الاستثمار الآمن لأموال التأمينات
لو أنه تم استثمار أموال التأمينات، والتى تتجاوز الـ 600 مليار جنيه، بالشكل الأمثل، لكانت الأوضاع المعيشية لأصحاب المعاشات، أفضل مما هى عليه الآن بكثير. ولما رأينا اصحاب المعاشات يتظاهرون للمطالبة بزيادة قيمة المعاشات، لمساعدتهم على مواجهة أعباء المعيشة.
هنا يطرح الدكتور محمد عطيه أحمد سالم رئيس قطاع التخطيط وبحوث الاستثمار والمعلومات الأسبق بوزارة التأمينات- فى دراسة متخصصة - سبق أن أعدها حول مشاكل نظم التأمين الاجتماعي، وأسباب تدنى المعاشات، والسبل المثلى لاستثمارأموال التأمينات- عدة خطوات يمكن من خلالها الاستثمار الأمثل لأموال التأمينات، فقد حان الوقت للبدء فورا بتحرير أموال التأمين الاجتماعى من سيطرة وزارة المالية, وإستثمارها فى بورصة خاصة للتأمين الاجتماعى تقل فيها معدلات الخطر وتحقق العائد الذى يتناسب مع المعدل الفنى لتصميم النظام, كما يجب أن تتحمل الخزانة العامة بالتزاماتها الصادرة بقوانين, وهى السبب الرئيسى لعجز صناديق التأمين الاجتماعى عن تحقيق أهدافها, وهى إلتزامات لا علاقة لها بنظم التأمين الاجتماعى الصادرة بقوانين, حيث تحقق الصناديق فائضا يمكن استثماره لزيادة المزايا وفقا لمبادى التأمين الاجتماعي
والحال كذلك،
ينبغى تطوير نظام التأمين الاجتماعي, وتحرير صناديق التأمين الاجتماعى من سيطرة وزارة المالية, وإنشاء أطر جديدة لنظم الإدخار الشخصية تطبق إخيتاريا وتكون مكملة للنظام الحالى وليست بديلا له, وهذا هو المطبق فى كل دول العالم المتحضرة, وتطوير نظم الصناديق التكميلية والبديلة القائمة وتوفير الضمانات الكافية لها, والفصل بين إلتزامات الدولة فى مجال التضامن الاجتماعى وتخفيف حدة الفقر وإلتزاماتها فى مجال التأمين الاجتماعي, وتحمل الخزانة العامة بالأعباء المقررة بقوانين, وعدم خلط الأوراق, ومن الأهمية, تحرير التدفقات النقدية إلى بنك الاستثمار القومي, وذلك بتخفيض التحويلات إليه والاستمرار فى صرف العائد المتفق عليه لصناديق التأمين الاجتماعي, وتنويع مكونات المحفظة الاستثمارية للهيئة, مع توجيه الأموال إلى المجالات التى تحقق الضمان قبل الربحية, الاستثمارات التى تقل فيها المخاطرة إلى أدنى حد ممكن. وعدم الاستثمار الدولى لهذه الأموال, وأن يكون الاستثمار فى أوراق مالية حكومية( أذون أو سندات الخزانة) والأوراق المالية المضمونة من الحكومة, وعدم زيادة الجزء المستثمر فى سوق الأوراق المالية بصورتها الحالية, وإنشاء البورصات الخاصة الواردة بقانون سوق المال, فمازالت الأحكام الخاصة بها معطلة, ومن الضرورى إنشاء بورصة للتأمين الاجتماعى توفر الضمان وتقلل المخاطرة فى استثماراتها, ومعالجة مشكلة الأرصدة المتراكمة لدى بنك الاستثمار القومي, إما بردها تد ريجيا للهيئة القومية للتأمين الاجتماعى مع إستمرار سداد العائد المناسب من الناحية الفنية, أو إصدار سندات تضمن هذه الاموال وإستمرار سداد العائد حتى تتمكن الصناديق من مواجهة التزاماتها وتطوير مزاياها, وليس بإصدار صكوك تتحكم فيها وزارة المالية, وتطوير أداء بنك ناصر الاجتماعى ليكون جهازا مصرفيا يختص بإدارة أموال التأمين الاجتماعي, مع ربط السياسة الاستثمارية لهذه الأموال بأهداف نظم التأمين الاجتماعي, وضرورة ربط السياسة الاستثمارية للأموال بأهداف نظم التأمين الاجتماعي, وتحقيق استقلالية اجهزة التأمين الاجتماعى فى مجالات التمويل والاستثمار والحد من سيطرة الدولة والتدخل الحكومى فى السياسات التمويلية والاستثمارية لنظم التأمين الاجتماعي, ومن أكثر الأهداف أهمية تكوين محفظة استثمارية لأموال التأمين الاجتماعى يراعى فيها إعتبارات ضمان الأموال والسيولة والعائد المناسب والمخاطر الأقل، وكذلك تحرير أموال التأمينات من سيطرة المالية التى تتحكم حتى فى تمويل زيادة المزايا المقررة بقانون التأمينات، وإنشاء بنك للتأمينات يتولى تجميع الاشتراكات من الصناديق، وتصرف من خلاله المعاشات، ويضم فى هيكله جهاز لاستثمار فوائض الأموال بما يحقق لها أعلى عائد، ويساهم فى تطوير الخدمات التأمينية وزيادة المعاشات، ولا مانع من إقراض الحكومة بشروط تضمن سلامة الأموال وبمعدل عائد يحافظ على قيمتها التى أهدرها وزراء المالية خلال السنوات الماضية
الفرق «رهيب» بين الراتب والمعاش!
بين آخرراتب وأول معاش فجوة كبيرة، تصيب أصحاب المعاشات بالصدمة، فبعد أن كان الواحد منهم يتقاضى آلاف الجنيهات شهريا، يلبى بها نفقات واحتياجات المعيشية لأسرته،
يجد نفسه غير قادر على الانفاق على أسرته بسبب تدنى قيمة المعاش التى تقل عن الأف جنيه شهريا أو يزيد قليلا، ولم يتوقع أحد من أصحاب المعاشات أنه سيواجه هذه الظروف المادية الصعبة بعد36 عاما فى العمل الحكومي, فأصبحت المعاشات لا تكفي, خاصة فى ظل الارتفاع الجنونى فى الأسعار, وزيادة نفقات الايجار, وفواتير المياه, والكهرباء.والمأكل, والملبس, والعلاج. بينما يحمل الكثيرون منهم هموم ذلك اليوم, الذى سيخرجون فيه على المعاش, فتنقطع عنهم المكافآت والحوافز, وتتدنى دخولهم لدرجة لا يستطيعون معها تلبية نفقات المعيشة!
البداية مع سعيد الصباغ رئيس نقابة أصحاب المعاشات، والذى كان يعمل مديرا لإدارة الحركة والصيانة، لدى الشركة المصرية لتجارة الكيماويات والمعادن، خرجت على المعاش المبكرعام 2000، وكان آخر راتب تقاضيته 1800 جنيه، أما أول معاش حصلت عليه فقد كانت قيمته 478 جنيها، وطبعا هناك فجوة كبيرة بين آخر راتب تقاضيته وأول معاش بعد خروجى من الخدمة، ومن ثم كانت – ومازالت- وجهة نظر النقابة متمثلة فى أن يكون الحد الأقصى لاشتراك الأجر التأميني، قريبا من الأجر الحقيقى للموظف أثناء فترة عمله، إذ ليس من المعقول أن يكون متوسط الأجور فى العام الحالى – 2016- نحو 8 آلاف جنيه لعدد ليس بقليل من الموظفين، بينما يكون الحد الأقصى للاشتراك التأمينى حتى 31 ديسمبر 2015 (1830 جنيها للأجر المتغير) و(987٫5 للأساسي) يعنى 2800 جنيه، مع العلم بأن المعاش الكامل يساوى 80% من متوسط الأجر لمن اشترك فى التأمينات عن مدة كاملة تساوى 36 عاما، ويتضح من ذلك بأن أعلى معاس سيبلغ 80% من الـ 2800 جنيه، فى حين يبلغ متوسط الأجر 8 آلاف جنيه لعدد ليس بقليل من العاملين كما ذكرت..
أما الحالة الثانية،
فهى لصاحب معاش كان يعمل مهندسا كيمائيا لدى شركة الحديد والصلب بحلوان، وخرج على المعاش المبكر فى عام 2001، وكان آخر راتب تقاضاه هو 2000 جنيه، وتقاضى 120 جنيها معاشا شهريا، ومن يطالب برفع الأجر التأميني، بحيث يحصل صاحب المعاش على 80% من آخر راتب تقاضاه قبل الخروج على المعاش، ما يعنى أنه لو كان الموظف يتقاضى راتبا شهريا قدره 10 آلاف جنيه، فإنه سيحصل على معاش شهرى قدره 8 آلاف جنيه، ما يضمن حياه كريمة له ولأسرته، ومساعدته على تحمل أعباء المعيشة، وغلاء الأسعار المتزايد.
الصورة لا تختلف كثيرا لدى جمال يوسف سليمان عضو مجلس إدارة النقابة العامة لأصحاب المعاشات، وأمين الصندوق المساعد، حيث كان يعمل لدى شركة العبوات الدوائية والمستلزمات الطبية، وكانت تتبع وزارة الصحة، فيما تم نقل تبعيتها فيما بعد إلى وزارة الاستثمار وقد خرج على المعاش فى عام 2008، وكان آخر راتب تقاضاه 1500 كراتب شامل، بينما حصل على أول معاش شهرى بقيمة 1057 بعد 44 عاما فى الخدمة، مشيرا إلى أنه قبل عامين كان يتم خصم 500 جنيه قيمة الاشتراك التأميني، بينما تم رفع سقف الاشتراك حتى 12 ألف جنيه، ما سيحسن قيمة المعاش للذين سيخرجون على المعاش من العمل الحكومي، وللأجيال القادمة ايضا، مشيرا إلى أن علاوة يوليو، والتى ستؤدى لزيادة المعاش بنسبة 10% مناسبة فى ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التى تمر بها البلاد، إلى أن تتحسن تلك الأوضاع خلال المرحلة المقبلة، فستتحسن معها قيمة المعاشات.
غلاء المعيشة
والحال نفسه، يشكو منه إبراهيم أبو العطا، والذى كان يعمل فى قطاع التعمير، وبالتحديد لدى شركة الأسمنت المسلح، وخرج على المعاش فى عام 2004، وكان آخر راتب شامل تقاضاه هو 2500 جنيه، وتقاضى 350 جنيها معاشا شهريا، والآن وصل معاشه الشهرى إلى 2000 جنيه، لكنه مازال يؤكد على أن غلاء المعيشة لم يترك فرصة لصاحب المعاش، مشيرا إلى أن هناك مشكلة تتعلق بالتشريعات والقوانين المتعلقة بالتأمينات والمعاشات، مطالبا - فى الوقت نفسه- بضرورة رفع قيمة الأجر التأميني، ولو تم تحصيل اشتراك تأمينى أعلى من الموظف أثناء خدمته لتقاضى معاشا شهريا كريما يكفيه، ويلبى احتياجات أسرته، ويساعده على مواجهة ارتفاع معدلات التضخم وغلاء الأسعار.
علاوة مايو 2008
أما طلعت مخيمر، فقد كان يعمل رئيسا لنقابة بشركة « كولدير»، وتم انتدابه كمدير عام ، وخرج على المعاش فى 26 مايو من عام 2008، وكان آخر راتب شامل تقاضاه هو 3 آلاف جنيه، وتقاضى 1010 جنيهات معاشا شهريا، وتكمن مشكلته فى أن لم تحتسب له علاوة مايو 2008، والتى كانت مقررة بـ 30% بموجب القرار الجمهورى الصادر فى 1 مايو من عام 2008، ولم يحصل على تلك العلاوة لا فى الراتب، ولا بعد خروجه على المعاش، وكذلك الحال بالنسبة لمن خرجوا على المعاش فى 1 إبريل من عام 2011، هؤلاء أيضا لم يحصلوا على العلاوة المقررة بـ 15 %، ومن ثم يطالب بضرورة صرف علاوة مايو 2008 له، حيث يؤكد أنه لم يحصل عليها لا على الراتب، ولا على معاشه الشهري.
رسالة من اصحاب المعاشات الى السيد/رئيس جمهورية مصر العربية
اقرئها سيدى واعلم ان انصافنا هو العدل الاجتماعى الضائع فى مصر حتى الان
وهذه مطالبنا فى بيان شمل جميع الظلم الواقع علينا نرجوا ان نعيش حياة ادميه كريمه
فى مصرنا الذى ضحينا من اجلها طوال اكثر من 40 عام
سيدى اقيم دولة العدل فى قلبكم تفم على ارضكم
والله الموفق
بيان صادر من مجلس إدارة النقابة العامة لأصحاب المعاشات
بات واضحاً لمجلس إدارة النقابة العامة لأصحاب المعاشات أن الحقوق أصبحت تنتزع بقوة التظاهر والضغط على المؤسسات التشريعية والتنفيذية ، وأن الحقوق فى مصر أصبحت كعكة يحصل على النصيب الأوفر منها الأعلى صوتاً والأكثر ضجيجاً حتى لو لم تكن هذه الحقوق موضوعية ، وبالرغم من أن أصحاب المعاشات وصل عددهم إلى ما يقرب من 8.5 مليون صاحب معاش يشكلون وأسرهم 40% من الشعب المصرى أمضى أغلبهم أكثر من أربعين عاماً فى خدمة الوطن وفى كل مواقع العمل ومن بين هذه المدة خدمة فى خطوط القتال الامامية للدفاع عن مصر وشعبها تصل إلى 7 سنوات ، إلا أن حقوقهم مازالت مهضومة ومحل مساومة وقد توارت حتى أنها أصبحت تأتى فى أخر إهتمامات المسئولين على الرغم من أنهم يمتلكون هم والمؤمن عليهم أموالاً بلغت قيمتها 465 مليار جنيه إستفاد منها الجميع إلا هم أنفسهم ، ولكى ندلل على ذلك فإن العاملين بالدولة والقطاع العام قد إرتفعت دخولهم بما لا يقل عن 250% من أجورهم الأساسية فى الوقت الذى حصل فيه أصحاب المعاشات على علاوة قدرها 10% فى 1/1/2012 بشق الأنفس .
ويؤكد هذه التفرقة مثالاً أخر فقد زادت معاشات القوات المسلحة حيث زاد معاش رتبة اللواء متقاعد لتصل إلى 4500 جنيه فى مقابل معاش وكيل أول الوزارة الذى يعادله فى نفس المستوى الوظيفى 1675 جنيه ، وفى نفس الوقت تعكس الزيادة التى طرأت على أجور العاملين بالشرطة من خلال القانون الذى أقره مجلس الشعب خلال شهر مايو 2012 حجم الظلم الواقع على أصحاب المعاشات فإن أجر اللواء وصل إلى 12 ألف جنيه شهرياً وفى أدنى السلم الشرطى مرتب الخفير ثالث 840 جنيه ، وقد تبين من خلال هذه الأمثلة حجم التفرقة والظلم الاجتماعيين على عاتق أصحاب المعاشات، وأسرهم الذين يعيشون على حد الكفاف .
أولاً : سرعة إسترداد أموال صناديق التأمينات الاجتماعية وتحديد جدول زمنى لعملية الاسترداد لا يتجاوز 5 سنوات على أن تحسب فوائد على كامل الرصيد الذى لم يسترد بنفس أسعار الفائدة السائدة فى البنوك.
ثانياً : إعادة هيكلة جميع المعاشات بما يتناسب مع الزيادات الهائلة فى الأسعار نتيجة للزيادات المستمرة فى دخول جميع الفئات بسبب ارتفاع الأسعار والتى حُرم منها أصحاب المعاشات مع سرعة إقرار الحد الأدنى للمعاش الذى يكفل حياة كريمة ولائقة لصاحب المعاش وأسرته.
ثالثاً : صرف علاوة أجتماعية لأصحاب المعاشات إعتباراً من 1/7/2012 لا تقل بأى حال من الأحوال عن 30% من إجمالى المعاش تتحمله الخزانة العامة للدولة وبحد أدنى 100 جنيه.
رابعاً : إلغاء المادة 20 وجدول 9 من القانون 130 لسنة 2009 والعودة إلى جدول 8 من القانون 79 لسنة 1975.
خامساً : ضم فروق علاوات 2005 و2006 و2007 والتى بلغت نسبة الخفض فيها 12.5% مع تدرج فرق العلاوة بالزيادات التى تمت فى السنوات اللاحقة عليها أسوة بما تم مع فرق علاوة 2008.
سادساً : حل مشكلة أصحاب المعاشات المضارين من تقديم صرف العلاوة الاجتاعية فى 1/5/2008 و1/4/2011
سابعاً : سرعة أستكمال إعادة تسوية معاشات أصحاب المعاش المبكر فى الشركات التى لم يطبق عليها قاعدة 140%.
ثامناً : صرف فروق تعويضات المعاش المبكر بنفس المبالغ التى تم صرفها للدفعات الأخيرة فى الشركات التى تم خصخصتها أو تصفيتها .
تاسعاً : صرف فروق أرصدة الإجازات لمن أُحيلوا إلى المعاش ولم يتم صرف كامل رصيد الاجازات لهم حتى الآن .
عاشراً : العمل على سرعة تنقية القوانين الخاصة بالتأمينات الاجتماعية وسد الثغرات بها مع تعديل الحد الأدنى للأجر التأمينى والتأمين على الأجور الحقيقية للعاملين فى كل قوانين التأمين الاجتماعى وفى كل قطاعات العمل .
إن النقابة العامة لأصحاب المعاشات بإسم 8.5 مليون صاحب معاش وأسرهم توجه هذه الصرخة الأخيرة إلى كل المسئولين فى الوطن وعلى كل المستويات وفى مقدمتها سيادة السيد/رئيس جمهورية مصر العربيةو السلطة التشريعية والقضائية والتنفيذية ، وحتى لا يُفرض على أصحاب المعاشات النزول إلى الشوارع تعبيراً عن غضبهم من هذا الظلم البَّين والتفاوت الرهيب فى المعاملة بين أبناء الوطن فى الوقت الذى كانوا ينتطرون فيه المساندة من الجميع .
والله الموفق لما فيه خير مصر وشعبها،
منقول من النقابة العامة لاصحاب المعاشات
في رسالة عاجلة من اتحاد المعاشات للرئيس .. هذه بعض من همومنا.. فهل لنا من منحة ؟!
الرئيس عبد القتاح السيسىعاجل: من اتحاد المعاشات
في رسالة جديدة بعث بها الاتحاد العام لنقابات أصحاب المعاشات إلى رئيس الجمهورية بمناسبة عيد تحرير سيناء من المحتل الصهيوني الذي قدم في سبيل تحقيقه الملايين من شباب مصر في ذلك الحين “وهم أصحاب معاشات اليوم” دماءهم من أجل استقلال هذا الوطن، بينما يستقبلون في الأول من مايو عيد العمال وسط غضب واستياء وشعور يتنامى بظلم السلطة وتناسيها لما قدمه فرسان إنتاج الأمس من تضحيات وعرق لبناء قلعة صناعية شامخة على امتداد الأراضي المصرية شهد بها العالم أجمع، فإذا بهذه المنجزات تتحول على امتداد سنين طويلة إلى أطلال ومجرد ذكريات ورغم هذا الموقف من الدولة فإنهم مازالوا – كما تقول سطور الرسالة – يعلنون وبلا تردد وقوفهم صفاً واحداً في مواجهة عناصر التخريب والتخلف والمعادين للوحدة الوطنية، مؤيدين للحرب المنتصرة التي يخوضها أبناؤهم وأحفادهم من قواتهم المسلحة والشرطة المدنية ضد اوكار الإرهاب أينما كانت.
وتمضي سطور الرسالة موضحة للرئيس ومؤكدة على عدد من النقاط تشرح فيها المأساة الإنسانية التي يعيشها ما يزيد على 9 ملايين صاحب معاش وأسرهم.
تقول سطور الرسالة:
1- لعل سيادتكم أكثرنا معرفة بحقيقة الظروف الاقتصادية الصعبة والمعاناة اليومية لأصحاب المعاشات التي تحوّل معها أنينهم إلى صراخ بصوت عالِ يطلبون من يغيثهم، يشهد على ذلك تردى أحوالهم المعيشية بما لم يعد فى قدرة الأغلبية للاستمرار على قيد الحياة “اكتئاباً أو انتحاراً أو جوعاً أو مرضاً” وبرغم أن التسوّل من المهن المرفوضة اجتماعياً وإنسانياً، إلا أن بعض أصحاب المعاشات أصبح يمارسونها لأنهم لم يجدوا سبيلاً آخر غيرها لسد الاحتياجات الأساسية لهم ولأسرهم وهى أمور لم تعد غائبة عن الملاحظة فى العديد من الأماكن.
2- بفعل السياسة الاقتصادية التى تنفذها الحكومة، والتى كان أصحاب المعاشات فى مقدمة ضحاياها، فقد تآكلت معاشاتهم بحكم الغلاء المستفحل وزيادة نسبة التضخم إلى (32.5 %) في مارس الماضي مقابل (9.2 %) في مارس 2016 بزيادة قاربت 400%، ولم تتراجع هذه النسبة على مدار ما يزيد على عام.. بينما يتقاضى 48% من أصحاب المعاشات مبالغ هزيلة كمعاش شهري أقل من 1200 جنيه وما يزيد على 30% يتقاضون أقل من 1000 جنيه، بل هناك 1.7 مليون يتقاضون معاشاً لا يزيد على 500 جنيه، بما تحولوا معه إلى أدنى السلّم الاجتماعى.. ولم يقف تأثير السياسة الاقتصادية عند ذلك، بل تفاقمت تلك المعاناة حيث بلغ التأثير السلبي لتحرير سعر الصرف أن القيمة الحقيقية لمعاشاتهم تناقصت بما يزيد على 50%.. ونحن على ثقة أن سيادتكم لا ترضون – بأية حال – أن تعيش أسر كاملة على مبلغ 500 أو600 أو حتى 1200 جنيه.
3- إن الحديث عن حقوق أصحاب المعاشات الدستورية والقانونية وأموالهم المدينة بها الحكومة والتى تزيد الآن على تريليون جنيه، مع تدني سعر العائد المربوطة به هذه الأموال، أصبح من قبيل التكرار التى لا طائل منه لرفض الحكومة غير المبرر لمجرد مناقشته مع أصحاب المعاشات رغم أنه التزام دستورى.
وتنهى الرسالة سطورها “بأن هذه بعض من همومناً حاولنا أن نعرضها على شخصكم الكريم بشفافية وصدق دون كذب أو تجميل أو تضليل في العرض.. وهدفنا الأول والأخير أن نحافظ على أمن وأمان هذا الوطن – الذي لا وطن لنا غيره – مع ضمان استقراره لنتمكن وبحق الخروج من المأزق الحالى”.
وأمام هذه المأساة فلم يعد لدينا ما نلجأ إليه بعد الله سبحانه وتعالى سوى سيادتكم كملاذ أخير نرفع إليكم استغاثتنا الجماعية.
آملين وبإخلاص ثقة فيكم أن تصدروا توجيهاتكم تخفيفاً على الملايين من بعض ما يعانون وأسرهم وهم يستعدون لاستقبال شهر رمضان المعظم والمدارس وظروف الحياة الصعبة التى قد وصلنا اليها ، بصرف منحة شهر فورية وعاجلة لجميع أصحاب المعاشات ، وهي وإن كانت لا تمثل حلاً لمشكلاتهم التي أصبحت ملازمة لهم ليل نهار، فقد يكون فيها تخفيف لبعض ما يشعرون به من ظلم واحجاف وعدم اهتمام الحكومة الحالية كسابقاتها.
هذه كانت بعض سطور الرسالة.. لتكون عنوان الحقيقة ومعبّرة بلا رتوش عن حجم الألم والاحتقان والغضب التي يشعر به أصحاب المعاشات.. وهم في الانتظار.. فهل من مستجيب؟!
والله الموفق
•
••
••
••
••
••
••
••
••
••
••
••
••
••
••
••
•
لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ العَلِيِّ العَظِيمِ
سُبْحَانَ اللَّهِ
وَالْحَمْدُ لِلَّهِ
وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ
وَاللهُ أَكْبَرُ
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ،
وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ،
كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ،
وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ،
إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ،
وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ،
وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ،
كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ،
وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ،
فِي الْعَالَمِينَ
إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ
صَلَّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
أسْتَغْفِرُ اللهَ العَظِيمَ
الَّذِي لاَ إلَهَ إلاَّ هُوَ،
الحَيُّ القَيُّومُ،
وَأتُوبُ إلَيهِ
حَسْبِيَ اللَّهُ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ
عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ
وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ
حسبنا الله
ونعم الوكيل
نعم المولى
ونعم النصير
اللَّهُمَّ انصر واعز الاسلام والمسلمين
واعلي بفضلك كلمتي الحق والدين
*۞ اللَّهُمَّ إجعل ما كتبناهُ وما قلناهُ وما نقلناه
حُجة ً لنا لا علينا
يوم ان نلقاك *
وأنا مُلْتَمِسٌ من قارئ حازَ من هذا السِّفر نَفْعَاً ألا ينساني بدعوة صالحة خالصة في السَّحَر ، وليعلم أن ما في هذا الكتاب مِن غُنْم فحلال زُلال له ولغيره ، وما كان مِن غرم فهو عَلَى كاهلي وظهري ، وأبرأ إلى الله من كل خطأ مقصود ، وأستعيذه من كل مأثم ومغرم .
فدونك أيها القارئ هذا الكتاب ، اقرأه واعمل بما فيه ، فإن عجزت فَأَقْرِأْهُ غيرَك وادْعُه أن يعمل بما فيه ، فإن عجزتَ – وما إِخَالُكَ بِعَاجِزٍ – فبطْن الأرض حينئذ خيرٌ لك من ظاهرها .
ومن سويداء قلبي أسأل الله تبارك وتعالى أن ينفعك بما فيه وأن يقوّيَك على العمل بما انتفعت به ، وأن يرزقك الصبر على ما قد يلحقك من عَنَتٍ وأذى ، وأن يتقبل منك سعيك في خدمة الدين ، وعند الله اللقاء ، وعند الله الجزاء
ونقله لكم الْأَمَةُ الْفَقِيرَةَ الى عفو الله ومرضاته . غفر الله لها ولوالديها ولاخواتها وذرياتها ولاهلها ولأُمّة نبينا محمد صَلَّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اجمعين ويجعلنا من عباده الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ وَالْمُنفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِوَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنْ النَّاسِ وَالْمُحْسِنِينَ والْمُتَّقِينَ الأَحيَاءِ مِنهُم وَالأَموَاتِ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِحَيِّنَا وَمَيِّتِنَا وَصَغِيرِنَا وَكَبِيرِنَا وَذَكَرِنَا وَأُنْثَانَا وَشَاهِدِنَا وَغَائِبِنَا ، اللَّهُمَّ مَنْ أَحْيَيْتَهُ مِنَّا فَأَحْيِهِ عَلَى الْإِيمَانِ ، وَمَنْ تَوَفَّيْتَهُ مِنَّا فَتَوَفَّهُ عَلَى الْإِسْلَامِ ويجمعنا اجمعين فى اعلى درجات الجنة مع نبينا محمد وجميع النَّبِيِّينَ والْمُرْسَلِينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا
تحققت الآمال و توفر لهم كل شئ فلم يبق إلا الثناء
وأخيرًا أسأل الله أن يتقبلني انا وذريتى ووالداى واخواتى واهلى والمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات وامة محمد اجمعين صَلَّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الاحياء منهم والاموات شهيدًا في سبيله وأن يلحقناويسكنا الفردوس الاعلى من الجنة مع النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا أسألكم أن تسامحوني وتغفروا لي زلاتي وأخطــائي وأن يرضى الله عنا وترضــوا عنــا وتهتمــوا وأسال الله العظيم ان ينفع بمانقلت للمسلمين والمسلمات
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وبِحَمْدِكَ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ
دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ ۚ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
آميــٍـِـِـٍـٍـٍنْ يـــآرّبْ العآلميــــن
۞ وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَىَ وأَعْلَمُ وأَحكَمُ، ورَدُّ العلمِ إليه أَسلَمُ