أنه رسول يتلقى الوحي من الله عز وجل, هكذا يجب أن تعتقد, أن هذا الإنسان هو رسول:
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا آَمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً بَعِيداً﴾
[سورة النساء الآية: 136]

هذا اعتقاد المؤمن :
النبي باعتقاد المؤمن هو رسول الله، في الصحيحين: عَنْ أَبِي جَمْرَةَ قَالَ:
((كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ, يُقْعِدُنِي عَلَى سَرِيرِهِ, فَقَالَ لِي: إِنَّ وَفْدَ عَبْدِ الْقَيْسِ لَمَّا أَتَوْا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَنْ الْوَفْدُ؟ قَالُوا: رَبِيعَةُ, قَالَ: مَرْحَبًا بِالْوَفْدِ أَوْ الْقَوْمِ غَيْرَ خَزَايَا وَلَا نَدَامَى, قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ! إِنَّ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ كُفَّارَ مُضَرَ, فَمُرْنَا بِأَمْرٍ نَدْخُلُ بِهِ الْجَنَّةَ, وَنُخْبِرُ بِهِ مَنْ وَرَاءَنَا, فَسَأَلُوا عَنْ الْأَشْرِبَةِ, فَنَهَاهُمْ عَنْ أَرْبَعٍ, وَأَمَرَهُمْ بِأَرْبَعٍ, أَمَرَهُمْ بِالْإِيمَانِ بِاللَّهِ, قَالَ: هَلْ تَدْرُونَ مَا الْإِيمَانُ بِاللَّهِ؟ قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ, قَالَ: شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ, وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ, وَإِقَامُ الصَّلَاةِ, وَإِيتَاءُ الزَّكَاةِ, وَأَظُنُّ فِيهِ صِيَامُ رَمَضَانَ, وَتُؤْتُوا مِنْ الْمَغَانِمِ الْخُمُسَ .....))
أي بالإيمان لا يوجد حل وسط، التصديق حدي، هل أنت مصدق مئة بالمئة أن هذا الإنسان رسول الله, وأنه يوحى إليه, وأن كل أقواله, وأفعاله, وإقراره حق من الله تعالى؟ فانتهى الاعتراض, وانتهت المناقشة, وانتهى النقد.

2-الاتباع :
أيها الأخوة الأكارم, هل يكفي أن نؤمن أنه رسول الله, وأنه يوحى إليه, وأن ما جاء به من عند الله وحده, وأن كلامه, وإقراره, وفعله, وصفته تشريع, ينبغي أن نأخذ به؟ الجواب: نعم ولا، نعم ينبغي أن نؤمن بهذا، ولا لا يكفي أن نؤمن بهذا دون أن نتبع هذا النبي، الاتباع سهل جداً أن تنتمي لجماعة، من السهل جداً أن تعلن ولاءك لفئة، لكن البطولة لا في إعلان الولاء ولكن في الاتباع، الاتباع يقتضي جهد، الاتباع يقتضي مجاهدة النفس والهوى، الاتباع يقتضي أن تتنازل عن حظوظك لمرضاة الله عز و جل، الاتباع يقتضي أن تلزم نفسك بطاعة رسول الله:
﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ﴾
[سورة آل عمران الآية: 31]
هذه الآية أصل في هذا الموضوع.

من علامة إيمانك بالنبي عليه الصلاة والسلام :
الله عز وجل يقول:
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾
[سورة الحجرات الآية: 1]
أي أن تتبع ولا أن تعترض، أن تتبع لا أن تقترح، أن تتبع مثلاً لو قالوا: الفجر أربع ركعات والظهر ركعتين مثلاً، النبي علمنا كيف نصلي؟ وصلوا كما رأيتموني أصلي.
يوجد أشياء كثيرة, الإنسان بحكم ضعف إيمانه, يتمنى أن تكون على غير ما هي عليه، علامة إيمانك برسول الله أنك تتبعه من أعماق أعماقك.

من صفات المؤمنين :
أذكر لكم صفات المؤمنين:
﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُبِيناً﴾
[سورة الأحزاب الآية: 36]
أحياناً: بالمؤتمرات قبل أن يجتمعوا يقولون: هناك قضايا لا نوافق أن تدرج في جدول الأعمال، كذلك المؤمن إذا الله عز وجل قضى أمراً إما تشريعاً أو قضاء وقدراً:
﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً﴾
[سورة الإسراء الآية: 23]
شيء الله قضاه، حكم شرعي جاء من كلام النبي عليه الصلاة والسلام، فهذا الذي قضاه النبي لا يمكن أن يكون في صدرك حرج منه.

أنت مخير في المباحات ولست مخيراً في الفرائض والأحكام :
﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُبِيناً﴾
[سورة الأحزاب الآية: 36]
أي أنت مخير في المباحات ولست مخيراً في الفرائض والأحكام، علامة إيمانك أن تفعل ما أمرك به النبي.
شخص أحياناً يحتار, أشتري هذا البيت أم هذا البيت؟ هذا البيت صغير لكنه نحو الجهة القبلية، هذا البيت كبير لكنه نحو الجهة الشمالية، هنا في حيرة، شراء البيتين من المباحات، فالخيرة تأتي من أشياء مباحة, أما أصلي أم لا أصلي، هذه لا يوجد بها خيار، ينبغي أن أصوم أو لا أصوم لا يوجد خيار، إذا للزوجة فرضاً الربع أو الثمن بحسب قواعد الميراث لا يوجد خيار، الله عز وجل قضى بهذا، جميع الأحكام القرآنية والأحكام النبوية, لا يوجد لك خيار بها, هذا من مسلمات الإيمان بالله ورسوله:
﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُبِيناً﴾
[سورة الأحزاب الآية: 36]
تدبر القرآن من معاني التدبر, أنه كلما قرأت آية تعرض نفسك عليها، هل أنا كذلك؟ أي قد يحرم الإنسان من نصيبه من الإرث, بحسب نوع قرابته, هل تعترض؟ هذا حكم الله عز وجل؟ الله عز وجل كماله مطلق، فحينما يقضي الله أمراً, وحينما يقضي النبي أمراً, لا يمكن لمؤمن أن يكون لهم الخيرة من هذا، هذا شرع الله عز وجل.

احذر أن تقع في هذا الخلل من الإيمان بالنبي :
يوجد آية ثانية:
﴿فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً﴾
[سورة النساء الآية: 65]
هذا كلام رب العالمين، لو أنه رفعت قضيتك إلى قاض شرعي, والقاضي الشرعي حكم لك بسنة النبي, وأنت لم تكن راضياً عن هذا الحكم، ففي إيمانك خلل كبير.
لو أنه اختلفت مع أخ, ورفعت القضية إلى قاض شرعي, وهذا القاضي الشرعي حكم لك وفق سنة النبي, وأنت كنت منزعجاً, لم تكن راضياً, ففي الإيمان خلل كبير:
﴿فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ﴾
[سورة النساء الآية: 65]

الأصح: ليس في إيمانك خلل, بل إنك لست مؤمناً:
﴿فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً﴾
[سورة النساء الآية: 65]
أي إنسان يعقد عقده على امرأة لأيام, ثم يجد أنه لا رغبة له فيها, فيطلب الفراق, يجب عليه نصف المهر، إنهم يومان ثلاثة، هل أنت منزعج؟ هذه ابنة كرام, الناس لها مكانة، لها مشاعر، ذاع بين الناس أنك خطيباً لها, وأنها زوجة لك، فهكذا الشرع، مليون، نصف مليون، خمسة أيام, كل يوم مئة ألف:
﴿فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً﴾
[سورة النساء الآية: 65]

قف عند هذه الآيات :
أيها الأخوة, ثلاث آيات تبين أن اتباع النبي جزء من إيمانك:
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾
[سورة الحجرات الآية: 1]
﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُبِيناً﴾
[سورة الأحزاب الآية: 36]
﴿فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً﴾
[سورة النساء الآية: 65]

احذر أن تسوء الظن برسول الله :
أروي قصة دائماً: النبي عليه الصلاة والسلام قال مرة لأصحابه قبيل معركة بدر: لا تقتلوا عمي العباس، أي يوجد شخص فكر قال: أيقتل أحدنا أباه وأخاه, وينهانا عن قتل عمه؟ -ما استساغ هذا، ثم اتضح له أن عم النبي كان مسلماً, وكان عينه في قريش، فلو أن عم النبي لم يخرج مع المشركين لكشف نفسه، ولو أن النبي عليه الصلاة والسلام ذكر أنه مسلم لا تقتلوه لكشفه، ولو أن النبي عليه الصلاة والسلام سكت لقتلوه, فلابد من أن يقول هذا الكلام المختصر: لا تقتلوا عمي العباس, ثم اتضح أن عمه كان مؤمناً، وكان مكلفاً بمهمة في قريش، و كان يعبد الله سراً، و كان عينه على قريش-، يقول هذا الرجل: والله ظللت أتصدق عشر سنين, رجاء أن يغفر الله لي سوء ظني برسول الله.

متى يذوق العبد طعم الإيمان؟ :
عَنْ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ, أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
((ذَاقَ طَعْمَ الْإِيمَانِ, مَنْ رَضِيَ بِاللَّهِ رَبًّا, وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا, وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولًا))
[أخرجه مسلم في الصحيح، والترمذي في سننه]

رضي بهذا الإنسان رسول الله، كلامه وحي، أفعاله سنة، إقراره تشريع، وانتهى الأمر.
أيها الأخوة, النبي عليه الصلاة والسلام أوتي القرآن ومثله معه، ما معنى مثله؟ أي السنة، الكتاب والسنة، فكلا الوحيين الكتاب والسنة من الله العظيم، القرآن وحي متلو, والسنة وحي غير متلو.

3-أن تزكي النفس بهديه وسنته :
مقتضيات الإيمان برسول الله: أن تزكي النفس بهديه وسنته، كيف كان مع أهله؟ مع أولاده؟ مع جيرانه؟ مع أصحابه؟ كيف كان غضبه؟ كيف كان رضاه؟ كيف يعامل زوجته؟ يجب أن تتزكى بهديه صلى الله عليه وسلم، والدليل قول الله عز وجل:
﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً﴾
[سورة الأحزاب الآية: 21]

معرفة سنة النبي صلى الله عليه وسلم القولية فرض عين على كل مسلم :
أخوتنا الكرام, لابد من هذه القاعدة: ما لا يتم الفرض إلا به فهو فرض، ما لا تتم السنة إلا به فهو سنة، ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، الصلاة فرض فرض، هل تتم الصلاة من دون وضوء؟ لا، الوضوء إذاً فرض، هذه القاعدة طبقها على سنة النبي، الله عز وجل يقول:
﴿وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا﴾
[سورة الحشر الآية: 7]
إذاً: هذه الآية ماذا تقتضي؟ كيف يتم أن تأخذ ما آتاك الرسول, وأن تنتهي عما نهاك عنه الرسول؟ لا بد من معرفة ما آتاك وما نهاك، إذاً: معرفة سنة النبي القولية فرض عين على كل مسلم، أنت كيف تصلي؟ لأن الصلاة فرض، لماذا تصوم؟ لأن الصيام فرض.
يجب أن تتعرف إلى سنة النبي القولية, بماذا أمرك وعن أي شيء نهاك؟ لأن اتباع النبي فرض عليك.
أنا أقول دائماً: متى تعالج ارتفاع الضغط عندك؟ إذا علمت أنه معك ارتفاع ضغط، متى تستطيع أن تأخذ ما آتاك الرسول، ومتى تستطيع أن تنتهي عما نهاك عنه الرسول؟ إذا كنت تعلم ماذا آتاك, وماذا نهاك؟ إذاً: هذه الآية التي تقتضي الوجوب, لا يمكن أن تطبق إلا إذا تعرفت إلى سنة النبي صلى الله عليه وسلم القولية، إذاً: معرفة سنة النبي صلى الله عليه و سلم القولية فرض عين على كل مسلم.

ماذا تقتضي هذه الآية؟ :
إذا قال الله لك:
﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً﴾
[سورة الأحزاب الآية: 21]
كيف يكون النبي لك أسوة حسنة إن لم تتعرف إلي سيرته؟ إذاً: تقتضي هذه الآية أن تتعرف إلى سيرة النبي، إذاً: معرفة سيرة النبي أو سنته العملية فرض عين على كل مسلم من خلال هاتين الآيتين:
﴿وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا﴾
[سورة الحشر الآية: 7]
من خلال هاتين الآيتين يقتضي وهو فرض عين: أن تتعرف إلى سنة النبي القولية, وإلى سنته العملية, هذا واجب، أي في كل بيت يجب أن يكون هناك كتاب أحاديث صحيحة، في كل بيت ينبغي أن يكون هناك كتاب سيرة من أفضل كتب السيرة.

ما تفسير هذا الحديث؟ :
عَنْ أَنَسٍ قَالَ:
((قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَالِدِهِ, وَوَلَدِهِ, وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ))
[أخرجه البخاري ومسلم في الصحيح, والنسائي في سننه]
المعنى الدقيق: كيف يكون النبي عليه الصلاة والسلام أحب إليك من والديك وأولادك والناس أجمعين؟.
الحقيقة: عند التعارض، أي إذا كان طلب ابنك أن تفتح له محلاً ليس شرعياً, يبيع موسيقا، يبيع أشرطة، يؤجر أفلام فيديو، وألح عليك, وأنت وجدت أن إرضاءه جيد, مع أن عصيت رسول الله في إرضائه, فهذه المشكلة ينبغي أن تحب رسول الله, أي أن تطبق سنته دون أن تعبأ بما يتمناه عليه والداك, أو أولادك, أو الناس أجمعين.

وقد قال عليه الصلاة والسلام: عنْ أَبِي هُرَيْرَةَ, أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
((مِنْ أَشَدِّ أُمَّتِي لِي حُبًّا نَاسٌ يَكُونُونَ بَعْدِي, يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ رَآنِي بِأَهْلِهِ وَمَالِهِ))
[أخرجه مسلم في الصحيح]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://el-quran.ahlamontada.com
Admin
Admin
Admin


المساهمات : 4240
تاريخ التسجيل : 20/01/2018

العقيدة من مفهوم القران والسنة -آداب وأركان شهادة أن محمد رسول الله Empty
مُساهمةموضوع: رد: العقيدة من مفهوم القران والسنة -آداب وأركان شهادة أن محمد رسول الله   العقيدة من مفهوم القران والسنة -آداب وأركان شهادة أن محمد رسول الله Emptyالجمعة مارس 02, 2018 7:44 am

ما الشخصية التي تتمنى أن تكون على دربها؟ :
بصراحة: في حياة كل منا شخصية يتمنى أن يكونها، وشخصية يكره أن يكونها، و شخصية يكونها، أنت لك شخصية دائماً يوجد بذهنك شخصية هي قدوة لك، ويوجد شخصية أخرى تحتقرها.
قل لي: من الشخص الذي تتمنى أن تكون على دربه, أقل لك: من أنت؟ أهل الدنيا اجلس مع التجار مثلاً, فلان عنده ثروة فلكية، فلان بصفقة واحدة حقق ثلاثمائة مليون، فلان اشترى أرضاً كلما جلس يتحدث عن فلان، معنى فلان هو الشخصية التي يتمنى أن يكونها، هذا في عالم التجارة، في عالم الصناعة المعمل الفلاني ثلاث ورديات، حجم إنتاجه في اليوم ثلاثمائة ألف قطعة مثلاً، يتحدث.
فأنت اسأل نفسك هذا السؤال: ما الشخصية التي تتمنى أن تكون على دربها؟ المؤمن قطعاً الشخصية التي يتمنى أن يكونها هو رسول الله، أن يكون على دربها، على منهجها.

متى يكون النبي لنا أسوة حسنة؟ :
الآية الثانية:
﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً﴾
[سورة الأحزاب الآية: 21]
لن يكون النبي لك أسوة حسنة إلا إذا أردت الله, وأردت رسول الله, والدار الآخرة، و ذكرت الله كثيراً.

من أخلاق النبي عليه الصلاة والسلام :
دخل إلى بيته قال:
((أعندكم شيء؟ قالوا: لا، قال: فإنني صائم))
أحياناً تدخل إلى البيت, الأكل لم ينضج, يقيم الدنيا ولا يقعدها، يوجد طعام لكن تأخر قليلاً, المؤمن دخل للبيت, يوجد مشكلة, النبي ماذا فعل؟ كان رقيقاً، كان حليماً، كان لطيفاً، كيف أن النبي كان واحداً من أصحابه وعليه جمع الحطب؟ كنت برحلة, يوجد أشخاص, يرتاح, ينام, يدعونه للطعام, لا يدفع, ولا يعمل، النبي قال: وعليّ جمع الحطب، قالوا: نكفيك ذلك، قالوا: أعلم أنكم تكفونني, ولكن الله يكره أن يرى عبده متميزاً على أقرانه.
دخل إلى البيت: أعندكم شيء؟ قالوا: لا، قال: فإني صائم.

أي أخلاقه رضية، حليم، رقيق، كان إذا أتى مريضاً أو أوتي به قال:
((أذهب البأس رب الناس، اشف وأنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقماً))
وأنت إذا زرت مريضاً ينبغي أن تتخلق بهذه الأخلاق.

كان إذا أتاه الأمر يسره قال:
((الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وإذا أتاه أمر يكرهه قال: الحمد لله على كل حال))
هذا من هدي النبي, ومن أخلاق النبي, ومن سمت النبي.

كان إذا أصبح وإذا أمسى قال:
((أصبحنا على فطرة الإسلام، و كلمة الإخلاص، ودين نبينا محمد، وملة أبينا إبراهيم حنيفاً مسلماً وما كان من المشركين))

كان إذا أكل أو شرب قال:
((الحمد لله الذي أطعم, وسقى، وسوغه, وجعل له مخرجاً))
كان يمر بالصبيان فيسلم عليهم.
كان يمشي مشياً يعرف فيه أنه ليس بعاجز ولا كسلان.

ما العينة كما وردت في هذا الحديث؟ :
كان عليه الصلاة و السلام يقول: عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ:
((سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: إِذَا تَبَايَعْتُمْ بِالْعِينَةِ, وَأَخَذْتُمْ أَذْنَابَ الْبَقَرِ, وَرَضِيتُمْ بِالزَّرْعِ, وَتَرَكْتُمْ الْجِهَادَ, سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ذُلًّا لَا يَنْزِعُهُ حَتَّى تَرْجِعُوا إِلَى دِينِكُمْ))
[أخرجه أبو داود في سننه]
العينة: أي ربا على شكل بيع، وأنستم إلى الراحة.

خذ هذه العبرة :
العبرة من هذه الفقرة الأخيرة: أنه ينبغي أن تقرأ سيرة النبي عليه الصلاة والسلام, وأن تهتدي بهديه, وأن تزكي نفسك بهديه صلى الله عليه وسلم، أي في الصحة والمرض، في الإقامة والسفر، في علاقتك الحميمة مع أهلك، مع أولادك، مع أخوانك، مع جيرانك، كيف كان النبي؟.
أهم شيء في هذا اللقاء الطيب إن شاء الله: أن تتزكى نفسك بهدي النبي عليه الصلاة والسلام.
من لوازم تنفيذ هذا الأمر: أن تتعرف إلى سيرة النبي, وأن تتخلق بأخلاقه, عندئذ يكون النبي أسوة حسنة، ولن يكون أسوة حسنة إلا إذا أردت الله ورسوله, والدار الآخرة, وذكرت الله كثيراً، والحمد لله رب العالمين.

دعاء الختام :
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم أعطنا ولا تحرمنا، أكرمنا ولا تهنا، آثرنا ولا تؤثر علينا، أرضنا وارض عنا، وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم.

نواقض شهادة أن محمد رسول الله
درسنا اليوم :
أيها الأخوة الكرام, تذكرون أن  تحدثت عن مقتضيات الإيمان بلا إله إلا الله, ثم تحدثت عن نواقض لا إله إلا الله, فالخسارة كبيرة جداً أن تتوهم أنك مؤمن بلا إله إلا الله, ثم إنك تقع في نقائضها .
أيها الأخوة الكرام, تعلمون أن الشيئين المتعاكسين غير الشيئين المتناقضين, فقد يجتمع المتعاكسان أبيض وأسود, ولا سيما في أحجار هذا المسجد, خط أبيض وخط أسود, ولونان متعاكسان, ولكن الشيئين المتناقضين لا يجتمعان, فالضوء ينقض وجود الظلام, والظلام ينقض وجود الضوء .
قد تتوهم أنك مؤمن بلا إله إلا الله, وهي كلمة التوحيد الأولى, ثم لا تدري أنك تعتقد أو تفعل ما ينقضها, وكأنك لست مؤمناً بها, وقد تتوهم أنك مؤمن بمحمد رسول الله, وقد لا تدري أنك تعتقد أو تفعل ما ينقضها .
فالحديث عن نواقض محمد صلى الله عليه وسلم, لا يقل عن الحديث عن مقتضيات الإيمان برسول الله، المقتضيات أن تؤمن أنه رسول, وليس عبقرياً, وليس ذكياً, وليس مصلحاً, رسول الله يوحى إليه وأن تتبعه, إلى آخر فقرات الدرس السابق .
اليوم ننتقل إلى درس جديد: نواقض شهادة أن محمداً رسول الله، هذه الشهادة التي هي نصف الإسلام, شهادة التوحيد: أن تعتقد أنه لا معبود بحق إلا الله, وشهادة الرسالة: أن تعتقد أن هذا الإنسان محمد بن عبد الله يأتيه الوحي, وقد جاءك الوحي متواتراً, وأنه يبين بحديثه مراد الله منك .

من نواقض شهادة أن محمد رسول الله :
1-إنكار رسالته :
أول ما ينقض هذه الشهادة: إنكار رسالة محمد صلى الله عليه وسلم, أنت حينما تصر على رسالة أخرى, ولا تعبأ بهذه الرسالة, فهذا الاعتقاد ينقض ما تدعيه بلسانك, في مناسبات, وفي مواقف, وفي كتابات, وفي تقارب، اعتقادك أنه ليس رسول الله, لكنه إنسان عظيم, يقع على رأس المئة الأوائل في العالم كله, إن لم تعتقد أنه رسول الله, فأنت لست مؤمناً, إنه رسول الله .
الدليل: ولولا الدليل لقال من شاء ما شاء, طالبوني بالدليل, لا يجرؤ إنسان في الأرض أن يتكلم بأخطر شيء في حياة الإنسان, وهو الدين برأيه, من أنت حتى تقول في الدين برأيك؟ لولا الدليل لقال من شاء ما شاء, قال الله تعالى:
﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَشَاقُّوا الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئاً وَسَيُحْبِطُ أَعْمَالَهُمْ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ﴾
[سورة محمد الآية: 32-33]
إذاً: إن لم تؤمن برسالة النبي, وإن لم تعززه وتنصره, فلست مؤمناً, وقد فعلت ما ينقض إيمانك برسول الله صلى الله عليه وسلم .
احذر أن تقع في هذا الخطر :
لعلكم تدركون معي, أن هذا البند الأول بعيد جداً عن المؤمنين, أن يقول لك مؤمن: لست مؤمناً برسالة محمد صلى الله عليه وسلم, لكن البند الثاني: أن تطعن في رسول الله, أن تطعن في أحقية رسالته, أن تظن أن الرسالة إلى جهة أخرى, لكن هناك خطأ, فكانت إلى رسول الله, هذا أيضاً طعن برسول الله, أو أن تطعن في صدقه, أو أن تطعن في أمانته, أو أن تطعن في عفته, إذا حدثك فهو صادق, إذا عاملك فهو أمين, إذا استثيرت شهوته فهو عفيف .
كنا قوماً أهل جاهلية, نعبد الأصنام, ونأكل الميتة, ونأتي الفواحش, حتى بعث الله فينا رجلاً, نعرف أمانته, وصدقه, وعفافه .
إذا عاملك فهو أمين, إذا استثيرت شهوته فهو عفيف, فضلاً إن طعنت في رسالته, أو في صدقه, أو في أمانته, أو في عفافه .
اعدل يا محمد, فقال عليه الصلاة والسلام:
((ويحك من يعدل إن لم أعدل))
لأن الله سبحانه وتعالى عصمه من أن يخطئ في أفعاله, وأقواله, وإقراره, وأمرنا أن نأخذ عنه كل شيء, وإن لم يكن معصوماً, لكان الأمر أن نأخذ عنه كل شيء أمراً بمعصية, وهذا مستحيل .

2-الاستهزاء أو الاستخفاف أو السباب :
الآن: الاستهزاء, أو الاستخفاف, أو السباب, هذه كلها تنقض إيمانك برسول الله, الدليل:
﴿قُلْ أَبِاللَّهِ وَآَيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ﴾
[ سورة التوبة الآية: 65-66]
هل هناك أنصع من هذا الدليل؟ قال بعض العلماء: من سب الله ورسوله طوعاً بغير إكراه، بل من تكلم بكلمات الكفر طائعاً غير مكره, ومن استهزأ بالله, وآياته, ورسوله, فهو كافر ظاهراً وباطناً .
أمر مستبعد عن المؤمن :
المؤمن لا يخطر ولا لثانية في حياته: أن يتكلم كلاماً يشم منه عدم ثقة بكلام رسول الله, أو في شيء من التهكم, أو السخرية, أو التندر, أو ترداد حديث من باب إضحاك الناس, والحمد لله رب العالمين, لا تجد مؤمناً فيه الحد الأدنى من الإيمان, يفكر للحظة واحدة أن يطعن, أو أن يستهزئ, أو أن يستخف بقول قاله النبي صلى الله عليه وسلم, إلا إذا كان هذا القول موضوعاً ليس لرسول الله, لك أن تستهزئ بهذا القول, مبيناً أنه حديث موضوع, ولا صلة له برسول الله إطلاقاً .
أجمع العلماء: أن شاتم النبي صلى الله عليه وسلم المنتقص له كافر, والوعيد جار عليه بعذاب الله .
إنكار الرسالة كلياً أو إنكارها جزئياً, كالطعن برسول الله, كانت لغيره فأصبحت له خطأً, أو في صدقه, أو في أمانته, أو في عفته, أو سبه, أو الاستهزاء به, أو الاستخفاف به, أو الطعن في تصرفاته الثابتة .
ما مقصد هذا الشاهد؟ :
سقت على هذا شاهداً ذكرته مراراً: أن أحدهم لما قال النبي عليه الصلاة والسلام:
((لا تقتلوا عمي العباس -فكر, وجد أن أصحاب النبي حينما تنشب المعارك مع المشركين, قد يقتلون آبائهم وأبناءهم- فقال: أحدنا يقتل أباه وأخاه, وينهانا عن قتل عمه -تصورها عصبيةً- وكان سيدنا العباس في مكة قد أسلم, وكان عين النبي صلى الله عليه وسلم في مكة, وكان يرسل له الأخبار تباعاً عن كل ما يجري في قريش -له مهمة, والنبي عليه الصلاة والسلام قيادته ذكية جداً في موطن القرار في قريش, يأتيه الخبر, لو أن النبي سكت لقتلوه, لو أنه بين لهم أنه مسلم لانتهت مهمته, كشف, لو أن سيدنا العباس لم يشاركهم في القتال لكشف أيضاً, ينبغي أن يشارك, وينبغي أن لا يذكر النبي حال إسلامه, وينبغي أن يتكلم لكي لا يقتل, قال: لا تقتلوا عمي العباس- .
يقول هذا الرجل: -الذي وقع في نفسه شيء من فعل النبي عليه الصلاة والسلام- والله ظللت أتصدق عشر سنين رجاء أن يغفر الله لي سوء ظني برسول الله .

3- الطعن في أحاديث الرسول الصحيحة أو تكذيبها :
الآن الطعن في أحاديث الرسول الصحيحة أو تكذيبها, ما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه حديث صحيح, وأنت لم تقبله أو رددته, فهذا نقض لإيمانك برسول الله صلى الله عليه وسلم .
هناك رجل يستمع إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ليس معقول هذا الحديث, لا يتناسب مع العصر, هو مرجع, فكر قليلاً, تأمل قليلاً, فرأى أن هذا ليس حديث رسول الله, لم يعبئ بسنده, ولا بسلسلته الذهبية, ولا بسنده المتصل, ولا بتواتره, أحياناً لمجرد أن ترد حديثاً متواتراً, أو صحيحاً, أو حسناً ترده, وتظن أن النبي عليه الصلاة والسلام ما قاله, لا لسبب وجيه, إلا لأنه ما راق لك, فهذا التصرف, وهذا الرد, يعد نقضاً لشهادة أن محمداً رسول الله .
ما أخبر به النبي عن آخر الزمان :
وفي صحيح ابن ماجه: عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ, عَنْ أَبِيهِ, أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
((لَا أُلْفِيَنَّ أَحَدَكُمْ مُتَّكِئًا عَلَى أَرِيكَتِهِ, يَأْتِيهِ الْأَمْرُ مِمَّا أَمَرْتُ بِهِ, أَوْ نَهَيْتُ عَنْهُ, فَيَقُولُ: لَا أَدْرِي مَا وَجَدْنَا فِي كِتَابِ اللَّهِ اتَّبَعْنَاهُ))
[أخرجه أبو داود والترمذي في سننهما]
كأن الله أخبره أنه سيكون في آخر الزمان: أناس يردون السنة بأكملها, ويقول: حسبنا القرآن، القرآن فقط, كيف عرفت أن الزكاة نصابها كذا؟ كيف عرفت أن صلاة الفجر ركعتان؟ عدد الركعات, ونصاب الزكاة, ومئات الأحكام, وآلاف القضايا, جاءت من النبي عليه الصلاة والسلام, فإذا أردت أن لا تأخذ عن النبي عليه الصلاة والسلام شيئاً, انتهى دينك, والله عز وجل يقول:
﴿وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا﴾
[سورة الحشر الآية: 7]
فأنت إن لم تأخذ كل ما جاء عن النبي عليه الصلاة والسلام, إنك ترد القرآن, أنت إذاً لست قرآنياً, لأن القرآن يأمرك أن تأخذ ما آتاك الرسول, وأن تنتهي عما نهاك الرسول .
ينبغي أن تعلم :
وفي صحيح ابن ماجه: عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ, عَنْ أَبِيهِ, أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
((لَا أُلْفِيَنَّ أَحَدَكُمْ مُتَّكِئًا عَلَى أَرِيكَتِهِ, يَأْتِيهِ الْأَمْرُ مِمَّا أَمَرْتُ بِهِ, أَوْ نَهَيْتُ عَنْهُ, فَيَقُولُ: لَا أَدْرِي مَا وَجَدْنَا فِي كِتَابِ اللَّهِ اتَّبَعْنَاهُ))
[أخرجه أبو داود والترمذي في سننهما]
كتاب الله فيه كليات, بينما التفاصيل جاءت في السنة, وأنت ينبغي أن تطيع الله استقلالاً, وأن تطيع النبي استقلالاً, لا أن تربط طاعة النبي عليه الصلاة والسلام بالكتاب, لكن ما سوى النبي عليه الصلاة والسلام تعلق طاعته على موافقته لما قاله النبي, فإن جاء الذي قاله مخالفاً لحديث رسول الله, ليس لك أن تطيعه, أما النبي عليه الصلاة والسلام هو مشرع. قال تعالى:
﴿وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ﴾
[سورة المائدة الآية: 92]
لماذا أعاد كلمة أطيعوا؟ لأن النبي عليه الصلاة والسلام يطاع استقلالاً, لكن بقية الناس لا يطاعون إلا تبعاً لطاعة رسول الله, لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق, جميع الناس عدا رسول الله, طاعتهم مشروطة بموافقة أمرهم لما في القرآن والسنة, إلا أن طاعة النبي وحدها واجبة لذاتها, من دون أن تربط بالقرآن, لأن النبي عليه الصلاة والسلام يقول: أوتيت القرآن ومثله معه .
هي السنة, وقد أجمع علماء العقيدة على أن القرآن وحي متلو, وعلى أن السنة وحي غير متلو, بدليل أن الله عز وجل يقول:
﴿وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى﴾
[سورة النجم الآية: 3-4]

4- أن تجحد أحد الرسل الذين أرسلهم الله قبل محمد صلى الله عليه وسلم :
رابعاً: ينقض إيمانك بأن محمداً رسول الله: أن تجحد أحد الرسل الذين أرسلهم الله قبل محمد صلى الله عليه وسلم, هذا الدين دين موحد, الدين واحد, والشرائع مختلفة, الدين أن تسلم وجهك لله, هذا هو الدين, لكن الشرائع متبدلة ومختلفة وآخرها ينسخ ما سبقه, فيكفي أن تنكر رسالة سيدنا عيسى عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام, إذا أنكرت هذه الرسالة فلست مؤمناً, إذا أنكرت رسالة سيدنا موسى فلست مؤمناً, إذا أنكرت رسالة سيدنا موسى لست مؤمناً, سيدنا إبراهيم لست مؤمناً, قال تعالى:
﴿إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً * أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقّاً وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً مُهِيناً﴾
[سورة النساء الآية: 150-151]
أنبياء الله, رسل الله, الذين ذكرهم الله في القرآن, لمجرد أن تكفر بواحد منهم, فأنت لست مؤمناً .
إذاً: من نواقض إيمانك برسول الله صلى الله عليه وسلم: أن تنكر أصل رسالته, أو أن تطعن بها جزئياً, أو أن تطعن بصدق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم, أو أمانته, أو عفته, أو أن تستهزئ, أو أن تستخف بهذه الدعوة, أو أن تطعن بأحاديث النبي عليه الصلاة والسلام الصحيحة, أو أن تكذبها, أو أن تنفي الأخبار الثابتة التي أخبر عنها كظهور الدجال, وظهور سيدنا عيسى عليه الصلاة والسلام, وعذاب القبر, الشيء الذي أخبر به إذا أنكرته فأنت لست مؤمناً بهذه الرسالة, أو أن تجحد نبياً من أنبياء الله السابقين, أو رسولاً من رسل الله السابقين .

5- ادعاء النبوة بعد محمد صلى الله عليه وسلم :
ومما ينقض شهادة الرسالة, أي أن محمد صلى الله عليه وسلم رسول الله: ادعاء النبوة بعد محمد صلى الله عليه وسلم, لأن الله جل جلاله يقول:
﴿مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً﴾
[سورة الأحزاب الآية: 40]
لذلك في شرقي آسيا, هناك من يدعي أنه نبياً جاء بعد محمد صلى الله عليه وسلم, وهي فرقة ضالة اصطنعها الاستعمار كي يلغي الجهاد .
وفي بعض الأحاديث الصحيحة التي وردت في صحيح مسلم: عن أبي هُرَيْرَةَ يَقُول:
((قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَكُونُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ دَجَّالُونَ كَذَّابُونَ, يَأْتُونَكُمْ مِنْ الْأَحَادِيثِ بِمَا لَمْ تَسْمَعُوا أَنْتُمْ وَلَا آبَاؤُكُمْ, فَإِيَّاكُمْ وَإِيَّاهُمْ, لَا يُضِلُّونَكُمْ وَلَا يَفْتِنُونَكُمْ))
[أخرجه مسلم في الصحيح]
إذاً: هناك من ادعى النبوة, أول واحد مسيلمة الكذاب, وكثيرون ادعوا النبوة .

6- أن تصفه بما لا يوصف به إلا الله :
أخواننا الكرام, ولكن الذي ألح عليه: أن الذي ينقض إيمانك برسول الله: أن تصفه بما لا يوصف به إلا الله, وهذا الشطط وقع به مسلمون كثير, أحد الشعراء يقول:
يا علام الغيوب قد لجأنا إليك
ويقصد رسول الله :
﴿قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ﴾
[سورة النمل الآية: 65]
يقول الله عز وجل:
﴿قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ﴾
[سورة النمل الآية: 65]
أن تظن أنه يعلم الغيب .
مرة وقف خطيب أمام النبي يخطب, فقال:
((ما شاء الله وشئت، فقال عليه الصلاة والسلام: بئس الخطيب أنت، جعلتني لله نداً، قل: ما شاء الله كان, وما لم يشأ لم يكن))
إذاً: من نقائض شهادة أن محمداً رسول الله: أن تصفه بما لا يوصف به إلا الله .

إليكم هذه الآيات التي تبطل هذا الاعتقاد الفاسد, بأن تصفه بما يوصف به الله :
ماذا قال الله عز وجل؟:
﴿قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلَا ضَرّاً﴾
[ سورة الأعراف الآية: 188]
﴿قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلَا ضَرّاً إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ﴾
[سورة الأعراف الآية: 188]
مرة ثانية:
﴿قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلَا ضَرّاً﴾
[سورة الأعراف الآية: 188]
فلأن لا أملك لكم من باب أولى، لا أملك لكم نفعاً ولا ضراً:
﴿قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ﴾
[سورة الأنعام الآية: 15]
هذه خصائص النبي، فمن وصف النبي صلى الله عليه وسلم بخصائص ليست إلا لله, فهذا نقض لشهادة أن محمداً رسول الله .

هذا التوحيد عند أبي بكر وعمر :
في صحيح البخاري: عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ, سَمِعَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ عَلَى الْمِنْبَرِ:
((سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: لَا تُطْرُونِي كَمَا أَطْرَتْ النَّصَارَى ابْنَ مَرْيَمَ, فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدُهُ, فَقُولُوا: عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ))
[أخرجه البخاري في الصحيح]
أخواننا الكرام, أنا أعتقد: أنه ما من إنسان على وجه الأرض يحب رسول الله كسيدنا الصديق .
((ما دعوت أحداً إلى الإسلام إلا كانت له كبوة إلا أخي أبا بكر))
((ما طلعت شمس على رجل بعد نبي أفضل من أبي بكر))
أي يوجد أحاديث عن سيدنا الصديق لا تعد ولا تحصى، كيف يقول هذا الصديق يوم مات النبي الكريم: من كان يعبد محمداً, فإن محمداً قد مات، ومن كان يعبد الله, فإن الله حي لا يموت؟ .
انتبهتم إلى هذه الملاحظة, أي يكاد قلبه يتفطر من شدة الألم, وما من إنسان فيما أعتقد أحب إنساناً على سطح الأرض من آدم إلى يوم القيامة, كما أحب الصديق رسول الله، ومع ذلك إنقاذاً للتوحيد، لئلا يعبد من دون الله، لئلا يؤله .
قال: من كان يعبد محمداً فقط, لم يقل: رسول الله، لم يقل: من كان يعبد حبيبي، هو حبيبه، من كان يعبد محمداً, فإن محمداً قد مات، ومن كان يعبد الله, فإن الله حي لا يموت .
سيدنا عمر سار على هذا المنهج, عزل سيدنا خالد، قال له: لم عزلتني؟ قال: والله إني أحبك، قال له: لم عزلتني؟ قال له: والله إني أحبك، فلما ألح عليه، قال: والله ما عزلتك يا بن الوليد إلا مخافة أن يفتتن الناس بك, لكثرة ما أبليت في سبيل الله، لئلا يظن الناس أنك أنت الذي تنصر، الله هو الناصر, عزله والنصر مستمر, إنقاذاً للتوحيد .
((لَا تُطْرُونِي كَمَا أَطْرَتْ النَّصَارَى ابْنَ مَرْيَمَ, فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدُهُ, فَقُولُوا: عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ))
إذاً: أن تصفه بما لا يليق إلا لله, هذا نقض لشهادة رسول الله .

7- أن تطلب من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لا يقدر عليه إلا الله :
أن تطلب من رسول الله صلى الله عليه و سلم ما لا يقدر عليه إلا الله، أي أن تسأله أن ينصرنا، هذا بيد الله النصر:
﴿وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ﴾
[سورة آل عمران الآية: 126]
الآية واضحة، فإذا قلت: يا رسول الله انصر المسلمين, رسول الله على العين والرأس, لكن نصر المسلمين بيد الله، لا تسأل رسول الله ما لا يقدر عليه إلا الله .

وقفة متأنية :
يروى أن أحد الخلفاء, كان بالحرم المكي, فالتقى بعالم جليل قال: سلني حاجتك؟ قال: والله أستحيي أن أسأل في بيت الله إلا الله، فالتقى به خارج الحرم, قال: سلني حاجتك؟ قال: و الله ما سألتها من يملكها, أفأسألها من لا يملكها؟ فلما ألح عليه قال: أدخلني الجنة، قال له: هذه ليس لي، قال له: إذاً ليس لي عندك حاجة .
دقق :
دققوا في هذا الحديث الصحيح: عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ:
((كُنْتُ خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا فَقَالَ: يَا غُلَامُ, إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ: احْفَظْ اللَّهَ يَحْفَظْكَ, احْفَظْ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ, إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلْ اللَّهَ, وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ ....))
[أخرجه الترمذي في سننه]
يا شيخ فلان أريد ولداً، هبط المستوى، هناك من يسأل شيوخاً في قبورهم, أن يقدموا فرجاً للأمة .

8-الاعتقادات الباطلة :
الآن: مما ينقض هذه الشهادة اعتقادات باطلة، مثلاً: بعضهم يقول: أن الله سبحانه وتعالى خلق الدنيا كلها من أجل محمد، هذا غير صحيح، لكن اسمحوا لي أن أدافع عن هؤلاء، هناك قاعدة: ما كل من وقع في الكفر وقع الكفر عليه .
الدليل: النبي عليه الصلاة و السلام روى لنا قصة قال: أعرابي امتطى ناقته, عليها طعامه وشرابه، جلس ليستريح, فاستيقظ فلم يجد الناقة، أيقن بالهلاك, فجلس يبكي, ثم يبكي, ثم يبكي, إلى أن أدركته سنة من النوم، نام قليلاً فاستيقظ, فرأى الناقة، من شدة فرحته, اختل توازنه، وقال: يا رب أنا ربك وأنت عبدي، هذا كلام كفر، هل وقع الكفر عليه؟ من المحبة تكلم كلمات ليست صحيحة, لكن لا نكفره نحن أيضاً، تكلم كلمات ليست صحيحة، نقول له: ما كل من قال هذا, خرج من هذه الشهادة, أما هذه الفكرة غير صحيحة، إذا كان معنا آية كريمة يقول الله فيها:
﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾
[سورة الذاريات الآية: 56]
وعندنا حديث موضوع: لولاك ما خلقت الدنيا .
أيهما أصح؛ آية قرآنية نحن مخلوقون لعبادة الله، أما أننا مخلوقون من أجل محمد؟ هو سيد الخلق, وحبيب الحق, هذا كلام غير صحيح, لا دليل له إلا هذا الحديث الموضوع، الذي يزعمون أن الدنيا خلقت له, يقول له ربه:
﴿وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ﴾
[سورة الحجر الآية: 99]
إذاً: كلنا والنبي محمد صلى الله عليه وسلم على رأس الخلائق كلها, مأمورون أن نعبد الله:
﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ﴾
[سورة النحل الآية: 36]
إذاً: مخلوقون لعبادة الله .

اعتقاد لم يرد عن النبي :
هناك اعتقاد آخر: أن أول شيء خلقه الله هو نور سيدنا محمد، ثم خلقت الأشياء من بعده.
يقول عليه الصلاة و السلام في الحديث الصحيح: عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ:
((قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: خُلِقَتْ الْمَلَائِكَةُ مِنْ نُورٍ, وَخُلِقَ الْجَانُّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ, وَخُلِقَ آدَمُ مِمَّا وُصِفَ لَكُمْ))
[أخرجه مسلم في الصحيح]
هي مبالغات أراد أصحابها أن يرفعوا قدر النبي, لكنهم غاب عنهم أن رفع قدره في أن يكون في الوصف الذي وصفه الله له :
﴿ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى * فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى * فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى﴾
[سورة النجم الآية: 8-10]
﴿وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَداً﴾
[سورة الجن الآية: 19]
هو عبد لله عز وجل، هو سيد الخلق, وحبيب الحق، وسيد ولد آدم ولا فخر, كما قال عليه الصلاة والسلام .
ويقول عليه الصلاة والسلام:
((كلكم بنو آدم, وآدم خلق من تراب))
كلام واضح كالشمس .

ما شاع بين المسلمين في العصور المتأخرة :
أيها الأخوة, هذا الموضوع دقته: بأن عقائد كثيرة زائغة شاعت بين المسلمين في العصور المتأخرة، ولعل بعض الذين أشاعوها أرادوا رفع قدر النبي لكنهم أخطؤوا، لكن أن نقف عند حدود القرآن والسنة, وأن نصف النبي بما وصفه الله عز وجل، وأن نصف النبي بما وصف به نفسه، هذا من باب أولى، وهذا الأصح والأصوب، وهذا الذي يبعد عن الإسلام الشطط والمبالغات، ويبعده عن أن يكون كما هو منهج الله عز وجل، المبالغات تسيء ولا تحسن، والحمد لله رب العالمين .

من أسئلة السائلين :
يوجد سؤال ولكن والله وجيه جداً، يقول: في حديثك عن شهادة الرسالة, قدمت أدلة على أن سيدنا محمداً عليه الصلاة والسلام هو رسول الله, ولكن إذا جاءك رجل على غير دين الهدى, وطلب الدليل على أن سيدنا محمداً رسول الله من غير القرآن, فماذا تجيبه؟ .
إنسان جاء وليس مسلماً, ولا يؤمن بالقرآن, قال لك: هذا الإنسان الذي تدعي أنه رسول ليس رسولاً، إنسان ذكي جداً وعبقري، ماذا تقول له؟ .
نحن عندنا أولويات، الإنسان غير المسلم الذي لا يؤمن بالقرآن, لا يوجد داع أبداً أن تقول له: هذا الإنسان رسول الله، اجعله يؤمن بالله، نحن عندنا شيء ثابت هو الكون، هذا الشيء يخضع له كل البشر، إذا آمن من خلال الكون, أن لهذا الكون خالقاً, ومربياً, ومسيراً بالدليل القاطع، الآن تقول له: من كمال الخلق كمال التصرف، هذا الإله العظيم, القوي, الغني, العليم, العدل, خلق الخلق, لا بد من أن يبين لهم لماذا خلقهم؟ قل له: أنا أزعم أن هذا القرآن هو كلام الله، يقول لك: ما الدليل؟ بعد أن يؤمن بالله موجوداً, وواحداً, وكاملاً، وبعد أن يؤمن بأسمائه الحسنى من خلال الكون والعقل فقط، مليار دليل على أن لهذا الكون خالقاً, و مربياً, ومسيراً، بالعقل فقط, وبالآيات الكونية فقط, إذا آمن بالله, من لوازم كمال الإله: أن يبين لعباده لماذا خلقكم؟ .
أنا أقول له: أنا أزعم أن هذا القرآن كلام الله, ثم ائته بألف دليل من إعجاز القرآن العلمي على أنه كلام الله, إذا آمن أن هذا القرآن من خلال الإعجاز العلمي أنه كلام الله الذي جاء به رسول الله، عندما سيدنا موسى أمسك عصاه, فأصبحت ثعباناً مبيناً, هذه معجزة, ما معناها؟ أن هذا الذي فعل هذا ليس إنساناً عادياً, هو رسول الله، فنحن نؤمن بالله موجوداً, و واحداً, وكاملاً من الكون بالدليل العقلي، ثم نؤمن بأن هذا القرآن كلام الله من خلال إعجازه بالدليل العقلي، ثم نؤمن بأن الذي جاء به هو رسول الله من خلال الإعجاز، انتهى دور العقل ، جاء دور التلقي، آمن بالله, وآمن بكتابه, وآمن برسوله, لهنا العقل فقط .
الآن: ما دمت آمنت بمليون دليل على أن هذا القرآن كلام الله، القرآن يقول: هناك ملائكة, هذا إيمان تصديقي، يوجد جن، يوجد رسل سابقون، البشرية بدأت بآدم، يوجد آخرة، يوجد جنة، يوجد نار، هذا كله إيمان تصديقي، اعتقاد إخباري، عقيدة سمعية .
يوجد عندنا عقيدة حسية, وعقلية, وسمعية، فالإيمان بالله من خلال الكون، والإيمان بالقرآن من خلال الإعجاز، والإيمان برسول الله من خلال القرآن، دور العقل انتهى, جاء دور التلقي، الله عز وجل لأنك آمنت به من خلال الكون, وآمنت بقرآنه من خلال الإعجاز, وآمنت برسوله من خلال القرآن, قال لك: البشرية بدأت بآدم، إيمان تصديقي، قال لك: بعد الموت حساب، يوجد جنة ونار، يوجد ملائكة يكتبون ما تفعلون، هذا كله إيمان تصديقي، ليس له دليل علمي, ما دليله؟ إخباري .
أي أنت عاشرت إنساناً خمسين سنة, ما جربت عليه ولا كلمة كذب، دخلت بيته، وضعك في غرفة الضيوف, ويوجد غرفة إلى جانبها, قلت له: هنا ماذا يوجد؟ قال: هنا غرفة نوم, هل تصدقه؟ دليل ما معك وما شاهدتها, لكن لأن القائل صادق, فإيمانك أن هذه الغرفة غرفة نوم, هذا دليل تصديقي, دليل إخباري .
أنت عندما تفرق بين الإيمان الحسي والعقلي والإخباري، الإيمان هذه العين, هذا كرسي, هذه سجادة, هذا إيمان حسي, أما الإيمان بالله إيمان عقلي, لأن ذات الله غابت عنك بقي آثارها, لا تدركه الأبصار إيمان عقلي, والإيمان بالله إيمان عقلي, الإيمان بالقرآن إيمان عقلي, الإيمان بالرسل إيمان عقلي, بالملائكة إيمان إخباري, بالجن إخباري, بالجنة إخباري, بالحوض, بالعرش, بالكرسي, بالأنبياء السابقين, ببدء الخليقة, كل هذه إخباريات .
أنت حينما تناقش إنساناً غير مسلم, إياك ثم إياك أن تدخل معه في قضايا إخبارية, لأنها ليس لها دليل إلا أنك صدقتها عن الله, إياك ثم إياك ثم إياك أن تدخل في نقاش مع إنسان غير مسلم في قضايا أخبر عنها القرآن, لما يؤمن بالقرآن نقول له: هذه إخباريات .
الإيمان بالله أولاً, وبكتابه ثانياً, وبرسوله ثالثاً, أخبرك عن الجنة والنار, وبدأ الخليقة, والحوض, والكرسي, والعرش, والأنبياء السابقين, كل هذا إيمان إخباري, هذا بين المسلمين متداول فقط .
ما الدليل على أن هذا الإنسان رسول الله؟ لأنه جاء بكتاب معجز, ما الدليل على إعجازه؟ في مليون دليل بالقرآن حقائق ما أحد يعرفها في الأرض, معنى ذلك: أنها من عند الله, هذا نظام الإيمان .
أنا شاكر جداً للأخ الذي سأل هذا السؤال, لأنه سؤال قيم, لكن نحن بين المؤمنين نقول: إذا لم تؤمن بكذا, فقد نقضت إيمانك برسول الله, أما على مستوى التسلسل, هذا هو التسلسل .
والحمد لله رب العالمين



منقول من مواقع موسوعة النابلسي
http://www.nabulsi.com/
http://www.nabulsi.com/blue/ar/sss_cat.php?id=55&sid=56&ssid=66&sssid=79
♥️••♥️••♥️••♥️••♥️••♥️••♥️••♥️••♥️••♥️••♥️••♥️••♥️••♥️••♥️••♥️
لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ♥️لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ العَلِيِّ العَظِيمِ ♥️سُبْحَانَ اللَّهِ ♥️وَالْحَمْدُ لِلَّهِ ♥️وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ♥️وَاللهُ أَكْبَرُ
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ، ♥️وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، ♥️كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، ♥️وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، ♥️إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، ♥️وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ، ♥️وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، ♥️كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، ♥️وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ،♥️فِي الْعَالَمِينَ ♥️إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ ♥️صَلَّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
أسْتَغْفِرُ اللهَ العَظِيمَ ♥️الَّذِي لاَ إلَهَ إلاَّ هُوَ، ♥️الحَيُّ القَيُّومُ، ♥️وَأتُوبُ إلَيهِ
حَسْبِيَ اللَّهُ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ ♥️عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ ♥️وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ
حسبنا الله ♥️♥️ونعم الوكيل ♥️نعم المولى ♥️ونعم النصير
اللَّهُمَّ انصر واعز الاسلام والمسلمين ♥️واعلي بفضلك كلمتي الحق والدين

*۞  اللَّهُمَّ إجعل ما كتبناهُ وما قلناهُ وما نقلناه ♥️حُجة ً لنا لا علينا ♥️يوم ان نلقاك *

وأنا مُلْتَمِسٌ من قارئ حازَ من هذا السِّفر نَفْعَاً ألا ينساني بدعوة صالحة خالصة في السَّحَر ، وليعلم أن ما في هذا الكتاب مِن غُنْم فحلال زُلال له ولغيره ، وما كان مِن غرم فهو عَلَى كاهلي وظهري ، وأبرأ إلى الله من كل خطأ مقصود ، وأستعيذه من كل مأثم ومغرم ‏.‏
فدونك أيها القارئ هذا الكتاب ، اقرأه واعمل بما فيه ، فإن عجزت فَأَقْرِأْهُ غيرَك وادْعُه أن يعمل بما فيه ، فإن عجزتَ – وما إِخَالُكَ بِعَاجِزٍ – فبطْن الأرض حينئذ خيرٌ لك من ظاهرها ‏.‏
ومن سويداء قلبي أسأل الله تبارك وتعالى أن ينفعك بما فيه وأن يقوّيَك على العمل بما انتفعت به ، وأن يرزقك الصبر على ما قد يلحقك من عَنَتٍ وأذى ، وأن يتقبل منك سعيك في خدمة الدين ، وعند الله اللقاء ، وعند الله الجزاء
ونقله لكم الْأَمَةُ الْفَقِيرَةَ الى عفو الله ومرضاته . غفر الله لها ولوالديها ولاخواتها وذرياتها ولاهلها ولأُمّة نبينا محمد صَلَّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اجمعين ويجعلنا من عباده الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ وَالْمُنفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِوَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنْ النَّاسِ وَالْمُحْسِنِينَ والْمُتَّقِينَ الأَحيَاءِ مِنهُم وَالأَموَاتِ  اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِحَيِّنَا وَمَيِّتِنَا وَصَغِيرِنَا وَكَبِيرِنَا وَذَكَرِنَا وَأُنْثَانَا وَشَاهِدِنَا وَغَائِبِنَا ، اللَّهُمَّ مَنْ أَحْيَيْتَهُ مِنَّا فَأَحْيِهِ عَلَى الْإِيمَانِ ، وَمَنْ تَوَفَّيْتَهُ مِنَّا فَتَوَفَّهُ عَلَى الْإِسْلَامِ ويجمعنا اجمعين فى اعلى درجات الجنة مع نبينا محمد وجميع النَّبِيِّينَ والْمُرْسَلِينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا
تحققت الآمال و توفر لهم كل شئ فلم يبق إلا الثناء  
وأخيرًا أسأل الله أن يتقبلني انا وذريتى ووالداى واخواتى واهلى والمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات وامة محمد اجمعين صَلَّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الاحياء منهم والاموات شهيدًا في سبيله وأن يلحقناويسكنا الفردوس الاعلى من الجنة مع النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا أسألكم أن تسامحوني وتغفروا لي زلاتي وأخطــائي وأن يرضى الله عنا وترضــوا عنــا وتهتمــوا وأسال الله العظيم ان ينفع بمانقلت للمسلمين والمسلمات
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وبِحَمْدِكَ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ
دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ ۚ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ  
آميــٍـِـِـٍـٍـٍنْ يـــآرّبْ العآلميــــن
♥️♥️♥️۞ وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَىَ وأَعْلَمُ وأَحكَمُ، ورَدُّ العلمِ إليه أَسلَمُ ♥️♥️♥️
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://el-quran.ahlamontada.com
 
العقيدة من مفهوم القران والسنة -آداب وأركان شهادة أن محمد رسول الله
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» العقيدة من مفهوم القران والسنة -شروط لا إله إلا الله
» العقيدة من مفهوم القران والسنة -رؤية الله يوم القيامة
» العقيدة من مفهوم القران والسنة -الأدلة على صدق رسالة محمدرسول الله
» العقيدة من مفهوم القران والسنة - مفهوم الإيمان
» العقيدة من مفهوم القران والسنة - الربوبية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
القرآن الكريم والسُنَّة النبوية والاعجاز :: ♥(( اقسام الفقه والعقيدة الإسلامي ))♥ :: العقيدة الإسلامية واصولها-
انتقل الى: