القرآن الكريم والسُنَّة النبوية والاعجاز
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

القرآن الكريم والسُنَّة النبوية والاعجاز

القرآن الكريم والسُنَّة النبوية والاعجاز كنز ورسالة لمنهج حياة للعالم الإسلامي اجمع
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 الماء والنظافة في الإسلام

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin
Admin


المساهمات : 4240
تاريخ التسجيل : 20/01/2018

الماء والنظافة في الإسلام Empty
مُساهمةموضوع: الماء والنظافة في الإسلام   الماء والنظافة في الإسلام Emptyالأربعاء فبراير 28, 2018 6:19 am

۞بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ۞
۞ٱلْسَلآمّ ٍعَلْيّكَمُ وٍرٍحَمُةٌ اللَّــْـْہ ۆبُركَاته۞
۞أَعُوذُ بِاللَّهِ السَّمِيعِ الْعَلِيمِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ من ♥️هَمْزِهِ، ♥️ونَفْثِهِ،♥️ونَفْخِهِ۞
۞الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ۞
۞أَشْهَدُ أَنّ لَّا إِلَٰهَ إِلَّإ الله ♥️وأَشْهَدُ ان محمداً رسول الله۞
۞تحية من عند الله طيبة مباركة۞



الماء والنظافة في الإسلام
لقد اهتمَّ الإِسلامُ اهتِماماً كَبيراً بنطافَة جِسم الإنسان؛ ويبدو لنا هذا الاهتمامُ جَلِيَّاً في تَشريعاتِه السَّامية المتمثِّلة في إيجاب الوُضوء والغُسل، والأمر بغَسل اليَدين قبلَ الأكل وبَعدَه، وغسل الثِّياب وتَطهيرها، وما إلى ذلك. كما ربطَ الإسلامُ ما بين ذلك وبين العِبادة الفَرديَّة والجَماعيَّة، تَأكيداً منه على العَلاقة المُتَكامِلة ما بين الجِسم والرُّوح.

ففي الوُضوء، يجري غَسلُ الأعضاء المعرَّضة للتلوُّث والغُبار كثيراً، كالوَجه واليَدين، أو المعرَّضة للتعطُّن مثل القَدمين. وقد جعل الله عزَّ وجلَّ الوضوءَ شَرطاً لصحَّة الصَّلاة، إِذ قالَ تعالى: {ما يُريد الله ليجعلَ عليكم من حَرَج، ولكن يُريد ليُطهِّرَكم} [المائِدَة، 6]. كما اشترطَ الطَّهارةَ لصحَّة الطَّواف بالبَيت الحَرام. قال تعالى: {فيه رِجالٌ يُحِبُّون أن يَتَطهَّروا والله يُحبُّ المُطهَّرين} [التَّوبة، 109]. ولقد حتَّمَ الإسلامُ على المُسلِم أن يكونَ نَظيفاً نَقياً خالِصاً من الأَقذار والأَدران والنَّجاسَة، ويتلخَّصُ ذلك في قَولِ النَّبي صلَّى الله عليه وسَلَّم: [الطَّهورُ شَطرُ الإيمان] (رواه مُسلِم).

وقد شَرَع الله الوُضوءَ وجَعلَه فَرضاً على كلِّ مُسلِم يُريد الصَّلاةَ، فقال تعالَى: {يا أيُّها الذين آمنوا إذا قُمتم إلى الصَّلاة فاغسلوا وُجُوهَكَم وأَيديَكم إلى المَرافِق، وامسَحوا برُؤوسِكم، وأَرجُلَكم إلى الكَعبين ...} [المائدة، 6]؛ وقال النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسَلَّم: [لا يَقبلُ اللهُ صَلاةً إلاَّ بطَهور] (رَواهُ ابنُ ماجَة)، وقالَ: [لا صَلاةً لمن لا وُضوءَ له] (رَواهُ ابنُ ماجَة)، وقال: [مِفتاحُ الصَّلاة الطَّهور] (رَواهُ ابنُ داوود).

والوُضوءُ في الإِسلام غَسلٌ لليَدين والذِّراعين والقَدمين والوَجه ومسحٌ للرَّأس ومَضمْضمةٌ واستِنشاق للمَاء، كما وردَ عن الرَّسول عليه الصَّلاة والسَّلام. والوُضوء طَهارةٌ للجسد والرُّوح، يُكمِّل بَعضُهما البعضَ الآخر، وقد دلَّ على ذلك قولُه صلَّى الله عليه وسَلَّم: [إذا تَوضَّأَ العبدُ المُسلِمُ أو المؤمن فَغَسَلَ وَجهَهُ خَرَجَ مِن وَجهِهِ كُلُّ خَطِيئَةٍ نَظَرَ إِلَيهَا بِعَينَيهِ مَعَ المَاءِ أَو مَعَ آخِرِ قَطرِ المَاءِ، فَإِذَا غَسَلَ يَدَيهِ خَرَجَ مِن يَدَيهِ كُلُّ خَطِيئَةٍ كَانَ بَطَشَتهَا يَدَاهُ مَعَ المَاءِ أَو مَعَ آخِرِ قَطرِ المَاءِ، فَإِذَا غَسَلَ رِجلَيهِ خَرَجَت كُلُّ خَطِيئَةٍ مَشَتهَا رِجلاهُ مَعَ المَاءِ أَو مَعَ آخِرِ قَطرِ المَاءِ حَتَّى يَخرُجَ نَقِيَّاً مِنَ الذُّنُوبِ] (رَواهُ مُسلِم).

ولم يُهمِل الإِسلامُ حالةَ من لم يَنتقِض وُضوؤه، إذ قد يَكتَفي بالوُضوء مرَّةً أو مرَّتين في اليوم واللَّيلة، بل حثَّه على تكرار وضوئِه وتَجديد نَظافتِه، فقد [كان النبيُّ صلَّى الله عليه وسَلَّم يَتَوضَّأ لكلِّ صَلاة] (رواه التِّرمذي)، وإن كان لم يُوجِب ذلك على أمِّتِه، لكنَّه رغَّبَ فيه، فقال: [من تَوضَّأ على طُهرٍ كتبَ اللهُ له به عشرَ حَسناتٍ] (رواه التِّرمذي).

كما دعا الإسلامُ إلى الوُضوء في عَديدٍ من المناسَبات الأخرى، غير مُناسبة الصَّلاة؛ فقد طلبَ من الجُنُب الوُضوءَ إذا أرادَ الأكلَ أو النَّوم، والجُنُبُ هو من باشرَ الجِماعَ أو نزلَ منه المنيُّ حتَّى وإن لما يُباشِر الجِماع. والجنابةُ تَستَلزِم غسلَ البَدن كلِّه. ومع ذلك، نرى تشجيعَ الجُنُب على الوُضوء ريثما يَغتَسِل؛ فقد سُئِل النَّبيُّ عليه الصَّلاة والسَّلام عن الجُنُب هل ينام أو يأكل أو يشرب، فقال: [نعم، إذا تَوضَّأَ وضوءَه للصَّلاة] (رواهُ ابنُ ماجة).

كما طلبَ الإسلامُ من الرَّجُل إذا جامعَ زوجتَه، ثمَّ أرادَ أن يُباشِرَها مرَّةً ثانية، أن يَتوضَّأَ قبلَ ذلك، ففي الحَديث: [إذا أتى أحدُكم أهلَه، ثمَّ أرادَ أن يعودَ فليتوضَّأً] (رَواه مُسلِم).

كما يُسنُّ الوضوءُ عندَ الغَضَب، ومن مسِّ الميِّت، ومن حَملِه، وعندَ قراءة القرآن والحَديث، وعندَ تلقِّي العِلم، ودخول المَسجِد، والأذان، والخطبة، وزيارة القُبور.

ومن ذلك كلِّه، نجد أنَّه لا يكاد يَعلَق بالجِسم بعضُ مُفرَزاته، أو شيء من الأتربة أو الأَوساخ من خارِجه، إلاَّ ويأتِي الوضوءُ على عَجل فيَنـزعها عن جسم الإنسان، فيَسلم بدنُه، ويألفه من يُجاوِره، ولا يتأذَّى أحدٌ من قذارته. وهكذا نجد أنَّ الوضوءَ هو الضَّمانة الأكيدة لنظافة البَدَن ونضرته ونقائه وصَفائه.


العناية بالطهارة والنظافة في الإسلام
الإسلام دين طهارة ونظافة، دعا المسلمين إلى العناية بها وجعْلها شَعيرةً من شعائر الدين، وركيزة من ركائزه، وفريضة من فرائضه، بل جعلها شرطًا من شروط أكبر العبادات، وأعظم الفرائض والواجبات، ألا وهي الصلاة، ولقد أمر الله - سبحانه وتعالى - رسوله ونبيَّه محمدًا صلى الله عليه وسلم بالحفاظ والدوام على التكبير، وعقبه بالتطهير؛ ﴿ وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ * وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ ﴾ [المدثر: 3، 4]، يقول الإمام فخر الدين الرازي: "إذا ترك لفظ الثياب والتطهُّر على ظاهره وحقيقته، فيكون المراد منه أنه عليه الصلاة والسلام أُمر بتطهير ثيابه من الأنجاس والأقذار"؛ (التفسير الكبير، للرازي)، وإنَّ الطهارة والنظافة من الأخلاق الكريمة الفاضِلة، والعادات الطيبة السامية في الإسلام، ولقد جعل النبي صلى الله عليه وسلم الطهارة شطرَ الإيمان فقال صلى الله عليه وسلم: ((الطَّهور شَطْر الإيمان))؛ صحيح مسلم، رقم: 223، ولقد دعا الإسلام أتباعه إلى العناية البالغة بالطهارة والنظافة عند القيام إلى الصلاة؛ ﴿ يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ﴾ [الأعراف: 31]، من هنا ندرك مدى أهمية الطهارة، وعِظم درجتها، وعلوِّ مرتبتها في شرعة الإسلام، ولقد حث النبي صلى الله عليه وسلم أمته على الاعتناء بالطهارة، والاهتمام بالنَّظافة بشتَّى الطرُق والسبُل، فمرة قال صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ الله طيِّب يحب الطيب، نظيف يحب النظافة، كريم يحب الكرم، جوادٌ يحبُّ الجُود، فنظِّفوا أفنيتكم ولا تشبَّهوا باليهود))؛ سنن الترمذي، باب ما جاء في النظافة، 5 / 111رقم: (2799)، سبحان الله تنظيف أفنية البيوت تحلُّ هذا المحل، وتشغل هذا الحيز من اهتمام النبي صلى الله عليه وسلم، فكيف بالبيوت ذاتها وكيف بساكني هذه البيوت أنفسهم؟!

لا شك أن الإسلام يُحتِّم على المسلمين العناية البالغة والرعاية الكاملة لهذا الجانب من الطهارة والنظافة، وهذا من العيب الشديد أن تقصّر الشعوب المسلمة في العالم الإسلامي والعالم العربي في هذا الجانب المهمِّ مِن الدِّين، وأن تكون عرضةً لنقد الآخرين، وسببًا في تشويه صورة الإسلام والمسلمين في عصر نرى فيه أمم الأرض تولي هذا الجانب اهتمامًا بالغًا، ويقول نبينا ورسولنا محمد صلى الله عليه وسلم مدويًّا مجلجلاً: ((إن الله طيب لا يقبل إلا طيبًا))؛ صحيح مسلم، رقم: (1015) وإن الطهارة تجلب محبة الله - عز وجل - وتقرِّب صاحبها إلى الله زلفى، وهي تساوي التوبة التي هي سبب صفاء النفوس ونقائها من أرجاس المعاصي، وأدران الذنوب؛ يقول الرب - عز وجل - : ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ﴾ [البقرة: 222]، والنبي صلى الله عليه وسلم جعل النظافة والطهارة تزيد المؤمن إيمانًا وتَدعوه إليه، فقال صلى الله عليه وسلم: ((استقيموا ولن تُحصوا، واعلموا أن من أفضل أعمالكم الصلاة، ولا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن))؛ سنن ابن ماجه، رقم: (278) وقد بلغت أهمية الطهارة مبلغها؛ حيث إن الله - سبحانه وتعالى - ذكَرها وذكر كيفية القيام بها في أوضح بيان: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [المائدة: 6].

والطهارة كفارة للذنوب، وسبب لمُضاعَفة الأجور، ومَنهاة عن الفسق والفجور، ونور وضياء لصاحبه يوم العرض والنشور؛ يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((إذا توضَّأ العبد المسلم أو المؤمن فغسل وجهه خرج من وجهه كل خطيئة نظر إليها بعينه مع الماء أو مع آخر قطر الماء، فإذا غسل يديه خرَج من يديه كل خطيئة كانت بطشتها يداه مع الماء أو مع آخر قطر الماء، فإذا غسل رجليه خرجت كل خطيئة مشتْها رجلاه مع الماء أو مع آخر قطر الماء حتى يخرج نقيًّا من الذنوب))؛ صحيح مسلم، رقم: (244)، وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أمر أكيد بتطهير الأجسام والأجساد وضمن به تطهير القلوب، وتزكية النفوس، فقال صلى الله عليه وسلم: ((طهِّروا هذه الأجساد طهَّركم الله؛ فإنه ليس من عبد يَبيت طاهرًا إلا بات معه في شعارِه ملك ولا يَنقلِب ساعة من الليل إلا قال: اللهمَّ اغفِرْ لعبدك فإنه بات طاهرًا)) مجمع الزوائد ومنبع الفوائد، رقم: (17074)، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحب البياض في الثياب ويأمر بها أصحابه رضي الله عنه ويقول: ((البَسوا البياض؛ فإنها أطهر وأطيب، وكفِّنوا فيها موتاكم))؛ سنن الترمذي، رقم: (2810)، يقول العلماء في بيان حكمة البياض في الثياب: "ولأن اللون الأبيض أقل الألوان اكتنازًا للحرارة، ولأن الوسخ والنجاسة يظهران عليها بجلاء، وذلك مدعاة لتنظيفها وتطهيرها وعدم إهمالها".

وكان صلى الله عليه وسلم يكره الثوب الوسخ القذر وينهى عنه؛ فعن جابر بن عبدالله رضي الله عنه أنه قال: "أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم زائرًا في منزلنا فرأى رجلاً شعثًا فقال: ((أما كان يجد هذا ما يسكِّن به شعره))؟ ورأى رجلاً آخر وعليه ثياب وسخة فقال: ((أما كان هذا يجد ما يغسل به ثوبه))؛ صحيح ابن حبان، رقم: (5483)، وقالت الحكماء: ((من نظَّف ثوبه قلَّ همُّه، ومَن طاب ريحه زاد عقله))، وقد دلَّ نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم أمته على خصال وخلال يتحقَّق بالقيام بها والحفاظ عليها الطهارة والنظافة على أحسن وجه وأكمله؛ فعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((عشْرٌ مِن الفِطرة: قصُّ الشارب، وإعفاء اللحية، والسواك، واستنشاق الماء، وقص الأظفار، وغسل البراجم، ونتْف الإبط، وحلْق العانة، وانتقاص الماء))، - يعني الاستنجاء بالماء - قال زكريا: قال مصعب: "ونسيتُ العاشرة إلا أن تكون المضمضة"؛ (سنن أبي داود، رقم: 53) والتخليل بين الأصابع والمبالغة في الاستنشاق من آكد الأمور في الوضوء؛ سأل بعض الصحابة النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "يا رسول الله، أخبرني عن الوضوء" فقال: ((أسبِغ الوضوء، وخلِّل بين الأصابع، وبالِغ في الاستِنشاق إلا أن تكون صائمًا))؛ صحيح ابن حبان، رقم: (1054)، وقد دعا الإسلام أتباعه إلى طهارة الأبدان والأجساد من الأنجاس والأرجاس، ونظافة الأمكنة والأثواب من الأوساخ والأقذار، تحصينًا لصحَّتهم داخلاً وخارجًا، وتوفيرًا لهم الأمن والخلاص من جميع الأذى والمضار، ووقايةً لهم من جميع الأمراض والأسقام والأخطار، وضمانًا لهمِّ الروح والسرور والبهجة والحبور؛ يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((اتقوا الملاعن الثلاثة: البراز في الموارد، وقارعة الطريق، والظل))؛ سنن أبي داود، رقم: (26)، ورأى صلى الله عليه وسلم أناسًا لم يهتموا بتنظيف أسنانهم وأفواههم فأنكر صلى الله عليه وسلم عليهم؛ كما ورد في الحديث: كانوا يدخلون على النبي صلى الله عليه وسلم ولم يَستاكوا، فقال: ((تدخلون عليَّ قلحًا؟ استاكوا، فلولا أن أشق على أمتي لفرضت عليهم السواك عند كل صلاة كما فرضت عليهم الوضوء))؛ تحفة المحتاج (1 / 179)، استاكوا وتنظفوا.

وقد أمر الله - سبحانه وتعالى - عبديه ونبيَّيْه إبراهيم وإسماعيل بتطهير بيته الحرام؛ ﴿ وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ ﴾ [البقرة: 125]، فالمساجد كلها بيوت الله، وفيها يركع الراكعون ويَسجد الساجدون، ويَعكف العاكِفون، ويَذكر الذاكرون، فلا بد مِن تطهيرها وتنظيفها وتجميرها وتبخيرها؛ عن عائشة رضي الله عنها قالت: "أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ببناء المساجد في الدور وأن تنظَّف وتطيَّب" سنن الترمذي، رقم: (594)، فالنُّخاعة التي تكون في المسجد ولا تُدفن وُجِدت في مساوئ الأعمال؛ كما رُوي عن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((عُرضت عليَّ أعمال أمتي حسَنُها وسيئها، فوجدت في محاسن أعمالها الأذى يُماط عن الطريق، ووجدت في مساوئ أعمالها النُّخاعة تكون في المسجد لا تُدفَن))؛ صحيح مسلم، رقم: (553)، وقال صلى الله عليه وسلم: ((البزاق في المسجد خطيئة، وكفارتها دفنها))؛ صحيح البخاري، رقم: (415)، صحيح مسلم، رقم: (552)، وهكذا بشَّر النبي صلى الله عليه وسلم بالثواب الكبير والأجر الجزيل لمن أماط الأذى عن الطريق؛ عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لقد رأيتُ رجلاً يتقلَّب في الجنة في شجرة قطعها من ظهر الطريق كانت تؤذي الناس))؛ صحيح مسلم، رقم: (1914)، وإماطة الأذى عن الطريق شعبة من شعب الإيمان؛ كما ورد في الحديث: ((الإيمان بضع وسبعون شعبة، فأفضلها: قول لا إله إلا الله، وأوضعها: إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان))؛ سنن النسائي، رقم: (5005)، وورد في الحديث النبوي الشريف الأمر بتخمير الأواني وإيكاء الأسقية ترغيبًا في الطهارة وحثًّا على النظافة؛ يقول صلى الله عليه وسلم: ((خمِّروا الآنية، وأوكوا الأسقية، وأجيفوا الأبواب، وأطفئوا المصابيح، فإن الفُويسقة ربما جرَّت الفتيلة فأحرقت أهل البيت))؛ صحيح البخاري، رقم: (6295)، سنن الترمذي، رقم: (2857)، ولقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أن يبول الإنسان في مكانِ الاستِحمام صونًا له من النجاسة، وحفاظًا على الطهارة، وبعدًا عن تردُّد الوسواس ببقاء النجاسة؛ فقال صلى الله عليه وسلم: ((لا يبولنَّ أحدكم في مستحمِّه ثم يَغتسل فيه؛ فإن عامة الوسواس منه))؛ سنن أبي داود، رقم: (27)، وأمر الإسلام بتطهير الإناء إذا ولغ الكلب فيه سبع مرات بالماء؛ يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((إذا ولغ الكلب في إناء أحدكم فليغسله سبع مرات))؛ سنن النسائي، رقم: (64)، وفي رواية له: ((إذا ولغ الكلب في إناء أحدكم فليغسله سبع مرات أولاهنَّ بالتراب))؛ سنن النسائي، رقم: (338).

هذا هو دين الإسلام، دين الفطرة التي فُطر الناس عليها، يوجب على الناس كل ما فيه خيرهم وصلاحهم، ويُحرِّم عليهم كل ما فيه شرهم وفسادهم، فكما أوجب عليهم طهارة الأبدان من الأنجاس والأقذار أوجب عليهم طهارة القلوب من الأضغان والأحقاد؛ يقول الرب - عز وجل -: ﴿ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا ﴾ [الشمس: 9، 10]، ويقول المصطفى صلى الله عليه وسلم: ((إن الله لا ينظر إلى أجسادكم ولا إلى صوركم ولكن ينظر إلى قلوبكم))، وأشار بأصابعه إلى صدره؛ صحيح مسلم، رقم: (2564).

وجعل الإسلام الاغتسال والاستحمام وسيلة ناجعة للطهارة والنظافة فدعا الناس إليها، وحثَّهم عليها، وقد ورد في الحديث النبوي الشريف: إنما كان الناس يسكنون العالية فيحضرون الجمعة، وبهم وسخ، فإذا أصابهم الروح سطعت أرواحهم، فيتأذى بها الناس، فذُكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ((أوَلا يَغتسلون؟))؛ صحيح مسلم، رقم: (1379)، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((الغسل يوم الجمعة واجب على كل محتلم))؛ صحيح مسلم، رقم: (846)، ويقول صلى الله عليه وسلم: ((إذا أتى أحدكم الجمعة فليغتسل))؛ سنن أبي داود، رقم: (340)، فليحافظ المسلم على النظافة والطهارة، وليحتسب الأجر والثواب عند الله - عز وجل - وليقدم للناس صورة رائعة للإسلام والمسلمين متمثلة في الطهارة والنظافة في ظاهره وباطنه، في ملبسه، ومسكنه، ومكتبه، ومحلِّه، ومتجرِه، حتى يكون شامةً بين الناس، وما ذلك على الله بعزيز، وصلى الله تعالى على خير خلقه محمد وعلى آله وأصحابه وبارك وسلَّم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://el-quran.ahlamontada.com
Admin
Admin
Admin


المساهمات : 4240
تاريخ التسجيل : 20/01/2018

الماء والنظافة في الإسلام Empty
مُساهمةموضوع: رد: الماء والنظافة في الإسلام   الماء والنظافة في الإسلام Emptyالأربعاء فبراير 28, 2018 6:19 am

النظافة
من منظور التربية الإسلامية


قيمه النظافة من أهم القيم الإسلامية، والإسلام ينظر إليها على أنها جزء لا يتجزأ من الإيمان، الأمر الذي جعلها تحظى باهتمام بالغ في الشريعة الإسلامية، اهتمام لا يدانيه اهتمام من الشرائع الأخرى، فلم يعد ينظر إليها على أنها مجرد سلوك مرغوب فيه أو متعارف عليه اجتماعياً يحظى صاحبه بالقبول الاجتماعي فقط، بل جعلها الإسلام قضية إيمانية تتصل بالعقيدة، يثاب فاعلها ويأثم تاركها في بعض مظاهرها، فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " الإيمان بضع وسبعون شعبة فأفضلها: قول لا إله إلا الله وأدناها: إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان " [1].



ومن مظاهر اهتمام الإسلام بها، جعلها سمة من سمات الرجال، وهذه السمة جعلتهم ينالون شرف محبة الله تعالى لهم، قال تعالى: ﴿ لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ ﴾ [التوبة: 108]، كما جعلها سبحانه وتعالى شرطاً لإقامة عمود الدين "الصلاة"، قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرضي أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [المائدة: 6]، وجعل سبحانه وتعالى التيمم بالصعيد الطيب عوضاً في حالة عدم القدرة على الماء، وذلك من أسمى مظاهر الاهتمام بالطهارة والنظافة في الإسلام والتيمم يعكس أيضاً مدى حرص الإسلام على الطهارة، قال تعالى: ﴿ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ ﴾ [المائدة: 6]، كما أن الله سبحانه وتعالى لم يجعل هذا التكلف من قبيل الحرج والعناء على المؤمنين، ولكن تشريفاً وتكريماً لهم، قال تعالى: ﴿ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [المائدة: 6]، أي أن هذه الطهارة التي نأمركم بها ليس المقصود منها إرهاقكم بها ولكنها نعمة من نعمنا التي لا تحصى عليكم والتي تستحق الشكر.



وهذه الطهارة التي يريدها الله من عباده ليست مقصورة على الجوانب المادية فقط، من طهارة البدن، والثوب، قال تعالى: ﴿ وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ ﴾ [المدثر: 4] وغير ذلك من المظاهر المادية، وإنما هي عامة تشمل المظاهر المعنوية أيضاً، فالإنسان الذي لا يكذب يوصف بأنه نظيف اللسان، والذي لا تمتد يده إلى حق غيره يوصف بأنه نظيف اليد.



والمتأمل حال الطهارة والنظافة في القرآن الكريم، يجد أن الله سبحانه وتعالى يعاقب على عدم الالتزام بها أشد وأبلغ عقاب، وقد أهلك الله سبحانه وتعالى أمة كاملة لنجاستهم وعدم طهارتهم وهم قوم " لوط " عليه السلام قال تعالى: " ﴿ فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِي * فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ ﴾ [الحجر: 73 -74]، وقد جعلها الله تعالى شرط لصحة الصلاة وجعل التيمم بديلاً وعن الماء هو التيمم، ومن ثم لا تصح الصلاة بدون الطهارة بالماء أو التراب، وأول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة الصلاة فإن صلحت صلح سائر العمل وإن فسدت فسد سائر العمل وقد حرم الله إتيان المرأة حال حيضها لأنه أذى وبعد انتهاء الحيض شريطة الطهارة قال تعالى: ﴿ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ﴾ [البقرة: 222]، وتأمل نظرة الإسلام إلى من يأتي امرأته حال حيضها وقبل طهورها وهى زوجته، فذلك الشخص لم يجعل الله له حد جلد ولا رجم مثل الزنا وشرب الخمر، بل عقوبته أشد من ذلك وهى الطرد من رحمه الله، نسأل الله العفو والعافية، وكذا الحال مع من يأتي المرآة في دبرها.



ولقد جعل النبي - صلى الله عليه وسلم - النظافة نصف الإيمان، حيث قال - صلى الله عليه وسلم -: "الطهور شطر الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمد لله تملآن " أو تملأ " ما بين السماء والأرض، والصلاة نور، والصدقة برهان، والصبر ضياء، والقرآن حُجه لك أو عليك، كل الناس يغدو فبايع نفسه فمعتقها أو موبقها" [2].



يرد هذا الحديث على من يعتقدون أن النظافة والطهارة إنما هي من ابتكار الغرب، وأن أُمة الإسلام ليس لها علاقة بها بسبب تصرفات بعض المنتسبين إلى الإسلام، فإن كانت بعض الأديان أولت النظافة جزء من اهتمامها فقد جعلها الإسلام نصف الإيمان، كما جعلها شرط لبعض العبادات، ويكفي هذا الحديث في الكلام عن اهتمام الإسلام بالنظافة.



ومن خلال ما سبق يتبين لنا مدى تقدير الإسلام للنظافة، لأنها من العوامل الأساسية في الحفاظ على الصحة، والوقاية مما قد يضر البدن.



مجالات النظافة في الإسلام

الوضوء:

شرع الوضوء للصلوات الخمس في اليوم والليلة، بما فيها من تعهد للأعضاء الظاهرة من الإنسان الأكثر تعرضاً للتلوث، وجعلها شرطاً لقبول الصلاة، قال - صلى الله عليه وسلم -: "لا تقبل صلاة بغير طهور ولا صدقة من غلول" [3].



كما حث النبي - صلى الله عليه وسلم - على إسباغ الوضوء، قال - صلى الله عليه وسلم -: "من توضأ للصلاة فأسبغ الوضوء، ثم مشى إلى الصلاة المكتوبة، فصلاها مع الناس، أو مع الجماعة، أو في المسجد غفر الله له ذنوبه".



الغسل:

أوجب الشارع غسل جميع البدن، بعد الجماع وبعد الحيض والنفاس وغير ذلك من المواطن التي يلزم معها الغسل، وحث عليه وندب إليه في مناسبات عادية وخاصة مواطن الاجتماع والازدحام كالجمع والعيدين، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إذا جاء أحدكم الجمعة فليغتسل " [4].



كما أن الإسلام وضع حد أقصى لمدة الغسل، وذلك إذا لم يوجد ما يوجب الغسل، فالسنة ألا يمر أكثر من سبعة أيام على آخر غسل، فقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " حق لله على كل مسلم أن يغتسل في كل سبعة أيام يغسل رأسه وجسده " [5].



شرع غسل اليدين قبل الأكل وبعده، وقد سبقت الإشارة إليه.



غسل اليدين بعد الاستيقاظ من النوم قبل غمسها في الماء:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا استيقظ أحدكم من نومه، فلا يغمس يده في الإناء حتى يغسلها ثلاثاً، فإنه لا يدري أين باتت يداه " [6]. لعلة عدم تلوث مياه الشرب، لعدم تأكد نقاء اليد.



النهى عن التبول أو التبرز أو إلقاء القاذورات في الطرق أو في الأماكن التي يركن إليها الناس للاستراحة مثل الظلال وغيرها:

قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اتقوا اللَّعَّانين قالوا: وما اللَعَّانَانِ يا رسول الله؟ قال: " الذي يتخلى في طريق الناس أو في ظلهمّ " [7].



خصال الفطرة:

ومن مظاهر النظافة في الشريعة الإسلامية سنن الفطرة، وهي عبارة عن بعض السلوكيات التي تعتني بنظافة الإنسان، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الفطرة خمس (أو خمس من الفطرة) الختان، والاستحداد، وتقليم الأظافر، ونتف الإبط، وقص الشارب " [8].



وعن عائشة -رضي الله عنها-، قال - صلى الله عليه وسلم -: "عشر من الفطرة: قص الشارب، وإعفاء اللحية، والسواك، واستنشاق الماء، وقص الأظافر، وغسل البراجم، ونتف الإبط، وحلق العانة، وانتقاص الماء " قال زكريا: قال مصعب: ونسيت العاشرة: إلا أن تكون المضمضة" زاد قتيبة: قال وكيع: انتقاص الماء يعني: الاستنجاء [9].


1- قص الشارب وإعفاء اللحية:

من سنن الفطرة أيضاً قص الشارب، لأنه ربما تعلق الطعام به أو تلوث الشراب به إن كان طويلاً، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من الفطرة قص الشارب" [10]. فضلاً عن أنه يناسب الذوق العام.



وكان من هدي النبي - صلى الله عليه وسلم - وسمته إعفاء لحيته، فقد قال صلى الله عليه وسلم: " أنهكوا الشوارب وأعفوا اللحى " [11].



ومن الناحية الطبية فإن الشوارب إذا ما طالت تلوثت بالطعام والشراب وأصبح منظرها مدعاة للسخرية وقد تكون سبباً في نقل الجراثيم). وعندما يقص المسلم شواربه يبدو بمظهر التواضع والارتياح خلافاً لما يخلفه إطالة الشارب وفتله من مظهر الكبر والجبروت. من هنا نرى النتيجة الرائعة للهدي النبوي العظيم في أن وجه الملتحي أكثر نضارة وشباباً من وجه حليق اللحية، كما أن وجه المرأة المحجبة أكثر حيوية ونضارة من وجه السافرة مهما تقدمت بها السن. هذا عدا عما يسببه حلق اللحية اليومي من تهيج للجلد وتخريب لأنسجته، وعلاوة عما في حلق اللحية من تشبه الرجل بالمرأة، ومن الناحية الصحية فإن د. عبد الرزاق كيلاني يرى أن عمل الرجل يؤدي إلى كثرة تعرضه لأشعة الشمس والرياح الباردة والحارة والذي يؤثر سلبياً على الألياف المرنة والكلاجين الموجودين في جلد الوجه ويؤدي إلى تخربهما شيئاً فشيئاً إلى ظهور التجاعيد والشيخوخة المبكرة. وقد خلق الله [المصور] اللحية في وجه الرجل للتخفيف من تأثير هذه العوامل، ولم يخلقها للمرأة لأنه سبحانه خلقها للعمل في البيت بعيداً عن تأثير الأشعة الشمسية وتقلبات الرياح. وسنة الإسلام في قص الشوارب تتفق مع ما دعا إليه الطب، بقص ما زاد عن حدود الشفة العليا فقط وهو ما كان عليه جمع من الصحابة كعمر بن الخطاب وعبد الله بن الزبير، وهو ما ذهب إليه الشافعي ومالك، وإن عدم إزالة الشارب بقصه فقط تتفق مع الطب الوقائي، فالشارب خلق للرجل، وهو المهيأ للعمل وطوارئ البيئة ووجود الشارب يحمي الرجل من طوارئ البيئة وفي تصفية الهواء الداخل عبر الأنف إلى الرئتين، وهذا بالطبع أنفع وأسلم[12].


وكان من هديه - صلى الله عليه وسلم - إذا توضأ خلل لحيته، لحديث عثمان بن عفان - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يخلل لحيته " [13]. وعن أنس - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا توضأ، أخذ كفاً من ماء، فأدخله تحت حنكه، فخلل به لحيته، وقال: " هكذا أمرني ربي، عز وجل " [14]. تأكيداً لنظافتها وخلوها من الأتربة والغبار.


2- التسوك:

حث النبي - صلى الله عليه وسلم - على استخدام السواك وتطهير الفم من بقايا الطعام، فعن أبى هريره - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " لولا أن أشق على المؤمنين " وفي حديث زهير على أُمتي "لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة" [15].



وسألت عائشة - رضي الله عنها - بأي شيء كان يبدأ النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا دخل بيته؟ قالت: بالسواك " [16].



وقد سبق الكلام عن آثاره الصحية والاجتماعية في الفصل الخاص بالطعام، ويطيب لنا أن نذكر ما أوردته مجلة “المجلة” الألمانية الشرقية في عددها الرابع [1961] مقالاً للعالم رودات - مدير معهد الجراثيم في جامعة روستوك - يقول فيه (13): "قرأت عن السِّواك الذي يستعمله العرب كفرشاة للأسنان في كتاب لرحّالة زار بلادهم، وقد عرض للأمر بشكل ساخر، اتخذه دليلاً على تأخر هؤلاء القوم الذين ينظفون أسنانهم بقطعة من الخشب في القرن العشرين. وفكرت! لماذا لا يكون وراء هذه القطعة الخشبية حقيقة علمية؟ وجاءت الفرصة سانحة عندما أحضر زميل لي من العاملين في حقل الجراثيم في السودان عدداً من تلك الأعواد الخشبية. وفوراً بدأت أبحاثي عليها، فسحقتها وبللتها، ووضعت المسحوق المبلل على مزارع الجراثيم، فظهرت على المزارع آثار كتلك التي يقوم بها البنسلين"... وإذا كان الناس قد استعملوا فرشاة الأسنان من مائتي عام فقط فلقد استخدم المسلمون السِّواك منذ أكثر من 14 قرناً.



ويذكر محمد نزار بعد استعراضه لبعض الأبحاث التي تناولت عود الأراك، وهكذا يمكننا اعتبار المسواك، الفرشاة الطبيعية المثالية، والمزودة بمعجون ربّاني، من موادّ مطهرة، ومنظفة تفوق ما تملكه معاجين الأسنان الصناعية من مواصفات، ولعل أهمها أن المعجون المطهر لا يستمر تأثيره أكثر من 20 دقيقة ثم يرجع الفم إلى حالته العادية، لكن من المنتظر بعد استعمال السِّواك ألا يعود مستوى الجراثيم الفموية إلى حالته إلا بعد ساعتين على الأقل[17].


3- التطيب بالمسك وغيره:

ومن مجالات تطبيق النظافة في الإسلام التطيب بالمسك وغيره، من أنواع الطيب الذي يسر النفس، ويبهجها، ويبعث على النشاط والقوة، ويسٌر المؤمنين، ويؤلف بينهم، فقد حث - صلى الله عليه وسلم - على التطيب وعلى قبول الطيب، فقال - صلى الله عليه وسلم -: " حبب إلي من الدنيا، النساء، والطيب، وجعلت قرة عيني في الصلاة " [18].



وعن أبي سعيد الخدري، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر امرأة من بنى إسرائيل حشت خاتمها مسكاً والمسك أطيب الطيب " [19].وعن أبى هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " من عرض عليه ريحان فلا يرده، فإنه خفيف المحمل طيب الريح " [20].



4- الختان:

الختان من سنن الفطرة، وهو قطع الجلدة التي تغطى الحشفة، حتى لا يجتمع فيها الوسخ أثناء الجماع أو التبول، فقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " اختتن إبراهيم بعد ثمانين سنة واختتن بالقادوم" [21].



قال الألباني: صح عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، من قوله لبعض الختانات: "اخفضي، ولا تنهكي، فإنه أنضر للوجه، وأحظى للزوج"، وله طرق، وشواهد عن جمع من الصحابة، خرجتها في الصحيحة (2/353-358)، وانظر تمام المنة " ص 67 " [22].


5- الاستحداد: حلق العانة:

لما يتجمع فيها من عرق محدثاً رائحة كريهة، ويشير الأطباء إلى أن ناحية العانة وما يحيط بالقبل والدبر، منطقة كثيرة التعرق والاحتكاك ببعضها البعض، وإنه إن لم يُحلَق شعرها تراكمت عليه مفرزات العرق والدهن، وإذا ما تلوثت بمفرغات البدن من بول وبراز صعب تنظيفها حينئذ، وقد يمتد التلوث إلى ما يجاورها فتزداد وتتوسع مساحة النجاسة، ومن ثَمَّ يؤدي تراكمها إلى تخمرها فتنتن وتصدر عنها روائح كريهة جداً، وقد تمنع صحة الصلاة إن لم تنظف وقلع عنها النجاسات. وفي حلق شعر العانة أيضاً وقاية من الإصابة بعدد من الأمراض الطفيلية المؤذية كقمل العانة الذي يتعلق بجذور الأشعار ويصعب حينئذ القضاء عليها. كما يخفف الحلق من إمكانية الإصابة بالفطور المظنية. لذا سن الإسلام حلق العانة والأشعار حول الدبر كلما طالت تأميناً لنظافتها المستمرة ولأنها من أكثر مناطق الجسم تعرضاً للتلوث والمرض[23].


6- نتف الابط:

فهو أيضاً مكاناً لتجمع العرق، فلا تخلو هذه المواضع من العرق لا صيفاً ولا شتاءً. ويؤكد الطب الحديث على أن نمو الأشعار تحت الإبطين بعد البلوغ يرافقه نضوج غدد عرقية خاصة تفرز مواد ذات رائحة خاصة إذا تراكم مع الأوساخ والغبار أزنخت وأصبح لها رائحة كريهة، وإن نتف هذه الأشعار يخفف إلى حد كبير من هذه الرائحة، ويخفف من الإصابة بالعديد من الأمراض التي تصيب تلك المنطقة كالمذح والسعفات الفطرية والتهابات الغدد العرقية (عروسة الإبط) والتهاب الأجربة الشعرية وغيرها، كما يقي من الإصابة بالحشرات المتطفلة على الأشعار كقمل العانة [24].



7- تقليم الأظافر:

تقليم الأظافر من علامات النظافة ومن دلالات الجمال، جعلها النبي - صلى الله عليه وسلم - من خصال الفطرة ومحاسن العادات، لما لها من آثار واضحة على نظافة الفرد، فقد تتراكم الفضلات والجراثيم والنجاسات تحتها وذلك يتنافى مع الطهارة المطلوبة، فضلاً عما قد تحدثه من آثار صحية سلبية.



وفي بحث قدمه د. يحيى الخواجي ود. أحمد عبد الآخر في المؤتمر العالمي للطب الإسلامي أكدّاً فيه أن تقليم الأظافر يتماش مع نظرة الإسلام الشمولية للزينة والجمال. فالله سبحانه خلق الإنسان في أحسن تقويم، وجعل له في شكل جمالي أصابع يستعملها في أغراض شتى، وجعل لها غلافاً قرنياً هو الظفر يحافظ على نهايتها. وبهذا التكوين الخلقي يتحدد الغرض من الظفر ويتحدد حجمه بألا يزيد على رأس الأصبع ليكون على قدر الغرض الذي وجد من أجله. ومن جهة أخرى فإن التخلص من الأوساخ وعوامل تجمعها يعتبران من اهم أركان الزينة والجمال، وإن كل فعل جمالي لا يحقق ذلك فهو وردود على فاعله. وإن تقليم الأظافر بإزالة الأجزاء الزائدة منها يمنع تشكل الجيوب بين الأنامل والأظافر والتي تتجمع فيها الأوساخ، ويحقق بذلك نظرة الإسلام الرائعة للجمال والزينة.



الأضرار الصحية الناجمة عن إطالة الأظافر: تحمي الأظافر نهايات الأصابع وتزيد صلابتها وكفاءتها وحسن أدائها عند الاحتكاك أو الملامسة، وإن الجزء الزائد من الظفر والخارج عن طرف الأنملة لا قيمة له ووجوده ضار من نواح عدة لخصّها الزميلان خواجي وعبد الآخر في عاملين أساسيين:

الأول: تكون الجيوب الظفرية بين تلك الزوائد ونهاية الأنامل والتي تتجمع فيها الأوساخ والجراثيم وغيرها من مسببات العدوى كبيوض الطفيليات، وخاصة من فضلات البراز والتي يصعب تنظيفها، فتتعفن وتصدر روائح كريهة ويمكن أن تكون مصدراً للعدوى للأمراض التي تنتقل عن طريق الفم كالديدان المعدية والزحار والتهاب الأمعاء، خاصة وأنّ النساء هُنّ اللواتي يحضرون الطعام ويمكن أن يلوثن بما يحملن من عوامل ممرضة تحت مخالبهن الظفرية.


الثاني: إن الزوائد (المخالب) الظفرية نفسها كثيراً ما تحدث أذيات بسبب أطرافها الحادة قد تلحق الشخص نفسه أو الآخرين وأهمها إحداث قرحات في العين والجروح في الجلد أثناء الحركة العنيفة للأطراف خاصة أثناء الشجار وغيره. كما أن هذه الزوائد قد تكون سبباً في إعاقة الحركة الطبيعية الحرة للأصابع، وكلما زاد طولها زاد تأثيرها على كفاءة أصابع اليد أشد، حيث نلاحظ إعاقة الملامسة بأطراف الأنامل وإعاقة حركة الانقباض، وكذا تقييد الحركات الطبيعية للإمساك والقبض[25]. أ. هـ.



8- غسل البراجم:

والبراجم: هي الكلف التي فوق مفاصل الأصابع، حيث تتجمع بينها الأوساخ، لذلك حث على إزالتها.



9- المضمضة والاستنشاق والاستنثار.



10- الاستنجاء.

ويستحب الاتيان بهذه الخصال أسبوعياً، استكمالاً للنظافة، وقد حدد النبي - صلى الله عليه وسلم - أقصى وقت لهذه الخصال أربعين يوماً، حيث أنه لو زاد على ذلك الوقت لظهر ضررها وبان أذاها وتركت أثراً، قال أنس - رضي الله عنه - وقت لنا في قص الشارب، وتقليم الأظافر، ونتف الإبط، وحلق العانة، أن لا نترك أكثر من أربعين ليلة " [26].



إكرام شعر الرأس إذا وفر:

أباح النبي - صلى الله عليه وسلم - توفير الشعر، وذلك لمن يكرمه ويهذبه، فقد قال - صلى الله عليه وسلم - في حديث ابن عمر: " احلقوا كله، أو ذروا كله " [27]، وقد أمر - صلى الله عليه وسلم - من وفر شعره أن يكرمه، قال - صلى الله عليه وسلم -: " من كان له شعر، فليكرمه " [28].



كما أنه - صلى الله عليه وسلم - نهى عن القزع، عن ابن عمر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى عن القزع، قال " أبى عبيدالله " قلت لنافع: وما القزع؟ قال: يحلق بعض رأس الصبى ويترك بعض " [29]. حفاظاً على سمت المسلم وهيئته، واستجلاباً للوقار والاحترام، فلا شك أن حلق بعض الرأس دون البعض يجلب الاستهانة بصاحبه ويذهب بالهيبة والوقار، فضلاً عن أن إكرام الشعر والاعتناء به يضفي على صاحبه الجمال والزينة اللذان تأنس بهما النفوس، وتنفر من ضدهما.



تطهير الثياب:

حث الإسلام على هندمة الملابس وتنسيقها وأمر بتطهيرها، قال تعالى: ﴿ وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ ﴾ [المدثر: 4]، كما أ وصى النبي - صلى الله عليه وسلم - أصحابه وهم قادمون من سفر: " إنكم قادمون على إخوانكم فأصلحوا رحالكم وأصلحوا لباسكم حتى تكونوا شامة في الناس، فإن الله لا يحب الفحش ولا التفحش" [30].



وقال النابغة:

رقاق النعال طيب حجزاتهم
يحيون بالريحان يوم السباسب
يحييهم بيض الولائد بينهم
وأكسيه الأضاريح فوق المشاجب
يصونون أجساداً قديماً نعيماً
بخالصه الاردان خضر المناكب


النهى عن التبول في الماء الراكد:

نهى النبي - صلى الله عليه وسلم -، عن التبول في الماء الراكد، لأنه ينجس بذلك، ولا يأمن من أن يأتي غيره فيستعمله، فنهى - صلى الله عليه وسلم - عنه من قبيل الوقاية والطهارة.



وقال - صلى الله عليه وسلم - في حديث أبى هريرة: " لا تُبل في الماء الدائم الذي لا يجرى، ثم تغتسل منه " [31].



غسل الإناء الذي شرب فيه الكلب:

قال - صلى الله عليه وسلم -: " إذا ولغ الكلب في إناء أحدكم فليرقه، ثم ليغسله سبع مرار"، وزاد في رواية أخرى " أولهن بالتراب " [32].



ثبت علمياً أن سؤر الكلب يحوى أنواعاً من الميكروبات يصعب إزالتها بالغسل العادي، فتحتاج في تطهيرها إلى تكرار الغسل واستخدام أقوى المساحيق.



نظافة المسكن:

عن صالح ابن أبي حسان قال سمعت سعيد بن المسيب يقول: إن الله طيب يحب الطيب نظيف يحب النظافة كريم يحب الكرم جواد يحب الجود فنظفوا - أراه قال: أفنيتكم ولا تشبهوا اليهود، فقال حدثنيه عامر بن سعد عن أبيه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مثله إلا أنه قال: " نظفوا أفنيتكم " [33].



وأخيراً يجب أن نعلم أبنائنا معنى النظافة، وأنها ليست كلمة تقال وإنما هي سلوك يظهر، ونعلمهم أيضاً أنها من الدين، ونبين لهم مخاطر التهاون في النظافة وأن يكون المربيين قدوة لهم في ذلك، وينبغي أن نعلمهم أداب النظافة وصورها، ونخص بالذكر بعض السلوكيات التي يقع فيها الاطفال خاصة مثل: إلقاء أغلفه المأكولات السريعة في الطرقات وأكل المسليات ورمى القشر في الطريق، وما إلى ذلك.


[1] [رواه البخاري "9"، ومسلم " 35 "].

[2] [مسلم " 223 "، والترمذي، وابن ماجه].

[3] [مسلم " 224 "، والترمذي، ابن ماجه].

[4] [البخاري " 877 "، ومسلم " 844 "].

[5] [البخاري " 898 "، ومسلم " 849 "].

[6] [البخاري " 162 "، ومسلم " 278 "].

[7] [مسلم " 269 "، وأبو داود].

[8] [البخاري " 5889 "، ومسلم " 257 "].

[9] [مسلم " 261 "، والترمذي، والنسائي، وأبو داود، وابن ماجه].

[10] [البخاري " 5888 "، ومسلم " 259 "].

[11] [البخاري " 5893 "، ومسلم " 259 "].

[12] [روائع الطب الإسلامي، محمد نزار الدقر، موقع موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة، نقلاً عن مجموعة من الأطباء].

[13] [الترمذي، وصححه الألباني في صحيح الجامع " 4696 "].

[14] [رواه أبو داود، وصححه الألباني في صحيح الجامع " 4696 "].

[15] [البخاري " 887 "، ومسلم " 252 "].

[16] [رواه مسلم " 253 "، والنسائي، وأبو داود، وابن ماجه].

[17] [مرجع سابق].

[18] [رواه أحمد، والنسائي، وصححه الألباني في صحيح الجامع " 3124 "].

[19] [مسلم " 2252 "، والترمذي، والنسائي، وأبو داود].

[20] [مسلم " 2253 "، والنسائي، وأبو داود].

[21] [البخاري " 6298 "، مسلم " 2370 "].

[22] [السيد سابق فقه السنة، الطبعة الثانية، القاهرة: دار الفتح للإعلام العربي (1999 ).، حاشيه،ص " 43 " ج " 1 "].

[23] [روائع الطب الإسلامي، نقلاً عن عبد الزاق الكيلاني وعادل بربور].

[24] [نفس المرجع السابق].

[25] [مرجع سابق].

[26] [مسلم " 258 "، والترمذي، والنسائي، أبو داود، وابن ماجه].

[27] [أبو داود، وصححه الألباني في الصحيحة " 1123"].

[28] [رواه أبو داود، وصححه الألباني في الصحيحة " 500 "].

[29] [البخاري " 5920 "، ومسلم " 2120 "].

[30] [سبق تخريجه].

[31] [البخاري " 239 "، ومسلم " 282 "].

[32] [البخاري " 172 "، ومسلم " 279 "].

[33] [والترمذي، رواه الألباني في المشكاة وقال حسن " 4487 "].


♥️••♥️••♥️••♥️••♥️••♥️••♥️••♥️••♥️••♥️••♥️••♥️••♥️••♥️••♥️••♥️
لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ♥️لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ العَلِيِّ العَظِيمِ ♥️سُبْحَانَ اللَّهِ ♥️وَالْحَمْدُ لِلَّهِ ♥️وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ♥️وَاللهُ أَكْبَرُ
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ، ♥️وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، ♥️كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، ♥️وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، ♥️إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، ♥️وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ، ♥️وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، ♥️كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، ♥️وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ،♥️فِي الْعَالَمِينَ ♥️إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ ♥️صَلَّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
أسْتَغْفِرُ اللهَ العَظِيمَ ♥️الَّذِي لاَ إلَهَ إلاَّ هُوَ، ♥️الحَيُّ القَيُّومُ، ♥️وَأتُوبُ إلَيهِ
حَسْبِيَ اللَّهُ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ ♥️عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ ♥️وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ
حسبنا الله ♥️♥️ونعم الوكيل ♥️نعم المولى ♥️ونعم النصير
اللَّهُمَّ انصر واعز الاسلام والمسلمين ♥️واعلي بفضلك كلمتي الحق والدين

*۞ اللَّهُمَّ إجعل ما كتبناهُ وما قلناهُ وما نقلناه ♥️حُجة ً لنا لا علينا ♥️يوم ان نلقاك *

وأنا مُلْتَمِسٌ من قارئ حازَ من هذا السِّفر نَفْعَاً ألا ينساني بدعوة صالحة خالصة في السَّحَر ، وليعلم أن ما في هذا الكتاب مِن غُنْم فحلال زُلال له ولغيره ، وما كان مِن غرم فهو عَلَى كاهلي وظهري ، وأبرأ إلى الله من كل خطأ مقصود ، وأستعيذه من كل مأثم ومغرم ‏.‏
فدونك أيها القارئ هذا الكتاب ، اقرأه واعمل بما فيه ، فإن عجزت فَأَقْرِأْهُ غيرَك وادْعُه أن يعمل بما فيه ، فإن عجزتَ – وما إِخَالُكَ بِعَاجِزٍ – فبطْن الأرض حينئذ خيرٌ لك من ظاهرها ‏.‏
ومن سويداء قلبي أسأل الله تبارك وتعالى أن ينفعك بما فيه وأن يقوّيَك على العمل بما انتفعت به ، وأن يرزقك الصبر على ما قد يلحقك من عَنَتٍ وأذى ، وأن يتقبل منك سعيك في خدمة الدين ، وعند الله اللقاء ، وعند الله الجزاء
ونقله لكم الْأَمَةُ الْفَقِيرَةَ الى عفو الله ومرضاته . غفر الله لها ولوالديها ولاخواتها وذرياتها ولاهلها ولأُمّة نبينا محمد صَلَّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اجمعين ويجعلنا من عباده الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ وَالْمُنفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِوَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنْ النَّاسِ وَالْمُحْسِنِينَ والْمُتَّقِينَ الأَحيَاءِ مِنهُم وَالأَموَاتِ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِحَيِّنَا وَمَيِّتِنَا وَصَغِيرِنَا وَكَبِيرِنَا وَذَكَرِنَا وَأُنْثَانَا وَشَاهِدِنَا وَغَائِبِنَا ، اللَّهُمَّ مَنْ أَحْيَيْتَهُ مِنَّا فَأَحْيِهِ عَلَى الْإِيمَانِ ، وَمَنْ تَوَفَّيْتَهُ مِنَّا فَتَوَفَّهُ عَلَى الْإِسْلَامِ ويجمعنا اجمعين فى اعلى درجات الجنة مع نبينا محمد وجميع النَّبِيِّينَ والْمُرْسَلِينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا
تحققت الآمال و توفر لهم كل شئ فلم يبق إلا الثناء
وأخيرًا أسأل الله أن يتقبلني انا وذريتى ووالداى واخواتى واهلى والمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات وامة محمد اجمعين صَلَّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الاحياء منهم والاموات شهيدًا في سبيله وأن يلحقناويسكنا الفردوس الاعلى من الجنة مع النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا أسألكم أن تسامحوني وتغفروا لي زلاتي وأخطــائي وأن يرضى الله عنا وترضــوا عنــا وتهتمــوا وأسال الله العظيم ان ينفع بمانقلت للمسلمين والمسلمات
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وبِحَمْدِكَ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ
دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ ۚ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
آميــٍـِـِـٍـٍـٍنْ يـــآرّبْ العآلميــــن
♥️♥️♥️۞ وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَىَ وأَعْلَمُ وأَحكَمُ، ورَدُّ العلمِ إليه أَسلَمُ ♥️♥️♥️
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://el-quran.ahlamontada.com
 
الماء والنظافة في الإسلام
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الصبر في الإسلام
» أهمية شرب الماء والتغذية المتوازنة للأمهات المرضعات
» أطفالنا وحب الإسلام
» الذبح في الإسلام
» الختان في الإسلام

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
القرآن الكريم والسُنَّة النبوية والاعجاز :: ♥((اقسام الصحة والتنمية والطب البديل))♥ :: الهدى الصحى الأسلامى-
انتقل الى: